أسباب وضع الطفل يده في فمه

أسباب وضع الطفل يده في فمه

كيف تتطوّر حركات طفلكِ؟

تشير المهارات الحركية إلى المهارات التي تمكن الطفل من القيام بالحركات والمهام التي يقوم بها يوميًا، أما المهارات الحركية الدقيقة، فهي تلك التي تتطلب درجة عالية من التحكم والدقة في عضلات اليد الصغيرة كاستخدام الشوكة، في حين تستخدم المهارات الحركية الكبرى العضلات الكبيرة في الجسم، وتتضمن حركات أكبر كالمشي والقفز، وفي الوضع الطبيعي، يطور طفلكِ مهارات حركية معينة في أعمار معينة، ولكن لا يصل كل الأطفال إلى مراحل رئيسة في نفس الوقت بالضبط، فقد يعاني الطفل المصاب بإعاقاتٍ حركيةٍ من صعوبة في التحرك بطريقة منظمة ومنسقة، وفي حال بدا لكِ أن طفلكِ يتأخر في تطوير المهارات الحركية الدقيقة أو الكبرى؛ فلا بد من أن يخضع لتقييم وقد يحتاج إلى علاجٍ طبيعيٍ أو علاجٍ وظيفيٍ للتعويض عن ذلك[١].


لماذا يضع طفلكِ يده في فمه؟

قد يسبب وضع طفلكِ يده في فمه لكِ الحيرة، لكن يتفق معظم أطباء الأطفال على أن الطفل يقوم بذلك لأنه لا يزال يستكشف يديه؛ إذ لا يولد الأطفال وهم يعرفون أجزاء أجسامهم أو كيفية السيطرة عليها، لكن بعد مرور بضعة أشهر، سيجدون في النهاية أيديهم ويدركون أن تلك الأيدي مرتبطة ببقية أجسامهم، أي أن وضع أيديهم في أفواههم ومضغها ما هو إلا خطوة أخرى في عملية اكتشاف أجسامهم، وكيف تعمل هذه الأجسام، وما يمكنها فعله، أما إذا بدأ طفلكِ بمضغ يديه عندما يبلغ من العمر حوالي أربعة إلى سبعة أشهر؛ فقد يكون ذلك علامة على أنه في مرحلة التسنين؛ إذ تتسبب الأسنان الأولى عند اختراقها أنسجة اللثة ببعض الانزعاج؛ وهذا الانزعاج يجعله يعض أشياء مختلفة، بما في ذلك يديه؛ لخدش اللثة والشعور بالراحة، وعادةً ما يكون التسنين مصحوبًا بعلامات وأعراض أخرى، وأكثر هذه الأعراض والعلامات شيوعًا قلة الشهية، وزيادة سيلان اللعاب، وصعوبة النوم، وتورم اللثة[٢].

وقد يضع بعض الأطفال أيديهم في أفواههم عندما يكونون جائعين، وإذا كنتِ تتساءلين عما إذا كان طفلكِ يضع يديه في فمه لأنه يشعر بالجوع؛ فتذكري آخر مرة أطعمته فيها، وإذا لم يكن طفلكِ جائعًا، فقد يضع يده في فمه ليلعب، ويقوم بعض الأطفال بذلك كشكل من أشكال التهدئة الذاتية، وهي علامة على نموهم بطريقةٍ جيدةٍ، وقد يحدث هذا عندما يُحفزون بإفراط ويحتاجون إلى الهدوء، كما يمكنهم أيضًا اللعب بأيديهم عندما يشعرون بالملل ولا يمكنهم التعامل مع أي شخص سوى أنفسهم[٢].


ماذا تفعلين لطفلكِ الذي يضع يده في فمه؟

إذا كنتِ قلقة بشأن قيام طفلكِ بوضع يده في فمه؛ فحاولي معرفة سبب ذلك، وأسهل ما يمكنكِ فعله هو التحقق مما إذا كان جائعًا، فإذا أقبل على الرضاعة من حليب الثدي أو الزجاجة عند عرضها، وتوقف عن عض يده بمجرد إطعامه؛ فمن المحتمل أن يكون الجوع هو السبب، وإذا لم يكن طفلكِ جائعًا ولا يزال يضع يده في فمه، فقد تكون هناك عوامل أخرى تؤثر فيه، فإذا كان يلعب بيديه ويكتشف جسمه؛ فمن المهم أن تضعي في اعتبارك أنه على الأرجح سيصل إلى الأشياء ويضعها في فمه قريبًا، وفي هذه الحالة؛ يجب أن تحاولي توفير بيئة آمنة لطفلكِ في المنزل، ويعني هذا التأكد من إبعاد الأشياء الحادة أو السامة أو الصغيرة أو الخطرة عن متناول طفلكِ، والتأكد من أنه لا يستطيع سوى التقاط الأشياء الآمنة لعضها، وعندما يعض الطفل يده لأنه يشعر بالملل؛ حاولي إشراكه ببعض الأنشطة أو الألعاب، أو إذا كان السبب تحفيزه بإفراط، فيمكنكِ احتضانه في غرفة هادئة قليلًا أو تشغيل بعض الموسيقى الهادئة، كما يمكنك أيضًا توفير لهاية له[٢].

أما إذا كان طفلك يضع يده في فمه لأنه في مرحلة التسنين؛ فتوجد العديد من النصائح التي يمكن أن تساهم في تخفيف انزعاجه، وتتوافر العديد من ألعاب التسنين في السوق، وتتضمن بعض النماذج الأكثر شيوعًا حلقات التسنين، وبعضها يكون مملوءًا بالماء ويمكن تبريده في الثلاجة، إذ يساعد الماء البارد على التخفيف من آلام لثة طفلكِ، ويمكن للمنتجات الأخرى مثل جل التسنين، تخدير اللثة والتخفيف من أعراض التسنين، وقد يكون العض المفرط لليدين أيضًا أحد أعراض مرض القلاع الفموي، والذي تتضمن أعراضه الأخرى تغيرات المزاج، ووجود قروح بيضاء مخملية في الفم واللسان، ورفض الرضاعة، وإذا كان هذا هو السبب؛ فيجب عليكِ مراجعة الطبيب، ومن المهم أن تضعي في اعتبارك أنه في كثير من الحالات، من الطبيعي تمامًا أن يضع طفلك يده في فمه، في حين أنه من الطبيعي أن تقلقي كأم جديدة، إلا أنه يجب ألا تشعري بالقلق الكبير حيال هذه السلوكيات، وإذا كنت تخشين من أنك تقلقين كثيرًا، أو كنت قلقةً بشأن مشاعركِ كأم جديدة، فتحدثي إلى طبيبكِ بشأن اكتئاب ما بعد الولادة، ومع المساعدة والعلاج، ستشعرين قريبًا بارتياحٍ أكبر[٢].


من حياتكِ لكِ

سيبدأ طفلكِ في عمر 13 إلى 15 شهرًا تقريبًا بتعلم أجزاء من جسمه، ومن الرائع تضمين ملامح الوجه عند لعب لعبة أجزاء الجسم؛ لأن طفلكِ سيكون قادرًا على الإشارة إلى هذه الأجزاء أولًا؛ فالطفل يضع كفوفه دائمًا على وجهكِ؛ وبالتالي يمكنكِ تسمية أجزاء من جسمكِ عندما يلمسها طفلكِ، كأن تقولي كلمة "فم" كلما لمست أصابعه شفتيكِ، ويساعده هذا التكرار على فهم مكان فمه، حتى لو لم يستطع قول "فم" بعد، واحرصي على شرح وظيفة كل جزء من أجزاء الجسم أثناء لمسه لوجهكِ، كأن تقولي مثلًا "تساعدنا العيون على الرؤية" أو "تساعدنا الآذان على السمع"؛ فسيعزز ذلك الاختلافات بين أجزاء الجسم ويسهل على طفلكِ التفريق بينها، وعندما تكررين اسم كل جزء من أجزاء الجسم التي يستطيع طفلكِ أن يكتشفها؛ فإن وعيه الجسدي سيرتفع مع مفرداته، وقريبًا سيصبح قادرًا على قول أسماء هذه الأجزاء بدلًا من مجرد تحديدها بالإشارة[٣].


المراجع

  1. "Fine and Gross Motor Skills in Children", www.verywellfamily.com, Retrieved 2020-08-18. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Why Do Babies Like Chewing on Their Hands?", flo.health, Retrieved 2020-08-18. Edited.
  3. "Learning Body Parts", www.whattoexpect.com, Retrieved 2020-08-18. Edited.

فيديو ذو صلة :

543 مشاهدة