أوميغا 3
أوميغا 3 هي أحماض دهنية غير مشبعة تندرج ضمن قائمة الدهون الأساسية التي لا يمكن للجسم العمل بطريقة صحيحة في ظل غيابها، فهي ضرورية للمحافظة على صحته وسلامته، وعلى الرغم من ذلك فإن الغالبية العظمى من الناس لا يحصلون على كفايتهم من أوميغا 3، وتتعدد الأسباب التي تقف خلف هذا الخلل الغذائي لتشمل اتباع أنظمة غذائية غير متوازنة، والوجود في منطقة تقل فيها مصادر أوميغا 3 الطبيعية، هذا إلى جانب عجز الجسم عن إنتاجه في المقام الأول حاله حال الدهون الأخرى التي يعتمد الجسم على النظام الغذائي المتبع في الحصول عليها، لذا وخلال هذا المقال سنتحدث باستفاضة عن أفضل وقت لتناول أوميغا 3 وأنواعه وأهم فوائده.[١]
أفضل وقت لتناول أوميغا 3
على الرغم من عدم إجراء أي دراسات علمية من أجل تحديد أفضل وقت لتناول مكمل أوميغا 3، إلا أن بعض التجارب الشخصية يمكن اعتمادها كعوامل يحدد من خلالها الوقت المناسب لتناول أوميغا 3 بالإضافة للمعرفة السابقة للطبيب المختص أو الصيدلاني بالآثار الجانبية والتفاعلات الدوائية لكل نوع من أنواع المكملات الغذائية[٢]، ويعود سبب الاهتمام في تحديد أفضل وقت لتناول أوميغا 3 لمنح الجسم فرصة امتصاصه بفعالية، وفيما يلي سنأتي على ذكر تلك العوامل التي يبنى عليها تحديد الوقت المثالي لتناول أوميغا 3:
- الأعراض الجانبية: يسبب تناول أوميغا 3 بعض الأعراض الجانبية غير المرغوبة التي تظهر واضحة في كثير من الحالات على كل من الجهاز الهضمي والتنفسي، وفيما يختص الجهاز الهضمي نجد أن مكمل أوميغا 3 حاله حال العديد من المكملات الغذائية والأدوية الأخرى يسبب معاناة صاحبه من بعض الأعراض التي تشمل الغثيان والقيء والإسهال أو الإمساك وتشنجات وآلام وحرقة المعدة، في حين أن العرض الجانبي الأهم والأكثر شيوعًا لتناول مكمل أوميغا 3 المعاناة من رائحة الفم المزعجة وطعمه السيئ، فللأسماك رائحة مميزة وكذلك أوميغا 3 المستخلص منها[٣]، ويمكن الحد من الأعراض الجانبية سابقة الذكر أو حتى التخلص منها باتباع المجموعة التالية من الإجراءات البسيطة:[٤]
- تجنب تناول مكمل أوميغا 3 على معدة فارغة، ويعود السبب في ذلك إلى أن هذا النوع من المكملات يؤثر كما سبق وذكرنا في الجهاز الهضمي بقوة، لذا عندما يدخل معدة خالية من الطعام يسبب تفاقم الأعراض الجانبية المعدية والمعوية، ناهيك عن أن تناول مكمل أوميغا 3 مع الطعام يحسن من امتصاص الجسم لأحماضه الدهنية، ذلك أن الدهون في الطعام تحفز إطلاق بعض الإنزيمات الهاضمة، وكلما زاد نشاط هذه الإنزيمات زادت فعالية امتصاصه في الأمعاء الدقيقة.
- تحييد الأعراض الجانبية لأوميغا 3 من خلال تناوله وقت النوم، فالنوم كفيل بتقليل احتمالات المعاناة من الأعراض الجانبية أو حتى ملاحظتها.
- تقسيم الجرعة الموصى بها وتناولها في أوقات مختلفة من اليوم، فإن ذلك يجنب الجسم المعاناة من أعراض تناول أوميغا 3.
- تغيير نوع المكمل الذي يجري تناوله نظرًا لتوفر العديد من أنواع مكملات أوميغا 3 التي يمتاز بعضها بأن أعراضه الجانبية أقل من غيره، ويجدر التنويه إلى عدم اتباع هذا الإجراء إلا بعد استشارة الطبيب المختص.
- التفاعلات الدوائية: مكمل أوميغا 3 يعد مضادًّا طبيعيًّا للتخثر، أي إنه يمنع الدم من التخثر، وعلى الرغم من أهمية هذه الخاصية في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية بفضل ترقق الدم، إلا أنه بالمقابل يزيد من خطر الإصابة بنزيف دموي في حال تزامن تناوله مع أحد الأدوية المضادة للتخثر أو الأدوية المخففة للدم مثل الوارفارين، في حين أن تزامن تناول أوميغا 3 مع المضادات الحيوية والكورتيزون يسبب إصابة الشخص الذي لا يعاني من مشكلات سابقة في الجهاز الهضمي بقرحة ونزيف في المعدة، أما في حال كان الشخص يعاني من بعض المشكلات السابقة بهذا الجهاز فإن تلك المشكلات ستتفاقم وتتطور، لذا ينصح باستشارة طبيب مختص قبل تناول مكمل أوميغا 3 لتفادي حدوث تفاعلات دوائية تصنف في بعض الأحيان بأنها قاتلة.[٤]
أنواع أوميغا 3
كثيرة هي أنواع الأحماض الدهنية التي تنتمي إلى عائلة أوميغا 3، إلا أن الأحماض الأهم هي:
- حمض الإيكوسابنتاينويك: هو حمض أوميغا 3 الدهني، يتواجد في لحم الأسماك التي تحيا في الماء البارد مثل سمك الرنجة والتونة والسلمون والهلبوت والماكريل، يؤدي هذا الحمض العديد من الوظائف الأساسية لكنه فعال في خفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وتقليل أعراض الاكتئاب خصوصًا إذا ما تزامن تناوله مع الأدوية المضادة للاكتئاب، كما يسهم في الحد من أعراض سن اليأس بما فيها تقليص عدد مرات التعرض للهبات الساخنة التي تعد أحد أسوء أعراض فترة انقطاع الطمث.[٥]
- حمض الدوكوساهكساينويك: هو أحد أنواع حمض أوميغا 3 الدهني والذي يتواجد في لحم الأسماك التي تحيا في الماء البارد ودهن كل من الحيتان والفقمات بالإضافة إلى الطحالب، ويلعب هذا الحمض دورًا رئيسيًّا في تطوير الجهاز العصبي لدى الأطفال الذين كانت تتناول أمهاتهم حمض الدوكوساهكساينويك خلال فترتي الحمل والرضاعة، فهو عنصر هيكلي في أغشية الخلايا، وتحديدًا الخلايا العصبية في كل من الدماغ والعينين، إذ يشكّل هذا الحمض حوالي 40% من الدهون غير المشبعة المتعددة في الدماغ.[١][٦]
- حمض ألفا-اللينولينيك: هو أحد أنواع حمض أوميغا 3 الدهني، يتواجد في المكسرات مثل الجوز واللحوم والحمراء ومنتجات الألبان وبعض الأطعمة والزيوت النباتية مثل بذر الكتان وبذر الشيا وزيت الكانولا وزيت فول الصويا، وعلى الرغم من أن هذا الحمض لا يؤدي وظائف بيولوجية هامة كالتي يؤديها كل من حمض الإيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهكساينويك إلا أن الجسم يحوّل جزءًا منه للحمضين سابقي الذكر، ومع ذلك تبقى هذه العملية غير فعالة ذلك أن الجزء المحول بسيط جدًّا ولا يتجاوز 5% منه فقط أما الجزء الباقي فيمد الجسم بالطاقة، لهذا السبب تحديدًا يجب ألا يعتمد حمض ألفا-اللينولينيك كمصدر وحيد لأوميغا 3.[١][٧]
فوائد تناول أوميغا 3
أحماض الأوميغا 3 تصنف ضمن العناصر الغذائية الأكثر دراسة على الإطلاق، وقد أثبتت تلك الدراسات ارتباطها القوي بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية، نذكر منها:[١][٢]
- خفض معدل الدهون الثلاثية في الدم.
- وقاية الجسم من الإصابة ببعض أنواع السرطانات، مثل: سرطان القولون والرئة والبروستاتا والثدي.
- علاج بعض الحالات العصبية والنفسية العصبية، مثل: الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب.
- تعزيز عملية فقدان الوزن.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض العين ومشكلاتها الصحية.
- علاج مرض السكري من خلال التقليل من مقاومة الأنسولين.
- تنمية مهارات الطفل الذي كانت تتناول أمه خلال فترتي حمله ورضاعته أوميغا 3.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Kris Gunnars (2019-5-28), "Omega-3 Fatty Acids — The Ultimate Beginner’s Guide"، health line, Retrieved 2019-11-2. Edited.
- ^ أ ب Siddhi Camila Lama (2019-2-8), "When Is the Best Time to Take Omega-3 to Avoid Side Effects?"، live strong, Retrieved 2019-11-2. Edited.
- ↑ Siddhi Camila Lama (2019-4-3), "Is There a Best Time of Day to Take Fish Oil?"، live strong, Retrieved 2019-11-2. Edited.
- ^ أ ب Zawn Villines (2019-8-30), "What side effects can fish oil cause?"، medical news today, Retrieved 2019-11-2. Edited.
- ↑ "EPA (EICOSAPENTAENOIC ACID)", webmd, Retrieved 2019-11-2. Edited.
- ↑ "DHA (DOCOSAHEXAENOIC ACID)", webmd, Retrieved 2019-11-2. Edited.
- ↑ "ALPHA-LINOLENIC ACID", webmd, Retrieved 2019-11-2. Edited.