حديث قدسي قصير
عن أبي هريرة -رضي الله عنه -عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيًّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)[صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، إذ خلق الله عزّ وجل الإنسان في كبد، وكانت حكمة الله في الحياة أن يكون فيها الفرح والحزن واللذّة والألم، فلا تكاد ترى سرورًا أبديًّا إلا وينغِّصه حزن، ولا صحة إلا ويكدِّرها السقم، ولا رخاء إلا وتعقبه شدّة، لهذا جعل الله للصَّبر والاحتساب على المصائب الأجر العظيم والثواب الجزيل، وفي هذا الحديث يبيّن الله سبحانه وتعالى أجر من فقد حبيبه وخليله، ثم صبر واحتسب، فما كان له جزاءً عند الله إلّا الجنّة، وأن تحتسب يعني أن تستحضر ما وعد الله به الصابرين[١].
أحاديث قُدسية أخرى
يوجد الكثير من الأحاديث القدسيَّة المرويَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة، سنذكر منها ما يلي[٢]:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خيرٍ منهم، وإن تقرَّب إليَّ بشبر تقرّبت إليه ذراعًا، وإن تقرّب إليّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه) [صحيح مسلم| خلاصة الحكم المحدث: صحيح].
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(قال الله: كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يرفُثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله، فليَقُلْ: إني امرؤ صائم، والذي نفسُ محمد بيده، لخُلُوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائمِ فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح، وإذا لقِي ربه فرح بصومه) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :(تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم، قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة: فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
الفرق بين الحديث القُدسي والقرآن الكريم
ذَكَر العلماء العديد من الفروق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم، منها ما يلي[٣]:
- القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المعجز الذي أوحاه إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- بلفظه ومعناه، وتحدّى به الثقلين على أن يأتوا بمثله فهو معجزة خالدة، بينما الحديث القدسي ليس بمعجزة ولم يقع به التحدي.
- القرآن الكريم منقول إلينا كاملًا بالتواتر فهو قطعي الثبوت، بينما الحديث القدسي قد يكون صحيحًا أو ضعيفًا أو حسنًا أو موضوعًا.
- القرآن الكريم مُتعبّد بتلاوته، فمن قرأه كتب الله له الثواب العظيم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، بينما الحديث القدسي غير متعبّد بتلاوته.
- القرآن الكريم لفظه ومعناه من الله تعالى، والحديث القدسي معناه من الله ولفظه من الرسول صلى الله عليه وسلم.
- القرآن الكريم لا يمسّه إلا الطاهر، بينما الحديث القدسي يمسّه غير الطاهر.
- القرآن الكريم يُحرّم روايته بالمعنى، بينما الحديث القدسي يجوز روايته بالمعنى.
المراجع
- ↑ "ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه"، إذاعة القرآن الكريم، 2011-04-15، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
- ↑ "الدرر السنية/ الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14.
- ↑ صلاح نجيب الدق (2018-11-04)، "الفرق بين القرآن والحديث القدسي"، الألوكة الشرعيّة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-20. بتصرّف.