محتويات
سكري الحمل
سكري الحمل هو ارتفاع مستويات السكر في الدم الذي يتطور أثناء الحمل، ويحدث في ما يقارب 4% من حالات الحمل، وعادةً ما تشخص الإصابة به في المراحل المتقدمة من الحمل، وغالبًا ما يتطور سكري الحمل لدى النساء اللواتي ليس لديهن تاريخ من الإصابة بمرض السكري[١].
ويعتقد أن سكري الحمل يتطور بسبب التغيرات الكثيرة التي تحدث في الجسم أثناء الحمل مثل التغيرات الهرمونية التي تسبب مقاومة الإنسولين في الجسم لدى بعض النساء، والإنسولين هو الهرمون الذي تصنعه خلايا خاصة في البنكرياس ليساعد خلايا الجسم على تحطيم الجلوكوز لتستخدمه كطاقة في وقت لاحق، وعندما تكون مستويات الإنسولين منخفضة أو عندما لا يستطيع الجسم استخدام الإنسولين بطريقة فعالة ترتفع مستويات السكر في الدم.[١]
أضرار ارتفاع السكر على الجنين
تلد معظم النساء المصابات بسكري الحمل أطفالًا أصحّاء، ومع ذلك يمكن أن يؤدي سكري الحمل غير المدار بعناية إلى عدم انضباط مستويات السكر في الدم مما يسبب بعض المشكلات للأم والطفل، بما في ذلك ازدياد احتمال الحاجة للولادة القيصرية، وتشمل مضاعفات ارتفاع السكري وأضراره على الطفل ما يأتي[٢]:
- الوزن الزائد عند الولادة: يعبر السكر الزائد في الدم إلى المشيمة، مما يحفز البنكرياس لدى الطفل لإنتاج المزيد من الإنسولين، مما قد يؤدي إلى أن يصبح حجم الطفل كبيرًا جدًّا عند الولادة، ويمكن أن يتعرض الأطفال الذين يزيد وزنهم عن 4 كيلوغرامات للاحتباس في قناة الولادة أو يتعرضوا للإصابة أثناء الولادة، أو يمكن أن تجرى الولادة القيصرية بسبب كبر حجم الطفل.
- الولادة المبكرة ومتلازمة ضيق التنفس: قد تزيد نسبة السكر في الدم لدى الأم من خطر الولادة المبكرة أو قد يوصي الطبيب بالولادة المبكرة لأن حجم الطفل كبير، وقد يتعرض الأطفال المولودون باكرًا لمتلازمة ضيق التنفس وهي حالة تجعل التنفس لدى الطفل صعبًا، وقد يحتاج الأطفال المصابون بهذه المتلازمة إلى المساعدة على التنفس حتى يكتمل نمو الرئتين وتصبح أقوى، ويمكن أن يتعرض الأطفال المولودون لأمهات مصابات بسكري الحمل لمتلازمة ضيق التنفس حتى لو لم يولدوا باكرًا.
- نقص السكر في الدم: في بعض الأحيان يصاب الأطفال المولودون لأمهات يعانين من سكري الحمل بانخفاض نسبة السكر في الدم بعد الولادة بفترة قصيرة بسبب ارتفاع إنتاج أجسامهم للإنسولين، وقد تتسبب الحالات الشديدة من نقص السكر في النوبات للطفل، ويمكن للتغذية السريعة أو إعطاء الطفل الجلوكوز في الوريد أن يعيد مستوى السكر في دم الطفل لطبيعته.
- الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري: يكون الأطفال المولودون لأمهات يعانين من سكري الحمل أكثر عُرضة لخطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري في وقت لاحق من حياتهم.
- وفاة الطفل: يمكن أن يؤدي سكري الحمل غير المعالج إلى وفاة الطفل قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة.
أضرار ارتفاع السكر على الأم
قد تزيد الإصابة بسكري الحمل من خطر إصابة الأم بما يأتي[٢]:
- ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل: يزيد سكري الحمل من خطر ارتفاع ضغط الدم والإصابة بتسمم الحمل، وهو أحد أكثر مضاعفات الحمل التي تسبب ارتفاع ضغط الدم والأعراض الأخرى التي قد تهدد حياة كل من الأم والطفل.
- الإصابة بمرض السكري في المستقبل: من المحتمل أن تصاب المرأة المصابة بسكري الحمل بالحالة نفسها في الحمل التالي، كما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري مع التقدم في السن.
أسباب الإصابة بسكري الحمل
لا يزال السبب الدقيق للإصابة بسكري الحمل غير معروف، ولكن من المحتمل أن تلعب الهرمونات دورًا في الإصابة به، فعندما تكون المرأة حاملًا فإن الجسم ينتج كميات أكبر من بعض الهرمونات وهي الهرمون المشيمائي البشري، والهرمونات التي تزيد من مقاومة الإنسولين في الجسم، إذ تؤثر هذه الهرمونات على المشيمة وتساعد على استمرار الحمل، وبمرور الوقت تزداد كمية هذه الهرمونات في الجسم، مما يسبب حدوث مقاومة الإنسولين في الجسم، وأثناء الحمل يصبح الجسم مقاومًا للإنسولين طبيعيًّا لتوفير المزيد من السكر في الدم لنقله إلى الطفل ومنع خلايا جسم الأم من امتصاصه، وعندما تصبح مقاومة الإنسولين في الجسم قوية للغاية فقد ترتفع مستويات السكر في الدم، مما يمكن أن يسبب الإصابة بسكري الحمل، وتشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل على ما يأتي[٣]:
- أن يكون عمر الحامل أكثر من 25 عامًا.
- أن تكون الحامل مصابة بارتفاع ضغط الدم.
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بمرض السكري.
- إذا كانت المرأة تعاني من الوزن الزائد قبل الحمل.
- إنجاب طفل في السابق يزيد وزنه عن 4 كيلوغرامات.
- اكتساب الكثير من الوزن خلال الحمل.
- الحمل بأكثر من طفل معًا.
- وجود تاريخ من الإصابة بسكري الحمل.
- التعرض للإجهاض أو الإملاص غير المبرر.
- المعاناة من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو الشواك الأسود أو أي حالة طبية أخرى مرتبطة بمقاومة الإنسولين.
- النساء من أصول أفريقية أو أمريكية أو آسيوية أو من جزر المحيط الهادئ أو من أصل إسباني.
الوقاية من الإصابة بسكري الحمل
لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من الإصابة بسكري الحمل، ولكن بعض العادات تزيد من خطر تطور المضاعفات والإصابة بسكري الحمل خلال الحمل اللاحق أو الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وتشمل هذه العادات الصحية على ما يأتي[٢]:
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب على الحامل اختيار الأطعمة الغنية بالألياف وقليلة الدهون والسعرات الحرارية، والتركيز على تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة.
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد ممارسة التمارين الرياضية قبل الحمل وأثناءه على الحماية من الإصابة بسكري الحمل، لذا يجب على المرأة ممارسة التمارين الرياضية مدة تصل إلى 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع مثل المشي وركوب الدراجة والسباحة.
- خسارة الوزن الزائد قبل الحمل: لا يوصي الأطباء بخسارة الوزن أثناء الحمل، ولكن إذا كانت المرأة تخطط للحمل فقد تساعد خسارة الوزن الزائد على زيادة فرص تطور الحمل تطورًا صحيًّا، لذا يجب على المرأة تذكر الفوائد طويلة الأمد لخسارة الوزن مثل تحسين صحة القلب، وزيادة طاقة الجسم وتحسين الثقة بالنفس لتشجيع نفسها على خسارة الوزن.
المراجع
- ^ أ ب Melissa Conrad Stöppler, "Gestational diabetes definition and facts"، medicinenet, Retrieved 8-1-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Gestational diabetes", mayoclinic, Retrieved 8-1-2020. Edited.
- ↑ Brindles Lee Macon and Winnie Yu, "Gestational Diabetes"، healthline, Retrieved 8-1-2020. Edited.