محتويات
ما هي الطحالب البحرية؟
تُعدّ الطحالب أكثر أشكال الحياة بدائيّةً على سطح الأرض، وهي نباتات أو شبه نباتات مائيّة بسيطة لا تشبه النباتات تمامًا، لأنّها لا تمتلك جذورًا ولا سيقانًا ولا أوراقًا، وهي بدائيّة في طرق تكاثرها، ولها أحجامٌ وأشكالٌ وألوانُ متعدّدة، ويمكن أن تكون أحاديّة الخليّة أو متعدّدة الخلايا، وتوجد في المياه المالحة وكذلك العذبة، وقد استُهلِكت من قِبَل البشر كغذاءٍ ودواءٍ لعدّة قرون، إذ يعود الاستهلاك البشري للطحالب الخضراء المزرقّة والتي من أنواعها، السبيرولينا والكلوريلا إلى حضارة الأزتك في القرن الرابع عشر، وفي الوقت الحاضر تُستخدَم في المكمّلات الغذائية، ولهذه الطحالب فوائد عديدة سنُوضّحها في هذا المقال[١].
ما هي فوائد الطحالب البحرية؟
تحتوي العديد من أنواع الطحالب على العناصر الغذائية، منها مثلًا الطحالب الخضراء المزرقَّة التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من البروتينات، والحديد، والمعادن الأخرى التي يمتصّها الجسم عند تناولها عن طريق الفم، وقد بُحِث تحديدًا عن الطحالب الخضراء المزرقّة؛ لتأثيرها المحتَمل على جهاز المناعة، وتخفيف الالتهابات، والعدوى الفيروسيّة، وفيما يلي أهم فوائد الطحالب البحرية المُحتَملة، والتي تحتاج للمزيد من الدراسات العلمية لإثباتها[٢][٣]:
- الحساسية الموسمية: أو حُمَّى القش، إذ تُشير الأبحاث الأولية إلى أنّ تناول الطحالب الخضراء المزرقّة يوميًا عن طريق الفم لمدّة 6 أشهر قد يخفِّف بعض أعراض الحساسية لدى البالغين.
- مقاومة الإنسولين: وفقًا للأبحاث الأولية، قد يخفّف تناول الطحالب البحرية المزرقّة من مقاومة الإنسولين النّاتجة عن تناول أدوية الإيدز، كما قد تخفّف مستوى سكر الدم لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني.
- التسمّم بالزرنيخ: بناءً على الأبحاث الأولية، قد تقلِّل الطحالب الخضراء المزرقّة عند تناولها مع الزّنك عن طريق الفم مرّتين يوميًا لمدّة 16 أسبوعًا من مستويات الزرنيخ وتأثيرات الزرنيخ على الجلد لدى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي ترتفع فيها مستويات الزرنيخ في مياه الشرب.
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: وفقًا لأبحاث أولية قد تحسِّن الطحالب البحرية المزرقّة من حالة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى الأطفال الذين لم يتلقّوا العلاج مسبقًا، وتتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و 12 عامًا، ولكن لم يتضّح فيما إذا كان هذا التأثير نابعًا من الطحالب البحرية المزرقّة أو من المركبات الأخرى المستخدمة في الأبحاث.
- أداء التّمرين: قد تزيد الطحالب البحرية من قدرة الأشخاص الرياضيّين الممارسين لرياضة الجري على الركض لفتراتٍ أطول من الوقت قبل الإصابة بالتعب، ولكنّ هذا التأثير ما زال أوليًّا وبحاجةٍ للمزيد من الدراسات.
- التهاب الكبد الوبائي ج: نتائج الأبحاث حول تأثيرات الطحالب الخضراء المزرقّة على الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد الوبائي ج غير متّفقة على رأيٍ واحد إلى الآن، فبعضها يدعم استخدام الطحالب الخضراء المزرقّة، مثل السبيرولينا لتحسين وظائف الكبد، بينما تشير دراسات أخرى إلى أنّ تناول الطحالب الخضراء المزرّقة قد يؤدّي إلى انحدار في وظائف الكبد لدى الذين يعانون من التهاب الكبد ب أو التهاب الكبد ج.
- فيروس الإيدز: تُظهِر الأبحاث تضاربًا في آثار الطحالب الخضراء المزرقّة على الذين يعانون من الإيدز (فيروس نقص المناعة البشرية)، إذ تظهر بعضها أنّ تناول الطحالب الخضراء المزرقّة عن طريق الفم يوميًا قد يقلِّل من حالات العدوى ومشاكل المعدة والأمعاء والشعور بالتّعب ومشاكل التنفّس لدى مرضى فيروس الإيدز، لكنّ تناولها لا يقلّل من الحمل الفيروسي، ولا يحسِّن تعداد خلايا المناعية المتضرّرة لدى الأشخاص المصابين بالمرض.
- الدّهون: بناءً على نتائج الأبحاث الأولية، قد تُخفّض الطحالب الخضراء المزرقّة نسب الكوليسترول المرتفعة قليلًا في الدم، لكنّ نتائج الأبحاث غير متسقة إلى حدٍّ ما، فبعضها تشير إلى أنّها تخفّض فقط البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو الكوليسترول الضار، بينما تقول بعضها أنّها تخفّض الكوليسترول الكُلِّي والكوليسترول الضار، وترفع مستوى الكوليسترول الجيّد (HDL).
- ضغط دم المرتفع: قد يقلّل تناول الطحالب الخضراء المزرّقة عن طريق الفم من ضغط الدم لدى بعض الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.
- سوء التغذية: وفقًا لأبحاث أولية، قد يُحسِّن استخدام الطحالب الخضراء المزرقّة مع العلاجات الغذائية الأخرى من سوء التغذية عند الرضّع والأطفال، ولكنّ نتائج الأبحاث في هذا الشأن متضاربة، فبعضها يشير إلى تسبّب الطحالب بزيادة الوزن لدى الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية الذين أعطووا طحالب السبيرولينا الزرقاء والخضراء مع مزيج من فول الصويا والدّخن والفول السوداني، بينما تشير دراسات أخرى إلى أنّ الطحالب الخضراء المزرقّة لا تسبّب زيادة الوزن.
- أعراض سن اليأس: بناءً على دراسة أولية قد يقلّل تناول الطحالب الخضراء المزرقّة عن طريق الفم يوميًا من القلق والاكتئاب لدى النساء اللواتي يعانينَ من انقطاع الطمث، لكنّها قد لا تقلِّل بعض الأعراض، مثل الهبَّات الساخنة.
- البدانة: نتائج الأبحاث حول تأثيرات الطحالب الخضراء المزرقّة على الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ما زالت غير متّسقة، إذ تتضارب نتائجها بهذا الشأن، فبعضها يؤكّد فائدة طفيفة للطحالب في تعزيز خسارة الوزن، بينما يؤكّد بعضها الآخر أنّ الطحالب ليس لها تأثير يذكر في تعزيز خسارة الوزن.
كيف يمكنكِ استخدام الطحالب البحرية؟
استُخدِمت الطحالب كغذاءٍ بشري لآلاف السنين في جميع أنحاء العالم، ومن الطحالب الأكثر شيوعًا هي الطحالب الحمراء (النوري)، والكيم، واللافير، والطحلب الأيرلندي، وعشب البحر، والطحالب الخضراء المزرقّة، وتُحصَد هذه الطحالب من التجمّعات البريّة أو المستزرعة، ويمكنكِ أكلها طازجةً أو مجفَّفةً أو مخلَّلة، كما تُستخدَم العديد من الطحالب الكبيرة، مثل الآجار، والكاراجينان في صناعة المواد الغذائيّة كمثبّتات ومكثّفات وعوامل تبَلوُر، وقد استُخدِمت بعض الطحالب الدّقيقة خاصّةً الطحالب الخضراء المزرّقة كمصدرٍ غذائي، أو مكمّلات غذائية لفترة طويلة، وعلى الرّغم من وجود أكثر من 40 ألف نوعٍ من الطحالب الزرقاء، إلا أنّ ما يمكنكِ استخدامه كغذاء في الوقت الحاضر هو قليل جدًّا[٤]، ومن أشهرها السبيرولينا والكلوريلا، وفيما يلي توصيات لكِ حول طريقة استخدام كل نوعٍ من الطحالب البحرية كغذاء[٥]:
- النوري: إذا سبق لكِ تناول السوشي أو حساء الميسو فمن المحتمل أنكِ أكلتِ طحالب النوري، وهي طحالب حمراء تظهر باللون الأخضر الدّاكن بعد تجفيفها وتحميصها، وتُستخدَم لتغليف لفائف السّوشي، وتُعدّ أحد أكثر الأعشاب البحرية لذَّةً، وهي وجبةٌ خفيفةٌ يمكنكِ أكلها بمفردها أو إضافتها إلى الحساء والسّلطات الخاصة بكِ.
- السبيرولينا والكلوريلا: وهما طحلبان متشابهان لهما فوائد صحيّة كبيرة، وتنمو طحالب الكلوريلا والسبيرولينا في المياه العذبة، وهما مليئان بالعناصر الغذائيّة، وهما متوفّران كمكمِّلات غذائية إما على شكل أقراص أو مسحوق، ويمكنكِ تناولها حسب توصيات الشركة على ملصق علبة المنتَج (بعد استشارتكِ للطبيب).
- الكومبو: وهي نوعٌ من أعشاب البحر ذو نكهةٍ قوية، يمكنكِ إضافتها إلى الحساء، أو استخدامها في صناعة المرق الياباني، كما يمكنكِ إضافتها إلى الفاصولياء المطبوخة لتقليل الغازات، أو استخدامها كمُحسِّن للنكهة في مجموعة متنوّعة من الوصفات لتحصلي على طعمٍ أكثر قوّة.
- الكِلْب الياباني البني: يمكنكِ قلي هذا الطحلب، أو استخدامه لإعداد طبق آسيوي يسمّى أرامي (موجودٌ في أجزاء كثيرة من آسيا).
- الواكامي: يُعدّ الواكامي من الأعشاب البحرية المطَّاطية ذات المذاق الحلو قليلًا، يمكنكِ استخدامه لتحضير سلطة الأعشاب البحريّة، أو وضعه مع القليل من زيت السمسم واستخدامه فوق طبقة من الخس، أو إضافته إلى حساء الميسو الآسيوي لإضفاء مزيدٍ من الملمَس والنّكهة، كما يمكنكِ تناوله كوجبة خفيفة صحيّة تملأ الجسم بينما تحتوي على نسبة منخفضة جدًا من السعرات الحرارية والدهون.
- الآغار: وهو بديل نباتي للجيلاتين، وهو عامل سماكة نباتي قوي للغاية مشتق من الطحالب، فهي مادة تشبه الهلام بدون نكهة أو رائحة أو لون، ويمكنكِ العثور عليها في معظم متاجر الأطعمة الصحيّة، ويمكنكِ تجربة إضافته إلى الحساء والفاكهة المحفوظة والحلويات والآيس كريم والصلصات لإضفاء سماكة طبيعيّة.
- الدولسي: يُباع عشب البحر الأحمر المسمّى بالدولسي غالبًا في صورةٍ مجفّفة ومقشّرة، ويقال أنّ طعمه يشبه طعم اللحم المقدّد، ممّا يجعله خيارً صحيًا لإفطار خالي من اللحوم، ولذا جرّبي فركه بزيت الزيتون والملح وتحميصه كبديلٍ غني بالفيتامينات.
هل توجد أي آثار جانبية للطحالب البحرية؟
إذا كنتِ تتساءلين عن مدى أمان استخدام الطحالب البحرية كمُكمِّل غذائي، فإنّها تُعدّ آمنةً على الأرجح لمعظم الناس عند استخدامها على المدى القصير إذا كانت خاليةً من الملوِّثات، مثل المواد الضارة بالكبد، والتي تُسمّى الميكروسيستين، والمعادن السامّة والبكتيريا الضارّة، وقد استُخدِمت بأمان لمدة تصل إلى شهرين بجرعات تصل إلى 19 جرامًا يوميًا، كما استُخدِمت بأمان لمدةٍ تصل إلى 6 أشهر بجرعات أقلّ من 10 جرام يوميًا (لذا عليكِ استشارة الطبيب أو الصيدلاني فيما يتعلّق بالجرعة الآمنة عند تناولكِ لها)، وعادةً ما تكون الآثار الجانبيّة لتناولكِ للطحالب خفيفةً، وقد تشمل: الغثيان، والقيء، والإسهال، وعدم الراحة في البطن، والتّعب، والصّداع، والدّوخة.
لكنّ الطحالب الخضراء المزرقّة الملوَّثة قد تكون غير آمنة لكِ، وتكون غير آمنة خاصةً للأطفال، فالأطفال أكثر حساسيّةً اتجاه منتجات الطحالب الخضراء المزرقّة الملوّثة مقارنةً بالبالغين، ويمكن أن تسبِّب هذه الطحالب الملوَّثة تلف الكبد، وآلام المعدة، والغثيان، والقيء، والضّعف، والعطش، وسرعة ضربات القلب، والصدمة، والموت، لذا لا يجب عليكِ استخدام أي منتجٍ من الطحالب الخضراء المزرقّة إلا عند تأكّدكِ من خلوّه من الميكروسيستين والمُلوِّثات الأخرى.
لتناول الطحالب البحرية محاذير، تعرّفي عليها
إليكِ بعض المحاذير التي عليكِ معرفتها قبل استخدام الطحالب البحرية:
- الحمل والرضاعة: لا يُعرف الكثير عن استخدام الطحالب الخضراء المزرقّة أثناء الحمل والرضاعة، ولكن حفاظًا على السلامة تجنّبي استخدامها أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية.
- أمراض المناعة الذاتية: وهي أمراض تنتج عن مهاجمة جهاز المناعة لأحد المناطق في الجسم بالخطأ، مثل التصلّب المتعدِّد، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وغيرها من الأمراض، وفي هذه الحالات قد تزيد الطحالب الخضراء المزرقة نشاط جهاز المناعة، الأمر الذي قد يزيد من أعراض أمراض المناعة الذاتية، فإذا كان لديكِ أحد هذه الحالات فمن الأفضل أن تتجنّبي استخدامها.
- اضطرابات النزيف: قد تُبطّئ الطحالب الخضراء المزرقّة تخثّر الدم وتزيد من خطر الإصابة بالكدمات والنّزيف لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف، لذا إذا كنتِ م هؤلاء الأشخاص، تجنّبي تناول الطحالب الخضراء المزرقّة.
- مرض الفينيلكيتونيوريا: هو مرض وراثي يتميّز بعدم قدرة الجسم على استقلاب أو معالجة الحمض الأميني الأساسي فينيل ألانين بسبب النّقص الكامل أو شبه الكامل لإنزيم يسمّى الهيدروكسيلاز فينيل ألانين[٦]، وتحتوي طحالب السبيرولينا من الطحالب الخضراء المزرقّة على الحمض الأميني الفينيل ألانين، ممّا قد يجعل حالة المصابين بهذا المرض أسوأ، لذا إذا كنتِ مصابةً بهذا المرض أو كان أحد أطفالكِ مصابًا به، عليكِ تجنُّب منتجات الطحالب الخضراء المزرقّة من السبيرولينا بالذات.
- بعض الأدوية: تتفاعل الطحالب مع الأدوية التي تثبِّط عمل جهاز المناعة، إذ تنشِّط الطحالب جهاز المناعة ممّا يقلِّل من فعالية هذه الأدوية، كما تتفاعل مع الأدوية المميِّعة للدم، فالطحالب تبطّئ تخثر الدم وتميّعه قليلًا، وتناولها مع أدوية مُميّعة يزيد فرص حدوث نزيف وكدمات وصعوبة في تجلط الدم، وتشمل هذه الأدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والأسبرين، والآيبوبروفين، والنابروكسين، والدالتيبارين، والإينوكسابارين، والهيبارين، والوارفارين، لذا إذا كنتِ تتناولين أي من هذه الأدوية، استشيري طبيبكِ قبل استخدام المكملات الغذائية الخاصة بالطحالب.
المراجع
- ↑ Annie Price, CHHC (2016-11-22), "Top 7 Algae Benefits that May Surprise You", draxe, Retrieved 2020-11-30. Edited.
- ↑ webmd staff, "BLUE-GREEN ALGAE", webmd, Retrieved 2020-11-30. Edited.
- ↑ rxlist staff (2019-09-16), "BLUE-GREEN ALGAE", rxlist, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ M A Borowitzka, Microbiology of Fermented Foods, Page 585-602. Edited.
- ↑ Ariel Kusby (2017-10-10), "A Simple Guide To Eating Algae", gardencollage, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ rxlist staff (2018-12-26), "DEFINITION OF PHENYLKETONURIA", rxlist, Retrieved 2020-11-30. Edited.