الصيد في الأشهر الحرم

الصيد

إن في خلق الله تعالى للكون حكم كثيرة، فلكل مخلوق في هذه الحياة فائدة من أصغرها لأكبرها، وقد جعل الله تعالى المخلوقات تكمل بعضها، ويستفيد بعضها من الآخر، وقد جعل الله تعالى للطيور، والأنعام، والبهائم فوائدَ عديدةً للإنسان، منها الاستفادة من لحومها، ومنها ما يمكن الحصول عليه من خلال الصيد؛ إذ أحلَّ الله تعالى الصيد للناس ضمن شروط وأماكن معينة.


الصيد في الأشهر الحرم

أحل الله تعالى الصيد للإنسان، إذا كان الاصطياد ضمن ما أُحل أكله، وقد يسأل البعض عن حرمة الصيد في الأشهر الحرم والتي هي: (رجب، ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم)، وفي ذلك أجمع العلماء اعتمادًا على الأدلة بأن الصيد لا يُحرّم في الأشهر الحرم، ولا علاقة للأشهر الحرم بتحريمه، ولكن الصيد يُحرّم في حالتين قد ثبتتا، هما[١][٢]:

  • الإحرام للحج والعمرة؛ فلا يجوز للشخص المُحرِم أن يصطاد ما دام محرمًا، وله أن يصيد إذا تحلل من الإحرام، ودليل ذلك قوله تعالى: (‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا) [ المائدة: 95]، ويرى البعض بأن حرمة صيد الإحرام تشمل صيد البر فقط، ويحلل فيه صيد البحر.
  • البيت الحرام؛ فيُحرّم الصيد في البيت الحرام سواءً كان ذلك للمحامين أم لعامة الناس، ودليل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (إن الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحلل لي إلا ساعةً من الدهر، لا ينفّر صيدها ولا يعضد شوكها) [صحيح مسلم: صحيح]، ويذكر أيضًا بأن المدينة المنورة تدخل في تحريم الصيد، وفي ذلك حديث ثابت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام حرم الصيد في المدينة أيضًا.


شروط الصيد المحلل

أحل الله تعالى القيد فيما هو مباح، وذلك إن كان الصائد محتاجًا للأكل والطعام، أما إن كان الصيد للعب واللهو فقط فهو مكروه، ويؤجر تاركه. وتوجد بعض الشروط التي يجب أخذها بعين الاعتبار فيما يخص الصيد، مثل[٣]:

  • ينطبق على الصائد ما ينطبق على المذكي من الشروط؛ وذلك بأن يكون عاقلًا، ومسلمًا، أو من أهل الكتاب، فلا يجوز الأكل من صيد كافر أو سكران لعدم الأهلية.
  • يُشترط في أداة الصيد أن تكون جارحةً، تُخرج الدم من الصيد وتجعله ينهمر، وألا يكون بها ثقل يسبب موت الصيد، بل حدة الأداة.
  • أن يكون الصيد مما أحل الله أكله من البهائم والطيور وغيرها من المخلوقات.
  • يجب التسمية وذكر الله عند رمي الصيد.
  • يجب تذكية الصيد إذا وصله الصائد حيًا، أما إن لم يكن حيًا فأكله حلال.

يُمكن للصائد أن يستخدم سباع البهائم، وجوارح الطيور كوسيلة للصيد بدلًا من أداة الصيد؛ وذلك بشرط أن تكون معلّمةً وتعرف آداب الصيد.


المراجع

  1. "حكم الصيد في الأشهر الحرم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2019.
  2. "الأشهر الحرم..الجائز والممنوع"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2019.
  3. "آداب الذبح"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-16.

فيديو ذو صلة :