علاج ارتفاع الكرياتينين في الدم

علاج ارتفاع الكرياتينين في الدم

يُعرَف الكرياتينين (بالإنجليزية: Creatinine) بأنّه فضلات كيميائية ناجمة عن استخدام الإنسان لعضلات جسمه، وقد ينتج هذا المركب العضوي كذلك عن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالبروتين؛ إذ ينتقل في مجرى الدم إلى الكليتين كي يتخلّص منه الجسم في عملية التبول، بيد أنّ مستوياته ترتفع أحيانًا نتيجة الأمراض التي تصيب الكليتين وتؤثر على وظائفهما، ممّا يتطلب مراجعة الطبيب مباشرةً كي يوصي بالخيارات العلاجية المناسبة لحالة كل شخص، وعمومًا يُعالج ارتفاع مستويات الكرياتينين إمّا بالوسائل المنزلية وإما الطبية حسب ما يُقرّره الطبيب، منها ما يأتي^[١]:

العلاجات المنزلية

تتضمّن أبرز الوسائل المنزلية المتبعة لخفض مستويات الكرياتينين كلًا مما يلي^[١]:

عدم تناول مكملات الكرياتين

الكرياتين هو مركب طبيعي ينتجه الكبد في جسم الإنسان، ثم سرعان ما ينتقل إلى العضلات حيث يُستخدَم لتوليد الطاقة، أمّا الكرياتين غير المستخدم فيتحوّل إلى كرياتينين، ويوجد الكرياتين أيضًا على شكل مكمّل غذائي يتناوله بعض الرياضيّين لتحسين أدائهم، ومع ذلك ينبغي للشخص أن يمتنع عن تناول تلك المكملات إذا عانى من ارتفاع مستويات الكرياتينين.

تقليل استهلاك البروتين

يرتبط تناول كميات كبيرة من البروتين مع زيادة مستويات الكرياتينين في الجسم، خاصةً إذا أكثر الشخص من تناول اللحوم الحمراء المطهية،؛ إذ ترتفع مستويات الكرياتينين عند الأفراد الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا باللحموم الحمراء ومصادر البروتين الأخرى، مثل مشتقات الألبان، لذلك ينبغي للشخص أن يكثر من تناول الأطعمة النباتية، مثل فطائر الخضار وشوربة العدس.

تناول الألياف الغذائية

نَشَرَ بحث علمي في دورية (European Journal of Clinical Nutrition) عام 2014، عَكَفَ الباحثون فيه على مراجعة بيانات الأبحاث والدراسات السريرية السابقة بشأن تأثير الألياف على مستويات اليوريا والكرياتينين عند الإنسان، فأشارت نتائجهم إلى دور مكملات الألياف الغذائية في خفض مستويات اليوريا والكرياتينين عند المصابين بمرض الكلى المزمن في 14 دراسة سريرية حقّقت معايير الأهلية، وبناءً على ذلك: ينبغي للشخص أن يكثر من تناول الأطعمة الطبيعية الغنية بالألياف، مثل الخضروات، وعلى الرغم من هذه النتائج، ما زالت علاقة الألياف بمستويات الكرياتينين في الجسم بحاجةٍ للمزيد من الدراسات^[٢].

شرب السوائل

ثمة صلة بين الإصابة بالجفاف ونقص السوائل وبين زيادة مستويات الكرياتينين عند الإنسان، لذلك ينبغي للشخص أن يتجنّب حدوث هذا الأمر، وأن يستشير الطبيب بشأن كمية السوائل والماء الذي يستهلكه يوميًا، والوقت الأمثل لشربها، خاصةً إذا كان مريضًا بأحد أمراض الكلى.

تقليل استهلاك الملح

يتسبب اتباع نظام غذائي غني بالملح في ارتفاع ضغط الدم عند بعض الأفراد؛ فالأطعمة المعالجة صناعيًا تحتوي على الصوديوم والفوسفور، اللذان يساهمان بدور كبير في حدوث أمراض الكلى ومشكلاتها، لذلك ينبغي للشخص أن يتناول الأطعمة الطبيعية وغير المُصنّعة، وأن يستبدل التوابل والأعشاب بالملح.

الإقلاع عن التدخين

ينطوي تدخين السجائر على أضرار كبيرة على صحة الجسم عامةً، وصحة الكلى خاصةُ؛ إذ يزيد خطر الإصابة بأحد أمراضها المزمنة، لذلك ينبغي للشخص أن يقلع عن التدخين تجنبًا لتلك الأمراض المساهمة في ارتفاع مستويات الكرياتينين عنده؛ وفي هذا الصدد نشرت دراسة عملية في دورية (BMC Public Health) عام 2010، عكف الباحثون خلالها على تحليل بياناتٍ مرتبطةٍ بالتدخين عند 198 مريضًا بالمرحلة الثالثة من مرض الكلى المزمن، واختيرت مجموعة التحكم عشوائيًا وقورنت بياناتها مع بيانات المشاركين باستخدام التوزيع العشوائي المحوسب، وقد بيّنت النتائج أنّ التدخين يزيد خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن^[٣].

تجنّب أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية

يعاني الإنسان أحيانًا من بعض الأضرار إذا تناول مسكنات الآلام المباعة دون وصفة طبية، مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، خاصةً إذا كان مريضًا بأحد أمراض الكلى، لذلك ينبغي له أن يراجع الطبيب أو الصيدلاني قبل تناول هذه الأدوية لاختيار أصنافها المناسبة وتحديد الجرعة المطلوبة وعدد مرّات تناولها.

العلاجات الطبية

لا توجد أيّ أدوية مُخصّصة بذاتها لخفض مستويات الكرياتينين المرتفعة في الدم؛ إذ يجري الطبيب عادةً فحوصاتٍ لتحديد السبب الدقيق الكامن وراء الارتفاع، فإذا تبيّن أنّه راجعٌ إلى أمراض الكلى، فقد يوصي حينها ببعض الأدوية مثل^[٤]:

1. مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE): تتضمّن أبرز أنواعها كلًأ من الكابتوبريل والبينازيبريل، وهي تستخدم لعلاج ارتفاع الضغط عند الإنسان، وتنطوي على بعض التأثيرات الجانبية، مثل السعال الجاف، والدوخة، والصداع، وارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم، والتعب وفقدان حاسة الذوق^[٥].
2. حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين (ARBs): تشمل أبرز أنواع هذه الأدوية الآزيلسارتان والإبروسارتان، وهي تستخدم أساسًا لعلاج ارتفاع الضغط وخفض كمية البروتين في الدم، بيد أنها تتسبب أحيانًا ببعض التأثيرات الجانبية، مثل الدوخة، والدوار، والإسهال، والوهن، وانقباض العضلات، والارتباك، والقيء الشديد، والسعال والأرق^[٦].
3. منشطات هرمون الإريثروبويتين (ESAs): أو العوامل المُحفّزة لتكوين كريات الدم الحمراء، وتفيد هذه الأدوية في زيادة عدد الإريثروبويتين الضروري لتكوين كريات الدم الحمراء في الجسم، وتتضمّن أبرز تأثيراتها الجانبية كلًا من الدوخة، والغثيان، وارتفاع الضغط، وارتفاع درجة حرارة الجسم^[٧].
4. أدوية ربط الفوسفات أو البوتاسيوم: تفيد هذه الأدوية في التخلص من كميات الفوسفات والبوتاسيوم الزائدة في الدم، والتي لا تقدر الكلى على ترشيحها.

متى يُعدّ الكرياتينين في الدم مرتفعًا؟

يصاب الإنسان البالغ بارتفاع شديد لمستويات الكرياتينين في دمه إذا زادت نتائج الاختبار عن 5.0 ميليغرام/ديسلتر، أما الأطفال فتُشخّص إصابتهم بارتفاع مستويات الكرياتينين إذا أشارت نتيجة التحليل إلى 2.0 ميليغرام/ديسلتر، وعمومًا تبلغ المستويات الطبيعية للكرياتينين عند الإنسان ما يلي^[٨]:

أسباب ارتفاع الكرياتينين في الدم

تتضمّن أبرز الأسباب الشائعة الكامنة وراء ارتفاع الكرياتينين في الدم كلًا مما يلي^[٩]:

1. أمراض الكلى: تؤثر أمراض الكلى المختلفة على وظيفتها في التخلص من الكرياتينين في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته.
2. انسداد الكلى: تتعرض الكلى أحيانًا إلى الانسداد بفعل حالات عديدة، مثل تضخم البروستاتا أو حصى الكلى، مما يعيق قدرتها على أداء وظائفها أداءً سليمًا، فترتفع بذلك مستويات الكرياتينين في الدم، ويطلق على هذه الحالة مصطلح موه الكلية Hydronephrosis.
3. الجفاف: يشكل جفاف الجسم ونقص السوائل أحد عوامل الخطر الرئيسة لأمراض الكلى، مما يؤثر أيضًا على مستويات الكرياتينين.
4. استهلاك البروتين: ثمة صلة بارزة بين زيادة استهلاك الأطعمة الغنية البروتين وبين ارتفاع مستويات الكرياتينين في الدم، والأمرذاته يسري على تناول مكملات البروتين الغذائية.
5. بعض الأدوية: يؤدي تناول بعض الأدوية، مثل بعض أنواع المضادات الحيوية وحاصرات مستقبل الهستامين 2، إلى حدوث زيادة مؤقتة في مستويات الكرياتينين في الدم.

أعراض ارتفاع الكرياتينين في الدم

يكون ارتفاع الكرياتينين في الدم من الأمور الدالة على معاناة الشخص من أحد أمراض الكلى المختلفة، ويترافق هذا الارتفاع أحيانًا مع بعض الأعراض الأخرى التي تشمل كلًأ من الأمور التالية^[١٠]:

1. التورّم نتيجة احتباس السوائل.
2. الإحساس بالتعب.
3. التغيرات في عدد مرات التبول يوميًا.
4. فقدان الشهية.
5. المعاناة من الحكة.
6. الإحساس بالغثيان.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Corey Whelan (23/11/2020), "8 Home Remedies to Naturally Lower Your Creatinine Levels", healthline, Retrieved 14/1/2021. Edited.
2. ↑ L Chiavaroli,A Mirrahimi,J L Sievenpiper,D J A Jenkins (12/11/2014), "Dietary fiber effects in chronic kidney disease: a systematic review and meta-analysis of controlled feeding trials", European Journal of Clinical Nutrition, Folder 69, Page 761-768. Edited.
3. ↑ Rabi Yacoub,Ayham Lahdo,Radwan Al Ali (25/11/2010), "Association between smoking and chronic kidney disease: a case control study", MC Public Health, Folder 10, Page 731. Edited.
4. ↑ LINDSEY HUDSON (16/4/2020), "Creatinine: Blood test, normal range, and how to lower levels", singlecare, Retrieved 14/1/2021. Edited.
5. ↑ "Angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors", mayoclinic, Retrieved 14/1/2021. Edited.
6. ↑ James Beckerman (4/9/2019), "High Blood Pressure and Angiotensin II Receptor Blockers (ARBs)", webmd, Retrieved 14/1/2021. Edited.
7. ↑ "Erythropoietin-Stimulating Agents", clevelandclinic, 2/2/2018, Retrieved 14/1/2021. Edited.
8. ↑ Charles Patrick Davis, "Creatinine (Low, High, Blood Test Results Explained)", medicinenet, Retrieved 14/1/2021. Edited.
9. ↑ Jo Lewin (26/1/2020), "What is the normal range for a creatinine blood test?", medicalnewstoday, Retrieved 14/1/2021. Edited.
10. ↑ "Creatinine Clearance Test", clevelandclinic, 16/10/2020, Retrieved 14/1/2021. Edited.