محتويات
هل يمكن تأخير الدورة الشهرية؟
قد ترغب بعض السيدات في تأخير الدورة الشهرية؛ إما لتقليل عدد دوراتهنّ الشهرية، أو لتجنب نزيف الدورة الشهرية في أوقات مُعيّنة كإجازة أو حدث مهمّ، ويُسمّي الأطباء هذه الممارسة تلاعبًا في الدورة الشهرية أو منعًا لها، ويمكن للسيدات الاختيار من بين عدة أنواع مختلفة من الأدوية الهرمونية لتأخير الدورة، إضافةً إلى بعض المنتجات الطبيعية التي يُعتَقَدُ بأنها قد تفيد في تحقيق هذا الهدف[١].
تعرّفي على طرق تأخير الدورة الشهرية
يمكن تقسيم الطرق التي قد تستخدم لتأخير الدورة الشهرية إلى ما يأتي:
الطرق الطبيعية
توجد العديد من الطرق الطبيعية التي يُعتقد بأنها تؤخِّر الدورة الشهرية، وتجدُر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص دائمًا قبل استخدام أي منها، لأنّ معظمها ما زال بحاجةٍ للمزيد من الدراسات والأبحاث العلمية لإثبات فعاليّته وأمان استخدامه، وهي تتضمّن ما يلي[٢]:
- خل التفاح: في الواقع لا يوجد أي بحث يدعم استخدام خل التفاح لتأخير الدورة الشهرية، باستثناء دراسة وحيدة في المجلة العلمية المعروفة باسم (ncbi)، والتي بحثت في تأثير خل التفاح على الدورة الشهرية لدى السيدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، وقد وجدت هذه الدراسة أنّ خل التفاح قد يتسبب بالفعل في حدوث الحيض لدى السيدات اللواتي لم يكن لديهنَّ دورات إنجابية طبيعية بسبب سكر الدم والاختلالات الهرمونية[٣]، عدا عن ذلك لا يوجد دليل يُثبت أنّ خل التفاح سوف يوقف الدورة أو يؤخرها، كما قد يكون للجرعات المتكرّرة من خل التفاح تأثير سلبي على أسنانكِ وأنسجة فمكِ وحلقكِ، وفي حال رغبتِ في تجربته؛ خَفِّفيه أولًا بالماء أو بسائل آخر لجعله أكثر أمانًا واستساغة.
- عصير الليمون: عصير الليمون شديد الحموضة مثل خل التفاح، ومن غير الواضح لماذا تشير التقارير إلى أنّ ثمار الحمضيات قد تساعد في تأخير الدورة، إضافةً إلى أنه لا يوجد أي بحث لدعمها، كما قد تؤدي الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الأحماض إلى تهيج الأسنان واللثة والمعدة والفم والحلق والأمعاء، لكن إذا أردتِ تجربة عصير الليمون أضيفيه إلى كوب من الماء أو الشاي غير المُحَلَّى، ولكن تذكّري بأنه لا يوجد ما يثبت علميًّا إمكانية تأخيره للدورة الشهرية.
- الجيلاتين: يُعتقد أنّ إذابة الجيلاتين في الماء الدافئ وشربه قد يُؤخّر بداية الدورة الشهرية لمدة 4 ساعات تقريبًا، وأنه إذا كنتِ بحاجة إلى فترة راحة أطول؛ فسيتعين عليكِ تكرار شُرب الجيلاتين، لكن في الحقيقة من غير الواضح حتى الآن سبب الترويج للجيلاتين كطريقة طبيعية لتأخير الدورة الشهرية، ولا يوجد أيّ بحث علمي مُثبت يدعم ذلك، كما قد يكون لشرب كميات كبيرة من الجيلاتين بعض الآثار الجانبية كالانتفاخ، أو مشاكل الجهاز الهضمي.
- ممارسة الرياضة: قد يؤخر الإفراط في ممارسة الرياضة بداية الدورة الشهرية، فقد تلاحظ السيدات اللواتي ينخرطن في نشاطٍ بدنيّ شديد أو مجهود في الأيام التي تسبق الدورة أنّ الدورة لا تبدأ في الوقت المُحدّد لها؛ وقد يكون ذلك نتيجةً لانخفاض الطاقة، فعندما يستخدم جسمكِ قدرًا كبيرًا من طاقته لممارسة الرياضة والتعافي؛ فقد لا يمتلك احتياطات الطاقة اللازمة لبدء الدورة الشهرية، لذا كثيرًا ما تتأخر الدورة الشهرية لدى الرياضيات المحترفات، ومع ذلك لا يوجد أي بحث يدعم استخدام التمارين الرياضية لتأخير الدورة.
الطرق الطبية
توجد العديد من الطرق الطبية لتأخير الدورة الشهرية، والتي يمكنكِ استخدام إحداها بعد استشارة الطبيب المختصّ لمعرفة ما يناسبكِ منها، وكيفية الاستخدام الصحيح لها، ومحاذير الاستخدام الخاصة بها، بما في ذلك[١]:
- أدوية حبوب منع الحمل: قد تتمكن بعض السيدات من إطالة الوقت بين دوراتهنّ عن طريق تخطّي الأسبوع الخالي من الهرمونات في جدول حبوبهنّ، مثلًا يمكن للسيدات اللواتي يتناولن 28 يومًا من موانع الحمل الهرمونية أن يأخذنَ حبوب الهرمونات لأول 21 يومًا، ثم يمكنهنّ بعد ذلك بدء حزمة جديدة على الفور دون تناول حبوب الدواء الوهمي، ويمكنكِ مناقشة هذا الخيار مع طبيبكِ أولًا للتأكد من أنه آمن، وينصح الباحثون بتناول حبوب هرمونية لمدة لا تزيد عن 84 يومًا قبل أخذ استراحة لمدة 7 أيام للحصول على دورة، وتسمح هذه الممارسة للسيدة بالحصول على الدورة الشهرية لـ4 مرات في السنة، ويُقلّل من خطر تضخّم بطانة الرحم.
- جهاز داخل الرحم -اللولب-: تقوم اللوالب الطبية بإفراز هرمون البروجستين من جهاز يدخله الطبيب في الرحم، وقد تبقى بعض أنواع اللوالب في الرحم لمدة تصل إلى 5 سنوات، وما يقرب من نصف السيدات اللواتي يستخدمنها لن يحصلنَ على دورتهنّ الشهرية في غضون 6 أشهر من استخدامها، ويمكن للسيدات اللواتي لا يستطعنَ تحمّل الهرمونات أو يرغبنَ بتجنب هرمون البروجستين اختيار اللولب النّحاسي (غير الهرموني).
- لصقات منع الحمل: إنّ السيدات اللواتي يستخدمنَ لاصقة منع الحمل، يضعنَ رقعةً جديدةً على جلدهنّ مرة واحدة في الأسبوع لمدة 3 أسابيع، وعادةً ما يكون الأسبوع الرابع خاليًا من الهرمونات، ويمكن للسيدات اللواتي يرغبنَ في تمديد دورتهنّ وضع لاصقة جديدة في الأسبوع الرابع، وتجنّب الأسبوع الخالي من الهرمونات، ولكن لا بدّ من استشارة الطبيب أولًا قبل فعل ذلك.
- الحلقة المهبلية: عادةً ما تضع السيدات الحلقة المهبلية في المهبل لمدة 3 أسابيع، ثم لا بدّ من إزالتها لمدة أسبوع، وتعمل الحلقة المهبلية بطريقةٍ مشابهةٍ للاصقة منع الحمل، إذ تفرز الهرمونات يوميًا، ويمكن للسيدات اللواتي يرغبن في تأخير الدورة الشهرية تخطي الأسبوع الخالي من الهرمونات، واستخدام حلقة جديدة فورًا، ممّا يمنع الدورة الشهرية من النزول، ولكن مرةً أخرى لا بدّ من استشارة الطبيب أولًا.
- النوريثيندرون: النوريثيندرون هو شكل من أشكال هرمون البروجستيرون، وهو فعّال في تأخير الدورة الشهرية، وفي دراسة نشرتها المجلة العلمية (ncbi)، قارنت فعاليته بفعالية موانع الحمل الفموية الأخرى في منع نزيف الدورة، وقد وجد الباحثون أنّ النوريثيندرون قد يكون أكثر فعالية من حبوب منع الحمل المركّبة (التي تحتوي على هرمونيّ الإستروجين والبروجستين) في تأخير الدورة التي تكون فيها السيدات في منتصف الدورة الشهرية[٤].
ما هي محاذير استخدام طرق تأخير الدورة الشهرية؟
يكمن خطر استخدام وسيلة منع الحمل الهرمونية بعد وقت قصير جدًا من بدء دورات الحيض عند الفتاة في امكانية انغلاق مشاش العظام (النهاية المستديرة الموجودة في عظام الجسم الطويلة)؛ مما قد يؤدي إلى توقف النمو، لذا فالفتيات اللواتي يبدأنَ بتناول موانع الحمل الهرمونية بعد فترة وجيزة من دورتهنّ الأولى قد يتوقفنَ عن النمو في الطول، واعتمادًا على نوع موانع الحمل الهرمونية فقد تعاني بعض الفتيات من نزيف مفاجئ، ويحدث النزيف بين الدورات في كثير من الأحيان عندما تبدأ السيدات في استخدام موانع الحمل الهرمونية لأول مرة، لكن يقل هذا التأثير الجانبي بمرور الوقت عادةً.
إذا اخترتِ استخدام الحقن الهرمونية؛ عليكِ زيارة الطبيب كل 3 أشهر للحصول على جرعاتكِ، وقد يؤدي تَفويت مواعيد الجرعات إلى تعريضكِ للحمل إذا كنتِ تستخدمينها أيضًا كوسيلة لمنع الحمل، ولا يَنصَح الأطباء عادةً باستخدام لاصقات منع الحمل باستمرار؛ لأنّ الاستخدام المتكرر لها قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين في الدم[١]، وقد تسبب طرق تأخير الدورة الطبيعية آثارًا جانبية أيضًا، فقد يؤدي شرب عصير الليمون وخل التفاح إلى تهيُّج الأنسجة الحسّاسة في فمكِ وحلقكِ، كما قد يضعفان مينا أسنانكِ، في حين قد يسبب الجيلاتين شعورًا بعدم الراحة في معدتكِ، لذا لا تستخدميها بدون استشارة الطبيب أولًا[٢].
المراجع
- ^ أ ب ت "Treatments and remedies to delay a period", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-09-30. Edited.
- ^ أ ب "Are Natural Remedies Effective for Delaying Your Period?", www.healthline.com, Retrieved 2020-09-30. Edited.
- ↑ "Intake of vinegar beverage is associated with restoration of ovulatory function in women with polycystic ovary syndrome", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ↑ "Norethindrone is superior to combined oral contraceptive pills in short-term delay of menses and onset of breakthrough bleeding: a randomized trial", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-30. Edited.