العدالة الانتقالية
العدالة الانتقالية من المصطلحات السياسية الحديثة التي ظهرت في الآونة الأخيرة بعد الكوارث والأوقات العصيبة التي مرت بها الكثير من دول العالم، ومصطلح العدالة الانتقالية أخذ هذه التسمية لأنه يدل بشكل أساسي على مبدأ العدالة وإحقاق الحق في المرحلة الانتقالية في الدول ما بين وضع سابق يسوده الاستقرار ورغد العيش وبين وضع حديث فيه تحول سيِّء في الأوضاع العامة في البلاد.
العدالة الانتقالية هي عبارة عن مجموعة من الإجراءات والخطوات الجادة القضائية وغير القضائية والمتعلقة بالجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المختلفة، والتي تهدف إلى معالجة المشاكل والكوارث التي خلفتها الحروب والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية أو الحروب العسكرية، وكَون هذه الإجراءات نابعة من الدول المتضررة نفسها، والتي تهدف إلى تحسين أوضاع مواطنيها[١].
صور العدالة الانتقالية
للعدالة الانتقالية أمثلة وصور مختلفة، ومن أبرزها ما يأتي[٢]:
- الملاحقات القضائية: إذ يُلاحَق المخلِّون بالقانون ومرتكبو الجرائم من أجل تطبيق العقوبات الرادعة على ما اقترفوه في حق البلاد والشعب.
- برامج جبر الضرر: وهي برامج خاصة لعلاج المشاكل والأضرار الناتجة من الأزمات المختلفة التي عصفت بالبلاد ويكون الهدف الأساسي لها هو النهوض بالبلاد.
- لجان الحقيقية: وهي اللجان التي تُنصَب من أجل التحقيق في القضايا الهامة والبحث والتنقيب في حقائق الأمور الخفية خاصةً أنماط الانتهاك الممنهجة.
- إصلاح المؤسسات: فالضرر الذي يلحق البلد نتيجة الحروب الداخلية والخارجية أو انتشار الفساد فيها يكون أساسه في مؤسساتها ودوائرها العامة والخاصة، وأول خطوة لتحقيق العدالة هي إصلاح هذه المؤسسات لتعود قادرةً على تأدية دورها بالشكل الصحيح.
أهداف العدالة الانتقالية
للعدالة الانتقالية أهداف عدة، ونذكر منها ما يأتي[٣]:
- إنشاء مؤسسات عاملة تابعة للدولة وخاضعة للرقابة لاستعادة ثقة الشعب.
- جعل العدالة هي أساس المجتمع، وجعلها متاحةً لكل أفراده، وعدم اضطهاد فئة، وترقية فئة على حساب أخرى لأي سبب كان.
- تفعيل دور النساء المهمشات في المجتمع وجعلهن يلعبن دورًا فعالًا في تحقيق العدالة وترسيخها.
- احترام سيادة القانون وتطبيق التشريعات والأنظمة على الجميع دون محاباة.
- إقامة أساس راسخ للتخلص من الأسباب الكامنة وراء حدوث المشاكل والأسباب الكامنة وراء التهميش.
إن دول العالم الثالث في الوقت الحالي أحوج ما تكون إلى تطبيق العدالة الانتقالية، بعد الدمار الكبير الذي تعرضت له هذه الدول جرَّاء الثورات غير المدروسة، والتي نجم عنها تدمير لا متناهٍ لكل مقدرات هذه الدول والتي تحتاج إلى سنين من الإصلاح المؤسسي وإصلاح البنى التحتية في هذه الدول لإعادتها إلى ما كانت عليه في السابق.
من الحركات والمبادرات التي أسهمت كثيرًا في تحقيق العدالة الانتقالية إجراء ما يسمى بالمبادرات الإصلاحية القانونية، التي تُصلِح القانون الذي تخضع له البلاد، ومن الأمثلة على هذه الإصلاحات القانونية ما حدث في سيرالون، حيث أُجريت تعديلات في نهاية الألفية الثانية على قانون البلاد ودستوره ليكون أكثر إنصافًا للمرأة وأكثر احترامًا لها، وتوسيع دورها في بناء المجتمع وتدعيمه كثيرًا.
المراجع
- ↑ " ما هي العدالة الانتقالية"، ictj، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2019.
- ↑ "سيادة القانون-العدالة الانتقالية "، الأامم المتحدة مكتب االمفوض السامي ، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2019.
- ↑ "قانون العدالة الانتقالية "، اليوم السابع ، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2019.