محتويات
التسبيح والذكر
إن نفس الإنسان تحتاج في كل وقت ويحين لما يعيد ضبطها واتزانها، بسبب الذنوب والآثام والمعاصي؛ فلا يوجد أحد معصوم عن الخطأ، والإنسان القويم يضبط نفسه بذكر الله تعالى، ويعوّد لسانه على التسبيح والحمد والاستغفار، فذلك إن لم يجنّبه المعاصي يسارع به للتوبة وطلب المغفرة من الله تعالى، ومن أقوال ذكر الله قول: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..) التي وردت في القرآن الكريم عن سيدنا يونس عليه السلام، فما أسرارها وفضائلها، وما الذي حصل لسيدنا يونس؟[١]
عجائب لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
إن قول: "لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين" هو أحد الأدعية، ومن آداب الأدعية أن تبدأ بتعظيم الله وتوحيده وحمده، وكذلك كان هذا الدعاء؛ إذ ابتدأ بالإقرار بألوهية الله تعالى وتسبيحه على وحدانيته وقدرته؛ وذلك لردع النفس وتأديبها، وتذكيرها بأن الله تعالى هو الوحيد والقادر على كل شيء، ثم أُتبعت بالإقرار، والاعتراف بالذنوب، واقتراف الظلم، أي ظلم الدين وظلم النفس بجرها للآثام، أما عن فوائد هذا القول فتتمثل بـ[٢]:
- الشعور بالاطمئنان والراحة النفسية، فجزئية التوحيد في الدعاء تخلص الإنسان من شكوكه وتشتت ذهنه، كما أن الاعتراف بالذنب يساعده في الخضوع لله تعالى.
- استجابة الدعوات والمطالب، وقد تمثل ذلك في استجابة الله لسيدنا يونس عليه السلام عند الدعاء بذلك وتنجيته من الظلمات، وقد جاء في حديث صححه الألباني أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا)[الألباني:صحيح]، والمقصود بذي النون في الحديث هو سيدنا يونس عليه السلام.
قصة سيدنا يونس عليه السلام
بُعث سيدنا يونس عليه السلام إلى أهل نينوى في العراق، فقد كانوا قومًا يعبدون الأصنام ويشركون بالله تعالى، فدعاهم لعبادة الله تعالى وتوحيده وعدم الشرك به، وظل على هذا الحال طويلًا، ولكن لم يؤمن به أحد كثير، فقرر يونس عليه السلام أن يهجر قومه بعد أن تقطعت بهم السبل وبعد وعدهم بالعذاب، وركب البحر في سفينة مع بعض المسافرين، ولمّا وصلت السفينة في عرض البحر اهتزت وتمايلت لثقلها، فخشي من فيها الغرق، ورأوا بأن يلقوا أحدهم منها ليخففوا من ثقلها وأجروا على ذلك قرعة، فكانت من نصيب سيدنا يونس، ولكنهم رأوه رجلًا صالحًا فأعادوها، ولكنها كانت تخرج عليه في كل مرة، فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في البحر لعل الله ينجيه، وكان ذلك حقًا؛ إذ بعث الله إليه حوتًا يلتقمه دون أذى يلحق به، ولما أفاق في ظلمات بطن الحوت، وكان يسمع أصواتًا أوحي إليه أنها تسبيح المخلوقات، فكان هو من المسبحين لمّا قال: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فنجّاه الله تعالى وأخرجه الحوت خارج البحر، وأنبت الله له شجرةً يستظل بها، ولمّا عاد لقومه وجدهم قد آمنوا بالله تعالى ووحدوه، ولبث فيهم يعلمهم إلى حين[٣].
المراجع
- ↑ "فضل قول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "{أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "قصص الانبياء سيدنا يونس في بطن الحوت"، قصص واقعية، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019. بتصرّف.