دعاء لحماية النفس

دعاء لحماية النفس

أهمية الدعاء

للدعاء شأن رفيع ومكانة سامية فهو عبادة عظيمة، وهو الدواء الشافي وغذاء الروح، وبه تقوى النفس وتتصدى لكل شيء يحاول التأثير عليها، فلا تستسلم للضعف ولا تنحني لليأس، فلا يمنع القدر إلا الدعاء فهو عدو البلاء يدفعه ويمنع نزوله أو يخفف منه إذا نزل، وهو ملجأ المضطرين والخائفين والمظلومين.


إنّ أعجز النَاس من عجز عن دعاء ربه ومناجاته، وكم يرفع عبد يديه إلى ربه يدعوه ويلهج بلسانه بالدعاء وهو قد استخدمه في النميمة والغيبة والنهش بأعراض المسلمين، وفي الغش والكذب وشهادة الزور، فكيف سيستجيب الله دعاءه، فمن أكثر الأمور التي تمنع دعاء المسلم من الاستجابة الملبس الحرام والمأكل الحرام والمشرب الحرام، قال صلى الله عليه وسلم: (يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا ، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقالَ يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ، وقالَ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ، قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن]، أما عن أفضل الأوقات لتحري إجابة الدعاء فهي: في شهر رمضان المبارك، ويوم الجمعة وما بين الأذان والإقامة، وعند هطول المطر، وفي السجود، وفي آخر الليل، وأيام الحج، ودبر الصلوات الخمس، ويوم عرفة.[١]


أدعية لحماية النفس وتحصينها

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خص النفس بعدد من الأدعية المباركة لإصلاحها والاستعاذة من المولى من شرورها، وفيما يلي بعض هذه الأدعية:

  • رُوِيَ أن أبا بكر الصديق رضي الله عنهما قال: (يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: قل اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه. قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك) [الاقتراح | خلاصة حكم المحدث: صحيح].[٢]
  • عن زيد بن أرقم أنه قال: (لا أُحدِّثُكم إلا ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ حدَّثنا به ويأمُرنا أن نقولَ: اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ والجبنِ والبخلِ والهَرَمِ وعذابِ القبرِ اللَّهمَّ آتِ نفسي تقواها وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها أنت وَلِيُّها ومولاها، اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من نفسٍ لا تشبعُ، ومن قلبٍ لا يخشعُ، ومن علمٍ لا ينفعُ، ودعوةٍ لا تُستجابُ) [صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في دعاء المضطر: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت) [الفتوحات الربانية| خلاصة حكم المحدث: حسن].[٢]
  • من الأمور التي يحصن بها المسلم نفسه من الشيطان، الإكثار من قراءة سورة الفلق وسورة النّاس وسورة الإخلاص وسورة الفاتحة وآية الكرسي، وقوة الإيمان بالله واللجوء إليه.[٣]


أدعية للوقاية من الأمراض والأوبئة

ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية والأذكار التي تقي من الشر والضرر وهي شاملة بمعناها العام حماية النفس من الأمراض والأوبئة، وفيما يلي بعض هذه الأدعية:[٤]

  • لم يَكن رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يدعُ هؤلاءِ الكلماتِ حينَ يمسي وحينَ يصبحُ: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودنيايَ وأَهلي ومالي اللَّهمَّ استُر عوراتي وآمِن روعاتي اللَّهمَّ احفَظني من بينِ يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومِن فوقي وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي) [تخريج مشكاة المصابيح| خلاصة حكم المحدث: حسن].
  • (ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ إلا لم يضرَّهُ شيءٌ) [زاد المعاد| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما لَقِيتُ مِن عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البَارِحَةَ، قالَ: أَما لو قُلْتَ، حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ. وفي رواية : أنه سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يقولُ: قالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ... بمِثْلِ حَديثِ ابْنِ وَهْبٍ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ البرصِ والجنونِ والجذامِ ومن سيِّئِ الأسقامِ) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • كانَ مِن دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: من الأمور التي توجد الطمأنينة والسلامة والعافية أن يقول المسلم حين يصبح وحين يمسي: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات، فقد ورد في السنة النبوية بأنها من أسباب العافية، وكذلك (باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا ومساءً، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قالها ثلاث مرات صباحًا لم يضره شيء حتى يمسي ومن قالها مساءً لم يضره شيء حتى يصبح.


أهم الأسباب التي تحمي المسلم

فيما يلي سنذكر أهم الأسباب التي تحفظ المسلم وتحميه وتحصنه من الشر والآفات:[٥]

  • طاعة الله وتجنب غضبه وسخطه بفعل النواهي والمعاصي.
  • تطهير البيت من التماثيل المُحرمة، والكلاب.
  • حسن التوكل على الله والاحتساب، فهذا أعظم ما يدفع به العبد عن نفسه الشر وأفضل ما تجاب به المطالب.
  • المداومة على تلاوة القرآن ولا سيما سورة البقرة لأن الشيطان لا يدخل بيتًا تُتلى فيه سورة البقرة.
  • الإكثار من ذكر الله وذلك بالاستغفار والحمد والتكبير والتهليل والتسبيح، والصلاة على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • المحافظة على قراءة آية الكرسي عند النوم فهي خير ما يحفظ بها المسلم نفسه.
  • حفظ الأطفال من الحركة واللعب في ساعة الغروب، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كانَ جُنحُ الليلِ فُكفُّوا صبيانَكمْ؛ فإنَّ الشياطينَ تنتشرُ حينئذٍ، فإذا ذهبَ ساعةٌ منَ الليلِ فخلُّوهمْ، وأغلِقُوا الأبوابَ، واذكروا اسمَ اللهِ؛ فإنَّ الشيطانَ لا يفتحُ بابًا مغلقًا، وأَوْكُوا قربَكمْ، واذكروا اسمَ اللهِ، وخمِّرُوا آنيتَكمْ، واذكروا اسمَ اللهِ، ولو أنْ تَعرِضُوا عليهِ شيئًا وأطفئوا مصابيحَكمْ) [الجامع الصغير | خلاصة حكم المحدث: صحيح].


المراجع

  1. الشيخ محمد أبو عجيلة أحمد عبدالله (21-3-2012)، "أهمية الدعاء"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د.عبدالسميع الأنيس (10-7-2017)، "تزكية النفس في أدعية النبي صلى الله عليه وسلم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
  3. يحيى بن موسى الزهراني، "المرض العصري العين"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
  4. "أدعية وأذكار للوقاية من الأمراض والأوبئة ، وتعليق على دعاء باطل "، islamqa، 24-12-2009، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
  5. "أدعية وأذكار ووسائل لحفظ الأولاد"، islamweb، 8-6-2005، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :