ألعاب القوى للنساء

ألعاب القوى للنساء

ألعاب القوى وتاريخها

تصنّف ألعاب القوى على أنها من أقدم أشكال الرياضة المنظمة ومع الوقت أصبحت من أكثر الرياضات الدولية انتشارًا؛ فتشارك كافة الدول في أنحاء العالم في نوع معين من أنواع المنافسات والألعاب، إذ تُرسل الدول فِرقًا من الرجال والنساء إلى الألعاب الألومبية المُقامة كل أربع سنوات، وإلى بطولة العالم أيضًا للتنافس في ألعاب القوى، فمنها الألعاب التي تُمارس في الهواء الطلق، ومنها رياضة الجري؛ إذ تقام على ميدان بيضاوي يبلغ طوله 400 متر، أما الألعاب مثل القفز والرمي فتُمارس داخل الميدان أو في قسم آخر مجاور له، وتُجرى مسابقات رياضية منفصلة تابعة لألعاب القوى ولكن لا تُنفذ في الميدان؛ إنما داخل البلاد المختلفة في الريف والحدائق مثل سباقات الماراثون وسباق المسافات الطويلة، ولهذه السباقات قواعد تضعها الرابطة الدولية لاتحادات ألعاب القوى.

لم يُوثق تاريخ دقيق لبدايات ألعاب القوى إلا أنه عُرف أن الحضارة المصرية الآسيوية كانت تُشجع ألعاب القوى قبل عدة قرون من الحقبة المسيحية، وفي بدايات عام 1829 قبل الميلاد كانت إيرلندا تضم عددًا وأشكالًا من ألعاب الميدان والسباقات، وكانت بداياتها للرجال فقط كلاعبين ومشاهدين؛ إلا أن النساء اليونانيات بدأن بتشكيل وممارسة ألعاب القوى، وفي انجلترا كانت البدايات في عام 1154 إذ أُنشئت أماكن لممارسة ألعاب القوى في لندن ثم حُظرت على يد الملك إدوارد الثالث عام 1300، ثم أُعيد إحياؤها على زمن هنري الثامن، وتطورت الألعاب في بدايات القرن التاسع عشر وانتشرت في العديد من البلدان في أواخر القرن التاسع عشر وأصبحت رياضة دولية في عام 1896 منذ بدايات الألعاب الألومبية[١].


ألعاب القوى للنساء

في نهاية القرن الماضي ازدادت عدد الفعاليات العالمية التي تخص النساء والفتيات بما فيها الفعاليات الرياضية؛ مثل تنظيم مسير على الأقدام في مدينة باريس لمسافة 12 كم؛ إذ كان هذا في شهر أكتوبر من عام 1903 وشاركت به ألفان وخمسمئة شابة وحقق نجاحًا كبيرًا وخلق جوًا من السعادة للنساء، ولاحقًا في نوفمبر من عام 1904؛ استضافت باريس نوعًا جديدًا من هذه الفعاليات؛ إذ نُظم سباق لمسافة 300 متر خاص بالنساء، وشارك به 250 منافس وانتهى السباق بتصفية نهائية مُؤهلة، وكان الهدف منه مشاهدة النساء لبعضهن البعض وتواجد العديد من الصحفيين والشخصيات المهمة لحضور الفعالية.

كانت البدايات لألعاب القوى منفردة للرجال، ولم يضم أي نادٍ محلي أو وطني أو دولي النساء، واقتُرح في وقت لاحق إدراج النساء في هذه النوادي؛ إلا أنه بقي الاستبعاد المُتعمد لفترة من الزمن إلى حين تدخل أليس مليات؛ الناهضة بالهيئات الرياضية النسائية والمؤسسة للاتحاد النسائي للرياضة في فرنسا في عام 1917 إذ شكلت ثلاثة أندية، وعند استقالتها في عام 1925 كان عدد الأندية قد وصل إلى 400 فكان لها الأهمية الفائقة في تطوير ألعاب القوى النسائية، ولم يكن هذا التوسع والتطور محصورًا لدى شخص واحد أو بلد واحد بل كان منتشرًا في كافة أنحاء العالم؛ إذ شُكّل اتحاد رياضي نسائي في أستراليا عام 1913 ثم بدأت النمسا بتنظيم بطولات ألعاب القوى للسيدات في عام 1918 وأرسلوا فريقًا إلى بودابست في عام 1919.

وعندما طُلب إضافة الفعاليات النسائية إلى برنامج الألعاب الأولمبية؛ رُفض الطلب وثار الجدل والصراع المطوّل بين حركة ألعاب القوى النسائية، وبين السلطات الرياضية الدولية الذكورية، وأثبتت المرأة قدرتها على النجاح في السباق الأكثر صعوبة؛ وهو سباق الجري المُقام في باريس؛ إذ حصلت ماري لويز ليدرو في عام 1918 على المركز الثامن والثلاثين، وقطعت مسافة (42.29) كم خلال 5 ساعات و40 دقيقة، وفي مارس من عام 1921 نظمت أليس مليات مسابقة لألعاب القوى من مختلف الجنسيات في مونت كارلو وشاركت خمس دول في هذه الفعالية؛ وهم فرنسا، وبريطانيا العظمى، وإيطاليا، والنرويج، وسويسرا، وأُقيمت أول ألعاب أولمبية للسيدات في شهر أغسطس من عام 1922، وبقيت اللجنة الأولمبية الدولية تحكم ألعاب القوى النسائية دوليًا حتى عام 1936 وجذبت هذه الألعاب مشاهدين وصلوا لعدد 20000 شخص لحضور الجلسة النهائية، وكان هذا مؤشرًا على أن مستقبل ألعاب القوى النسائية أصبح في أمان، وفي عام 1948 كانت اللاعبة الهولندية فاني بلانكرز نجمة الألعاب الأولمبية وفازت بعدد من الميداليات الذهبية في سباقات 100 متر و200 متر و80 متر حواجز وحصلت على الرقم القياسي العالمي في الوثب العالي والقفز الطويل وقتها[٢].


الفرق بين الرجال والنساء في ألعاب القوى

تستمر الجهود للمساواة بين المرأة والرجل في كافة المجالات؛ إلا أن بعض الفروقات لا تزال قائمة بينهم في الرياضات المهنية؛ إذ تبين وجود نسبة عدم مساواة لا مفر منها في قوة وسرعة الرجال جعلت شعبية ألعاب القوى للرجال أكثر منها للنساء، ورغم قدرة النساء على القيام بكافة الألعاب مثل الهوكي وكرة القدم والجولف إلا أنمستوى الرجال لا يزال يفوق مستواهنّ، وبعض العلماء يعزون هذا الأمر إلى الجينات والقدرات الجسمية، وبالأبحاث أيضًا أُثبت ذلك لذا البحث عن التساوي في الرياضة أمر صعب نوعًا ما، أما من ناحية المشاهدة لكرة السلة الجامعية النسائية وعلى شاشات التلفاز أيضًا وتقديرًا للإحصاءات التي أجرتها الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات كان متوسط الحضور للعبة كرة السلة للسيدات 1517 شخص لكل لعبة، وبلغ متوسط الفرق بين مشاهدي كرة السلة للرجال ثلاث مرات أكثر من النساء؛ إذ حضر أكثر من 4700 شخص لكل مباراة، فتبين وجود فرق بين الإنجازات الرياضية للنساء والرجال؛ فالرجال أقوى وأسرع وخفة الحركة لديهم أكبر، وهذه عوامل مُحدِدة للنجاح وتبين أن نسبة المشاهدين لرياضات الرجال أكثر من متابعي رياضة النساء، فالرجل أكثر اهتمامًا وأفضل أداءً بالرياضة من النساء[٣].


فوائد ألعاب القوى

تُحقق ألعاب القوى مجموعة من الفوائد الصحية والنفسية ومنها مايلي[٤]:

  • تحقيق الصداقة بين الرياضيّات أثناء تدريبهم.
  • تُحسّن التعلم وتقوي الذاكرة والتركيز، وأثبتت الدراسات أن الفتيات الممارسات للتمارين يكنّ أفضل أداءً في المدرسة.
  • تفعيل النجاحات في الحياة؛ فالتفاعل مع المعلمين والمدربين والعمل ضمن الفريق الواحد يُساعد على حل المشكلات.
  • تحسين الحالة المزاجية بناءً على دراسات أحد مراكز العلاج الخاصة بالاكتئاب.
  • تحسين اللياقة البدنية والمحافظة على الوزن الصحي وتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي أو هشاشة العظام.
  • تقوية الثقة بالنفس والراحة الجسدية والاجتماعية، فتحسُن المهارات الرياضية وتحقيق الأهداف يُعزز بناء الثقة.
  • تخفيف التوتر ومحاربة الاكتئاب والحصول على أصدقاء داعمين داخل وخارج الملعب.


المراجع

  1. Bert Nelson, "Athletics"، ENCYCLOPEDIA BRITANNICA, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  2. "women in athletics - from 1900 - 1950", ATHLOS, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  3. SCOTT YENOR (2016-4-4), "A Sporting Difference: On Men’s and Women’s Athletics"، Public Discourse, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  4. "The Benefits of Athletics in Behavioral Health", Sedona Sky Academy, Retrieved 2019-12-10. Edited.

فيديو ذو صلة :

529 مشاهدة