محتويات
أضرار الخميرة على الجسم
الخميرة الغذائية هي أحد أنواع الخمائر المعروفة علميًا باسم (Saccharomyces Cerevisiae)، وهي نفس الخميرة التي تُشتقّ منها خميرة البيرة وخميرة الخبز، ورغم أنَّ كلًّأ من الخميرة الغذائية وخميرة الخبز وخميرة البيرة مُشتقّ من نفس نوع الخميرة، إلا أنّها منتجات مختلفة تمامًا، إذ تُزرَع الخميرة الغذائية لاستخدامها كمُنتَجٍ غذائي، وتمتاز بطعمٍ يشبه طعم الجبن أو المكسرات[١].
وقد يترتب على تناول الخميرة بعض الأضرار الصحية، بما في ذلك[٢]:
اضطرابات الجهاز الهضمي
تُعدّ الخميرة الغذائية غنيةً بالألياف، إذ يمكن الحصول على 20% من المدخول اليومي الموصى به من الألياف من ملعقتَين كبيرتَين من الخميرة، ورغم فوائد الألياف في تعزيز حركة الأمعاء، إلا أنّ استهلاك كميةٍ كبيرةٍ منها دفعةً واحدةً قد يسبِّب تشنُّجات في البطن أو إسهال، خاصةً لغير المعتادين على تناول الأطعمة الغنية بالألياف؛ لذا يُنصح دائمًًا بزيادة مقدار الألياف المُستهلكة في النظام الغذائي تدريجيًا، وشرب كميةٍ كافيةٍ من السوائل.
الصداع ونوبات الصداع النصفي
تحتوي بعض منتجات الخميرة على مركب يُعرَف باسم التيرامين (بالإنجليزية: Tyramine)، وهو مركب مشتق من حمض التيروزين الأميني، ويمكن لمعظم الناس تناول الأطعمة التي تحتوي على التيرامين دون التعرُّض لأعراضٍ جانبيةٍ سلبيةٍ، إلا أنه قد يسبِّب نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأفراد، والصداع النصفي هو حالةٌ صحية تتمثل بحدوث صداعٍ متكرِّر يسبِّب ألمًا متوسطًا إلى شديد، لكن حتى الآن لم يفهم الباحثون السبب الدقيق وراء تسبُّب التيرامين بنوبات الصداع النصفي.
احمرار الوجه
تُعدّ الخميرة الغذائية مصدرًا لفيتامين ب3 أو النياسين، إذ يمكن الحصول على 38 مليغرام من النياسين، أيّ ما يعادل ضعف الكمية اليومية الموصى بها فقط عند تناول 11 غرامًا من الخميرة، ورغم الأدوار المهمة التي يلعبها النياسين في الجسم إلا أنّ استهلاك كمياتٍ كبيرة منه أي ما يعادل 500 مليغرام أو أكثر قد يسبب احمرار الوجه، ويُجدر بالذكر أنّ هذا الاحمرار لا يتربط غالبًا بحالةٍ خطيرةٍ، ويتلاشى في وقتٍ قصير يتراوح بين ساعة إلى ساعتَين، كما لا يمكن الحصول على الجرعة التي تسبّب احمرار الوجه عادةً إلا عند تناول المكملات الغذائية، وقد تسبِّب الجرعات العالية من النياسين آثارًا جانبيةً أخرى أخطر في بعض الحالات النادرة، مثل فشل الكبد.
عدم تحمّل الخميرة ومرض التهاب الأمعاء
يعاني بعض الأفراد من عدم تحمّل الخميرة، خاصةً المصابون بأمراض التهاب الأمعاء، وقد تؤدي الخميرة إلى استجابةٍ مناعيةٍ لديهم، إذ في دراسةٍ نُشرت عام 2017 في مجلة (Diseases of colon and rectum)، أجريت لتقييم تأثير عادات الأكل مع التركيز على الأغذية التي تحتوي على الخميرة في مرضى التهاب الأمعاء، ضمّت الدراسة 145 مريضًا 95 منهم يعانون من مرض كرون، و50 يعانون من التهاب القولون التقرحي أجابوا على استبياناتٍ حول مسار المرض، وعادات الأكل، والبيانات البيئية المحيطة بهم، وأسئلة عن مرض التهاب الأمعاء.
وأظهرت نتائج الدراسة أنَّ المواد الغذائية التي تحتوي على الخميرة تحمَّلها مرضى التهاب القولون التقرحي بطريقة أفضل من المرضى الذين يعانون من مرض كرون (وهو أحد أنواع التهابات الأمعاء، ويسبب أعراضًا مختلفة، كالإسهال وآلام المعدة ونزول دمٍ في البراز[٣])[٤]، لكن لا يزال دور الخميرة في تطوير أمراض التهاب الأمعاء غير واضحًا جدًا إلى الآن.
التفاعل مع الأدوية
قد يتفاعل التيرامين (بالإنجليزية: Tyramine) الموجود في الخميرة الغذائية مع بعض الأدوية، مثل مثبطات مونوامين أوكسيديز المستخدمة لعلاج الاكتئاب، وبعض الأدوية المخدِّرة التي تسكِّن الآلام الشديدة، والأدوية المضادة للفطريات، كما لا يُنصح أيضًا بتناول الخميرة الغذائية للأشخاص الذين يتناولون أدويةً لعلاج مرض السكري[٥].
فوائد الخميرة على الجسم
قد توفر الخميرة مجموعةً من الفوائد الصحية للجسم، منها ما يأتي[٦][١]:
- دعم الحمل الصحي: قد تكون الخميرة مكمِّلًا جيدًا خلال الحمل؛ نظرًا لتدعيمها بحمض الفوليك الضروري لتعزيز نمو الجنين ووقايته من التشوهات العصبية، ويجب على جميع النساء اللواتي يخطِّطنَ للحمل تناول 400 إلى 800 ميكروغرام من حمض الفوليك، لكن تجب استشارة الطبيب أولًا قبل استخدام مكملات الخميرة نظرًا، لإضافة بعض العلامات التجارية حمض الفوليك بكمياتٍ أكبر من الكمية القياسية.
- زيادة الطاقة: قد تعزِّز الخميرة طاقة الفرد وتخفِّف الشعور بالتعب والإرهاق عند تدعيمها بفيتامين ب12، كما أنها تكون خيارًا جيدًا للنباتيين نظرًا لوجود هذا الفيتامين حصرًا في المنتجات الحيوانية، إذ يوفر رُبع كوبٍ من الخميرة الغذائية أكثر من 7 أضعاف الكمية التي يحتاجها البالغون يوميًا من فيتامين ب12.
- تزويد الجسم بمضادات الأكسدة: قد يتعرَّض الجسم يوميًا لتلفٍ في خلاياه بسبب الجذور الحرة(الجذور الحرة هي جزيئات شديدة التفاعل وغير مستقرة تنتج إما بسبب التعرُّض للسموم البيئية كالأشعة فوق البنفسجية ودخان التبغ، أو تنتج بطريقةٍ طبيعية عن عملية التمثيل الغذائي في الجسم[٧])؛ وقد يؤدي هذا التلف إلى الإصابة بأمراضٍ خطيرة، كالسرطان وأمراض القلب، لكن يمكن مواجهة هذا التلف بتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة(مضادات الأكسدة هي مواد تمنع أو تؤخِّر تلف الخلايا، وقد تكون طبيعية كتلك الموجودة في الخضروات والفواكه، أو من صنع الإنسان[٨]) وتعدّ الخميرة أحد الأطعمة الطبيعيةالتي تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة القوية مثل الجلوتاثيون، والسيلينوميثيون.
كيفية استخدام الخميرة
يمكنكِ استخدام الخميرة الغذائية في أطباقكِ المختلفة بطرقٍ عديدة، وفيما يلي بعض الأمثلة[١]:
- استخدمي الخميرة الغذائية لتكثيف الصلصات أو الشوربات المختلفة.
- رشِّي الخميرة الغذائية على أطباق الفشار أو المعكرونة.
- إذا كنتِ نباتية أضيفي الخميرة الغذائية إلى صلصاتكِ لإعطائها نكهةً مشابهةً لنكهة الجُبن.
ويُجدر بالذكر أنه يتوجب عليكِ الاعتدال في استخدام الخميرة الغذائية، وتُحدّد الحصص بواسطة كل شركة مُصنِّعة، ولكنها عادةً ما تكون ملعقة واحدة أو ملعقتَين كبيرَتين، واحرصي على تخزين الخميرة في مكانٍ مُظلم بعيد عن أشعة الشمس وبارد، للحفاظ على محتواها من الفيتامينات، واحرصي أيضًا على إبقاء عبوتها مغلقةً بإحكام لمنع الرطوبة، وعند تخزينها بطريقة صحيحة قد تبقى صالحةً لمدةٍ تصل إلى عامَين[١].
هل استخدام الخميرة آمن خلال الحمل؟
إنّ الخميرة الغذائية ليست آمنة أثناء الحمل فحسب، بل تُعدّ من الأطعمة المغذِّية التي تعزِّز صحتكِ وصحة جنينكِ، فإضافةً إلى محتواها الكبير من حمض الفوليك الذي يقي جنينكِ من عيوب الأنبوب العصبي، فإنّ الخميرة الغذائية غنية بالحديد الذي يقيكِ من فقر الدم الشائع الحدوث بين الحوامل، كما أنها تُشكِّل مصدرًا جيدًا لفيتامين ب12 الذي يعزِّز نمو جنينكِ خاصةً إذا كنتِ نباتية، ولكن عليكِ الالتزام بالكميات الطبيعية دون الإكثار منها، ولا تتناولي مكملاتها الغذائية دون استشارة الطبيب أولًا[٥][٩].
المراجع
- ^ أ ب ت ث Erica Julson (30/11/2017), "Why Is Nutritional Yeast Good for You?", healthline, Retrieved 28/1/2021. Edited.
- ↑ Kaitlyn Berkheiser (8/8/2019), "4 Potential Side Effects of Nutritional Yeast", healthline, Retrieved 28/1/2021. Edited.
- ↑ "Crohn's disease", nhs, 4/4/2018, Retrieved 28/1/2021. Edited.
- ↑ Brigitt Brunner , Ulrich Scheurer, Frank Seibold (2007), "Differences in yeast intolerance between patients with Crohn's disease and ulcerative colitis", Diseases of colon and rectum, Issue 1, Folder 50, Page 83-88. Edited.
- ^ أ ب Dan Brennan, MD (25/9/2020), "Nutritional Yeast: Is It Good for You?", webmd, Retrieved 28/1/2021. Edited.
- ↑ Danielle Dresden (3/10/2018), "What are the benefits of nutritional yeast?", medicalnewstoday, Retrieved 28/1/2021. Edited.
- ↑ Lynne Eldridge (2/2/2020), "Free Radicals: Definition, Causes, Antioxidants, and Cancer", verywellhealth, Retrieved 28/1/2021. Edited.
- ↑ "Antioxidants", medlineplus, Retrieved 28/1/2021. Edited.
- ↑ Jill Corleone, "Is Nutritional Yeast Safe During Pregnancy?", livestrong, Retrieved 28/1/2021. Edited.