الشعير المستنبت
يعتبر الشّعير أحد النباتات العشبية الحولية التي تمتد جذورها بقوة لتصل أعمق بقاع تاريخنا البشري، نبتة يجهل تاريخنا المحدود متى بدأنا باستخدامها لنستنتج أنها نبتة قديمة قدم التاريخ، لذا نجد أنه لطالما اعتبر الشعير محصولًا غذائيًّا رئيسي، فترى أنه وخلال العصور القديمة كان يعتمد على الشعير لدرجة أنّه كان يصنع منه أنواعًا معينةً من الخبز، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع قيمته الغذائيّة بفضل احتوائه على العديد من العناصر الهامّة لصحة الإنسان، كالدهون بنوعيها المشبعة وغير المشبعة، بالإضافة إلى نسب مرتفعة من الكربوهيدرات، والألياف، والسكر، والبروتينات وغيرها الكثير.
مما سبق نجد أن الشعير ينطوي على فوائد لا حصر لها، لذا تجد أن معدلات استهلاكه العالمي السنوي ضخمة جدًّا، وفي سبيل توفير هذه السلعة الأساسية استطاع الإنسان الاعتماد على التقدم العلمي والصناعي الذي وصل إليه بغية إنتاج كميات كافية منه تغطي حاجته، وكان استنبات الشعير هو الحل الأمثل لهذه المعضلة، فإلى جانب توفير هذه الطريقة كميات كبيرة من الشعير، فهي تقلل من كميات المياه المستخدمة في ريّها، كما أنها توفر مساحات التربة والأراضي الزراعية التي كانت تحتلها زراعتها، وخلال هذا المقال سنتعرف أكثر على فوائد الشعير المستنبت للإنسان بالتفصيل.
فوائد الشعير المستنبت للإنسان
على الرغم من أنّ الشعير المستنبت لا يحمل أيّة فوائد تنعكس مباشرةً على صحّة الإنسان، إلّا أنه وبالمقابل لا يعود بالنفع على صحته مباشرةً، جرّاء استخدام الشعير المستنبت في تغذية الحيوانات التي يربيها، وفيما يلي سنأتي على ذكر أهم تلك الفوائد:
- مفيد جدًّا لصحة الحيوانات المنتجة للحليب، كونه يسهم في رفع إنتاجيّتها بفضل غناه بالأنزيمات المدرة للحليب بما يفوق الشعير الجاف بما يقارب الثّلث تقريبًا، بالتّالي يغني مربي الحيوانات عن اللجوء إلى الرضّاعات الصناعية في مجال تغذية صغار تلك الحيوانات.
- رفع معدل الخصوبة لدى الحيوانات التي تتناوله، الأمر الذي يحفز لدى إناثها إنجاب التّوائم، الأمر مما يعود بالنفع على الإنسان من خلال توفير كميات أكبر من الحيوانات التي يعتمد عليها في غذائه.
- تسهيل الهضم لدى الحيوانات ووقاية أجهزتها الهضمية والإخراجية من المشاكل الصحية التي قد تصيبها بفضل احتواء الشعير المستنبت على نسب عالية من الألياف الغذائية.
- غذاء مثالي للحيوانات، ذلك أنه بخس الثمن إذا ما قورن مع غيره من الأطعمة التي يقصد بها تغذية الحيوانات.
- زيادة كفاءة الجهاز المناعي لدى الحيوانات، الأمر الذي يقلل من الأمراض التي تصيبها، وبالتالي تقل التّكاليف التي تصرف على العلاجات البيطريّة.
- إمداد أجسام الحيوانات بمجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينيّة الهامة، مثل: فيتامين E، وفيتامين C، وفيتامين B، والحديد، والزنك، والفسفور، والكالسيوم، والمغنيسسوم، والبوتاسيوم وغيرها الكثير، وهو ما يعود بالنفع على الإنسان، كونه سيتناول لحوم حيوانات تتمتَّع بالصحة وتخلو من الأمراض.
- تحسين الصّحة العامة للحيوانات، حيث إنّ الشعير المستنبت يمدّها بالطاقة والغذاء الكافي الذي يزيد من جودة صحتها، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على أوزانها، وجلودها، وأسنانها، وأصوافها.
طريقة استنبات الشعير
تتعدَّد طرق استنبات الشعير ولكنها تتشابه معًا من حيث المبدأ، فاستنبات الشّعير يتطلب بالضّرورة غرفةً خاصةً معتمةً، معزولةً حراريًّا، قادرةً على حماية الشعير المراد استنباته من الظروف الخارجية على اختلافها، في حين تتوافر داخل الغرفة معدات إلكترونيّة خاصة تستطيع التحكم بتهوية الغرفة ورطوبتها وحرارتها من أجل الوصول بأجواء الغرفة للوضع المثالي لاستنبات أجود أنواع الشعير، كما يجب أن تتوفر شبكة ريٍّ خاصة تمدّ وحدات الشعير بمقدار المياه الملائم، بحيث تعاد المياه الزّائدة عن حاجة الوحدات إلى خزان خاص بحفظ المياه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشعير يزرع في وحدات ترتب على رفوف تحملها فوق بعضها البعض.