أسباب عدم بروز الحلمتين

أسباب عدم بروز الحلمتين

عدم بروز الحلمتين

الحلمة هي المنطقة المُلوّنة الموجودة في ثديكِ، والتي عادةً ما تكون مرتفعةً قليلاً في منتصف الهالة، إذ تحتوي كل حلمة على العديد من الفتحات الصغيرة التي تؤدّي إلى قنوات الحليب، وتسمح لحليب الثدي بالتدفّق من ثديكِ إلى طفلكِ الرضيع، ويختلف حجم وشكل الحلمات من امرأة إلى أخرى، وعادةً ما تكون الحلمات المُسطّحة ليست مرتفعة، وتبدو أنّها تتساوى مع الهالة، ومع الجلد المحيط بالثدي، والحلمات المُسطّحة أو غير البارزة تختلف عن الحلمات المقلوبة، والتي تكون مُقّعرةً للداخل بدلًا من الخارج، وفي الحقيقة تكون الحلمة العادية مُسطّحةً في الوضع الطبيعي وتبرز عند التعرّض للبرد أو للإثارة الجنسية، بينما تعاني بعض النساء من عدم تجاوب الحلمة مع أيّ تحفيز، وبقائها مُسطّحةً أو مقلوبةً للداخل، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال، بالإضافة إلى التعرّف على أشكال وأنواع الحلمات بالتفصيل[١].


ما هي أسباب عدم بروز الحلمتين؟

قد يكون عدم بروز الحلمات مصاحبًا للفتاة منذ الولادة، وهو ما يسميه الأطباء الانقلاب الخَلقي، وقد تظهر المشكلة في وقتٍ لاحقٍ من الحياة، وتُسمّى حينها بالمكتسبة، وفي الحالة الأولى لا يُشكّل عدم بروز الحلمة أيّ خطورةً صحيّةً، لكن يمكن أن يشير الانقلاب المكتسب إلى وجود مشكلةٍ طبيةٍ، مثل التهاب أنسجة الثدي، خصوصًا إذا انقلبت إحدى الحلمتين أو كلاهما في فترةٍ قصيرةٍ، وتتضمّن الحالات الطبية التي يمكن أن تُسبّب انقلاب الحلمة التهاب الثدي، وهو عدوى تصيب الغدد الثديية، أو يمكن أن ينتج عن توسّع قنوات الحليب، أو وجود خُرَّاج تحت الهالة، أو بسبب مضاعفات جراحة أجريت في الثدي، أو قد تدلّ على سرطان الثدي، إذ يُسبّب سرطان الثدي تغيّرات في الثدي مثل تقشر الحلمة أو تورمها أو إفرازات تخرج من الحلمة، وفي كل الأحوال تُعدّ مراجعة الطبيب مهمّةً للتأكّد من عدم وجود مشكلة[٢].


تعرّفي على أنواع حلمات الثدي

معظم النساء يمتلكنَ حلماتٍ شائعة أو عادية، وهي تلك التي تبرز عند الراحة، ولأنّها مُحمّلة بالنهايات العصبية تصبح منتصبةً بسبب مُحفّزات، مثل البرد، واللمس، والنشاط الجنسي، أمّا حوالي 10 بالمئة من النساء فلديهنّ حُلمات مُسطّحة أو مقلوبة، وتوجد اختلافات بين أنواع الحلمات هذه، فبعضها متجه للأمام، والبعض الآخر متجه للجوانب، كما قد تملك العديد من النساء زوجًا غير متطابقًا من الحلمات، فعلى سبيل المثال ربما تكون إحدى الحلمات أعلى من الأخرى، أو واحدة فقط مقلوبة أو مُسطّحة والأخرى عادية، ومعرفة هذه المعلومة قد يريحكِ إذا كنتِ قلقةً من أن يكون شكل حلماتكِ غير طبيعيّ، لكن أيضًا توجد بعض العلامات في الحلمة قد تشير إلى وجود مشكلةٍ صحيةٍ محتملةٍ، كما يملك حوالي 1 إلى 5 بالمئة من الأشخاص حول العالم حلمةً زائدةً، أيّ يكون لديهم أكثر من حلمتين، وإليكِ أبرز أنواع الحلمات[٣]:

  • الحلمات العادية: أو الحلمات الشائعة، ورغم اتصافها بصفاتٍ متشابهةٍ إلا أنّها تتباين في مقدار بروزها، إذ يكون بعضها منتفخًا مع الهالة التي تنتفخ إلى الخارج أيضًا، وتحتوي جميع الحلمات على نتوءاتٍ صغيرةٍ على الهالة، تُسمّى بغدد مونتغمري أو الغدد الهاليّة، والتي تفرز سائلًا يُسمّى السائل الشحمي للحفاظ على ترطيب الهالة ومنطقة الحلمة بالكامل باستمرار، وإلى جانب اختلاف الحلمات العادية في الحجم والبروز فهي تختلف أيضًا في اللون؛ إذ يمكن أن يتراوح لون الهالة من شاحب جدًا إلى بنّي غامق اعتمادًا على لون بشرتكِ، وغالبًا تصبح أغمق أثناء الحمل.
  • الحلمات المقلوبة: الحلمات المقلوبة هي تلك التي تفتقر إلى النتوء الطبيعي للخارج بل تكون مُتجّهةً للداخل، وانقلاب الحلمة هي حالة قد تولد بها الفتاة، إذ تحدث عندما تلتصق أنسجة الثدي بشدة بقاعدة الحلمة بما يكفي لمنعها من الخروج، أو بسبب قصر قنوات الحليب التي تمرّ عبر الثدي وتنفتح في أعلى الحلمة، وفي الحالات الخفيفة تكون الحلمتان مقلوبتين لكنّهما تنتصبان تلقائيًا مع التحفيز، أمّا في الحالات الشديدة فلا يمكن جعل الحلمة تبرز، وعادةً ما تكون الحلمات المقلوبة غير ضارّة صحيًّا على الرغم من أنّها قد تجعل الرضاعة الطبيعية صعبةً في بعض الأحيان.
  • الحلمات المسطحة: وهي الحلمات غير المرتفعة عن بقيّة جلد الثدي، وتبدو في نفس مستوى الهالة، وتكون هي والهالة غير متجاوبةً مع البرد أو الإثارة الجنسية، ومع أنّ حلمات العديد من النساء تكون مُسطّحة معظم الوقت لكنّها تبرز عندما تتعرّض لدرجة الحرارة المنخفضة أو للتحفيز الجنسي، وهذه ليست حلمات مسطحة، والنساء ذوات الحلمات المسطحة اللواتي يُخطّطن للرضاعة الطبيعية قد لا يواجهنَ أيّة مشاكل، إذ من المحتمل أن تبرز حلماتهنّ للخارج أثناء الحمل، ويمكن علاج هذه الحلمة بنفس العلاجات المستخدمة لعكس الحلمات المقلوبة.
  • الحلمات المتراجعة: وهي التي تكون في البداية عاديّةً كنسيج مرتفع للأعلى وبارز، لكنّها تبدأ بالانسحاب للداخل أو بتغيير موضعها أو طيّ نفسها في تجعّد ضيّق، ويُطلق عليها اسم الحُلمة المتراجعة المُكتسَبة، أو الحلمة المنكمشة، وهي على عكس الحلمة المقلوبة لن تعود للخارج عند تحفيزها، وقد يكون سبب تراجع الحلمة هو الشيخوخة أو توسّع القنوات عندما تنتفخ قنوات الحليب وتنسدّ، أو بسبب سرطان الثدي، وسيساعدكِ التصوير بالموجات فوق الصوتية للثدي أو التصوير بالرنين المغناطيسي في تحديد سبب تغيّر شكل الحلمة، والحصول على العلاج المناسب للمشكلة إن وُجدت، كما ينصح بمراجعة الطبيب على الفور إن ظهر الانكماش في حلمةٍ واحدةٍ فقط.
  • الحلمات المُشعِرة: توجد بصيلات شعر تحيط بالحلمات، لذلك من الطبيعي أن يكون لديكِ القليل من الشعر حول حلمات الثدي، ومن الآمن إزالة الشعر غير المرغوب فيه من هذه المنطقة بأيّ طريقة حتى بالليزر، لكن إذا كان نموّ الشعر مفرطًا في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى من الجسم، كالوجه، أو كانت لديكِ أيضًا أعراض أخرى مصاحبة، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، وحب الشباب، والسمنة، فراجعي طبيبكِ، إذ يمكن أن تكون هذه علاماتٍ على مشكلةٍ صحيةٍ، مثل متلازمة المبيض المُتعدّد الكيسات، وهي حالة طبيّة شائعة بين النساء ناجمة عن عدم التوازن الهرموني، أو متلازمة كوشينغ، وهي اضطراب يحدث عندما يتعرّض الجسم للكثير من هرمون الكورتيزول.


من حياتكِ لكِ

لا تُشكّل الحلمة المُسطّحة مشكلةً لكِ إن كنتِ تنوين إرضاع طفلكِ رضاعة طبيعية، وذلك لأنّ الطفل قد يستطيع التقام الحلمة بإحكام، والخبر الجيّد أنه يمكنكِ حلّ هذه المشكلة بقليل من الصبر والتدريب، إذ لا يواجه الطفل الطبيعي مشكلةً في اجتذاب الحلمة إذا وُضع بوضعيّة صحيحة ووُجّه نحو الحلمة بالضبط، فقوّة المص ستجذب الحلمة لداخل فم الرضيع وسوف تسير الأمور على ما يرام، لكن قد يعاني بعض الأطفال من مشكلةٍ في المصّ، إذ تكون قوّة المص لديهم ضعيفة، فإذا كان مولودكِ الجديد يواجه صعوبة في الإمساك بالحلمة المُسطّحة أو المقلوبة فقد تساعدكِ بعض الوسائل في حل المشكلة، إذ يمكنكِ استخدام مضخة الثدي قبل إرضاع طفلكِ فهي تجذب الحلمة للخارج، كما يمكنكِ تدليك الحلمة لدقيقة أو دقيقتين قبل الإرضاع، كما تتواجد العديد من الأدوات في الأسواق المُخصّصة لتحفيز الحلمة قد تكون مفيدة لكِ لحلّ المشكلة، أما الحلمة المقلوبة فكلّما كان انقلابها للداخل خفيفًا كانت أسهل في التعامل معها، وفي حال لم تنفع كل الطرق فاستشيري طبيبًا للمساعدة[٤].


المراجع

  1. Donna Murray, RN, BSN (2020-04-19), "Getting Your Baby to Latch on With Flat Nipples", verywellfamily, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  2. Joana Cavaco Silva (2018-10-09), "What to know about inverted nipples", medicalnewstoday, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  3. Pam Stephan (2019-11-17), "Types of Nipples", verywellhealth, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  4. llli staff (2020-09-04), "Inverted and Flat Nipples", llli, Retrieved 2020-09-04. Edited.

فيديو ذو صلة :