محتويات
الصلاة
إنّ الصلاة هي عمود الإسلام، وكما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ وعمودُه الصلاةُ وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ) [مجموع فتاوى ابن باز| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وللصلاة شأن كبير وأمر عظيم، وتُعد أيضًا أهم فريضة بعد الشهادتين، كما أوجب الله تعالى على جميع المُسلمين إقامة الصلوات الخمس والمُحافظة عليها، كما قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [سورة البقرة: 43]، كما أن الصلاة هي أول شيء يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، كما ذُكر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمن تركها فقد كفرَ) [العواصم من القواصم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهذا يدل على عظمة الصلاة والخطر الذي يترتب على تركها، فمن تركها وقع في الضلال والكفر والشرك، فيجب على جميع المُسلمين رجالًا ونساءً المحافظة على إقامة الصلوات كما شرعها الله تعالى[١].
تعريف سجود السهو
يتعرض الإنسان دائمًا إلى النسيان، كما يحرص الشيطان على تشويش الصلاة على الإنسان من خلال بعث أفكار تشغله عن صلاته، ويترتب على ذلك نقص في الصلاة أو زيادة فيها، لذلك أمر الله تعالى المُصلي بأن يسجد في آخر صلاته من أجل جبر النقصان وإرضاء الله تعالى رغمًا عن الشيطان، وهذا ما يُسمى في الإسلام بسجود السهو، والسهو هو النسيان، إذ سها رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم في الصلاة، كما كان في سهوه حكمة من الله تعالى ليقتدي المُسلمون بسجود السهو ويفعلوا به، كما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (فإذا نسيَ أحدُكُم فليَسجُد سَجدَتَينِ ثمَّ تحوَّلَ فَسجدَ سَجدَتَينِ) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٢]، وسجود السهو هو سجدتان يجسدهما المصّلي لسدِّ الخلل الواقع في الصّلاة سهوًا ونسيانًا[٣][٢].
حكم سجود السهو
اختلف العلماء في حكم سجود السهو وذهبوا في ذلك إلى عدة أقوال، ومنها ما يلي[٤]:
- سجود السهو هو سُنة مفروضة في حال السهو والنسيان في الصلاة تبعًا للشافعية وبعض من الحنفية، كما بيّن آخرون من المذهب الحنفي أن سجود السهو واجب، كما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (إذا شَكَّ أحدُكم فلم يدرِ ثلاثًا صلَّى أم أربعًا فليطرَحِ الشَّكَّ وليبنِ على ما استيقَنَ ثمَّ ليسجُدْ سجدتينِ قبلَ أن يسلِّمَ فإن صلَّى خمسًا شفَعتا لَهُ صلاتَهُ وإلَّا كانتا ترغيمًا للشَّيطانِ. وفي لفظٍ وإن كانت صلاتُهُ تمامًا كانتا ترغيمًا) [مجموع الفتاوى|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- بيّن المالكية أن سجود السهو يختلف بين السجود في الزيادة والسجود في النقص، فذهبوا إلى أن سجود الزيادة مسنون، وسجود النقص واجب.
- بيّن الحنابلة أن سجود السهو واجب عند ترك ركن أو واجب، وسنة في غير ذلك.
كيفية سجود السهو
توجد عدة أحكام لسجود السهو، وهي كالتالي[٥]:
- إذ سلّم المُصلي قبل تمام الصلاة ناسيًا، فيكمل صلاته ويُسلم منها إذا تذكر بعد زمن قليل، أما إذا تذكّر بعد زمن طويل فيجب عليه أن يستأنف الصلاة من جديد، ويسجد بعد السلام للسهو سجدتين ويُسلّم مرة ثانية.
- إذ زاد المُصلي في صلاته قيامًا وقعودًا أو ركوعًا أو سجودًا، يجب عليه الرجوع عن الزيادة إذا تذكّر أثناء الزيادة، أما إذا تذكّر بعد الفراغ من الزيادة فيكون عليه السجود للسهو، فيسجد للسهو بعد السلام ويُسلّم ثانية.
- إذ ترك المُصلي ركنًا من أركان الصلاة غير تكبيرة الإحرام ناسيًا، يجب عليه الرجوع إلى محل الركن المتروك وأن يأتي به وبما بعده إذا لم يصل إلى مكانه من الركعة التي تليها، أما إذا وصل إلى مكانه من الركعة التي تليها تُلغى الركعة التي تركها وتقوم التي تليها مقامها، وفي الحالتين يجب عليه أن يسجد سجود السهو ومحله بعد السلام.
- إذ شك المُصلي في عدد ركعات الصلاة هل صلى ركعتين أو ثلاثًا لا تخلو الحالتان من السجود؛ ففي الحالة الأولى يجب على المُصلي أن يعمل بالراجح ويُتمّ عليه صلاته ثمّ يُسلّم إذا ترجّح عنده أحد الأمرين، أما إذ لم يترجح عند أحد الأمرين فيجب عليه أن يبني على اليقين وهو الأقل ثمّ يُتمّ عليه، فيجب عليه أن يسجد سجود السهو بعد السلام في الحالة الأولى، وأن يسجد سجود السهو قبل السلام في الحالة الثانية.
- إذ ترك المصلي التشهد الأول ناسيًا يجب عليه أن يستمر في صلاته ولا يرجع للتشهد إذا لم يتذكر إلا بعد أن استتم قائمًا، ويجب عليه أن يرجع ويجلس ويتشهد ويكمل صلاته إذا تذكّر بعد نهوضه وقبل أن يستتم قائمًا، بينما يجب عليه أن يستقر جالسًا ويتشهد ثمّ يكمل صلاته ولا يسجد للسهو إذا تذكّر قبل أن ينهض بفخذيه عن ساقيه لأنه لم يحصل منه زيادة ولا نقص، فيسجد للسهو قبل السلام، وتجدر الإشارة إلى أنّ حكم ما تبقى من الواجبات حكم هذا التشهد.
أسباب سجود السهو
يشرع سجود السهو في الصلاة لثلاثة أسباب، وهي كالتالي[٦]:
- الزيادة في الصلاة: أن يزيد المُصلي ركوعًا أو سجودًا أو قيامًا أو قعودًا مُتعمدًا فتبطل صلاته لأن ذلك سيغير من الصلاة التي أمرنا بها الله تعالى ورسوله، كما ذُكر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (مَن عمِلَ عَمَلًا ليس عليه أمْرُنا فهو رَدٌّ) [تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم]، أما في حال زيادة المُصلي ناسيًا فلا تُبطل صلاته ولكن يجب عليه أن يسجد سجود السهو.
- النقص في الصلاة: أن ينقص المُصلي رُكنًا أو واجبًا من واجبات الصلاة، فإذا لم يتذكر المُصلي إلا حين يصل إلى موضع الركعة الثانية ففي هذه الحالة تكون الركعة الثانية بدلًا من الركن الذي تركه فيجب عليه أن يأتي بركعة بدلًا منها، أما إذا تذكّر المُصلي قبل أن يصل إلى الركعة الثانية، فعليه أن يرجع ويأتي بالركن وبما بعده، وفي كلا الحالتين يجب على المُصلي أن يسجد بعد السلام، أما إذا أنقص المُصلي واجبًا وانتقل من موضعه إلى الموضع الذي يليه فيجب عليه أن يكمل صلاته ويسجد للسهو قبل السلام.
- الشك في الصلاة: أن يشك المُصلي بين الزيادة في الصلاة أو النقص في الصلاة، فيجب عليه أن يسجد للسهو بعد السلام إذا رجّح أحد الخيارين، أو يسجد قبل السلام إذا رجّح النقصان في الصلاة وأتمّ عليه.
سجود السهو للمسبوق
إذ سها الإمام في الصلاة وسجد للسهو قبل السلام، فيجب على المسبوق أن يسجد معه لأن المُصلي مُرتبط بالإمام ولا يجوز له أن يُخالفه، ثمّ يجب على المسبوق أن يقضي ما فاته من الصلاة ويجب عليه أن يسجد سجودًا آخر للسهو، وذلك لأنّ سجوده مع الإمام في غير محله ومكان سجود السهو لا يكون أثناء الصلاة، أما إذا سها الإمام قبل أن يلتحق به المسبوق فلا يعيد السجود مرة أخرى لأن حكم السهو للإمام كان قبل أن يلتحق به المسبوق، أما في حال سجد الإمام للسهو بعد السلام فلا يجب على المسبوق أن يسجد معه لأن ذلك يستلزم منه أن يسلم بعد أن يُتمّ صلاته، ولكن في حال سها الإمام بعد أن دخل المسبوق معه في الصلاة فلزم عليه سجود السهو بعد أن يسلم من صلاته، أما إذا كان قبل أن يدخل معه في الصلاة فلا يلزم عليه سجود السهو[٧].
من حياتكِ لكِ
إليكِ النصائح الآتية لتزيدي من خشوعكِ في الصلاة:
- تخلّصي من جميع أشكال الضوضاء من حولك.
- استشعري معنى الصلاة أنّها ليست مجرد حركات، وأدّيها بجميع جوارحك.
- ارتدي ملابس الصلاة النظيفة والمريحة.
- أريحي عقلكِ عن التفكير بأي شيء قبل تأدية الصلاة.
- حدّدي السور التي ستقرئيها ضمن الصلاة، ورتّليها أيضًا.
- لا تستعجلي بتأدية حركات الصلاة مطلقًا.
- استغلّي أي فرصة لتأدية الصلاة جماعةً مع أحد.
- استعيذي من الشيطان الرجيم قبل البدء بالصلاة.
- احرصي على تأديتها تمامًا كما جاءت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المراجع
- ↑ "الصلاة في الإسلام"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "سجود السهو: تعريفه وأسبابه"، alukah، 2015-6-9، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
- ↑ "تعريف سجود السهو والحكمة منه"، alukah، 2016-12-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
- ↑ "سجود السهو"، alukah، 2014-2-9، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
- ↑ " ملخص أحكام سجود السهو"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
- ↑ "أسباب سجود السهو"، islamqa.info، 2004-9-1، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
- ↑ "هل يعيد المسبوق سجود السهو الذي سجده مع الإمام؟"، islamqa.info، 2007-1-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.