محتويات
نقص الصّفائح الدّمويّة
تُعدّ الصّفائح الدّمويّة واحدة من المكوّنات الخلويّة الموجودة في الدّم إلى جانب خلايا الدّم البيضاء والحمراء، وتُصنّع تلك الصّفائح في النُّخاع العظمي كخلايا الدّم الأخرى، وتلعب دورًا مُهمًّا في تخثّر الدّم والنّزيف، ولها عُمْرٍ افتراضيّ قصير، والذّي يتراوح بين 7 و10 أيّام، وتُزيل الدّورة الدّمويّة تلك الصّفائح بعد ذلك، وقد يتأثّر عددها لأسبابٍ عديدة، ويُمكن تعريف نقص الصفائح الدموية على أنّه نقص عدد الصّفائح الدّمويّة عن العدد الطبيعي لها، أيّ يكون عددها أقلّ من 150.000 صفيحة لكُلِّ ميكروليتر في الدّم، إذ يتراوح عدد الصّفائح الدموية الطبيعيّة بين 150.000 و400.000 لكل ميكروليتر من الدم، وفي هذا المقال سنتعرّف على أهمّ أضرار هذا النّقص وأسبابه.[١]
أضرار نقص الصّفائح الدّمويّة
لا يحتاج الكثير من البالغين المُصابين بنقص الصّفائح الدّمويّة الخفيف إلى العلاج، فيُمكن للطّبيب أن يُراقب الحالة من خلال إجراء اختبارات الدّم، وعلى الرّغم من ذلك، قد تكون حالة نقص الصّفائح الدّمويّة حالة مُزمنة وتستمرّ مدى الحياة، وتتأثّر مجموعة الأعراض الظاهرة بناءً على عدد الصّفائح الدّمويّة، فكلَّما انخفض عدد الصّفائح للشّخص، زاد احتمال حدوث نزيف تلقائي وغير متوقّع سواء أكان النّزيف داخليًّا أم خارجيًّا، ويُمكن أن يُصبح النّزيف حادًّا ويُهدّد الحياة إذا تُركت حالة نقص الصّفائح دون علاج، وفيما يأتي بعض أضرار الحالة ومُضاعفاتها:[٢]
- عدم توقّف النّزيف في حال الإصابة بالجروح: يجب طلب المساعدة الطبّيّة الطّارئة في حال عدم توقّف النّزيف عند الإصابة بجروحٍ أو قَطْعٍ في الجلد، إذ يُمكن استمرار النّزيف لفتراتٍ طويلة على الرّغم من تطبيق الضمّادات عند الإصابة بنقص الصّفائح الدّمويّة، إذ تعمل الصفائح الدموية على إيقاف فقد الدّم المُفرَط، ويكمُن دورها أيضًا في المساعدة على تجلّط الدّم، وتُجدر الإشارة إلى إمكانيّة توقّف النّزيف في الوضع الطّبيعي بمجرّد الضغط على المنطقة المُصابة.
- فقر الدّم: يُمكن أن يحدث فقدان الدّم من نزيف داخلي وخارجي، وقد يُعزى فقر الدّم إلى فقدان الدّم بسبب الحيض الشّديد عند النّساء، إذ يُمكن للنّزيف المُفرَط أن يزيد من خطر الإصابة بفقر الّدم، وتوجد أسباب طبّيّة متنوّعة لفقر الدّم، إلّا أنّ سبب فقر الدّم في حالة نقص الصّفائح الدّمويّة هو عدم قدرة الجسم على التحكّم في فقدان الدّم، وبالتّالي يُمكن للدّم أن يتسرّب إلى الجلد والأنسجة العميقة الّتي تُسبّب ظهور الفرفرية، أو الكدمات السطحيّة، أو الكدمات العميقة، أو الورم الدّموي.
- ظهور الكَدَمات: قد يتجنّب الشّخص المُصاب بنقص الصّفائح الدّموية أداء الأنشطة اليوميّة كالأنشطة الرّياضيّة، وغيرها من الأنشطة الّتي تنطوي على مخاطر عالية للإصابة بالكدمة، ولا بُدَّ من مُراجعة الطّبيب إذا استمرّ الشّخص في الإصابة بالكدمات على الرّغم من تجنّبه للأنشطة المُسبّبة، فقد يكون ظهور الكدمات علامة على النّزيف غير المُنضبَط في الجسم، وبالتّالي يُمكن أخذ الاحتياطات اللّازمة لتجنّب الإصابة.
- التّعب الذي يؤثّر على الأنشطة اليوميّة: يؤدّي فقر الدّم إلى التّعب في كثير من الأحيان، وذلك عندما يُصبح عدد خلايا الدّم الحمراء مُنخفضًا جدًّا، كما أنَّ الإصابة بمرض المناعة الذّاتيّة المُزمن، مثل نقص الصّفائح الدّمويّة قد تزيد من التّعب أيضًا، وبالتّالي يؤدّي ذلك إلى إيجاد صعوبة في الحفاظ على الرّوتين اليومي العادي.
- الإصابة بنزيف داخلي: يُعدّ حدوث النّزيف في الدّماغ بسبب نقص الصّفائح الدّمويّة أمرًا نادرًا، إذ يُمكن أن يؤثّر النّزيف غير المنضبط على الدّماغ أحيانًا، ويحدث ذلك عندما تُصبح الصّفائح الدّمويّة منخفضة للغاية، فعندما يصل عدد الصفائح الدموية إلى 5000 ميكروليتر من الدّم أو أقل، تُصبح الحالة خطرة وتحتاج التدخّل الطّبّي الفوري، ووفقًا للمعهد الوطني للقلب والرّئة والدّم، فإنَّ نزيف الجهاز الهضمي هو شكل آخر نادر من النّزيف الداخلي، ويُمكن أن يؤدّي إلى حدوث مضاعفات أيضًا.
- الإصابة بعدوى خطيرة: يُمكن لنقص الصّفائح الدّمويّة أن تزيد خطر الإصابة بأنواع خطيرة من العدوى، خصوصًا عند إزالة الشّخص للطُّحال، وفيما يأتي أمثلة على الأعراض المُبكّرة للعدوى:
- ظهور أعراض تُشبه الإنفلونزا.
- ضيق في التنفُّس.
- ارتفاع درجة الحرارة، والإصابة بالقشعريرة.
- التَّعب المُفاجئ.
- تيبُّس الرّقبة.
- الصُّداع.
- آلام الجسم.
أسباب نقص الصّفائح الدّمويّة
يُمكن أن يكون سبب نقص الصفائح الدموية وراثيًّا أو قد يكون ناتجًا عن حالات مرضيّة أو تناول بعض الأدوية، وبالتّالي يكون انخفاض عدد الصّفائح الدّمويّة بطريقة أو أكثر، كانحصار الصّفائح الدّمويّة داخل الطُّحال، أو انخفاض إنتاج الصّفيحات الدّمويّة، أو زيادة تدميرها، وفيما يأتي تفصيل لبعض أسباب نقص الصّفائح في الدّم:[٣]
- احتباس الصّفائح الدّموية: قد يؤدّي تضخّم الطُّحال الّذي ينتج عن الإصابة بعدد من الاضطرابات إلى احتباس عدد كبير من الصّفائح الدّمويّة داخله، ممّا يُسبّب نقصًا في عدد الصّفائح في الدّورة الدّمويّة، ويُعدّ الطُّحال عضوًا صغيرًا، يُقدّر حجمه بحجم قبضة اليد تقريبًا، ويقع أسفل القفص الصّدري مباشرةً في الجانب الأيسر من البطن، وتتمثّل وظيفته الطبيعيّة في مُحاربة العدوى، وتصفية المواد غير المرغوبة من الدّم.
- نقص إنتاج الصّفائح الدّمويّة، تُنتَج الصّفائح الدّمويّة داخل نخاع العظم، وفي حال نقص إنتاجها، قد يُصاب الشّخص بقلّة الصّفيحات، وتوجد بعض العوامل الّتي تؤدّي إلى نقص إنتاج الصّفائح الدّموية، بما في ذلك:
- فرط استهلاك المشروبات الكحوليّة.
- العدوى الفيروسيّة، مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريّة، أو فيروس التهاب الكبد (C).
- ابيضاض الدّم، أو سرطان الدّم.
- الإصابة ببعض أنواع فقر الدّم.
- تناول أدوية العلاج الكيماوي.
- ازدياد تكسُّر الصّفائح، قد تتسبّب بعض الحالات في استهلاك الجسم للصّفائح الدّمويّة أو تدميرها بسرعة أكبر من عمليّة إنتاجها، ويؤدّي ذلك إلى نقص الصّفائح في مجرى الدّم، ومن الأمثلة على حالات يزداد فيها تكسُّر الصّفائح ما يأتي:
- الأدوية: يُمكن أن تتسبّب بعض الأدوية في تقليل عدد الصّفائح في الدّم، وقد تُسبّب اضطرابًا في الجهاز المناعي أحيانًا ويؤدّي به إلى تدمير الصّفائح الدّموية، ومن الأمثلة على تلك الأدوية: الهيبارين، والمُضادّات الحيويّة الّتي تحتوي على السلفا.
- الحَمل: تكون حالات قلّة الصفيحات النّاتجة عن الحمل بسيطة وتتحسّن سريعًا بعد الولادة.
- بكتيريا الدّم: قد تؤدي العدوى البكتيريّة الخطيرة في الدّم إلى تدمير الصّفائح الدّمويّة.
- قلة الصفيحات المناعيّة: يكمُن سببها بمُهاجمة الجهاز المناعي للصّفائح الدّمويّة بطرقٍ خاطئة، وقد يكون ناتجًا عن أمراض المناعة الذّاتيّة، مثل التهاب المفاصل الرّوماتويدي، ومرض الذّئبة.
المراجع
- ↑ Charles Patrick Davis (2018-8-14), "Thrombocytopenia (Low Platelet Count)"، medicinenet, Retrieved 2020-1-7. Edited.
- ↑ Kristeen Cherney (2018-2-12), "7 Complications of Untreated ITP"، healthline, Retrieved 2020-1-7. Edited.
- ↑ "Thrombocytopenia (low platelet count)", mayoclinic,2018-4-3، Retrieved 2020-1-7. Edited.