فوائد الطحالب للانسان

هل يمكن للإنسان تناول الطحالب؟

يمكن للإنسان تناول الطحالب البحرية، وهي أول غذاء على سطح الأرض، ولها العديد من الفوائد الصحية، وتُصنَّف ضمن الأطعمة ذات الفوائد المركَّزة بسبب احتوائها على العديد من الفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، ومضادات الأكسدة، وقد تناولها الإنسان من قديم الزمان كغذاءٍ ودواءٍ في ذات الوقت، وبعض أنواعها غير صالحة للاستهلاك البشري، بينما تضمّ الطحالب القابلة للاستخدام فوائد كثيرة كما سنذكر في المقال^[١].

فوائد الطحالب للإنسان

تُعدّ الطحالب من أكثر أشكال الحياة بدائيةً على سطح الأرض، ولها ألوانٌ وأشكالٌ وأحجامٌ متعدِّدة من أشهرها وأكثرها استخدامًا في عصرنا الحاضر الطحالب الخضراء المزرقة، والتي تُعدّ طحالب السبيرولينا والكلوريلا من أشهرها، وقد اختلف العلماء في تصنيفها، فعدّها بعضهم من النباتات، بينما اعتبرها آخرون خلايا لا تشبه النباتات ولا الحيوانات، فوُضِعَت في تصنيفٍ خاصٍ بها، وتحتوي على مادة الكلوروفيل التي توجد في النباتات، ممّا يعطيها قوةً إضافيةً تعزِّز فوائدها الصحية العديدة، وهي غنيةٌ بالعناصر الغذائية الأساسية إذ إنّ 60% من وزنها يتكوّن من البروتينات، وتضم مجموعةً من الفيتامينات، منها فيتامين أ، وج، وهـ، وك، والثيامين (فيتامين ب1)، والرايبوفلافين (فيتامين ب2)، والنياسين (فيتامين ب3)، والكولين (فيتامين ب4)، وحمض البانتوثينيك (فيتامين ب5)، والبيريدوكسين (فيتامين ب6)، والبيوتين (فيتامين ب7)، وحمض الفوليك (فيتامين ب9)، والكوبالامين (فيتامين ب12)، كما تضم الطحالب مجموعةً من المعادن، مثل اليود، والكلور، والكروم، والنحاس، والحديد، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والبوتاسيوم، والفوسفور، والصوديوم، والزنك، إضافةً لاحتوائها على أحماض الأوميغا 3 الدهنية، ومجموعة من المواد النشطة النباتية، مثل الكلوروفيل، والفوكوكسانثين، والأصباغ النباتية المتعددة، وفيما يأتي نذكر بعضًا من الفوائد الخاصة بالطحالب^[١]:

الفوائد العامة للطحالب

بسبب المحتوى العالي من المغذِّيات في الطحالب فإنّ لها فوائد صحية متعددة منها^[١]:

1. مضادة للالتهابات والألم: تمنح دهون الأوميغا 3 وصبغة الكلوروفيل الطحالب القدرة على تسكين الألم وتخفيف الالتهابات، كما تعطي الأصباغ الموجودة في أنواع عديدة من الطحالب هذا التأثير أيضًا.
2. قد تحمل خصائص مصادّة للسرطان: قد يؤدي تناول الطحالب البحرية إلى زيادة قدرة الجسم على محاربة السرطان، لكن توجد حاجةٌ لإجراء دراساتٍ تثبت هذا التأثير المضاد للسرطان للطحالب.
3. قد تعزِّز خسارة الوزن: تحتوي الطحالب ذات اللون البنّي على صبغة الفوكوكسانثين التي تعزِّز حرق الدهون، ممّا يؤدّي إلى خسارة الوزن الزائد، ففي دراسةٍ نشرت في مجلة (Diabetes Obesity and Metabolism) عام 2010، للتأكد من تأثير تناول الطحالب البنية وبذور الرمان على وزن الجسم ودهون الدم والكبد أجريت على 151 امرأة من المتطوعات البدينات وغير المصابات بالسكري لكن مصابات بمرض الكبد الدهني غير الكحولي لمدة 16 أسبوعًا أدّى تناول مستخلص الطحالب البحرية البنية إلى انخفاض وزن الجسم ومحيط الخصر، كما حدث فقدان في الوزن وانخفاض في محتوى الدهون في الجسم والكبد لدى المشاركين الذين لديهم دهون طبيعية في الكبد مقارنةً بالمرضى الذين يعانون من دهون الكبد غير الكحولية، كما انخفضت الدهون الثلاثية في الدم، مما يعني أنّ الطحالب البنية لها خصائص وقائية ضد دهون الدم والكبد^[٢].
4. قد تعزِّز صحة القلب: قد تفيد الطحالب الخضراء المزرقة في حماية القلب والأوعية الدموية، كما تُقلّل من دهنية الكبد.

فوائد طحالب السبيرولينا

تُعدّ طحالب السبيرولينا مصدرًا جيدًا لفيتامين ب1 وب2 وب3 والنحاس والحديد والمغنيسيوم، ومن أهم فوائدها الصحية ما يلي^[٣]:

1. قد تكون مضادّة للسرطان: لأنّ طحالب السبيرولينا مضادة للالتهابات فإنها قد تقي من عدد كبير من السرطانات الناتجة عن الالتهاب المزمن، كما تمنع نمو الورم وتقتل الخلايا السرطانية، ففي عدة دراساتٍ أجريت عام 1995 في مجلة (Nutrition and Cancer) على أطفال في سنِّ ما قبل المدرسة في الهند وُجِد أنّ طحالب السبيرولينا لها تأثيرٌ مثبِّطٌ لسرطان الفم^[٤].
2. تقوية للقلب: قد يُقلّل البروتين الموجود في طحالب السبيرولينا امتصاص الجسم للكوليسترول ويخفض مستوياته، ويحافظ على نظافة الشرايين من التراكمات الضارة، ويُقلّل الضغط على القلب، ممّا يُخفّف من نسب الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، مثل الجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
3. تخفيف الحساسية: تحتوي طحالب السبيرولينا على مضادات الأكسدة، والتي يمكن أن تخفف أعراض الحساسية لدى الأشخاص المصابين بها، لذا يمكن استخدامها كبديلٍ عن أدوية الحساسية، ففي دراسةٍ نُشرت في مجلة (Eur Arch Otorhinolaryngol) عام 2008، أجريت لبحث تأثير تناول طحالب السبيرولينا على التهاب الأنف التحسسي أدّى استهلاك طحالب السبيرولينا إلى تحسنٍ كبيرٍ في الأعراض والنتائج الجسدية، مثل إفرازات الأنف والعطس واحتقان الأنف والحكة لدى مجموعة الأشخاص المصابين بالتهاب الأنف التحسسي مقارنةً بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي^[٥].
4. تقوية للمناعة: تُعزّز طحالب السبيرولينا إنتاج خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة التي تقاوم الفيروسات والبكتيريا في الجسم، كما تعزز قدرة الجسم على محاربة عدوى الهربس والإنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز على الرغم من الحاجة إلى مزيدٍ من البحث لاختبار هذه التأثيرات على البشر.
5. تقوية صحة العين والفم: تحتوي طحالب السبيرولينا على صبغة الزياكسانثين التي تقلل خطر الإصابة بإعتام عدسة العين وفقدان البصر المرتبط بالتقدم في العمر، بينما تؤدي خصائصها المضادة للميكروبات إلى تعزيز صحة الفم وحمايته من الالتهابات وأمراض الفم المتعددة، ومنها سرطان الفم.

فوائد طحالب الكلوريلا

تمنح طحالب الكلوريلا العديد من الفوائد الصحية للجسم، منها^[٦]:

1. الوقاية من سوء التغذية ونقص العناصر الغذائية.
2. تنقية الجسم من السموم والمعادن الثقيلة الضارة.
3. تعزيز عمل جهاز المناعة.
4. تقليل مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم وتعزيز صحة القلب والشرايين.
5. الوقاية من الأمراض المزمنة الناتجة عن التلف التأكسدي.
6. المحافظة على ضغط الدم في مستواه الطبيعي.
7. المحافظة على مستوى السكر في الدم ضمن مستواه الطبيعي.
8. تحسين أعراض أمراض الجهاز التنفسي، مثل الأزمة وأمراض الرئة الأخرى.
9. تعزيز القدرة البدنية خلال التمارين الرياضية.
10. تعزيز صحة العين.
11. تعزيز صحة الكبد.
12. تعزيز عمل جهاز الهضم.

الأضرار المحتملة للطحالب على الإنسان

تُعدّ الطحالب البحرية آمنةً للاستهلاك إذا حصل عليها من مصدرٍ نظيفٍ وموثوق، والخطر الأبرز في تناولها يكمن في احتمالية احتوائها على ملوِّثات ومعادن ثقيلة سامّة وبكتيريا ضارّة، وهذه المكونات الضارة قد تسبب^[١]:

1. الغثيان.
2. آلام المعدة والقيء.
3. تلف الكبد.
4. الضعف العام.
5. تسارع ضربات القلب.
6. الصدمة التي قد تؤدي إلى الموت في حالات نادرة.

كما قد تتعارض الطحالب مع عمل بعض الأدوية مثل^[١]:

1. أدوية مثبّطات المناعة: وذلك لأنّ الطحالب ترفع المناعة بينما يحتاج بعض المرضى لتثبيط المناعة لأغراضٍ طبية، كزراعة الأعضاء.
2. أدوية مميّعات الدم: إذ تمنع الطحالب تخثّر الدم، وكذلك مميّعات الدم، ممّا قد يؤدّي إلى الإصابة بالنزيف وعدم شفاء الجروح والكدمات.

وإذا كانت المرأة في فترة الحمل أو ترضع رضاعةً طبيعيةً، عليها استشارة الطبيب قبل تناول الطحالب حفاظًا على صحتها وصحة جنينها^[١].

كيف يمكن إضافة الطحالب للنظام الغذائي؟

يمكنكِ إضافة الطحالب إلى طعامكِ بسهولة، فبعض الطحالب تباع طازجةً، كما يمكنكِ الحصول عليها في شكل مسحوقٍ، مما يجعلها سهلة الاستخدام في جميع الأطباق التي ترغبين بإضافتها إليها، وإليك بعض الأفكار لتعزيز طعامكِ بالطحالب^[٧][٨]:

1. أضيفيها إلى السلطات، والأطباق الجانبية والمقبلات، مثل المايونيز والباشاميل، وكذلك إلى التتبيلات قبل تتبيل الطعام بها.
2. أضيفيها إلى العصائر والكوكتيلات التي تُحضّرينها في المنزل لمضاعفة فوائدها الصحية.
3. أضيفيها إلى البوشار برشّها فوقه بدل الجبنة.
4. أضيفيها إلى الشوربات والحلويات والبوظة والصلصات التي تقومين بتحضيرها في المنزل.
5. تناوليها كما هي في شكلها العادي، كما يمكنكِ تحميصها وأكلها محمّصة.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث ج ح} Annie Price, CHHC (23/11/2016), "Top 7 Algae Benefits that May Surprise You", draxe, Retrieved 23/12/2020. Edited.
2. ↑ M Abidov , Z Ramazanov, R Seifulla, S Grachev (1/1/2010), "The effects of Xanthigen in the weight management of obese premenopausal women with non-alcoholic fatty liver disease and normal liver fat", Diabetes Obes Metab, Issue 12, Folder 1, Page 72-81. Edited.
3. ↑ Dan Brennan, MD (6/10/2020), "Spirulina: Are There Health Benefits?", webmd, Retrieved 23/12/2020. Edited.
4. ↑ B Mathew 1, R Sankaranarayanan, P P Nair, C Varghese, T Somanathan, B P Amma, others (1/1/1995), "Evaluation of chemoprevention of oral cancer with Spirulina fusiformis", Nutr Cancer ., Issue 24, Folder 2, Page 197-202. Edited.
5. ↑ Cemal Cingi , Meltem Conk-Dalay, Hamdi Cakli, Cengiz Bal (1/10/2008), "The effects of spirulina on allergic rhinitis", Eur Arch Otorhinolaryngol ., Issue 265, Folder 10, Page 1219-23. Edited.
6. ↑ Kerri-Ann Jennings, MS, RD (8/4/2017), "9 Impressive Health Benefits of Chlorella", healthline, Retrieved 23/12/2020. Edited.
7. ↑ Ariel Kusby (11/10/2017), "A Simple Guide To Eating Algae", gardencollage, Retrieved 23/12/2020. Edited.
8. ↑ Marygrace Taylor (23/4/2019), "Why You Might Want to Add Algae to Your Diet", prevention, Retrieved 23/12/2020. Edited.