محتويات
أمثلة على إخلاف الوعد
هناك عدة أمثلة على إخلاف الوعد وهي[١]:
- أن لا ينوي الواعد عند الوعد عدم الوفاء به، ولا يترتب ضرر على الموعود من عدم أدائه، والوفاء بهذا النوع من الوعود المستحب عند جمهور العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه واجب، مثال ذلك أن يعد شخص ما شراء كتاب أعجبه لصديقه.
- أن ينوي الواعد عند الوعد أن يفي به، وأن يكون الموعود قد دخل له بالتزام بناءً على هذا الوعد، والوفاء بهذا مستحب عند جمهور أهل العلم وواجب عند المالكية، مثال ذلك أن يعد الزوج زوجته بشراء مستلزم مهم لها وهي بحاجة له، وقد اتفقا على ذلك.
- أن ينوي عند الوعد ألّا يفي به، وهذا هو ما يقصده حديث: (آية المنافق ثلاث، أحدها إذا وعد أخلف)[٢].
ما حكم إخلاف الوعد؟
لا شكَّ أنّ الوفاء بالوعود والعهود من صفات المؤمنين، وإخلافهما من صفات المنافقين، والدليل ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (أربع مَن كنَّ فيه كان منافقًا، ومن كانت فيه خصلة من أربعة، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلفَ، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)[٣][٤].
إخلاف الوعد مع الناس
المسلم الذي يعِدُ الناس ويخلف وعده معهم، يكون أحد حالتين، إمّا أن يكون معذورًا أو لا يكون له عُذر، فإن كان معذورًا فإنّه غير آثم، أمّا إن كان غير معذور فإنّه آثم[٤]، وعدم الوفاء بالعهود فيه قدح لكمال الرجولة، وعصيان لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلامة على استصغار الآخرين، ولا يتصف بهذه الصفات إلا أراذل القوم[٥].
إخلاف الوعد مع الله
إن وعدَ مسلم الله مثلًا بترك معصية، فإنّه عليه أن يتركها حتى لو لم يُقسِم على ذلك؛ لأنّ تركها واجب، لكن إذا قَرَنَ ترك المعصية بالوعد وأخلفه، فإنّ ذلك من علامات النفاق، ولا يشكُّ أحد أنّ الوفاء بالوعد لله تعالى أولى بمراعاة وفاء الوعد لغيره، والواجب أن يتوب من يُخلف وعده لله وليس عليه كفارة[٦].
كفارة إخلاف الوعد, والتوبة منه
إن عاهد مسلم نفسه على ترك شيء أو فعل شيء ولم يفعل، فإنّه من الأحسن أن يدفع كفارة، حتى لو يقترن الوعد بيمين، لأنّه ليس من ضمن الأيمَان التي يُكفّر عنها، لكنّ بعض العلماء يرون أن لإخلاف الوعد كفارة اليمين؛ لأن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أمرا بالوفاء بالعهود: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ}[٧]؛ إذن ينبغي للمسلم أن يفي بالوعد، وإذا أخلفه فإنّه يستغفر الله، وإذا كفَّر عنه مثل كفارة اليمين فإنّه أحسن له[٨].
ما الأسباب التي يعذر فيها المسلم على إخلاف الوعد؟
لم يأتِ نصٌّ يُبيح إخلاف الوفاء بالوعد إلّا في الحالات الآتية[٤]:
- النسيان، إذ تجاوز الله عمّن نسي فِعل الواجب أو فَعَل محرّمًا، قال تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}[٩]؛ فلا حرج على من نسي وفاء الوعد.
- الإكراه على إخلاف الوعد، وهو أحد الموانع التي تبيح للمسلم أن لا يفي بوعده، الحبس أو التهديد بعقوبة تضرّه.
- الوعد على ترك واجب أو فعل محرَّم، إذ لا يجوز الوفاء بهذه الوعود، سواء كانت وعودًا في المعاصي أو الحدود أو الآداب، وعدم الوفاء بها من أحسنِ الأدب.
- حصول طارئ مع الواعد، مثل المرض، أو وفاة أحد الأقرباء، وغيرها الكثير من الأعذار القاهرة، فالله لا يكلف نفسًا ما لا تطيق.
المراجع
- ↑ "حالات الوعد من حيث وجوب الوفاء وعدمه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:4، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:2495، صحيح.
- ^ أ ب ت "ما هي حالات إخلاف الوعد ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/4/2021. بتصرّف.
- ↑ "إخلاف الوعد "، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 6/4/2021. بتصرّف.
- ↑ "كفارة من وعد الله بترك معصية ثم فعلها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية:91
- ↑ "ما يلزم من أخذ على نفسه عهدا ولم يف به؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 6/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:286