الصور والتصوير
التصوير من الأمور القديمة التي عرفها الإنسان وليست وليدة اللحظة كما يظن البعض، ولكن التطوّر حصل في التقنيات الحديثة والجديدة المتبعة في هذا الأمر، ففي القديم كان الرسم وصناعة التماثيل للشخصيات الكبيرة والملوك كما أن التحف القديمة خير دليل على هذا، وفي الزمن الحالي لم يختفِ الرسم أو التجسيد، بل ظهرت طرق أخرى جعلت التصوير بمتناول الجميع من خلال الكاميرات الحديثة للصور الثابتة أو للفيديو.
حكم التصوير في الإسلام
كان إجماع غالبية العلماء على أن الرسم لذوات الأرواح محرم وغير جائز في الإسلام، كذلك الأمر بالنسبة لصناعة المجسمات بالصلصال أو بالخشب أو أي وسيلة أخرى، ففي هذا محاولة لابتكار أشكال وأجسام تشبه خلق الله عز وجل، ابتداءً من نقطة الصفر؛ إذ إن الرسام أو المصمم يركز في أدق التفاصيل ويحاول إيجادها من العدم وكأنه والعياذ بالله يقلد الله عز وجل في خلقه، أما الرسم للمناظر الطبيعية والجمادات فقد رأى العلماء أنه لا بأس به.
أما فيما يتعلق بالتصوير الحديث باستخدام الكاميرات، فقد أجازه الجمهور للضرورة، أي على سبيل المثال في حال حدوث جريمة يجب توثيقها بالصور وأحيانًا بالصوت والصورة كي لا تضيع الحقوق ولا يُتهم الأشخاص زورًا وبهتانًا، ولكن التصوير الحاصل حاليًّا أصبح أمرًا روتينيًّا يفعله الجميع في كل وقت بهدف الاحتفاظ بالصور أو بهدف نشرها ومشاركتها مع الجميع وهذا الأمر غير جائز لأن هذه الصور لذوات الأرواح وتصوير ذوات الأرواح بإجماع العلماء غير جائز.
حكم نشر الصور
يأتي حكم نشر الصور استنادًا لحكم التقاطها، فجمهور العلماء رأى بأن التقاط الصور لذوات الأرواح غير جائز، فبالتالي نشر هذه الصور غير جائز أيضًا والله تعالى أعلم، ومع أن بعض العلماء أجاز التصوير ونشر الصور في حال كانت صورًا ملتزمةً ولا تدعو لفواحش ومنكر، ولكن الأحوط والأسلم للمسلم أن يترك ما يريبه إلى ما لا يريبه لينجو بدينه[١].
الغايات من نشر الصور
في كثير من الحالات يكون التصوير لغير الأرواح مؤذيًا أيضًا، فعلى سبيل المثال عندما تُصَوِّر السيدات كل ما يُعدِدنَه من طعام وشراب ويُشاركن به من لديهن على مواقع التواصل الاجتماعي فهن بذلك يعرضن الصور أمام أشخاص ربما لا يستطيعون امتلاك مثل هذا الطعام، كما أنهنَّ أيضًا يهدمن الخصوصية التي يجب أن تكون أساس البيت وأساس العلاقة بين أفراد الأسرة.
لكن على صعيدٍ آخر توجد بعض الصور يُحمد نشرها مثل تلك التي تحوي آياتٍ قرآنيةً كريمةً أو أحاديث نبويةً شريفةً وموثوقةً، ففي هذا نشر للخير والعظة بين الناس، فكثير من الأحيان ترد للشخص صورة تحتوي على آية قرآنية أو حديث شريف تنزل على قلبه منزلة البلسم والمهدئ له، وتجعله يشعر بالراحة والسكينة، وربما توقظه من غفلة عاشها زمنًا طويلًا، فالله قادر على كل هذا.
المراجع
- ↑ "ما حكم التصوير"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2020. بتصرّف.