القرفة
تُعد القرفة من التوابل القوية، وتُستخدم لأغراض طبية في جميع أنحاء العالم لآلاف السنين، ولا تزال تستخدم حتى الآن في العديد من الثقافات بسبب فوائدها، إضافةً لطعمها الحلو الحار المميز، وتحتل المرتبة الأولى من بين 26 من الأعشاب والتوابل الأكثر شعبيةً في العالم من حيث مستوياتها المضادة للأكسدة، ومصدر القرفة هو أحد أنواع الأشجار، ورائحتها الفريدة ولونها ونكهتها نتيجة للجزء الزيتي من الشجرة الذي تنمو منه، وعلى الرغم من أن للقرفة فوائدَ صحيةً عديدةً، إلا أنه قد تكون لها بعض الأضرار أحيانًا، ويتطرق هذا المقال لاستعراض هذه الأضرار[١].
أضرار تناول القرفة
توفِّر القرفة فوائدَ صحيةً عديدةً، إلا أن الإفراط في تناولها يتسبب ببعض الأضرار، بما في ذلك[٢]:
- تلف الكبد: إن القرفة غنية بمادّة تُعرف بالكومارين، ويبلغ الاستهلاك اليومي المسموح به من الكومارين حوالي 0.1 ملغم لكلّ كغم من وزن الجسم، وقد أوجدت إحدى الدراسات أن تناول الكثير من الكومارين قد يسبب سمية الكبد وتلفه[٣]، وتُشير إحدى الحالات لسيدة تبلغ من العمر 73 عامًا، تناولت مكملات القرفة لمدة أسبوع واحد بجرعة أعلى مما كانت ستحصل عليه من النظام الغذائي وحده؛ فأدى ذلك إلى إصابتها بعدوى مفاجئة في الكبد تسببت بتلفه[٤].
- خطر الإصابة بالسرطان: يعتقد بعض العلماء أن الكومارين الموجود في القرفة يتسبب بتلف الحمض النووي مع مرور الوقت، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لكن الطريقة التي قد يسبب بها الكومارين الأورام غير واضحة، وقد أُجريت معظم الأبحاث حول التأثيرات السرطانية للكومارين على الحيوانات، وتوجد حاجة لمزيد من البحوث على الإنسان لمعرفة ما إذا كانت العلاقة التي تربط بين السرطان والكومارين تنطبق على البشر كذلك.
- تقرحات الفم: تحتوي القرفة على مركّب ألدهيد القرفة، وهو مركب قد يؤدي إلى حساسية عند تناوله بكميات كبيرة، لكن الكميات الصغيرة منه لا تُسبب هذه الحساسية؛ لأن اللعاب يمنع المواد الكيميائية من البقاء على اتصال مع الفم لفترة طويلة، ومن أهم أعراض حساسية ألدهيد القرفة تقرح الفم، وتورم اللثة أو اللسان، وظهور بقع بيضاء في الفم، وعلى الرغم من أن هذه الأعراض لا تكون خطيرةً بالضرورة، إلا أنها يمكن أن تُسبب شعورًا بعدم الارتياح.
- انخفاض مستوى السكر في الدم: تُعرف القرفة بقدرتها على خفض نسبة السكر في الدم، فقد أوجدت الدراسات أنها قد تحاكي آثار الإنسولين، وهو هرمون يُقلّل السكر في الدم[٥]، لكن تناول الكثير منها قد يتسبب بانخفاض مستوى السكر في الدم كثيرًا؛ مما قد يؤدي إلى التعب، والدوخة، والإغماء أحيانًا، والأشخاص الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بانخفاض سكر الدم هم الذين يتناولون أدوية مرض السكري؛ نظرًا لأن القرفة قد تعزز من آثار هذه الأدوية، وتسبب انخفاض نسبة السكر في الدم.
- مشاكل في التنفس: قد يُسبب تناول كمية كبيرة من القرفة المطحونة مرةً واحدةً مشاكل في التنفس؛ لأن القرفة المطحونة ذات ملمس ناعم يجعل من السهل استنشاقها؛ والاستنشاق بالخطأ يمكن أن يُسبب السعال، وصعوبةً في التقاط الأنفاس، كما أن ألدهيد القرفة قد يتسبب بتهيج الحلق؛ مما يفاقم مشاكل التنفس، ويجب على أولئك المصابين بالربو أو الحالات المرضية الأخرى التي تؤثر على التنفس على وجه الخصوص توخي الحذر من استنشاق القرفة بالخطأ.
- التفاعل مع بعض الأدوية: إن استهلاك القرفة آمن بكميات قليلة إلى متوسطة مع معظم الأدوية، لكن استهلاك الكثير منها قد يسبب مشكلةً، خاصةً عند تناول أدوية القلب، أو السكري، أو أدوية أمراض الكبد؛ والسبب هو أن القرفة قد تتفاعل مع تلك الأدوية، إما بتعزيز تأثيرها، وإما بمفاقمة آثارها الجانبية، وفي حال تناول أدوية قد تؤثر على الكبد، كدواء الباراسيتامول، وأدوية الستاتين؛ قد يزيد تناول الكثير من القرفة من احتمال تلف الكبد.
أضرار القرفة أثناء الحمل
تُعدّ القرفة آمنةً أثناء الحمل عند تناولها بكميات قليلة، وذلك من خلال استخدامها كمنكه للمشروبات أو الحلوى، لكن في حال استهلاك كميات كبيرة، سواء من لحاء القرفة أو زيتها؛ فقد تترتب على ذلك بعض الأضرار، ويُعد تناول 1 إلى 6 غم من القرفة يوميًا آمنًا للبالغين، إلا أنه لا توجد كمية يومية موصى بها للسيدات الحوامل؛ لكن يُنصح بتناول كميّات أقل من الحدود العادية المسموح بها؛ أي أقلّ من 6 غم يوميًّا، مما يضمن الحصول على فوائدها وتجنب أضرارها؛ إذ تترتب على تناول الكثير من القرفة أثناء الحمل مجموعة من الأضرار، بما في ذلك[٦]:
- قد يزيد تناول كمية كبيرة من القرفة من خطر تقلصات الرحم والولادة المبكرة.
- إذا كانت السيدة الحامل تتناول أي أدوية كأدوية السكري، أو أدوية القلب، أو المضادات الحيوية فيجب عليها تجنب القرفة؛ لأنها ذات تأثير مميع للدم؛ مما قد يؤدي إلى نزيف مفرط غير آمن أثناء الحمل.
- قد يؤدي تناول مكملات القرفة أثناء الحمل إلى مخاطر معينة كالعرق المفرط، واضطرابات المعدة، وانخفاض مستويات السكر في الدم.
توجد مجموعة من الاحتياطات التي يجب اتخاذها عند تناول القرفة أثناء الحمل[٦]:
- تجنب تناول زيت القرفة أثناء الحمل؛ وذلك لأن الجرعة الآمنة منه غير معروفة، والجرعات الكبيرة قد تُسبب حرقةً للأم الحامل، كما توجد مخاوف أخرى مُتعلّقة باحتماليّة تضرّر الجنين في الرحم.
- إذ كانت الحامل تملك نسبةَ خطر عاليةً لحدوث الإجهاض يجب تجنب القرفة تمامًا.
- تجنب تناول أي طعام أو شراب يحتوي على القرفة، إذ كان لدى الحامل حساسية منها.
- يجب على السيدات الحوامل المصابات باضطرابات التوليد تجنب القرفة مهما كانت كميتها قليلةً.
- التأكد من شراء أفضل لحاء أو مسحوق قرفة؛ لتجنب أي إضافات ضارة.
القيمة الغذائية للقرفة
تمتاز القرفة بخصائصها المضادة للأكسدة، ويمكن لتناول نحو نصف ملعقة صغيرة منها يوميًا أن يؤثر إيجابيًا على مستويات السكر في الدم، والمناعة، والهضم، وتحتوي القرفة أيضًا على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية الهامة، وهي غنية بالألياف والمنغنيز، مع العديد من الفيتامينات والمعادن الأخرى، وتحتوي ملعقة كبيرة من القرفة المطحونة على حوالي[١]:
- 19 سعرةً حراريةً.
- 6.2 غرام من الكربوهيدرات.
- 0.3 غرام من البروتين.
- 0.1 غرام من الدهون.
- 4.1 غرام من الألياف الغذائية.
- 1.4 ملليغرام من المنغنيز.
- 77.7 ملليغرامًا من الكالسيوم.
- 0.6 ملليغرام من الحديد.
- 2.4 ميكروغرام من فيتامين K.
المراجع
- ^ أ ب "13 Major Cinnamon Benefits Explain Why It’s the World’s No. 1 Spice", draxe, Retrieved 17-12-2019. Edited.
- ↑ "6 Side Effects of Too Much Cinnamon", healthline, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ↑ "The rarity of liver toxicity in patients treated with coumarin (1,2-benzopyrone).", Human Toxicology, 1989, Page 501-6. Edited.
- ↑ "Do cinnamon supplements cause acute hepatitis?", American Journal of Case Reports, 2015, Page 250-4. Edited.
- ↑ "A Review of the Hypoglycemic Effects of Five Commonly Used Herbal Food Supplements", Recent Pat Food Nutr Agric, 2013, Page 50-60. Edited.
- ^ أ ب "Is It Safe To Consume Cinnamon During Pregnancy?", momjunction, Retrieved 16-12-2019. Edited.