محتويات
النظام الغذائي للحامل
يسبب الحمل تغيرات كثيرة في جسم السيدة، ويجب على النساء الحوامل تعديل نظامهن الغذائي للتكيف مع هذه التغييرات؛ إذ يعد النظام الغذائي أحد أهم العوامل التي قد تؤثر على الصحة العامة للمرأة الحامل وجنينها، ولكن يجب على السيدات الحوامل تجنب بعض الأطعمة تمامًا، أو أخذ الحيطة والحذر عند الرغبة بتناولها، ويعد السمك أحد هذه الأطعمة، ومن المعروف لدى الناس مخاطر تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، ويتطرق هذا المقال إلى توضيح أضرار السمك على الحامل، وفوائده، وأصناف الأطعمة التي يجب تجنبها أثناء الحمل.[١]
أضرار السمك للحامل
إن المأكولات البحرية، بما فيها الأسماك، تشكل مصدرًا كبيرًا للبروتين والحديد والزنك، وهي عناصر غذائية هامة لنمو الطفل، كما أن الأحماض الدهنية أوميغا 3 الموجودة في العديد من الأسماك، من شأنها أن تعزز نمو دماغ الجنين، لكن بعض أنواع الأسماك وخصوصًا الأسماك الكبيرة المفترسة كسمك القرش وسمك الإسقمري وسمك القرميد قد تحتوي على مستويات عالية من مادة الزئبق، وعلى الرغم من أن هذه المادة في الأسماك لا تشكل مصدر قلق لمعظم البالغين، إلا أنها قد تكون كذلك عند السيدات الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل، ففي حال كانت السيدة تتناول الأسماك المحتوية على نسبة عالية من الزئبق بانتظام؛ فقد يؤدي ذلك إلى تراكمه في مجرى الدم مع مرور الوقت، وقد يترتب على تراكم كمية كبيرة من الزئبق في مجرى الدم بتلف دماغ الطفل وجهازه العصبي[٢]، تُنصح السيدات الحوامل بتناول الأسماك المطبوخة على 145 درجة؛ وذلك للقضاء على أي بكتيريا أو فيروسات قد تكون موجودة في الأسماك، وهذا يعني عدم تناول الأسماك النيئة أو غير المطهوة جيدًا، ويشمل ذلك السوشي، ما عدا الأنواع المعدة بالأسماك المطبوخة، وعلى الرغم من أن الأسماك المدخنة آمنة للأكل، إلا أنه لا ينبغي للسيدات الحوامل تناول السمك المدخن غير المعلب كسمك السلمون المرقط، أو سمك السلمون المرقط المدخن؛ وذلك لأنها قد تحتوي على بكتيريا الليستيريا، والتي قد تشكل خطرًا على الأم والطفل، مع أن الإصابة بالليستيريا أمر نادر الحدوث، إلا أنها قد تسبب مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الوفاة، أو الإجهاض، أو ولادة طفل ميت، وتتضمن أنواع الأسماك قليلة الزئبق سمك الحدوق والسلمون والسلطعون والجمبري وهي تصنف على أنها آمنة للحامل[٣].
بدائل السمك للحصول على أوميغا 3 أثناء الحمل
توجد العديد من الأطعمة المدعمة بالأوميغا 3 كالبيض والحليب والعصير واللبن والخبز والحبوب، لكن معظمها يحتوي على أوميغا 3 من نوع ALA فقط، وهذا النوع يوفر بعض الفوائد الصحية، ولكنها ليست هي نفسها التي يوفرها نوعا DHA وEPA، وتعد بذور الكتان مصدرًا جيدًا للأوميغا 3، لكنها لا توفر نوع DHA أو نوع EPA، فحمض أوميغا 3 الدهني الوحيد في الأغذية نباتية المصدر هو ALA، وفي حال كانت السيدة الحامل لا تأكل السمك؛ فيمكنها تناول مكملات أوميغا 3، وقد أظهرت بعض الدراسات فوائد قليلة في التطور المعرفي للأطفال الذين تناولت أمهاتهم مكملات أوميغا 3 أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية، ولكن معظمهن لم يحلصن على أي فوائد كبيرة من هذه المكملات.
تحتوي مكملات أوميغا 3 على كلٍّ من EPA وDHA، كما أنها خالية من الزئبق، ويحتوي الكثير منها على زيت السمك، لكن الزئبق لا يُخزن في الأنسجة الدهنية؛ لذا لا يكون موجودًا في الزيت، والجدير بالذكر أن لجوء بعض النساء إلى تناول زيت كبد القد كمصدر للأوميغا 3 قد يشكل خطرًا عليها؛ نظرًا لاحتواء زيت كبد سمك القد على نسبة عالية جدًّا من فيتامين أ، والذي قد يكون سامًّا عند تناوله بجرعات عالية، كما أنه من المستحيل التحقق من تصفية الزيت للتخلص من السموم كمركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، وبالنسبة لكمية أوميغا 3 التي تحتاجها الحامل، فإن الإرشادات الغذائية الأمريكية لعام 2015 تنصح النساء الحوامل والمرضعات بالحصول على 250 ملليغرامًا من EPA و / أو DHA يوميًّا، وذلك بتناول 225 غرامًا من الأسماك الغنية بأوميغا 3 أسبوعيًّا.[٤]
الأطعمة الممنوعة أثناء الحمل
بالإضافة إلى بعض أنواع الأسماك، توجد مجموعة من الأطعمة التي يجب على المرأة تجنبها للتمتع بحمل صحي، بما في ذلك:[١]
- الجبنة الطرية: تحتوي أنواع عديدة من الجبن على بكتيريا نافعة، وفي المقابل تحتوي أنواع أخرى على بكتيريا ضارة، ويُنصح بتجنب السيدات الحوامل للأجبان الطرية المصنوعة من الحليب غير المبستر، كجبنة فيتا، وجبنة غورغونزولا، وجبنة روكفورت، إذ قد تحتوي الجبنة الطرية على بكتيريا ضارة كبكتيريا إيكولاي أو ليستيريا، ويعد تناول الأصناف الصلبة كجبنة الشيدر أكثر أمانًا، كما يعد الجبن المبستر خيارًا أفضل، ويمكن التأكد من أن الجبن مصنوع من الحليب المبستر من خلال قراءة الملصق.
- الكافيين: يوصي الأطباء في كثير من الأحيان بتجنب السيدات الحوامل للكافيين تمامًا لأنه يمكن أن ينتقل إلى الجنين، والجنين غير قادر على تحطيم الكافيين؛ مما قد يؤثر عليه سلبًا، وأوجدت دراسة أجريت عام 2016 أن السيدات الحوامل اللواتي يستهلكن كميات كبيرة من الكافيين قد يتعرضن لخطر فقد الحمل[٥]، إلا أن ذلك يحتاج مزيدًا من الأبحاث.
- الحليب أو عصير الفاكهة غير المبستر: يُنصح بتجنب السيدات الحوامل للحليب غير المبستر وعصائر الفاكهة غير المبسترة؛ فقد يحتوي الحليب غير المبستر على بكتيريا إيكولاي أو سالمونيلا أو ليستيريا، وهذه البكتيريا يمكن أن تسبب عدوى شديدة عند الحوامل، وخاصة إذا كان جهازهن المناعي مجهدًا، ويجب الحرص على شرب الحليب المبستر، والتحقق من الملصقات على أي أطعمة تحتوي على الحليب للتأكد من ذلك، أما العصير غير المبستر، فقد يكون مصدرًا لبكتيريا إيكولاي، ويجب تجنب عصائر الفاكهة النيئة، بما في ذلك العصائر الطازجة كعصير البرتقال أو عصير التفاح، كما يجب غلي أي عصير غير مبستر لمدة دقيقة واحدة على الأقل للتخلص من البكتيريا قبل تبريده وشربه.
- البيض الخام أو غير المطبوخ جيدًا: على الرغم من أن البيض مصدر جيد للبروتين والعناصر الغذائية، إلا أن البيض غير المطبوخ جيدًا أو النيء قد يحتوي على بكتيريا السالمونيلا، ويمكن للمرأة الحامل أن تقي نفسها من العدوى عن طريق تجنب مصادر البيض غير المطهو أو غير المطهو جيدًا كتتبيلة السلطة التي تحتوي على البيض، وحلوى تيراميسو، كما يُنصح بشراء البيض المبستر؛ إذ تقتل عملية البسترة جميع البكتيريا في البيض، والحرص على طهو البيض والأطباق المحتوية عليه بدرجة حرارة 70 درجة مئوية.
المراجع
- ^ أ ب "What foods are off limits while pregnant?", medicalnewstoday, Retrieved 10-12-2019. Edited.
- ↑ "Pregnancy and fish: What's safe to eat?", mayoclinic, Retrieved 10-12-2019. Edited.
- ↑ "Is It Safe to Eat Fish During Your Pregnancy?", verywellfamily, Retrieved 10-12-2019. Edited.
- ↑ "Is it safe to eat fish when you’re pregnant?", babycenter, Retrieved 10-12-2019. Edited.
- ↑ "Maternal caffeine intake during pregnancy and risk of pregnancy loss: a categorical and dose-response meta-analysis of prospective studies.", Public Health Nutrition, 2016, Page 1233-44. Edited.