محتويات
الصناعة في ألمانيا
تتمتع ألمانيا باقتصادٍ يحتل المرتبة الأولى بين اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي من حيث الضخامة والتقدم، كما أنها قد تمكنت بفضل الاستراتيجية الاقتصادية العظيمة من أن تأتي بالمرتبة الرابعة عالميًّا، هذا ويُذكر بأن تنوع الصناعات واختلافها قد جعل من الصناعة في ألمانيا عالمًا متقدمًا ومتطورًا لدرجةِ الحصول على ثقة المستثمرين حول العالم بكل بساطة، ومن المتعارف عليه أنه بمجرد مشاهدة رمز "صنع في ألمانيا" تتولد الثقة لدى المستهلك والمستثمر تلقائيًّا بأن المنتج يتمتع بجودة عالية جدًّا.
هذا وتمتلك ألمانيا أيضًا إمكانيات وموارد وبنية تحتية اقتصادية في غاية الضخامة جعلتها تتمتع بهذا التقدم الصناعي، فقد أثبتت المصانع الألمانية جدارتها على صعيد تصنيع المواد الكيميائية والسيارات والأغراض التجارية المختلفة والتكنولوجيا وغيرها الكثير، لذلك فإن ألمانيا تعد الوجهة المستهدفة الأولى لتكون بطلة العالم في الاستثمارات الكيميائية على مستوى أوروبا، ولم تترك الدولة بابًا صناعيًّا إلا وطرقته وأثبتت جدارتها به، ففي ألمانيا صناعة التكنولوجيا النانوية وصناعة الإلكترونيات والفضاء الجوي والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البرمجيات وغيرها.[١]
تطور الصناعة في ألمانيا
تمكنت الإمبراطورية الألمانية من أن تصبح قوة صناعية فريدة من نوعها على مستوى العالم في نهايات القرن التاسع عشر، هذا وقد تمكنت بذلك من تخطي بريطانيا بمراحل كثيرة؛ فساهم ذلك بالتمهيد تدريجيًّا للثورة الصناعية، وفي تلك اللحظات بدأت ألمانيا بالاستحواذ على كافة المقومات الضرورية لتبدأ بعدها الخطوات الأولى من الثورة الصناعية رسميًّا، وقد دخلت كل من سكسونيا ومناطق السار والروهر في ظل الثورة بفضل امتلاكها مخزونًا ضخمًا من الفحم والحديد.
مع حلول أوائل القرن التاسع عشر تراجعت أوضاع ألمانيا الاقتصادية والصناعية، وقد عاشت في ظلِ أزمات ومشكلات وقفت في وجه التقدم، وساهمت الحروب التي خاضها نابليون والأزمة الغذائية في الفترة الممتدة ما بين 1816-1817م في إعاقة التقدم نظرًا لوقوع أهم الموانئ فيها فوق خطوط التجارة الحيوية المطلة على المحيط الأطلسي، وفيما بعد بدأت الدولة بالانشطار تدريجيًّا إلى عدة دويلات، وبالرغم من ذلك إلا أنه يوجد تشابه ملموس بالطابع الثقافي والحضاري.
أما في المراحل التالية، فقد بدأ التشجيع على الصناعة بكافة الأشكال والطرق بأمرٍ من روسيا من خلال نظام جبائي مستحدث، وقد كان للوزراء في الفترة ما بين 1825-1830م دورًا عظيم الأهمية في تدوير عجلة الاقتصاد نحو الأمام، فأُدخلت التعديلات على نظام الضرائب على يد وزير المالية فريدريش أدولف فون موتز.[٢]
أنواع الصناعة في ألمانيا
تعددت أنواع الصناعة التي بدأت في ألمانيا في بداية العهد، ومن أهم هذه الأنواع[٢]:
- قطاع الغزل والنسيج، ويعد القطاع الأول الذي شهد دخول الماكنات، فبدأت آلات الغزل باجتياح مدينة كيمنتس مع حلول 1782م لتبدأ بالانتشار بنسبة كبيرة، هذا وقد ظهر مصنع النسيج الأول في ربوع مدينة راتينغن مع حلول سنة 1784م.
- قطاع صناعة الحديد، أما صناعة الحديد فقد سجلت تطورًا مذهلًا في المنطقة، إذ بذل الملك فريدريك الثاني قصارى جهده في تطويرها، وقد بدأت الاستثمارات الأجنبية بالازدياد والتوافد إلى المنطقة.
- ظهور فرن يعتمد على فحم الكوك في سنة 1792م ففي مدينة سيليزيا العليا، ويعد الأول من نوعه، ثم بدأ بالانتشار تدريجيًّا حتى بلغ عدد الأفران نحو 30 فرنًا في المنطقة.
- إنتاج الفحم، في سنة 1820 تمكنت ألمانيا من إنتاج ما يفوق مليون طن من الفحم، ومع مجيء سنة 1850 تمكنت من إنتاج وتصدير 6 ملايين طن.
- ظهور المحرك البخاري لأول مرة في ألمانيا وبدء انتشار المصانع تدريجيًّا.
- افتتاح خطوط سكك حديدية لأول مرة في عام 1835م، وقد بدأت بالربط لأول مرة بين فورث ونورمبرغ.
أنواع الصناعة في ألمانيا حديثًا
بعد التعرف على أنواع الصناعة في ألمانيا وتطورها، لا بد من الحديث عما استُحدث مؤخرًا من قطاعات صناعية، ويشار إلى أن قطاع صناعة السيارات وبناء الآلات والصناعات الكهربائية والكيميائية قد استحوذت على حصة الأسد في الانتشار والاهتمام، ويُذكر بأن حجم مبيعات الصناعة في ألمانيا يتجاوز 1893 مليار يورو في عام 2017م، وقد تصدرت صناعة السيارات المرتبة الأولى في ذلك؛ وقد قُدرّت المبيعات بنحو 425 مليار يورو.[٣]
بالرغم مما تشهده الصناعة في ألمانيا من تطور كبير، إلا أن المعلومات الاقتصادية قد كشفت عن مرور ألمانيا بأزمة مالية أثرت سلبًا على قطاع الصناعة الألمانية تأثيرًا كبيرًا، ويذكر بأن ذلك قد بدأ بالتزامنِ مع اتحاد ألمانيا في سنة 1990م، ومن المؤسف أن التقارير قد أفادت بأن قطاع صناعة السيارات هو الأكثر تأثرًا إلى الأسوأ نتيجة تقهقر الطلبات الخارجية عليها، وفي عام 2009م قد برزت تقارير أشارت إلى وجود أثر سلبي ما زال قائمًا على معظم القطاعات الاقتصادية الألمانية مما أدخلها في دوامة الركود الاقتصادي.[٤]
المراجع
- ↑ ""صنع في ألمانيا" رمز عالمي للجودة العالية والدقة المتناهية"، ألمانيا، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب طه عبد الناصر رمضان (6-9-2018)، "كيف تطورت ألمانيا سريعاً لتصبح قوة صناعية عالمية؟"، العربية، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "ألمانيا بلد الصناعة: ستة ارقام عظيمة!"، المركز الألماني للأعلام - وزارة الخارجية، 24-8-2018، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "قطاع الصناعة في ألمانيا يشهد أكبر ركود اقتصادي منذ نحو عشرين عاما"، DW.com، 14-4-2009، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.