محتويات
حكم سفر المرأة
حرص الإسلام حرصًا كبيرًا على مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي فجعلها مصونةً في عرضها ونفسها، وألزمها ببعض الأمور التي يجب أن تلتزم بها خلال سفرها، حفاظًا عليها من الشر والفساد، ومن هذه الأمور وجود محرم معها أثناء سفرها، كما لا يمكن أن تكون المرأة محرمًا لغيرها، أي المقصود بالمحرم الزوج وكل من يحرم عليها الزواج منه، كالأب والأخ والابن شريطةَ أن يكون بالغًا راشدًا، ولا يقتصر التحريم على المسافة مهما طالت أو قصرت، ولا أيضًا على وسيلة المواصلات سواء بالطائرة أم غيرها من الوسائل، ولا على أسباب السفر سواء أكان سفرًا واجبًا كأداء فريضة الحج والعمرة، أم سفرًا لزيارةٍ أم للتجارة وغيرها من الأمور[١].
ما هو حكم سفر المرأة دون محرم؟
قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (لا تُسافِرِ المرأةُ إلَّا مع ذي مَحْرَمٍ، ولا يُدْخَلْ عليها إلَّا ومعها مَحْرَمٌ، فقال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُرِيدُ أنْ أخرُجَ في جيشِ كذا وكذا، وامْرَأتي تُرِيدُ الحجَّ؟ فقال: اخرُجْ معها) [كشاف القناع| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
نستدل من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز سفر المرأة دون محرم، خوفًا عليها من تعرضها للمخاطر وحفاظًا على عرضها ونفسها، فتعدُ المرأة مطمعًا لكثير من الرجال السيئين، ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها إذا تعرضت لأي أذى خلال سفرها، فالمحرم في السفر يحميها ويرعاها فالمرأة بطبيعتها ضعيفة تحتاج إلى من يقف بجوارها، وفي الأصل كثير من الرجال لا يتقبلون سفر زوجاتهم وحدهم خوفًا عليهم وعلى أعراضهم، فالشريعة الإسلامية لا تأمر بشيء إلا وفيه مصلحة للمرأة المسلمة ولا تُنهى إلا عما فيه ضرر لها[٢].
هل توجد حالات يمكن فيها سفر المرأة دون محرم؟
في الأصل لا يجوز سفر المرأة من دون محرم، ولا يجوز للرجل أن يسمح لزوجته أو قريبته أن تسافر من غير مُحرِم، لأن السفر يجلب المشقة والتعب للمرأة لقلة حيلتها وضعفها في بعض المواقف الصعبة، فيجب أن تتقيد بشرع الله ولا تخالفه ولا تسافر إلا مع محرم في جميع أنواع السفر، فلم ينهَ الشرع عن شيء إلا وفيه مصلحة لها، ولكن سمح الشرع ببعض الحالات إذا كانت توجد ضرورة للسفر، إذ يوصلها المحرم إلى المطار ويتلقاها محرم آخر في المطار الآخر، ويتأكد المحرم الأول من انتظار المحرم الثاني لها في المطار الآخر، إضافةً لسفرها لأداء فريضة الحج إذا كانت مع مجموعة من النساء الموثوقات، وهجرتها من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، كسفر امرأة أسلمت في بلاد الكفر، فتخاف على دينها وخُلقها ونفسها، وأسيرة تخلصت من الأسر باحثة عن الأمن والاستقرار، أو امرأة انقطعت أثناء سفرها من الرفقة الأمينة فوجدها رجل أمين فيجوز له أن يرافقها حتى يوصلها إلى الرفقة الأمينة[٣].
من حياتكِ لكِ
يجوز سفر المرأة من أجل التعلم إذا كانت بحاجة إلى هذه الدراسة، وإذا كانت الدراسة التي تنوي أن تدرسها غير متوفرة في بلادنا الإسلامية، وأن تتناسب هذه الدراسة مع طبيعة المرأة في مجتمعنا، وأن تراعي كل ضوابط شريعتنا الإسلامية التي تخص المرأة، كعدم خروجها بزينتها والتزامها باللباس الشرعي الملائم لها كامرأة مسلمة، وألا تنسى شَرع الله أثناء دراستها، وحق زوجها وأولادها إذا كانت متزوجةً، وألا تدرس في مدارس أو جامعات مختلطة، خاصةً في بلاد الغرب حفاظًا عليها من أن تتأثر في خُلقها ودينها الإسلامي، لأنه كما نعرف يكثر الفساد ويقلُ الدين في هذه البلاد[٤].
المراجع
- ↑ "سفر المرأة بدون محرم"، fikhguide، اطّلع عليه بتاريخ 18_6_2020. بتصرّف.
- ↑ الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم، "حكم سفر المرأة دون محرم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30_6_2020. بتصرّف.
- ↑ "السفر بدون محرم للضرورة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 30_6_2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم سفر المرأة للتعلم"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 17_6_2020. بتصرّف.