محتويات
دور المرأة المسلمة في الألعاب الرياضية
نسبة مشاركة النساء المسلمات في الألعاب الرياضية في العالم تحظى بمعدلات منخفضة مقابل هيمنة الذكور وسيطرتهم على عالم الرياضة لما تواجهه المرأة المسلمة من صعوبات وعقبات مختلفة أثناء محاولتها التوفيق بين المحافظة على هويتها، والحرص على اتباع تعاليم عقيدتها وبين التزامها وحبها للرياضة وطموحها في تحقيق ذاتها، ومحاولات التأقلم في بعض الدول الغربية بالتحديد التي تحد قوانينها من حرية المسلمين بالعموم مثل القوانين المتعلقة بحجاب المرأة ونمط لبسها، إذ تنتشر الكثير من الاعتقادات النمطية والخاطئة جدًّا فيما يخص نظرة الإسلام لممارسة المرأة الرياضة بمختلف أنواعها، إذ يعتقد البعض أن الإسلام يمنع المرأة من ممارسة الرياضة ويمنعها من مواجهة الرجال في ملاعب الرياضة وتعليمهم أو التعلم منهم أو أن تكون عرضة لنظر الرجال أثناء ممارستها لمختلف أنواع الرياضة، والصحيح أن الإسلام شجع الرجال والنساء على حد سواء وفي مواضع مختلفة من القرآن والسنة النبوية على ممارسة الرياضة أو الحفاظ على النفس وأوضح مدى أهمية ذلك، إذ ينظر الإسلام للجسد بأنه أمانة على الإنسان وأنه مكلف بالعناية به وأوضح أن الإنسان عليه أن يتخذ سبله في ذلك من ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي وتجنب أي عادات خاطئة من شأنها التأثير سلبًا على صحته، وتوجد العديد من الأسباب التي تقف وراء دعم الإسلام لممارسة الرياضة من تخصيص وقت للترفيه ولوازم الاستعداد للحرب والحملات العسكرية ولزوم أن يتمتع الإنسان بصحة ولياقة بدنية جيدة وأن يستغلها في الخير، وهذه الأوامر معممة في الغالب على الجنسين فقد استدعى الإسلام بنصوصٍ صريحة قصة تسابق النبي محمد عليه الصلاة والسلام مع زوجته، ويعتقد الكثير من المسلمين بأن الرياضة أمر إلزامي، وتنتشر ممارسة النساء للرياضة في الغالب في البلدان العربية والإسلامية، ولا ينظر المسلمون لهذا الأمر بأنه مسموح به فقط بل يجزمون بأهمية الرياضة ويؤكدون على ذلك[١].
تحديات تواجه المرأة المسلمة المشاركة في الألعاب الرياضية
بالنسبة لأغلب النساء المسلمات فإن معتقداتهن الدينية وقيمهن الإسلامية أمر أساسي يحدد نهج حياتهن، كما يتحدد نهج الرياضة لغير المسلمات استنادًا إلى العوامل الثقافية والعرقية والدينية، وهذه هي التحديات التي تواجهها المسلمات عند المشاركة في الألعاب الرياضية[٢]:
- منع التشريع الإسلامي بعض الألعاب الرياضية المشتركة بين الجنسين، وهي تلك التي تستدعي ممارستها الاختلاط والتلامس بين الجنسين، لذا تمتنع المرأة المسلمة عن ممارسة الرياضة إذا كان اللاعب المنافس لها من الرجال، وتشترط أغلبهن اللعب مع النساء وهذا يشكل تحديًا كبيرًا في إثبات قدراتها، إذ جرت العادة أن النوادي الرياضية هي من تشترط على الراغبين في الانضمام إليها وليس العكس.
- حدد الإسلام مواصفات معينة للبس المرأة وفرض عليها ارتداء الحجاب وهو غطاء الرأس وشروطه في تغطية جسم المرأة كاملًا باستثناء كفيها ووجهها وفرض قواعد معينة بخصوص اللباس، إذ يجب أن يكون فضفاضًا لا يشف ولا يصف ما تحته ولا يحتوي على زينة، وألّا يتشبه بلبس الرجال، وقد ذهب بعض المسلمين وبعض الطوائف إلى إلزام المرأة بتغطية وجهها وجسمها بأكمله، وهذا يحدد طريقتها في اللعب، إذ تشترط النوادي على لاعبيها زيًّا محددًا يكشف الجسم وإذا تمكنت المرأة من ارتداء الملابس أسفل الزي الرسمي للنادي الذي تلعب به فهي ستقع في خانة تفصيل الملابس للجسد.
- عدم توفير مرافق للوضوء والصلاة في أغلب النوادي الرياضية، ومع حاجتهن للصلاة خمس مرات في اليوم فإنّ هذا سيشكّل عائقًا يمنعهن من ممارسة فروضهنّ بالتأكيد.
- احتوت دساتير الكثير من الدول على قوانين تحض على الكراهية ضد المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب مثل منعهن من الالتحاق بالجيش والشرطة أو إجبارهن على خلعه للالتحاق بالمدارس والجامعات، وبعض الدول منعت الحجاب منعًا كاملًا أو نسبيًّا على مر الزمان، وبعض الدول العربية أيضًا، وفي هذه الأوقات العصيبة التي مرت بها المرأة المسلمة للحفاظ على حجابها كان من الصعب التفكير باللعب والالتحاق بالنوادي الرياضية المعروفة وهذا شكل تحديًا كبيرًا، ولا زالت الكثير من الدول والمجتمعات تضغط عليهن بهذا الشأن ما يحدهن من اللعب خوفًا من مواجهة التفرقة والعنصرية ضدهن.
دعم المرأة المسلمة المشاركة في الألعاب الرياضية
يجب على منظمي الأنشطة الرياضية احترام الاختلافات الدينية والعرقية وغيرها، ويتطلب منهم ذلك احترام ثقافة الملابس والخصوصية وثقافة اللعب مع الجنس الواحد عند النساء المسلمات والتوقف عن النظر إلى العقيدة الإسلامية بأنها حاجز يمنع المؤمنين فيها من ممارسة حياتهم اليومية والأنشطة الاعتيادية وتشجيع النساء المسلمات للمشاركة في الألعاب الرياضية واتخاذ إجراءات عديدة لدعمهن للمشاركة مثل اتخاذ قوانين صارمة لمواجهة التمييز والنظرة النمطية للمرأة المسلمة بهذا الشأن، كما يجب على النوادي التأكد من منع المدربين واللاعبين الرجال من الدخول إلى ملاعب وصالات التدريب النسائية ووضع لافتات تنبيهية على الأبواب وتعتيم النوافذ، وإيقاف تشغيل الكاميرات داخل الملاعب عند التدريب، والتأكد من أن عاملات النظافة وحراس الإنقاذ من الإناث، وعدم تقييد اللاعبات باختيار الملابس الرياضية وتوفير مرافق للوضوء والصلاة فيها[٢].
نساء مسلمات في الألعاب الرياضية
أقل ما يمكننا فعله للنساء اللاتي حاربن الكثير للوصول إلى أحلامهن هو تكريمهن وذكر أسمائهن، إليكِ أسماء خمس نساء مسلمات من أشهر النساء الرياضيات اللاتي كافحن القوانين الرياضية المعيقة لممارسة عقيدتهن في عالم الرياضة[٣]:
- أمية ظافر، وهي أول ملاكمة أمريكية محجبة تحصل على حق المشاركة بالمباريات مع ارتداء الحجاب بعد منعها في البداية من ممارستها.
- الملاكمة رايان علم الدين التي منعت أيضًا من ارتداء الحجاب في بدايتها.
- لاعبة المبارزة الأمريكية ابتهاج محمد، وهي أول امرأة مسلمة ترتدي الحجاب تمثل الولايات المتحدة الأمريكية في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 وتفوز بميدالية أولمبية، كما أطلقت شركة ماتيل لتصنيع الألعاب أول دمية باربي ترتدي الحجاب وترتدي زيّ بطلة أولمبية وتتزين بالكحل تقديرًا لهذه السيدة.
- رافعة الأثقال الأمريكية كلثوم عبد الله، وهي أول من مارس رياضة رفع الأثقال مع ارتداء ملابس كاملة وحجاب.
- لاعبة التايكوندو المصرية هداية ملك، وهي أول لاعبة تايكوندو عربية وإفريقية تتأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو بالرغم من ارتدائها الحجاب وحصدت العديد من الجوائز والميداليات.
المراجع
- ↑ Risa Isard, Maggie Lin, Patricia Spears, "Muslim Women in Sport"، sites.duke, Retrieved 2020-7-19. Edited.
- ^ أ ب "Muslim Women in Sport ", womeninsport,2010-1-19، Retrieved 2020-7-19. Edited.
- ↑ Sharifah (2018-2-5), "10 Inspiring Hijabi Athletes Who Are Making History In The World"، havehalalwilltravel, Retrieved 2020-7-19. Edited.