أضرار الأملاح على الحامل

الأملاح

تُعدّ الأملاح والمعادن من المركبات المهمة جدًا لصحة الإنسان، فهي تساعد الجسم على القيام بوظائفه بالطريقة الصحيحة والمثالية، وتقسم إلى نوعين فمنها ما يحتاجه الجسم بكميات صغيرة كالنحاس والزنك، والنوع الثاني يحتاجه الجسم بكميات كبيرة، فيساهم البوتاسيوم في نقل الإشارات الكهربائية داخل الجسم وتنظيم دقات القلب وانقباض العضلات، وعامّةً يساعد الكالسيوم في صنع بعض الهرمونات المهمة للجسم، وبناء العظام والأسنان، ويحافظ الصوديوم على مستويات السوائل داخل الجسم، ويؤدي أي خلل في نسب الأملاح والمعادن سواءً زيادة أو نقصان إلى مشاكل صحية من الممكن أن تكون خطيرة وتؤثر سلبًا على الجسم وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان^[١][٢].

تُعدّ مشكلة ارتفاع الأملاح واحدة من أهم المشاكل الشائعة التي قد تصيب المرأة خلال فترة الحمل، وذلك لأنّ الزيادة في الكميات التي تتناولها المرأة من الصوديوم مثلًا خلال فترة الحمل، يزيد من خطر المعاناة من احتباس السوائل في الجسم، خاصّة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، وفي هذه الحالة فإنّ المرأة الحامل ليست مضطرةً إلى قطع الصوديوم من النظام الغذائي الخاصّ بها، وإنّما يجب عليها أن تُقلّل منه إلى الحدّ الأدنى قدر الإمكان، فعلى سبيل المثال يمكن أن تبدأ الحامل بقراءة ملصقات الأطعمة المختلفة للتعرّف على مستويات الملح الموجودة فيها قبل أكلها، وفي مقالنا هذا سنتعرّف على أهم الأخطاء التي قد تساهم في زيادة نسبة الأملاح في جسم المرأة الحامل^[٣][٤].

أضرار الأملاح على الحامل

أثناء الحمل يزداد حجم الدم والسوائل، وذلك كأمر طبيعي نتيجة لتطوّر الجنين خلال الحمل، ويساعد الصوديوم عامّةً في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، وعادةً فإنّ العديد من أنواع الملح تحتوي على اليود كأحد المواد المضافة فيها، ويُعدّ اليود ضروريًا لأهميته لعقل الجنين ولتطور نظامه العصبي، وعند نقصه فقد يؤثّر هذا على نمو المخ، ويؤدي إلى إعاقات ذهنية أو إلى الإجهاض، ولكن في نفس الوقت فإنّ زيادة نسبة الأملاح في جسم الحامل له مضارّ عديدة منها^[٥][٦]:

• المعاناة من الوذمة، إذ قد تعاني الحامل عند ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم، من انتفاخ في اليدين، والقدمين، والوجه، والكاحلين، وعامّةً فإنّ الحمل نفسه قد يؤدّي إلى تشكّل الوذمة لدى الحامل، وفي حال تناولها لكميّات عالية من الصوديوم، فإنّ هذا قد يزيد من سوء الأعراض المرتبطة بالوذمة.
• ارتفاع ضغط الدم نتيجة زيادة نسبة الصوديوم في الجسم، إذ تتمسّك الخلايا بالماء ممّا يؤدي بدوره إلى زيادة ضغط الدم عبر الأوردة والشرايين، وهذا سينتج عنه ارتفاع في ضغط الدم الذي يزيد من فرصة الإصابة بالعديد من الحالات الصحيّة منها السكتات الدماغية، والفشل القلبي، وهشاشة العظام، والفشل الكلوي.

أسباب زيادة نسبة الأملاح عند الحامل

توجد بعض الأسباب التي قد تؤدّي إلى زيادة نسبة الأملاح لدى الحامل، منها ما يأتي^[٧][٨]:

• الإصابة بالجفاف، فقد يصاب الشخص بالجفاف بسبب الإصابة بالإسهال مثلا، أو بسبب التقيؤ، أو بسبب عدم شرب كميات كافية من المياه خلال اليوم، أو بسبب التعرق الزائد، أو بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم.
• تناول كميات كبيرة من الملح، كما ذكرنا سابقًا.
• الإصابة ببعض الأمراض، منها فرط الألدوستيرونية، أو مرض السكري.
• المعاناة من فرط التنفّس.
• تناول بعض أنواع الأدوية، منها الأدوية المستخدمة في التقليل من ضغط الدم المرتفع، أو أدوية الكورتيكوستيرويدات.
• المعاناة من مشاكل الكلى التي قد تسبّب الجفاف.

عادةً فإنّ ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم لا تتسبّب في ظهور الأعراض إلا بعد وصولها إلى مستويات عالية، فقد يشعر الشخص بالدوار عند الوقوف أو تغيير وضعيّة الجلوس، بالإضافة إلى الشعور المستمرّ بالعطش وفي الحالات الشديدة من الممكن أن يؤدّي إلى مشاكل في وظائف الدماغ ممّا يؤدّي إلى الشعور بالارتباك.

طرق الوقاية من ارتفاع الأملاح عند المرأة الحامل

من الطرق الممكن اتباعها للوقاية من ارتفاع الأملاح لدى المرأة الحامل:^[٥][٦]

• الحرص على تجنّب إضافة الملح إلى الطعام أثناء طهيه، ويُفضّل استبداله بأنواع أخرى من البهارات المختلفة، كالفلفل الأسود مثلًا، ليعطي نكهةً مميّزةً للطعام، كما يمكن إضافة الزنجبيل، أو الليمون، أو الأعشاب.
• الحرص على اختيار أنواع الأطعمة التي تحتوي على أقلّ كميّات من الصوديوم.
• الحرص على التقليل من كميّات الأطعمة المصنّعة في النظام الغذائي الخاصّ بالمرأة الحامل، كما يُفضّل أن تصنع المرأة الحامل طعامها بنفسها، وذلك لأنّ الطعام المحضّر منزليًّا سيحتوي بالطبع على كميّات أقل بكثير من الملح بالمقارنة مع كميّات الملح الموجودة في الأطعمة المصنّعة أو الوجبات السريعة.
• الحرص على اختيار أنواع الوجبات الخفيفة الصحيحة للحامل، فعلي سبيل المثال يفضّل أن تتجنّب الحامل الأطعمة مثل الكيك، والبسكويت، والشبس، وتستبدلها بالوجبات الخفيفة المكوّنة من الخضار، والفواكه، وأنواع اللبن قليل الدسم.
• يفضل الحصول على الملح أو الصوديوم من المصادر الطبيعيّة الصحيّة الخاصّة به، إذ يوجد الصوديوم طبيعيًّا في الخضار، واللبن العادي، والفواكه، وأنواع الحبوب، والبيض، والحليب، والأسماك، ولحوم الدواجن، وأنواع المكسرات غير المملّحة.

النسب الطبيعية للأملاح والمعادن عند الحامل

يؤثر الحمل على أجزاء مختلفة من الجسم، وقد تتأثر نسب بعض من الأملاح والمعادن داخل الجسم نتيجةً لذلك، يبيّن الجدول الآتي بعض النسب الطبيعية خلال الفترات الثلاث من الحمل بالملغ لكلّ ديسيلتر^[٩]:

مصادر غذائيّة ذات كميات عالية من الأملاح

توجد بعض الأطعمة المعروف أنّها تحتوي على كميات عالية من الملح، منها ما يأتي:

• الخبز، إذ إنّ قطعة من الخبز الأبيض تحتوي لوحدها على ما يعادل 150 ميليغرامًا من الصوديوم.
• أنواع الصوصات، كالكاتشب، والصويا صوص، إذ تحتوي ملعقة كبيرة من الكاتشب على 154 ميليغرامًا من الصوديوم.
• بعض أنواع مشروبات الطاقة، إذ قد تحتوي بعض منها على نسبة تعادل 180 ميليغرامًا من الصوديوم.

المراجع

1. ↑ "Fluid and Electrolyte Balance", medlineplus, Retrieved 5-11-2019. Edited.
2. ↑ Lizzie Streit, MS, RDN, LD (27/9/2018),"Micronutrients: Types, Functions, Benefits and More"، healthline, Retrieved 5-11-2019. Edited.
3. ↑ Laura Riley, "Your Sodium Intake"، parents, Retrieved 31-10-2019. Edited.
4. ↑ "Electrolyte Imbalance", chemocare, Retrieved 5-11-2019. Edited.
5. ^ ^{أ ب} "Why is salt important in pregnancy?", aptaclub,11-8-2017، Retrieved 31-10-2019. Edited.
6. ^ ^{أ ب} Heidi Murkoff, What to Expect editorial team (29/9/2018), "How Much Salt Should You Eat During Pregnancy?"، whattoexpect, Retrieved 31-10-2019. Edited.
7. ↑ "Hypernatremia (High Sodium)", chemocare, Retrieved 31-10-2019. Edited.
8. ↑ James L. Lewis, III (September 2018), "Hypernatremia (High Level of Sodium in the Blood)"، msdmanuals, Retrieved 31-10-2018. Edited.
9. ↑ Amos Grunebaum, MD (17-10-2018), "Normal Laboratory Values and Results During Pregnancy"، babymed, Retrieved 5-11-2019. Edited.