أمور مالية قد تدمر الحياة الزوجية

لماذا يكون الاستقرار المالي مهمًّا في حياتكِ الزوجية؟

يعلم الجميع أن توفر المال في الأسرة من الأساسيات المهمة، فالاستقرار المالي للعائلة ضروري للزوجين، وللأطفال كذلك، فالأباء يفهمون تمامًا أن المال يلعب دور أساسيًّا في حياة أبنائهم، حتى لو لمجرد القدرة على شراء الألعاب التي يتمنونها ويحلمون بها متى أرادوا ذلك، والحديث عن الاستقرار المالي لا يعني بالضرورة امتلاك الكثير من المال، فالاستقرار المالي هو القدرة على تلبية احتياجات الأسرة باستمرار، ليشعر الجميع بالراحة، دون أن يشعر رب الأسرة بالقلق طوال الوقت إذا ما كان قادرًا على تلبية الاحتياجات في المستقبل القريب أم لا، أو أنه سيسدد الفواتير في الوقت المحدد أم سيجد صعوبة في ذلك.

يؤثر الاستقرار المالي تأثيرًا مباشرًا على الوضع الاجتماعي للأسرة، والوضع الاجتماعي يشمل التحصيل العلمي وتصور الشخص عن ذاته، كما أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي يشكل أيضًا جودة الحياة التي يعيشها الشخص والفرص والامتيازات الممنوحة له، مع العلم أن المال ليس فقط ما يتحكم بهذه الأشياء، فشخصية الفرد وطريقة تعاطيه مع الأمور تلعب دورًا مهمًّا وضروريًّا أيضًا^[١].

أمور مالية قد تدمر حياتكِ الزوجية

عليكِ أن تعي أمرًا في غاية الأهمية، وهو أن الكثير من الأمور المالية أو المرتبطة بالمال بشكل أو بآخر لها تأثيرها السلبي على حياتكِ الزوجية، ومن أبرز هذه الأمور نذكر ما يلي^[٢][٣]:

• المادية، فكثير من الأزواج يفكرون بطريقة مادية، ويربطون السعادة في حياتهم الزوجية بالمال، وهذا الأمر يعني أن هؤلاء سيكونون أسوأ حالًا من غيرهم، والمشكلة ليس أساسها نقص المال بالتحديد، وإنما الطريقة في التفكير بصرف المال بشكل أساسي، فكثير ممن يعانون المادية لا ينقصهم المال.
• القيم المالية المتضاربة، ففي حال كان الزوجان لا يحملان القيم نفسها في التعامل مع المال، يمكن أن يكون هذا سببًا لنشوب الخلافات، مثلًا كأن يكون أحد الزوجين مقامرًا، فعندما يشعر أحد الزوجين أن الآخر ينفق أمواله بحماقة بالغة ترتفع احتمالية رغبته بالطلاق، وتوجد قيم أخرى مثل الشُح في الإنفاق أو البخل، أو أن يرى أحد الزوجين أن طريقة إنفاق الآخر فيها شيء من الحماقة، هذا أيضًا قد يقودهما للطلاق.
• اعتماد الأدوار التقليدية حتى عندما لا تكون منطقية، فليس بالضرورة أن يكون التنظيم المالي للراتب الشهري بيد الرجل والتنظيم اليومي بيد المرأة، في حال كانت المراة أقدر على إدارة الدخل الشهري، والرجل أكثر تحكمًا بالمصروفات اليومية، فبالنهاية المفتاح هو أن يؤدي الشخص المناسب الدور الصحيح بناءً على الكفاءة وليس بناءً على الجنس.
• وجود الأنماط والطباع المالية المتضاربة، فقد تكونين منفقةً بنسبة كبيرة، ويكون زوجك مدخرًا، أو العكس، وهذا قد تنتج عنه المشاحنات والتوتر في العلاقة.
• الاعتماد على التفكير دون التخطيط، وهذا خطأ كبير، فالعمل وفق مخطط مالي مدروس مهم جدًّا ليحقق الزوجان أهدافهما في هذه الحياة.
• صرف الأموال بالخفاء، فقد يخفي عنكِ زوجك إنفاقه، وقد تفعلين هذا أيضًا، وهذا أمر صعب جدًّا وقد يتسبب بفقدان الثقة بينكما، وربما يكون الحل هو وجود حساب مشترك لكليكما لتلافي هذه المشكلة تمامًا.
• الديون الخفية، وهي مشكلة كبيرة يخفي فيها أحد الزوجين عن الآخر ما عليه من ديون.
• الالتزام العائلي، فقد يشعر الشخص بلزوم مساعدة المحتاجين من أفراد عائلته الممتدة، مما يؤثر على وضعه المالي، هذا الأمر جيد ولكن يجب أن يكون في إطار معقول وضمن قدرات الفرد وطاقاته دون أن يؤثر على أسرته.

كيف تؤثر الصعوبات المالية على حياتكِ الزوجية؟

الصعوبات والأزمات المالية التي تمرين بها أنتِ وزوجك، لها تأثير كبير على حياتكما، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا التأثير سلبيًّا دائمًا، فصحيح أن الصعوبات المالية والوضع المالي السيئ للأسرة يؤدي إلى حدوث التوتر والارتباك ونشوب المعارك بين الزوجين وتحميل كل منهما المسؤولية لكل ما حصل ولكن هذا ليس كل شيء.

الصعوبات المالية قد تضطركِ للاستغناء عن كثير من الأشياء التي اعتدتِ عليها، من أجل إدارة مصروف البيت بطريقة أفضل، كأن تتوقفي عن زيارة صالونات التجميل وحمامات السباحة باستمرار، أو الذهاب إلى المصايف وقضاء أوقات ممتعة مع أسرتك، ودروس الموسيقى للأطفال، كلها كماليات تضطرين إلى الاستغناء عنها، وقد يسبب لكِ ولأسرتكِ الضغط النفسي، ولكن يجب النظر إلى الأسر والأزواج الذين استطاعوا تجاوز كل هذا، وتخطّوا المحنة المالية، فأصبحوا أكثر صبرًا، وأكثر قدرة على حل المشكلات، وأصبحوا أكثر قربًا من بعضهم.

يمكن تفادي هذه المشكلة من خلال زيارة مستشار مالي مختص ليساعدكِ وزوجك بمعرفة ما يجب عليكم فعله، ويمكن أن يساعدكم في وضع خطة مالية وأهداف مستقبلية، وأيًا كانت الصعوبات المالية، فمن المهم أن يتوقف كلا الزوجين عن لوم بعضهما، والعمل بروح الفريق للتغلب على الأزمات المالية التي مرت بها الأسرة، ويجب أن تتوقفي أنتِ وزوجكِ عن كونكما طرفي نقيض تقاتلان بعضكما، وابدآ بالعمل على أن تقاتلا المشكلات التي تمر بكما، وأن يجري كل منكما التغيرات اللازمة في شخصيته إذا لزم الأمر^[٤].

من حياتكِ لكِ

بالتأكيد تطمحين إلى أن تعيشي حياةً زوجيةً سعيدةً، وأن تتخلصي من كل المشكلات التي تمرين بها، سواء كانت أسبابها مالية، أم غير ذلك، ومن أهم الخطوات التي يمكن أن تتبعيها لتخطي المشكلات نذكر ما يلي^[٥]:

• أحيطي نفسكِ بالأشخاص الإيجابيين، فالأصدقاء لهم دور كبير في التأثير على علاقتكِ بزوجكِ، لذلك احرصي على أن تكوني محاطةً بمن يقدرون الحياة الزوجية والذين يقدمون لك الدعم المتواصل.
• ابني علاقتكِ بزوجكِ على أساس الحب الحقيقي، ليعتمد على النضج لا على العاطفة الجامحة تجاه الآخر فقط، فهذا يضمن للعلاقة النجاح والاستمرارية.
• تصرفي كما لو كانت سعادة زوجكِ أكثر أهمية من سعادتكِ، فرعايتكِ لزوجكِ تغذي الثقة والكرم والامتنان بينكما، ويضمن أيضًا العلاقة الجسدية الحميمة المرضية للطرفين.
• ضعي علاقتكِ بزوجكِ قبل كل شيء، بما في ذلك الأطفال ورعايتهم، فلا تجعلي أي أولوية تتقدم على أولوية زوجكِ في حياتكِ، واجعليه في المقدمة، ثم يأتي والداكِ وأبناؤكِ وعملكِ وحياتكِ الخاصة، وقد يبدو غريبًا أن نقول لكِ اجعليه قبل أولادكِ، ولكن الحقيقة أن الأبناء السعداء هم من يعيشون في كنف أبوين سعيدين، يحب كل منهما الآخر.
• توقفي عن أخذ الكلام الجميل المنمق على أنه من المسلمات وأنه غير ضروري، والزوج كذلك الأمر، فعلى كليكما أن يثني على الآخر، وأن يقدم له كلمات الحب، فهذا يجدد العلاقة، ويجعلها أكثر حيوية، وكفيل بحل كل النزاعات السطحية التي قد تنشب بينكما.

المراجع

1. ↑ "Your Strong & Healthy Family Starts with Financial Stability", moneyforthemamas, Retrieved 11-09-2020. Edited.
2. ↑ "5 Financial Mistakes That Ruin Your Marriage", forbes, Retrieved 11-09-2020. Edited.
3. ↑ "5 Financial Money Problems in Marriage & What to Do About Them", resources, Retrieved 11-09-2020. Edited.
4. ↑ "How Financial Difficulties Affect Marriage", foryourmarriage, Retrieved 11-09-2020. Edited.
5. ↑ "10 Strategies to Help Solve Your Marriage Problems", allprodad, Retrieved 11-09-2020. Edited.