الفرق بين الفعل والعمل

اللغة العربية

تعد اللغة العربية من أفصح اللغات وأبلغها على الإطلاق، ولذلك اختارها الله جل جلاله لغة القرآن الكريم، وكان هذا هو السبب الأساسي في حفظها وتخليدها حتى الآن، فربما ما تعرض له العرب من أزمات ومحن كان سببًا في إضعافها ولكن هذه الأزمات لم تستطع دثرها أبدًا لأن الله تكفل بحفظ القرآن الكريم المكتوب باللغة العربية، والذي يحتوي بين جنباته كل تفاصيلها وقواعدها وما يخصها من أسرار ومعاني .

وفي اللغة الكثير من الفروق والتشابهات بين الكلمات، فنجد بعض الكلمات المترادفة التي تدل على معنى واحد، ونجد بعض الكلمات المتضادة التي يدل كل منها على معنى معاكس تمامًا للآخر، ونجد أيضًا كلمات يخالها البعض متشابهة في المعنى ولكنها في الحقيقية ليست كذلك[١].


الفرق بين الفعل والعمل

فيما يأتي نذكر الفرق بين الفعل والعمل:

العمل

مصطلح العمل من الفعل عَمَلَ، وهي من الكلمات التي تكررت أكثر من مئة مرة في القرآن الكريم، والتي جاءت في مواضع متعددة، وتعبر كلمة العمل عن الشيء الذي يقوم به الإنسان باستمرر أي أنه يحمل صفة الاستمرارية، ولا نقول صفة الدوام أو الخلود، أي أن الشخص يفعله باستمرار لمدة معينة أو للأبد حتى نهاية حياته.

ويرى علماء اللغة والباحثين في القرآن أن العمل يرتبط بالإنسان العاقل فقط، ولا يمكن أن يرنبط العمل بالجماد فهو مختص فقط بما يصدر من الإنسان والحيوان ويترك أثرًا. قال تعالى {وعملوا الصالحات} [البقرة : 25] يتضح من الآية أن ما يقومون به من صالحات يحدث باستمرار وبتروي وتأني[٢].


الفعل

الفعل من فَعَلَ، وهو ما لا يتصف بالاستمرارية ولا يترك أثرًا، وقد يصدر الفعل عن الفاعل بقصد أو بغير قصد، سواءً أكان هذا الفاعل جمادًا أو حيوانًا أو إنسانًا.

ومن الملاحظ في القرآن الكريم أن كلمة فعل كانت ترد في الأمور التي حدثت من دون إبطاء ولا تحتاج إلى أن تحمل صفة الاستمرارية قال تعالى في محكم تنزيله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل:1]. فالعذاب الذي أنزله الله عليهم حدث بدون أي تباطؤ أو تردد ووقع في لحظتها.

وتلخيصًا لما سبق ذكره فإن مصطلح الفعل يطلق دائمًا على الأشياء التي تحدث بسرعة ومن دون تباطؤ، أما الأعمال فتحدث بتروي وتأني مما يجعلها تحمل صغة الاستمرارية، وفي القرآن الكريم عندما أراد الله عز وجل وصف ما يقوم به الإنسان الصالح من عبادات أعطاها لفظ الأعمال ولم يقل الأفعال، فالصلاة والصيام والزكاة أمور مستمرة يقوم به تقربًا لله عز وجل[٣].


وعلى الإنسان أن يكون حذرًا كل الحذر عند التعامل مع ألفاظ القرآن الكريم، فالقرآن ليس كأي كتاب دنيوي، فالكتاب المكتوب بأيدي البشر مهما بلغوا من العلم والفصاحة والمعرفة ستكون احتمالية الخطأ والتناقض واللبس بكل أنواعه واردة فيه سواءًا لبس لغوي أو معرفي أو ما شابه، أما القرآن فكل ما فيه كامل وصحيح وتام، ولهذا عدَّه العرب مرجعًا لقواعد الغة العربية واستطاعوا من خلاله التفريق بين الكثير من المصطلحات والمعاني، فكما فعلنا هنا عند التفريق بين الفعل والعمل كان المصدر الأساسي هو القرآن الكريم وألفاظه [١].


المراجع

  1. ^ أ ب "ما الفرق بين العمل والفعل في القرآن "، أهل القرآن، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
  2. "الفرق بين العمل والفعل والصنع "، البيان ، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
  3. "الفرق بين العمل والفعل "، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :