ما حكم من طهرت في نهار رمضان؟

ما حكم من طهرت في نهار رمضان؟

أحكام الحيض والصيام

الحيض هو دم طبيعي سائل أسود اللون وساخن يخرج من رحم المرأة بعد البلوغ في أوقات معينة، له رائحة تميزه عن الدماء العادية، ويحرم على المرأة إذا أصابها الحيض أن تصوم فرضًا أو نافلةً، حتى إن صامت لا يصح صومها، ويترتب عليها قضاء صيام الفرض ففي حديث (أنَّ امرأةً سألَت عائشةَ -رضي الله عنها-: أتَقضي الحائضُ الصَّلاةَ إذا طهُرَتْ قالَت أحروريَّةٌ أنتِ، كنَّا نحيضُ علَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ ثمَّ نَطهرُ فيأمرُنا بقَضاءِ الصَّومِ، ولا يأمرُنا بقضاءِ الصَّلاةِ) [صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفيما يأتي بعض الأحكام التفصيلية المتعلقة بالحيض والصيام[١][٢]:

  • إذا حاضت المرأة أثناء صومها بطل الصوم وإن كان محيضها قبل المغرب بلحظة، ويتوجب عليها القضاء إن كان ذلك الصوم فرضًا.
  • إذا أحست بمقدمات الحيض قبل الغروب لكن لم تحض إلا بعده فصومها تام ولا يبطل على أرجح الأقوال؛ فلا حكم للدم في باطن الجوف، فقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سألته أمُّ سليمٍ بنتُ ملحانَ فقالت: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يستحيي منَ الحقِّ فَهل علَى المرأةِ تعني غسلًا إذا هيَ رأت في المنامِ مثلَ ما يرى الرَّجلُ قالَ: (نعم إذا هيَ رأتِ الماءَ فلتغتسل) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فعلق النبي الحكم برؤية المني لا بانتقاله، والحيض كذلك تثبت أحكامه برؤية خروجه لا بانتقاله.
  • إذا طهرت المرأة بعد طلوع الفجر ولو بلحظة لا يصح صيام ذلك اليوم؛ وذلك أن الفجر أدركها وهي حائض.
  • إذا طهرت الحائض قبل وقت الفجر يصح صومها ذلك اليوم حتى وإن أخرت الغسل لبعد الفجر، قياسًا على الحكم بصحة صوم الجنب الذي ينوي الصيام حال جنابته ويغتسل بعد طلوع الفجر، لحديث أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كان يُصبِحُ جُنُبًا مِن جِماعٍ غيرِ احتِلامٍ، ثمَّ يَصومُ) [تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين].


ما حكم من طهرت في نهار رمضان؟

تشكل مسألة الصيام على كثير من النساء لا سيما إن طهرت خلال نهار رمضان، وفيما يأتي تفصيل موضح لحكم هذه المسألة[١][٣]:

  • لا يشترط الاغتسال من الحيض لصحة الصوم، فحين تطهر المرأة قبل الفجر وتكون قد نوت الصيام من الليل يصح صومها ولو أجَّلت الاغتسال لبعد الفجر كحد أقصى.
  • لا يمكن للمرأة التي رأت القصة البيضاء في النهار الجزم بأنها قد طهرت من أوله، إذ من شروط صحة الصوم الطهارة من الحيض قبل طلوع النهار، وفي حال عدم الجزم بتحقق الطهر قبل طلوعه يُعمل بالأصل وهو بقاء الحيض مع الإمساك عن الطعام وقضاء صيام ذلك اليوم.
  • يشترط تَبييتُ نية الصوم من الليل إذا غلب على الظن احتمالية صيام اليوم التالي، وهذا الشرط مرتبط بصحة صيام الفرض، ففي حديث أم المؤمنين حفصة -رضى الله عنها-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ لمْ يجمعِ الصيامَ قبلَ الفجرِ فلا صيامَ لهُ) [عارضة الأحوذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]


متى يجب قضاء الصوم بعد الحيض؟

يجب على من أفطرت في رمضان لعذر الحيض أن تقضي تلك الأيام قبل دخول رمضان التالي مما يعني أن الوقت المتاح لقضاء الصيام من بعد طهور المرأة إلى قبل دخول رمضان من السنة المقبلة، فقد ورد عن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قالت: (كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ. قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النبيِّ أوْ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وَمِنْ ذلك يستنتج عدم جواز تَأخير القَضاء حتى مجيء رمضان المقبل، فإن أخرت القضاء ودخل رمضان التالي فتوجد حالتان[٤]:

  • تأخير القضاء لعذر كالمريض الذي استمرَّ مرضه حتى دخول رمضان التالي، فهو معذور ولا يؤثم بتأخيره للقضاء، ويترتب عليه قضاء الأيام التي أفطرها فقط عند القدرة على ذلك.
  • تأخير القضاء استهتارًا دون عذر، فهذا آثم بتأخيره القضاء كما يجب عليه القضاء أيضًا ويفضل إطعام مسكين عن كل يوم إفطار مع التوبة الصادقة إلى الله تعالى والعزم على عدم تكرار ذلك في المستقبل.


من حياتكِ لكِ، هل يمكنكِ الصوم مع نزول الإفرزات البنية؟

إن الكدرة في زمن العادة تُعد حيضًا وذلك لخبر عائشة -رضي الله عنها- (كان النساءُ يبعثْنَ إلى عائشةَ أمِّ المؤمنينَ بالدُّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ فيهِ الصُّفْرةُ من دمِ الحيضِ يسألْنَها عن الصلاةِ فتقولُ لهنَّ لا تعجَلْنَ حتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ تُريدُ بذلكَ الطهرَ من الحيضةِ) [إرواء الغليل| خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد]، ومن هذا يحرم الصيام إذا نزلت الكدرة خلال مدة الحيض، ويمكنكِ الصوم مع نزول الإفرازات البنية في حال عدم خروجها في أيام حيضتكِ، ولا تلزمكِ إعادة صوم أو قضاء هذه الأيام ما دمتِ شاهدتها في غير زمن عادتكِ ولم يصاحبها نزول دم أيضًا، فإن اختلط نزول هذه الإفرازات مع الدم واستمر لأكثر من يوم وليلة سواء أكانت قليلةً أو كثيرةً فإنها تُعد حيضًا ويلزمكِ قضاء صوم هذه الأيام.


في حال طهرتِ بالجفوف أو برؤية القصة البيضاء واغتسلتِ ثم رأيتِ الكدرة أو الإفرازات البنية فلا تلتفتِي إليها إذ إن صيامكِ صحيح لحديث أم عطية -رضي الله عنها- (كُنَّا لا نَعُدُّ الصُّفْرَةَ والكُدْرَةَ بعدَ الطُّهرِ شيئًا) [المجموع| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، وإجمالًا فإنكِ متى رأيتِ الدم فأنتِ حائض ومتى ما رأيتِ الطهر فقد طهرت سواء زادت مدة الحيض أو نقصت أو تقدمت أو تأخرت عن المعتاد، وفي حال نزول نقطة دمٍ أو إفرازات غير متصلة بالحيض فلا تلتفتِي لها إذ قد تكون نتيجةً لحَمْلِ شيء ثقيل أو إرهاق أو مرض ونحوه[٥][٦][٢].


المراجع

  1. ^ أ ب "أحكام الحيض"، islamqa، 30-9-2006، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رامي حنفي محمود (28-9-2013)، "ملخص أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020. بتصرّف.
  3. "أحكام من طهُرت في أثناء نهار رمضان"، islamweb، 11-8-2015، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020. بتصرّف.
  4. "تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان الثاني"، islamqa، 24-8-2007، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020. بتصرّف.
  5. "الاغتسال مع وجود الصفرة لا يجزئ"، islamweb، 18-4-2010، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020. بتصرّف.
  6. "حكم الصوم مع وجود الإفرازات البنية"، islamweb، 24-9-2013، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2020.بتصرّف.

فيديو ذو صلة :