محتويات
ضعف النظر
يشير مصطلح ضعف النظر إلى تراجع حاسة البصر والرؤية عند الشخص تراجعًا لا يمكن علاجه باستخدام النظارات الطبية، أو العدسات اللاصقة أو الجراحة، ولا ينطوي ضعف النظر في حالات كهذه على إصابة الشخص بالعمى التام؛ إذ إنّ الشخص ما يزال قادرًا على الإبصار وتحسين قدرته البصرية باستخدام بعض الوسائل المساعدة، وتوجد درجات مختلفة من ضعف النظر عند الإنسان، بدءًا من البقع العمياء، ومرورًا بضعف الرؤية ليلًا، وانتهاءً بفقدان النظر شبه الكلي.[١]
تُصنّف جمعية البصريات الأمريكية ضعف النظر إلى فئتين هما: ضعف النظر الجزئي الذي يتسم بتراوح حدة البصر عند الشخص بين 20/70 و20/200 عند استخدام العدسات الطبية التقليدية، والعمى القانوني الذي يتسم بانخفاض حدة البصر عند الشخص دون 20/200 مع استخدام وسائل تصحيح النظر التقليدية، وبمحدودية مجال الرؤية لدى الشخص فلا يزيد عن 20 درجة، وكما هو معلوم، يصف المقياس النسبي للنظر حدة الرؤية على بعد 20 قدمًا من جسم معين؛ فعلى سبيل المثال يعني مؤشر 20/70 أن الشخص يرى على بعد 20 قدمًا ما يراه شخص آخر ذو حاسة بصر طبيعية على بعد 70 قدمًا.[١]
عمومًا، يرتبط ضعف النظر ارتباطًا وثيقًا بالتقدّم بالعمر، نظرًا إلى أنّه راجع لمجموعة من أمراض العين المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل التنكس البقعي والزَرَق واعتلال الشبكية السكري، ويحدث ضعف النظر عند نسبة تقل عن 1% من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 45 سنة، وترتفع هذه النسبة لتصبح 5% عند الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 75 سنة، و15% عند الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 85 سنة، ومع ذلك يحتمل أن يصاب الشخص بأحد أمراض العين المرتبطة بالعمر على مدار سنوات عديدة دون ظهور أي أعراض بارزة لديه، لذلك ينبغي دائمًا إجراء فحوص دورية للعين بهدف تشخيص المرض مبكرًا.[٢]
أضرار ضعف النظر
يعاني الأشخاص المصابون بضعف النظر من تغيرات جسدية واقتصادية ونفسية تؤثر سلبًا على جودة حياتهم؛ فضعف النظر يؤثر على الأنشطة اليومية مثل الطهي أو المشي أو التجوال خارج المنزل، والأنشطة الترفيهية مثل القراءة أو الخياطة أو السفر أو الرياضة، كذلك يؤثر ضعف النظر على المهام المرتبطة بالعمل، مما يسبب أحيانًا خسارة العمل والعيش دون أي مصدر للدخل، وبطبيعة الحال تنعكس الأمور السابقة جميعها سلبًا على حياة الأشخاص المصابين بضعف النظر، فيعانون من الحزن والخوف والقلق والاكتئاب، ويصبحون أكثر عرضة لحوادث السقوط والإصابات نتيجة افتقارهم إلى القدرة على تحديد العمق البصري الدقيق للأشياء من حولهم.[٣]
أعراض ضعف النظر
تؤدي الإصابة بضعف النظر عند الإنسان إلى معاناته من بعض الأعراض التي تتضمن ما يأتي:[٤]
- بهتان الألوان عند النظر إليها.
- مواجهة صعوبة في تحديد مدى ارتفاع الدرجات أو الأرصفة.
- الإحساس بتمايل الخطوط المستقيمة عند النظر إليها، وعادةً ما يُشكّل هذا الأمر أحد أعراض التنكس البقعي المرتبط بالعمر.
- مواجهة صعوبة عند القراءة حتى بعد استعمال النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة.
- مواجهة صعوبة كبيرة في القيادة ليلًا.
أسباب ضعف النظر
ثمة مجموعة متنوعة من الأسباب المؤدية إلى ضعف النظر عند الإنسان، ويتضمّن أبرزها ما يأتي:[٥][٦]
- إعتام عدسة العين: يقصد بمصطلح إعتام عدسة العين ضباية الرؤية عند الشخص وعدم وضوحها، فالمصاب بهذا المرض يرى الأشياء كما لو أنه واقف أمام نافذة ضبابية مائلة للبني، وعمومًا ترتبط معظم حالات إعتام عدسة العين بالتقدم في العمر؛ فمع تقدّم الشخص بالعمر، سيعاني على الأغلب من هذا المرض في أواخر حياته، ومع ذلك يرجع إعتام عدسة العين أحيانًا إلى أسباب أخرى؛ فقد يحدث عند الولادة أو نتيجة التعرض إلى صدمة مباشرة في العين، ويسبب هذا المرض ضررًا دائمًا في عدسة العين، بيد أنه قابل للعلاج جراحيًّا عبر تبديل عدسة العين الطبيعية بالعدسة الصناعية.
- اعتلال الشبكية السكري: يتعرض مرضى السكري إلى خطر متزايد للإصابة بضبابية الرؤية وعدم وضوحها، وهو أمر ينجم عن حالة صحية معروفة باسم اعتلال الشبكية السكريّ، فمن المعلوم أن مرض السكري يؤثر سلبًا على صحة الأوعية الدموية عند المريض، مما يزيد احتمال الإصابة بالأمراض والأضرار في الأعضاء المحتوية على أوعية دموية كثيرة مثل العين، التي تضمّ أعقد شبكة من الأوعية الدموية في الجسم، مما يُعرض المريض إلى خطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري، كذلك يؤدي النمو غير الطبيعي للأوعية الدموية أو التسريب الحاصل فيها إلى تضخم الشبكية، مما يسبب بدوره ضعف النظر عند الشخص، وعمومًا ثمة وسائل علاجية عديدة لاعتلال الشبكية السكري، مثل العلاج بالليزر وعملية استئصال الزجاجية، ولكن يمكن السيطرة على الحالات الخفيفة من اعتلال الشبكية السكري عبر علاج مرض السكري.
- الزَرَق: يلحق الزَرَق ضررًا كبيرًا بالعصب البصري عند الإنسان، ويرجع هذا الأمر غالبًا إلى زيادة الضغط الداخلي في العين نتيجة مشكلات في تدفق السوائل إلى العين، أو تصريفها داخل العين، وقد يحصل هذا الأمر أيضًا نتيجة عدم ازدياد الضغط الداخلي في العين، وعدم تدفق كميات كافية من الدم للعصب البصري، ولا توجد أي أعراض مبكرة لمرض الزَرَق في معظم حالاته، بيد أنه قد يسبب معاناة الشخص من أضرار وعيوب في الرؤية الجانبية (الطرفية)، وضعف الرؤية ليلًا، ويؤدي التشخيص المبكر للزَرَق إلى زيادة قابليته للعلاج بالأدوية، في حين تشكل العملية الجراحية وسيلة فعالة في تقليل فقدان البصر وضعفه عند الشخص.
- التهاب الشبكية الصباغي: يؤثر التهاب الشبكية الصباغي تدريجيًّا على الرؤية الليلية عند الشخص، ويحد من قدرته على الرؤية الجانبية، ويحتمل أن يسبب ضعف النظر الكلي، ويعرف التهاب الشبكية الصباغي بأنه مرض وراثي، ويصيب الأشخاص في مرحلتي الطفولة والمراهقة.
علاج ضعف النظر
يمكن علاج بعض اضطرابات البصر المؤدية إلى ضعف النظر، مثل اعتلال الشبكية السكري، لاستعادة حاسة البصر أو المحافظة عليها، فإذا لم يكن هذا الأمر ممكنًا، أصبح الشخص عرضة للإصابة بضعف النظر الدائم، ومع ذلك ثمة بعض الوسائل البصرية المساعدة والقابلة للاستخدام في حالات ضعف النظر مثل: عدسات تصفية الضوء، والنظارات المكبرة، والنظارات التلسكوبية والمكبرات اليدوية، من جهة ثانية يمكن لمرضى التهاب الشبكية الصباغية استخدام أجهزة بديلة للشبكية، وهي أجهزة مفيدة في استعادة حاسة البصر جزئيًّا عند الأفراد الذين فقدوها، مما يتيح لهم أداء بعض الأمور وحدهم دون مساعدة الآخرين، مثل التنقل والحركة عبر الأرصفة والدرجات، والقدرة على فرز الملابس الفاتحة من الداكنة عند الغسيل، وقراءة الكلمات المكتوبة بأحرف كبيرة.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت "Low Vision", clevelandclinic, Retrieved 2020-1-5. Edited.
- ↑ "Low Vision: What You Need to Know as You Age", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-1-5. Edited.
- ↑ "Low Vision, What Does It Mean?", medicinenet, Retrieved 2020-1-5. Edited.
- ↑ "Low vision explained", nhs, Retrieved 2020-1-5. Edited.
- ↑ "What Causes Low Vision?", aoa, Retrieved 2020-1-5. Edited.
- ↑ "7 Causes of Low Vision", bettervisionguide, Retrieved 2020-1-5. Edited.