أضرار شرب اللبن مع السمك

أضرار شرب اللبن مع السمك

هل توجد أضرار لشرب اللبن مع السمك؟

في الواقع، لا يوجد أيّ دليل علمي مُثبَت يشير إلى وجود أيّ أضرار لشرب اللبن مع السمك، لكن نظرًا لأنّ كلًّا من السمك واللبن أطعمة غنية بالبروتين، وتتطلب أنواعًا مختلفة من الإنزيمات لتفكيكها، فعند تناولهما معًا، يطلق الجسم كميات كبيرة من الطاقة، ويزيد من عبء العمل على الجهاز الهضمي؛ ممّا قد يؤدي إلى الانتفاخ، والغازات، أو غيرها من مشكلات الجهاز الهضمي، وينطبق هذا الكلام على جميع تركيبات اللحوم والألبان[١].


هل توجد أضرار محتملة لشرب اللبن؟

قد يتسبب شرب اللبن أحيانًا ببعض الأضرار، بما في ذلك[٢]:

  • عدم تحمّل اللاكتوز: يحدث عدم تحمّل اللاكتوز عندما يفتقر جسمكِ إلى إنزيم اللاكتاز، وهو الإنزيم اللازم لتفكيك اللاكتوز -السكر الموجود في الحليب- وتؤدي هذه الحالة إلى أعراض هضمية مختلفة بعد تناول منتجات الألبان، مثل آلام البطن والإسهال؛ لذا يجب عليكِ تجنّب اللبن إذا كنتِ تعانين من عدم تحمل اللاكتوز، لكن قد يكون بعض الأشخاص المصابون بعدم تحمل اللاكتوز قادرين على تحمّله؛ وذلك لأنّ بعض اللاكتوز قد يتحلّل أثناء إنتاج اللبن، ويمكنكِ أيضًا تناول البروبيوتيك التي تحتوي على البكتيريا المفيدة للأمعاء للمساعدة في هضمه.
  • حساسية الحليب: تحتوي منتجات الحليب على الكازين ومصل اللبن، وهي بروتينات قد يتحسّس منها بعض الأشخاص، إذ يتسبب الحليب برد فعل تحسّسي قد يتراوح من طفح جلدي وحكة وتورم إلى الحساسية المفرطة التي تُهدّد الحياة؛ لهذا السبب يُفضّل تجنّب اللبن إذا كنتِ تعانين من حساسية الحليب.
  • السكر المضاف: تحتوي العديد من أنواع اللبن على كميات عالية من السكر المضاف، خاصةً تلك المُصنّفة على أنها قليلة الدسم، ويرتبط تناول السكر المضاف بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك مرض السكري والسمنة؛ لذلك عليكِ دائمًا قراءة ملصقات الأطعمة قبل شرائها، وتجنّب العلامات التجارية التي تضيف السكر مع المكونات.


هل توجد أضرار محتملة لتناول السمك؟

تصل العديد من المُلوّثات إلى الأسماك التي نتناولها، والملوثات الأكثر إثارة للقلق اليوم هي الزئبق، وثنائي الفينيل مُتعدّد الكلور أو كما يُعرَف اختصارًا بالرمز (PCBs)، والديوكسينات، ومُخلّفات المبيدات، وقد تؤدي المستويات العالية جدًا من الزئبق إلى إتلاف الأعصاب لدى البالغين، وتعطيل نمو الدماغ وجهاز الأعصاب لدى الأجنة أو الأطفال الصغار، أما بالنسبة إلى تأثير المستويات المنخفضة للغاية من الزئبق الموجود حاليًا في الأسماك، فهو مثير للجدل، ولقد ارتبط بالتغيرات الطفيفة في تطور الجهاز العصبي واحتمال زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية[٣].


الفوائد العامة لكل من اللبن والسمك

فيما يأتي بعض الفوائد الصحية للبن والسمك[٤][٢]:

  • قد يُعزّز اللبن صحة الجهاز الهضمي: قد تحتوي بعض أنواع اللبن على بكتيريا حية أو بروبيوتيك يفيد تناولها في تعزيز صحة جهاز الهضم، لكن يخضع العديد من أنواع اللبن لعملية البسترة، وتشير هذه العملية إلى معالجة حرارية تقتل البكتيريا المفيدة التي تحتويها، وللتأكد من احتواء اللبن على البروبيوتيك الفعال، ابحثي عن النوع الذي يحتوي على بكتيريا حية ونشطة، والتي يجب أن تكون مدرجة على الملصق.
  • قد يقوّي اللبن جهاز المناعة: قد يؤدي الاستهلاك المنتظم للبن عامةً، واللبن المحتوي على البروبيوتيك خاصةً إلى تقوية جهاز المناعة، وتُعزى الخصائص المعززة للمناعة في اللبن جزئيًا إلى محتواه من بعض المعادن، مثل الزنك والمغنيسيوم والسيلينيوم.
  • قد يُعزّز السمك صحة الدماغ: غالبًا ما تتراجع وظائف الدماغ مع تقدّم العمر، وفي حين أنّ التدهور الخفيف أمر طبيعي، إلا أنّ هناك أمراضًا عصبيةً خطيرةً مثل مرض الزهايمر، وقد أظهرت دراسة قائمة على على الملاحظة على أفراد عمرهم 65 عامًا فأكثر، تناول بعضهم السمك أقلّ من مرة أسبوعيًا، في حين تناول القسم الثاني السمك مرة أسبوعيًا، وعندما أُجريت تقييمات معرفية في المنزل 3 مرات على مدى 6 سنوات من المتابعة، وُجد أنّ أولئك الذين يتناولون السمك مرة أسبوعيًا لديهم معدلات أبطأ من التدهور العقلي[٥].
  • قد يقي السمك من الاكتئاب: يُعدّ الاكتئاب أحد أخطر المشكلات الصحية في العالم، وقد يفيد السمك في الوقاية منه بسبب محتواه من الأوميغا 3، إذ في دراسة أجريت عام 2002 لفحص تأثير دواء مصنوع من أحماض الأوميغا 3 على أعراض الاكتئاب، تلقّى 46 مريضًا هذا الدواء، وتلقّى 14 مريضًا علاجًا وهميًا لمدة 12 أسبوعًا، وبعد إجراء الحسابات الخاصة بالدراسة، أظهرت المجموعة الأولى نتيجةً أفضل بكثير من مجموعة الدواء الوهمي في جميع العناصر التي تُصنّف الاكتئاب والقلق والإرهاق والرغبة الجنسية والانتحار[٦].
  • قد يقلل السمك خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية: تحدث هذه الأمراض عندما يهاجم جهاز المناعة بالخطأ أنسجة الجسم السليمة ويُدمّرها، وفي دراسة أجريت عام 2003 لمعرفة إذا ما كان استخدام زيت كبد الحوت الغذائي أو مكملات فيتامين د من قبل الطفل خلال السنة الأولى من العمر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري بينهم، وقد شارك في الدراسة 545 حالة من الأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول، وتم الاتصال بالعائلات عن طريق البريد، وأكملوا استبيانًا حول تكرار استخدام زيت كبد سمك القدّ، ومكملات فيتامين د الأخرى والعوامل الأخرى ذات الصلة، وأظهرت النتائج أن استخدام زيت كبد سمك القدّ في السنة الأولى من العمر ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول بشكل ملحوظ، في حين لم يظهر استخدام مكملات فيتامين د هذا التأثير[٧].


من حياتكِ لكِ

تُشكّل المأكولات البحرية، بما فيها السمك، مصدرًا رائعًا للبروتين والحديد والزنك، وهي عناصر مغذية أساسية لنمو الجنين وتطوّره، لكنّ بعض أنواع الأسماك، خاصةً الأسماك المفترسة الكبيرة مثل سمك الماكريل، وسمك القرش، وسمك أبو سيف قد تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، ورغم أنّ الزئبق الموجود في المأكولات البحرية لا يُمثّل مصدر قلق لمعظم البالغين، إلا أنّ احتياطات خاصة يجب أن تُطبّق إذا كنتِ حاملًا أو تُخطّطين للحمل، فإذا كنتِ تأكلين أسماكًا غنيةً بالزئبق بانتظام؛ فقد تتراكم المادة في مجرى الدم بمرور الوقت؛ مما قد يؤدي إلى إتلاف دماغ الجنين، وجهازه العصبي النامي، وتوصي وكالة حماية البيئة (EPA)، وإدارة الغذاء والدواء (FDA)، والإرشادات الغذائية للأمريكيّين (DGA) بأن تأكل السيدات الحوامل ما بين 8-12 أونصة أو ما يُكافئ 340 غرامًا من مجموعة متنوعة من المأكولات البحرية منخفضة في الزئبق في الأسبوع، وهذا يعادل حوالي حصتين إلى 3 حصص تقريبًا، ويمكنكِ تناول الأسماك منخفضة الزئبق، والغنيّة بأحماض الأوميغا 3 الدهنية، مثل: السردين، وسمك السلمون، وسمك الأنشوجة، وسمك الرنجة[٨].


المراجع

  1. Sakshi Grover (2019-03-12), "Drinking Milk after Eating Fish Is It Toxic?", parenting.firstcry, Retrieved 2020-10-07. Edited.
  2. ^ أ ب Brianna Elliott (2017-01-19), "7 Impressive Health Benefits of Yogurt", healthline, Retrieved 2020-10-07. Edited.
  3. "Fish: Friend or Foe?", hsph.harvard, Retrieved 2020-10-07. Edited.
  4. Joe Leech (2019-06-10), "11 Evidence-Based Health Benefits of Eating Fish", healthline, Retrieved 2020-10-07. Edited.
  5. Martha Clare Morris, Denis A Evans, Christine C Tangney and others (2005-12-07), "Fish consumption and cognitive decline with age in a large community study", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 2020-10-07. Edited.
  6. "A dose-ranging study of the effects of ethyl-eicosapentaenoate in patients with ongoing depression", https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, 2002-07-02, Retrieved 2020-10-07. Edited.
  7. Lars C Stene, Geir Joner, Norwegian Childhood Diabetes Study Group (2003-12-07), "Use of cod liver oil during the first year of life is associated with lower risk of childhood-onset type 1 diabetes", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 2020-10-07. Edited.
  8. "Pregnancy and fish: What's safe to eat?", mayoclinic, 2019-07-12, Retrieved 2020-10-07. Edited.

فيديو ذو صلة :