أين يقع القطب الشمالي

القطب الشمالي

القطب الشمالي هو الطرف الشمالي لمحور الأرض في المحيط المتجمد الشمالي، ويعد إقليم نونافوت الكندي هو الأقرب إلى القطب الشمالي وكذلك جزيرة جرينلاند أكبر جزيرة في العالم، والقطب الشمالي هو أكثر دفئًا من القطب الجنوبي ويعود ذلك إلى أنه يقع في ارتفاع منخفض عن سطح البحر ويقع في وسط المحيط المتجمد، وهذا لايعني أن درجات الحرارة مرتفعة فهو يقع عند نقطة الانجماد الصفر مئوية، ويختبر القطب الشمالي ستة أشهر كاملة من الشمس وستة أشهر كاملة من الظلام، ونظرًا لأن القطب الشمالي يقع على جليد منجرف فكان من الصعب والمُكلف إرسال معدات والقيام باكتشافه ودراسته، لذلك فإن الدراسات والأبحاث عن القطب الشمالي تأتي غالبًا من إرسال محطات بحوث الانجراف وجمع عينات ثم دراستها، ويوجد نوعان للقطب الشمالي، القطب الشمالي الجغرافي والقطب الشمالي المغناطيسي.[١]


موقع القطب الشمالي الجغرافي

القطب الشمالي الجغرافي هو أقصى نقطة في شمال كوكب الأرض يقع عند تقاطع محور الأرض مع سطحه، إذ يبلغ خط العرض 90 درجةً وتتلاقى جميع الخطوط الطولية فيه ومن تلك النقطة يبدأ كل شيء بالاتجاه إلى الجنوب، ونتيجة لالتقاء جميع الخطوط الطولية عنده فالقطب الشمالي ليس له منطقة زمنية محددة، يحيط بالقطب الشمالي المحيط القطبي الشمالي إذ يبلغ عمقه حوالي 4084 م، ويكون مغطًى بالكامل بالثلوج التي تتراوح سماكتها من 1.8-3 متر، وتقع بولاريس نجمة الشمال فوقه مباشرة في السماء ولا يتغير مكانها طوال العام وكانت نجمة الشمال تلعب دورًا مهمًّا في الملاحة لعدة قرون، يتغير موقع القطب الشمالي بحوالي 30 قدمًا كل سبع سنوات مع تغير وتمايل محور الأرض ويسمى عند لحظة وقوع هذا التغيير بالقطب اللحظي، وفي السنوات الأخيرة لاحظ العلماء أن محور الأرض ينحرف بسرعة نحو الشرق بسبب تغير المناخ ومنذ عام 2000 كان القطب يتحرك بنسبة ثابتة نحو الشرق بمعدل 75 درجةً، ويشتبه العلماء بأن السبب وراء ذلك هو ذوبان طبقات الجليد والتي تتسبب بإعادة توزيع الكتلة من خلال إضافة المياه إلى المحيطات[٢].


القطب الشمالي المغناطيسي

القطب الشمالي المغناطيسي ليس هو نفسه القطب الشمالي الحقيقي وإنما يبعد مئات الأميال جنوب القطب الشمالي الجغرافي، وتولد حركة قلب الكرة الأرضية خارج الجزء الخارجي حقلًا مغناطيسيًّا وعندما يكون هذا الحقل عموديًّا وعند تلك النقطة يقع القطب الشمالي المغناطيسي والقطب الجنوبي، وعند استخدام البصيلات فإنها تشير إلى موقع القطب الشمالي المغناطيسي، وبذلك فإن ما نطلق عليه القطب الشمالي المغناطيسي هو في الواقع القطب الجنوبي، ويفسر العلماء ذلك بأن قطبين متعاكسين يلتقيان في نقطة معينة ويكوّنا ما يعرف بحقل دائري يشبه الدونات وتتداخل اتجاهات القطبين لذلك تُظهر البصيلات موقع القطب الشمالي المغناطيسي عند تلك النقطة.


إن القطب الشمالي الجغرافي والقطب الشمالي المغناطيسي لا يكونان متوازيين والفرق بينهما يسمى الانحراف، ومنذ اكتشاف القطب الشمالي المغناطيسي فإن موقعه هو حول جزيرة إليسمير الكندية أي إنه يبعد حوالي 800 كم عن القطب الشمالي الجغرافي، في الوقت الحالي فإن القطب الشمالي المغناطيسي يتحرك نحو الشمال الغربي بمعدل 40 كم سنويًّا وهو أسرع مما كان عليه منذ بدء التتبع عام 1830.[٢]


اكتشاف القطب الشمالي

بدأ اكتشاف القارة القطبية في القرن التاسع عشر، وقد حاول العديد من المستكشفين الوصول إلى القطب الشمالي، وإن أول شخص ادعى الوصول إلى القطب الشمالي هو المستكشف الأمريكي فريدريك ألبرت كوك عام 1908، ولم يقدم كوك أي دلائل على ذلك في حين أبلغ فريقه أنهم لم يصلوا إلى القطب الشمالي بالتحديد، والجدال على تلك المسألة لا زال قائمًا، وبعد حوالي عام ادعى المكتشف الأمريكي روبرت بيري الوصول إلى القطب الشمالي أيضًا، ولم يتمكنوا من إثبات مزاعم بيري لعدم وجود أحد من فريقه المكون من أربعة أشخاص لديهم معرفة جيدة بالملاحة، وفي عام 1926 نُفذت أول رحلة مؤكدة إلى القطب الشمالي من قبل المستكشف النرويجي روالد أموندسن، إذ استخدم المنطاد للطيران فوق القطب الشمالي، وأما أول من وصل فعليًّا إلى القطب الشمالي فهم مجموعة من العلماء من الاتحاد السوفييتي عام 1948 وقد استغرقت رحلتهم للوصول إلى القطب 3 أيام، وتُعد الغواصة الأمريكية يو اس اس نوتيليس التي عملت بالطاقة النووية هي أول سفينة مائية تصل إلى القطب الشمالي عام 1958، وأول رحلة استكشافية للوصول إلى القطب الشمالي باستخدام عربات الثلوج كانت عام 1968 بقيادة المستكشف الأمريكي رالف بلاستيد، وبعد عام تقريبًا تمكن المستكشف البريطاني والي هربرت من الوصول هو وفريقه إلى القطب الشمالي سيرًا على الأقدام.[٣]


حقائق عن القطب الشمالي

ربما عند ذكر القطب الشمالي فإن سانتا هو أول شخصية تتبادر إلى الأذهان، ولكن القطب الشمالي هو أكثر من مجرد ثلج وسانتا، فهو ومنذ اكتشافه يحمل معلومات وحقائق لم يكن الإنسان على علم بها، وفيما يلي بعض الحقائق عن القطب الشمالي:[٤]

  • لا توجد في القطب الشمالي أرض على عكس القطب الجنوبي الذي يقع فوق جزيرة أنتاركتيكا فإن القطب الشمالي هو غطاء جليدي عائم فوق المحيط المتجمد الشمالي.
  • إن القطب الشمالي وكما تشير الدراسات يخزن نحو 30% من احتياطيات النفط غير المستغلة في العالم، فهو الآن يعد نقطة صراع بين الدول المحيطة به مثل روسيا والنرويج والدنمارك وكندا والولايات المتحدة.
  • إن القطب الشمالي ليس أبرد منطقة في الكرة الأرضية، فيُعد القطب الجنوبي أبرد منه.
  • بالرغم من صعوبة الظروف الجوية في القطب الشمالي إلا أنه توجد حياة فيه إذ تعيش قبائل الأنويت في شمال كندا وولاية ألاسكا وأيضًا تعيش الدببة القطبية والثعالب القطبية وغيرها عدا حيوان واحد وهو البطريق الذي يعيش في القطب الجنوبي.


المراجع

  1. "North Pole", www.britannica.com, Retrieved 11-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Jessie Szalay (30-11-2017), "The North Pole: Location, Weather, Exploration … and Santa"، www.livescience.com, Retrieved 11-7-2019. Edited.
  3. "North Pole", www.nationalgeographic.org, Retrieved 11-7-2019. Edited.
  4. Kaeli Conforti (22-12-2012), "10 things you never knew about the North Pole"، www.today.com, Retrieved 11-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :