العيد في غزة
يستعد الأطفال والنساء لاستقبال العيد، كما ينتظر كل منهم العيدية، إضافةً إلى أنَّ ربات المنازل يُحضرن أصنافًا مختلفةً من الحلويات بهجةً وفرحًا بقدوم العيد رغم الظروف الاقتصادية التي يُعاني منها الرجال، ولكنّ العيد في غزة مختلف جدًا بسبب انخفاض الدخل العائلي إلى أقصى حد، أي إنَّ الشعب الغزي يُعاني من أوضاع اقتصادية صعبة للغاية، وهي تتفاقم باستمرار خاصة مع فرض الإجراءات العقابية ضد الموظفين، وخصم حوالي 50% من الرواتب دونًا عن موظفي الضفة، ومما لا شكَّ فيه أنَّ العيدية من وسائل الاحتفال بالعيد، وهي ما زالت حاضرةً في كثير من المجتمعات، كما أنّها تُضفي جوًّا من الفرح والحب على قلب أي شخص يأخذها، ولكنّ الوضع في غزة لم يعد كذلك، بل أصبح مأساةً حقيقيةً خاصةً أنَّ الإنسان في غزة يجهل مستقبله في بلاده.[١]
طقوس العيد في غزة
تسود حالة من الإحباط في الشارع الفلسطيني في قطاع غزة بسبب ارتفاع نسب الفقر، وتدهور الحياة المعيشية، ومما لا شكَّ فيه أنَّ جميع أفراد غزة يرغبون بتحقيق طقوس جيدة لأطفالهم عند قدوم العيد، ولكنّ الوضع مختلف كليًّا بسبب وجود الحرب على تلك المنطقة، وبصورة عامة تتميز غزة بالطقوس التالية عند قدوم العيد:[٢]
- الأسواق بلا زبائن: يُعدّ سوق الساحة من أشهر الأسواق الموجودة في مدينة غزة، ومع شهرته فإنّه يشهد انخفاضًا كبيرًا في حجم الطلب على السلع، فقد شكا بائع الألعاب إبراهيم حبوش من قلة ارتياد الزبائن لمحله في موسم العيد الذي كان ينتظره طوال السنة، وذكر أيضًا أنَّ الناس يأتون لشراء الألعاب ذات السعر المنخفض، مما يُسبب ذلك لهم خسائر كبيرةً، إضافةً إلى ذلك يشتكي العديد من التجار من توقف حركة السوق، ويُطالبون الحكومة الفلسطينية والفصائل الأخرى بالتدخل بهدف إنقاذ الوضع الاقتصادي من الموت، ومما لا شكَّ فيه أنَّ خصم السلطة الفلسطينية من رواتب الموظفين في قطاع غزة أثر بصورة كبيرة على الوضع الاقتصادي العام في غزة، كما أدَّى إلى انهيار المعيشة بصورة ملحوظة.
- كعك العيد: تمتنع العديد من العائلات الفلسطينية عن خبز كعك العيد في غزة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية التي يمرون بها، وقد ورد أنّ شخصًا كان يبيع كعك العيد على عربة صغيرة وقد توقف عن ذلك العمل بسبب ضعف الحركة الشرائية، وانخفاض الدخل، وعدم القدرة على شراء المستلزمات اللازمة لتجهيز كعك العيد في الفترة نفسها، وكذلك الأمر فإنَّ كثير من العائلات التي تسكن غزة تخلَّت عن عادة تحضير حلويات العيد ذات الجودة العالية، واكتفت بما يتوفر لديها من مكوّنات أساسية، أو أنّها تشتري حلوى بأدنى الأسعار وأقل الأثمان.
- صلاة العيد: يُؤدي آلاف المواطنين في قطاع غزة صلاة العيد في الساحات العامة والملاعب والحدائق إحياءً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومما لا شكَّ فيه أنَّ صلاة العيد من أهم الطقوس التي يُمارسها الشعب الغزيّ في العيد، كما يدعو الخطباء في الصلاة إلى صلة الأرحام، ونبذ الخلافات التي تسود في المجتمع، وتحقيق الوحدة الوطنية، ويؤكدون على أهمية إنهاء الانقسام الذي يُوجد في الساحة الفلسطينية، ويدعون إلى زيارة أهالي الشهداء والجرحى والأسرى والأيتام، ومصافحة أبناء كل منهم، وأقاربهم، ورسم البسمة والسعادة على وجوه أي منهم.[٣]
- رتق الأحذية: يتزاحم الفقراء من الناس في غزة على رتق الأحذية القديمة الخاصة بهم بدلًا من شراء الأحذية الجديدة بهدف الاستعداد ليوم العيد، ويذكر أبو خاطر الذي يمتهن هذه المهنة أنَّه لم يعد يشعر بالحرج نتيجة زيارة الإسكافي، وعلى العكس من السابق فإنَّ كثير من عائلات الموظفين الذين تراجع دخلهم بصورة ملحوظة لا يستطيعون شراء السلع الجديدة، لهذا فإنَّ مهنة رتق الأحذية شهدت تحسنًا كبيرًا في مستوى الزبائن بعد أن شارفت على الانقراض، وخلال موسم الأعياد أصبحت من أكثر المهن نشاطًا بسبب ما تواجهه العلائلات من فقر، وعدم القدرة على شراء الأحذية الجديدة للأطفال، وأشار شخص آخر يُدلل على بضاعته الصينية التي شهدت تدنيًا كبيرًا في الثمن، إلا أنَّ الناس فقدوا القدرة على شراء تلك البضائع، والواضح أنَّ الإسكافي في غزة أصبح أكثر قدرةً من أصحاب محلات بيع الأحذية على مواجهة حالة الكساد التي يشهدها السوق خاصة في فترة العيد.[٤]
العيد يوم إجازة فقط
ذكر شخص يبلغ من العمر 25 عامًا أنَّ العيد بالنسبة له يوم إجازة لا أكثر، وهو من الذين يسكنون مدينة رام الله في فلسطين، إذ قال إنَّ عائلته صغيرة جدًا، وهي تتكون من جدة، وعمة واحدة، ولديه خال يسكن في خارج البلاد، وفي يوم العيد استيقظ متأخرًا، وارتدى ملابس نظيفةً، ثمَّ توجه إلى منزل جدته بهدف المعايدة عليها، وهناك يجد عمته، ثمَّ يعود إلى المنزل بهدف تناول الغذاء، وهكذا فإنَّه يشعر أنَّ العيد يوم إجازة فقط، وهو لا يختلف كثيرًا عن الأيام الأخرى.[٥]
بينما قالت آيات التي يبلغ عمرها 23 عامًا، وهي ممن يسكنون مدينة القدس أنَّ العيد بالنسبة لها سبب مقنع حتى تلتم العائلات مع بعضها، وتحصل الرحلات العائلية المميزة، ولكن للأسف يفتقد العيد طقوسه الحقيقية بسبب ما يعيشه الشعب الفلسطيني من ظروف وأوضاع سياسية قهرية، ومما لا شكَّ فيه أنَّ العيد في كل من رام الله والقدس أفضل كثيرًا من العيد في قطاع غزة، ومع ذلك فإنَّ الجميع يُعانون من ويلات الاحتلال، ويشعرون بتنغيص الفرحة، وعدم القدرة على الابتهاج بهذا اليوم الذي أُعدَّ حتى تدخل البهجة لقلوب الناس.[٥]
المراجع
- ↑ "العيد في غزة بدون عيدية لهذا السبب!"، www.paltoday.ps، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.
- ↑ "شاهد: العيد في غزة.. فرحة محاصرة"، www.mubasher.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.
- ↑ "مواطنو غزة يؤدون صلاة العيد في العراء"، www.wafa.ps، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.
- ↑ "فقراء غزة يرتقون أحذيتهم استعدادا ليوم العيد"، www.npaapress.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "هكذا يحتفل اهالي مدن فلسطين وقراها في العيد"، www.alhadath.ps، 6-7-2016، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.