محتويات
التهاب عنق الرحم
يُعرَف التهاب عنق الرحم بالتهاب الجزء السفلي الضيّق من الرحم المتصِّل بالمهبل، والذي ينتج عن العدوى المنقولة جنسيًّا في معظم الأحوال، وتتضمَّن هذه العديد من أنواع العدوى البكتيرية والفيروسية مثل: الهربس التناسلي، والكلاميديا، والسيلان، وداء المشعرات، وقد ينتج التهاب عنق الرحم أحيانًا عن زيادة نمو البكتيريا الموجودة في المهبل بوضع طبيعي الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالداء المهبلي الجرثومي، وقد تنتج في أحيان أخرى عن ردود الفعل التحسُّسية للجسم الناتجة عن استخدام الواقيات الذكرية، أو مبيدات النطاف المُستخدَمة لمنع الحمل، أو المعطِّرات الأنثوية، أو الدش المهبلي[١].
التهاب عنق الرحم والحمل
قد يؤدي التهاب عنق الرحم إلى الإصابة بالعقم، إذ تستطيع الجراثيم المُسبِّبة لالتهاب عنق الرحم الانتقال إلى أعضاء الحوض الأخرى في حال إهمال علاجها، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض التهاب الحوض، ويُعد مرض التهاب الحوض أحد أهم المضاعفات الشديدة للإصابة بالعدوى البكتيرية كالسيلان والكلاميديا، ويتسبَّب بتكوّن الندب في الأعضاء التناسلية الأنثوية كالمبايض وقناة فالوب، الأمر الذي قد يؤدي إلى انسداد قناة فالوب بالكامل وما ينتج عنه من الإصابة بالعقم عن طريق منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة، كما أنَّه قد يؤدي أحيانًا إلى الحمل خارج الرحم عن طريق منع البويضة المخصِّبة من الانتقال من قناة فالوب، وتجدر الإشارة إلى أن الحمل خارج الرحم من الاضطرابات المهدِّدة للحياة، إذ يؤدي انفجاره إلى الإصابة بألم شديد، ونزيف داخلي يؤدي إلى الموت أحيانًا[٢][٣].
كما تزيد التقلبات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل من خطر الإصابة بالتهاب عنق الرحم[٤]، وفي حال كان ناتجًا عن الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًّا، فإن إهمال علاجه يؤدي إلى زيادة خطر الولادة المبكرة والإجهاض، كما أنَّه قد يؤدي إلى إصابة الطفل المولود حديثًا بالعدوى في عينيه، والتي قد تؤدي أحيانًا إلى فقدانه للبصر، وإصابته بالتهاب ذات الرئة الناتج عن عدوى الكلاميديا، لذا من المهم فحص النساء الحوامل للكشف عن الإصابة بالتهاب عنق الرحم في أسرع وقت ممكِن[٥][٦] .
أعراض التهاب عنق الرحم
قد لا يرتبط التهاب عنق الرحم بظهور أية أعراض، ويمكن بيان الأعراض التي قد تصاحبه على النحو الآتي[٧]:
- الحكَّة المهبلية وظهور إفرازات خضراء أو صفراء كريهة الرائحة.
- الشعور بألم في البطن وعند التبوّل.
- التنقيط أو النزيف المهبلي خلال الجماع أو ما بعده، وما بين الدورات الشهرية.
- الشعور بالألم خلال الجماع أو ما بعده.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
أسباب التهاب عنق الرحم
فضلًا عن السبب المذكور سابقًا؛ وهو الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًّا، والذي لا يضم العدوى البكتيرية فقط بل أيضًا العدوى الفيروسية مثل فيروس الهربس التناسلي، والعدوى بالطفيلي الذي يتسبب بداء المشعرات، فإنّ التهاب عنق الرحم قد ينشأ نتيجة أسباب أخرى غير مرتبطة بالعدوى مثل الحساسية الناجمة عن استخدام بعض منتجات منع الحمل مثل الواقي المصنوع من مادة اللاتكس، ومبيدات النطاف، والعازل الأنثوي، أو كردة فعل تحسسية تجاه السدادات القطنية المستخدمة أثناء فترة الطمث، كما أنّه قد ينشأ نتيجة البكتيريا الطبيعية الموجودة في المهبل[٧].
علاج التهاب عنق الرحم
يعتمد علاج التهاب عنق الرحم على العديد من العوامل كالمُّسِّبب، وعمر الشخص المُصاب، فضلًا عن الأعراض الظاهرة، والصحة العامة للمُصاب، وغيرها، فمثلًا يعتمد علاج التهاب عنق الرحم الناتج عن استخدام الواقيات الذكرية أو السدادات القطنية أو غيرها من المنتجات في التوقُّف عن استخدامها وإعطاء الوقت اللازم للشفاء من المرض، وتجدر الإشارة إلى ضرورة علاج الزوج في حال كان المُسبِّب هو العدوى البكتيرية أو الفيروسية للوقاية من الإصابة بالعدوى مرة أخرى، كما يجب التوقف عن ممارسة الجماع حتى سبعة أيام بعد انتهاء كلا الزوجين من العلاج[٨].
يُعالج التهاب عنق الرحم الناتج عن العدوى الفيروسية عن طريق إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات الموضعية أو الفمويّة، أو كليهما، في حين يُعالج التهاب عنق الرحم الناتج عن العدوى البكتيرية بإعطاء المضادات الحيوية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة إكمال المدة العلاجية للمضادات الحيوية حتى وإن شعرت المرأة بالتحسُّن قبل ذلك[٨]، ومن العلاجات الأخرى المتوفرة لعلاج التهاب عنق الرحم علاجات الاستئصال، والتي تتضمَّن تجميد الطبقة العليا المبطِّنة لعنق الرحم أو كشطها أو كيّها، ويُستخدَم هذا الإجراء عادًة لعلاج التهاب عنق الرحم المزمن، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا العلاج يرتبط بالإصابة بالنزيف وتندُّب عنق الرحم، وتضيُّقه[٧].
من حياتكِ لكِ
يشكِّل عنق الرحم حاجزًا لمنع البكتيريا والفيروسات من الدخول رحمكِ وإصابتكِ بالعدوى، لذا فإن إصابتكِ بالتهاب عنق الرحم يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من العدوى من بينها فيروس نقص المناعة البشري[١]، ويمكنكِ التقليل من خطر الإصابة بالتهاب عنق الرحم على النحو الآتي[٧] :
- استخدمي الواقيات الذكرية أثناء الجماع.
- تجنُّبي الجماع في حال إصابة أحد الزوجين بالأمراض المنقولة جنسيًّا.
- تجنُّبي استخدام المنتجات المُسبِّبة لتهيُّج عنق الرحم كالغسول المهبلي، ومبيدات النطاف، وغيرها.
المراجع
- ^ أ ب "Cervicitis", mayoclinic,15-12-2017، Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "Cervicitis", hopkinsmedicine, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "PID: Pelvic Inflammatory Disease", americanpregnancy,8-2015، Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ Lana Burgess (22-4-2018), "What is cervicitis and what causes it?"، medicalnewstoday, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ "Cervicitis", www1.nyc.gov, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ↑ Steven Doerr (25-10-2018), "Cervicitis"، emedicinehealth, Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Cervicitis", drugs,19-6-2019، Retrieved 13-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Cervicitis", ada.com, Retrieved 13-7-2019. Edited.