اسباب انقطاع الحليب عند المرضع

لماذا يجب أن ترضعي طفلكِ طبيعيًّا؟

يحتوي حليب الثدي على كل ما يحتاجه الطفل في الأشهر الستة الأولى من حياته، وبنسب مناسبة له تمامًا، كما يتغير تكوين الحليب وفقًا لاحتياجات الطفل المتغيرة خاصةً خلال الشهر الأول من حياته، وربما يكون الشيء الوحيد الذي قد يفتقر إليه حليب الثدي هو فيتامين د، فما لم تحصل الأم على كمية عالية جدًا من هذا الفيتامين لن يوفر حليب الثدي ما يكفي للطفل منه، كما أن حليب الثدي مليء بالأجسام المضادة التي تساعد طفلك على محاربة الفيروسات والبكتيريا وتقوي مناعته خصوصًا الحليب الذي يخرج من ثدييكِ بعد الولادة مباشرةً والذي يكون سميكًا وأصفر اللون وهو ما يسمى اللبأ، إذ يتزود الطفل بأجسام مضادة لجميع الأمراض التي سبق وأصابت والدته مما يكسبه مناعةً ضد تلك الأمراض.

ارتبطت الرضاعة الطبيعية بوقاية الطفل من عدد من الأمراض مثل التهابات الأذن الوسطى، والتهابات الجهاز التنفسي، والتهابات الأمعاء، ونزلات البرد والالتهابات، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئة، وأمراض الحساسية مثل الربو والتهاب الجلد التأتبي والإكزيما، واضطرابات القناة الهضمية، وداء السكري من النوع الأول والثاني، وسرطان الدم، وهذه الآثار الوقائية للرضاعة الطبيعية تستمر طوال فترة الطفولة حتى وصول الطفل لمرحلة البلوغ، كما تعزز الرضاعة الطبيعية زيادة الوزن الصحية وتمنع السمنة لدى الأطفال، وقد يكون هذا بسبب بكتيريا الأمعاء النافعة والتي يحتوي حليب الأم على كميات جيدة منها مما قد يؤثر على تخزين الدهون، بالإضافة لتنمية القدرة لدرى الطفل على أخذ حاجته بالتمام خلال الرضاعة الطبيعية وهي مهارة تستمر معه طيلة حياته، وتُشير بعض الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية لها آثار إيجابية كبيرة على نمو مخ الطفل على المدى الطويل وتقلل من خطر المشاكل السلوكية ومشكلات التعلم^[١].

أما عن فوائد الرضاعة الطبيعية لصحتكِ أنتِ فهي كثيرة ومن أهمها تسهيل فقدان الوزن الزائد بعد الولادة، وتقلص وعودة الرحم لحجمه الطبيعي، وتقلل الرضاعة من كمية الدم التي ستفقدينها بعد الولادة، كما تقل احتمالية إصابتكِ باكتئاب ما بعد الولادة، إذ يفرز جسمكِ أثناء الرضاعة كميات من هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن شعور الاسترخاء والحب والترابط بين الأم والطفل، إضافةً لذلك تقلل الرضاعة الطبيعية من فرص إصابتكِ بسرطان الثدي والمبيض وتقل خطورة إصابتكِ بأمراض أخرى عديدة، كما أنها وسيلة آمنة لتنظيم النسل، كما توفر على الأبوين الكثير من النقود وتجنبهما الأوقات المهدورة في تجهيز الرضعات الصناعية، ونذكر لكِ في هذا المقال أبرز أسباب قلة الحليب في الثدي أو انقطاعه، وكيف يمكنكِ علاج هذه المشكلة^[١].

ما هي أسباب انقطاع الحليب عند المرضع؟

قد يتأثر إنتاج الحليب في الثديين بعدة عوامل، منها^[٢]:

• عوامل نفسية: يمكن أن يؤثر القلق والتوتر والضغط النفسي على كمية حليب الثدي، ويُسبب إنتاج كمية أقل من الحليب، وعلى العكس يمكن أن يؤدي خلق بيئة مريحة للرضاعة الطبيعية خالية من التوتر والقلق لزيادة إنتاج حليب الثدي.
• بعض الأمراض والأدوية: قد تتداخل بعض الحالات الطبية مع إنتاج الحليب، مثل ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل، وداء السكري، ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات، وتناول أدوية معينة مثل الأدوية التي تحتوي على السودوإيفيدرين كأدوية الجيوب الأنفية والحساسية، وأنواع معينة من وسائل منع الحمل الهرمونية التي قد تقلل من إنتاج حليب الثدي.
• التدخين والكحول: يمكن أن يقلل التدخين وشرب الكحول من إنتاج الحليب لدى المرضعات.
• وجود جراحة سابقة في الثدي: يمكن أن يتعارض عدم وجود ما يكفي من الأنسجة الغدية بسبب جراحة الثدي مثل تصغير الثدي أو إزالة كيس من الثدي، أو استئصال الثدي مع إمكانية الرضاعة الطبيعية، إذ يمكن لجراحة الثدي أن تتلف الأعصاب المرتبطة بإنتاج حليب الثدي أو أن تتلف المسار الذي يسير فيه الحليب في الثدي.
• ظروف الولادة: مثل التأخر في البدء بالرضاعة، أو الولادة المبكرة، أو معاناة الأم من السمنة المفرطة، أو عدم إرضاع الطفل في أوقات متقاربة^[٣].

كيف يمكن علاج انقطاع الحليب عند المرضع؟

يمكنكِ زيادة حليب الثدي وعلاج انقطاع الحليب بهذه الوسائل^[٣]:

• أرضعي الطفل من الثدي في أسرع وقت ممكن بعد الولادة، إذ يؤدي الانتظار لفترة طويلة جدًا لبدء الرضاعة الطبيعية لانخفاض كمية الحليب، ومن الأفضل إن استطعتِ ذلك أن تحملي طفلك بعد الولادة مباشرةً وترضعيه، أو ترضعيه خلال الساعة الأولى بعد الولادة إن كان وضعكِ الصحي يسمح بذلك.
• قاربي بين الرضعات، خصوصًا في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، فأرضعيه من 8 إلى 12 مرةً يوميًا كل ساعتين إلى ثلاث ساعات تقريبًا.
• تحققي من سلامة وضعية طفلكِ أثناء الرضاعة، واحرصي على أن يكون ممسكًا بالثدي جيدًا، وأن يكون وضعه الجسمي أثناء الرضاعة مريحًا ومن أنه يبتلع حقًا الحليب.
• أرضعي الطفل من كلا الثديين، وإذا رضع من ثدي واحد ضخي حليب الثدي الآخر بالمضخة لأن الحليب ينتج عند إفراغ الثدي منه، وعدم إفراغ ثدي يقلل من إنتاج الحليب فيه.
• إذا كنتِ امرأةً عاملةً أو مشغولةً لأي سبب فضخي حليب الثدي للمحافظة على سريان الإمداد للحليب في الثديين وعدم توقفه لفترات طويلة.
• توقفي عن استعمال اللهاية، ولا تستعمليها لطفلك إلا بعد مرور ثلاثة أو أربعة أسابيع من الولادة.
• استخدمي الأدوية خلال فترة الرضاعة بحذر، فبعض الأدوية تُقلل من إنتاج الحليب في الثدي، وقد تؤدي أنواع معينة من وسائل منع الحمل الهرمونية لتقليل الحليب أيضًا، لذا تجنبي تلك الأدوية والوسائل الهرمونية لحين ثبات إدرار الحليب لديكِ، وكذلك استشيري الطبيب قبل تناول أي دواء.
• تجنبي الكحول والتدخين.

من حياتكِ لكِ

إليكِ بعض الأعشاب التي تساعدكِ على إدرار الحليب^[٤]:

• الحلبة: تزيد الحلبة من إدرار الحليب لدى المرضعات، لكنها قد تؤثر على رائحة ومذاق الحليب، وكذلك رائحة البول والعرق سواء للأم أو للطفل، لذا عند استخدامها عليكِ عدم الخلط بينها وبين مرض وراثي يُسبب هذه الرائحة في بول الطفل يسمى داء البول القيقبي.
• الشمر: الشمر نبات عشبي حلو المذاق بنكهة تشبه عرق السوس، وموطنه الأصلي شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ولهذه العشبة العطرية استخدامات طبية متعددة، إذ استُخدم الشمر لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الصحية كمشاكل الجهاز الهضمي ومشاكل الدورة الشهرية، كما يُعتقد أيضًا أنه يزيد إدرار الحليب لدى الأمهات المرضعات.
• الزنجبيل: يعالج الزنجبيل مجموعةً متنوعةً من الأمراض، لكنه أيضًا يملك تأثيرًا على إدرار الحليب لدى المرضعات إذ يستخدم في بعض دول العالم كمدر للحليب.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Adda Bjarnadottir, MS, RDN (Ice) (2017-6-1), "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby"، healthline, Retrieved 2020-7-19. Edited.
2. ↑ Adrienne Santos-Longhurst (2018-5-7), "5 Ways to Increase Breast Milk Production"، healthline, Retrieved 2020-7-19. Edited.
3. ^ ^{أ ب} Elizabeth LaFleur, R.N. (2018-11-17), "What causes a low milk supply during breast-feeding?"، mayoclinic, Retrieved 2020-7-19. Edited.
4. ↑ Donna Murray, RN, BSN (2020-4-20), "10 Herbs to Help Boost a Low Milk Supply"، verywellfamily, Retrieved 2020-7-19. Edited.