محتويات
ضعف المبايض
من الطبيعي أن تعاني بعض النساء من انخفاض الخصوبة عندما يبلُغن من العمر تقريبًا 40 عامًا، إذ خلال هذا العمر تبدأ الدورة الشهرية بعدم الانتظام، مما يدل على بداية انقطاع الطمث أمّا في حال كانت المرأة تعاني من ضعف التبويض، فهذا يعني أنّ المبيض لا يعمل بالشكل الطبيعي، ويؤدي لاضطراب الدورة الشهرية، وانقطاع الطمث قبل بلوغُها 40 عامًا، وأحيانًا في سن مبكِّر مثل سن المراهقة، وكان يُعرَف ضعف المبايض سابقًا بسنّ اليأس المُبكّر، أو فشل المِبيض المُبكّر، لكن ذلك لا يصف دقيقًا ما يحدث للمرأة المصابة بضعف المبايض، ومن المحتمل أن تحدث الدورة الشهرية عند النساء اللواتي يُعانين من ضعف المبايض، لكنها لن تكون منتظمةً، كما أنها من الممكن أن تكون حاملًا، وفي هذا المقال سنتعرف بالتفصيل لأسباب ضعف المبايض[١].
أسباب ضعف المبايض
عادةً ما تحتوي المبايض على أكياس صغيرة تسمى الحويصلات، وداخل هذه الأكياس تنمو البويضة وتتطور خلال كل شهر، وفي حال استنزاف هذه الحويصلات أو اختلال وظيفتها يُسبب ذلك ضعفًا في التبويض، ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي له[٢]:
- خلل الكروموسومات: عند وجود بعض الاضطرابات الكروموسومية الجينية، يكون لدى المرأة نسخة طبيعية واحدة فقط من كروموسوم X، بينما يكون كروموسوم X الثاني مفقودًا أو يوجد فيه عيب هيكلي، بالتالي قد يحدث ضعف للمبايض.
- الالتهابات الفيروسية: من الممكن أن تُسبب الإصابة ببعض الفيروسات ضعفًا في المبايض.
- السموم: تُعد العلاجات الإشعاعية والعلاجات الكيماوية من السموم الشائعة التي تُسبب تلف المواد الوراثية في الخلايا، وتوجد بعض السموم الأخرى التي قد تؤدي لضعف المبايض كالمواد الكيميائية، والدُخان، والمبيدات الحشرية، والفيروسات.
- التاريخ العائلي: حسب الإحصائيات فإنّ حوالي 10-20% من النساء اللاتي يعانين من ضعف المبايض لديهن تاريخ عائلي، إذ إن النساء الأكثر عرضةً للإصابة بضعف المبايض هنّ اللاتي لديهن أم أو أخت مصابات به[١].
- الاضطرابات الأيضيّة: تؤثر هذه الاضطرابات في قدرة الجسم على إنشاء وتخزين واستخدام الطاقة التي يحتاجها، مثل مرض الجالكتوسيميا الذي يؤثر على كيفية عمل الجلاكتوز بالجسم، إذ إنّ 80% من النساء المصابات بهذا المرض لديهن ضعف في المبايض[١].
- أمراض المناعة الذاتية: عادةً ما تحمي الخلايا المناعية الجسم من الفيروسات والبكتيريا، لكن عند الإصابة بأمراض المناعة الذاتية فإنّ الخلايا المناعية في الجسم تهاجم الخلايا الطبيعيّة، وفي حال الإصابة بضعف المبايض قد يُتلِف الجهاز المناعي الأكياس في المبيض، أو قد يؤدّي لإتلاف الغدد المسؤولة عن إنتاج الهرمونات اللازمة للمبيضين والحويصلات للعمل جيدًا، ومن أمراض المناعة الذاتية:
- التهاب الغدة الدرقية، يُعدّ من أكثر أمراض المناعة الذاتية المرتبطة بضعف المبايض شيوعًا، وذلك لأنّ هذه الغدة تكون مهمّةً لجعل الهرمونات تتحكم بعملية الأيض، أو سرعة عمليات الجسم[١].
- مرض أديسون، يؤثر على الغدة الكظرية التي تنتج الهرمونات التي تساعد الجسم على الاستجابة للإجهاد البدني، مثل المرض والإصابة، كما أنه مرتبط بضعف المبايض إذ إنّ حوالي 3% من النساء المصابات بضعف المبايض مصابات بمرض أديسون[١].
- قلة عدد الحويصلات: في بعض الأحيان تولد بعض النساء مع عدد قليل من الحويصلات لاستخدامها بقية حياتهن، وبالرغم من أن المرأة تُنتج بويضةً ناضجةً واحدةً شهريًّا، إلّا أنّ الحويصلات الأقل نضوجًا تتطور مع البويضات الناضجة لتساعدها على العمل الطبيعي، وبالتالي إذا كانت هذه الحويصلات الداعمة مفقودةً، فلن تنضج الحويصلات الأساسية ولن تُطلق البويضة إطلاقًا صحيحًا[١].
- ضعف الحويصلات، تبقى الحويصلات الضعيفة في المبايض، لكنها لا تعمل كالحويصلات الطبيعية، ولا توجد طرق آمنة وفعّالة لتبدأ العمل طبيعيًّا مرةً أخرى[١].
- أسباب أخرى، توجد بعض الأسباب الأخرى التي تُسبب ضعف المبايض وهي كالآتي[٣]:
- السمنة.
- الوصول لمرحلة ما قبل سنّ اليأس.
- فرط البرولاكتين في الدم.
- انخفاض وزن الجسم الشديد.
- الإجهاد والتوتر الشديد.
أعراض ضعف المبايض
في بعض الأحيان قد لا تعرف النساء أنهنّ مصابات بضعف المبايض، لأنه كما ذُكِر سابقًا من الممكن أن يحملْنَ، وتكون الأعراض المصاحبة لضعف المبايض مشابهةً لأعراض انقطاع الطمث، ومنها[٤]:
- الشعور بالهبّات الساخنة.
- التَّعرق الليلي.
- مشكلات النوم.
- مشكلات في الذاكرة والتركيز.
- تقلُّب المزاج.
- الشعور بالقلق والاكتئاب.
- ضعف الرغبة الجنسية.
- جفاف المهبل.
- ألم أثناء ممارسة الجنس[١].
- صعوبة في الحمل[٢].
الآثار الصحية الناجمة عن ضعف المبايض
من الجدير بالذكر أن نقص هرمون الإستروجين المرتبط بضعف المبايض يؤثر سلبًا على قدرة المرأة في الحمل، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ هذا الهرمون مهم جدًّا لصحة القلب والعظام، وفي حال كان المبيضان لا يفرزان ما يكفي من هرمون الإستروجين، فسوف يؤثر ذلك على المرأة من نواحٍ صحيّة أخرى تتضمن ما يأتي[٤]:
- الإصابة بالقلق والاكتئاب.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول والإصابة بأمراض القلب.
- هشاشة العظام.
- التعرض لجفاف العين.
- قصور الغدّة الدرقيّة.
تشخيص ضعف المبايض
في حال ملاحظة المرأة غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، يجب عليها الذهاب لأخذ الاستشارة الطبيّة لمعرفة السبب وراء ذلك، وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات للتأكد من مستويات الهرمونات، ومن تلك الفحوصات[٣]:
- فحص الدم: وقد يتضمّن فحص مستوى هرمون البروجستيرون في اليوم 21 بعد الإباضة، إذ من المفترض أن يكون مرتفعًا وإذا لم يكن كذلك فهذا يدل على أنّ المرأة لا توجد لديها بويضات في المبايض.
- الموجات فوق الصوتية: إذ إنّها تفحص شكل الرحم والمبيضين لدى المرأة وحجمهما، وما إذا كان المبيض متعدد الأكياس، الذي يُعدّ من أعراض الاصابة بمتلازمة تكيُس المبايض.
- اختبار الحمل: وذلك للتأكد من وجود حمل غير متوقع[٢].
- الهرمونَ المنشّط للحوصلة: يفرز هذا الهرمون عن طريق الغدة النخامية التي تكون مسؤولةً عن تنشيط حويصلات المبيض ونموها، وفي حال كانت نسبة الهرمون المنشّط للحوصلة عاليةً فهذا يدُل على ضعف المبايض[٢].
- اختبار البرولاكتين: يُعرف البرولاكتين بأنه الهرمون الذي يُحَفِّز إنتاج حليب الأم، وإذا كانت نسبته عاليةً فقد يؤثر ذلك على عملية الإباضة، بالتالي قد يؤدّي لاضطراب الدورة الشهرية أو غيابها[٢].
- إجراء تحليل الكروموسومات: يساعد هذا الاختبار في البحث في الكروموسومات لوجود أي تشوهات وعيوب كروموسومية، ومن الممكن ملاحظة وجود كروموسوم X واحد فقط[٢].
- اختبار الإستراديول: وهو نوع من هرمون الإستروجين الذي يفرزه المبيض، وفي حال كانت نسبته منخفضةً عند المرأة فهذا يعني أنها تعاني من ضعف في المبايض[٢].
علاج ضعف التبويض
يمكن علاج حالات ضعف التبويض بالاعتماد على السبب الذي أدّى إلى انخفاض هرمون الإستروجين في الجسم، ومن خيارات العلاج المتاحة ما يأتي[٥]:
- العلاج بهرمون الإستروجين المصنّع: إنّ استخدام هرمون الإستروجين في علاج حالات ضعف التبويض قد يساعد في الوقاية من الهبّات الساخنة، وهشاشة العظام، وأعراض نقص الإستروجين المختلفة، وقد يوصف هرمون الإستروجين عادةً بالتزامن مع هرمون البروجستيرون، ويُسهم تناول هذين الهرمونين في قدوم الدورة الشهرية؛ إلّا أنّه لا يُمكن استعادة وظيفة المبيضين الطبيعية حتى مع الالتزام به، ويجب الالتزام بهذا العلاج حتى بلوغ المرأة سن 50-51 عامًا، أي العمر المتوسط لانقطاع الطمث الطبيعي، أمّا بالنسبة للسيدات الأكبر عمرًا؛ فإن المزيج الهرموني قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية أو سرطان الثدي.
- فيتامين د ومكملات الكالسيوم: يعدّ كلاهما من المغذيات الضرورية للوقاية من هشاشة العظام، وذلك عندما لا يوفر الغذاء حاجة الجسم من فيتامين د والكالسيوم أو في حالة عدم التعرّض بما يكفي لأشعة الشمس، لكن قد يطلب الطبيب تحليلًا لكثافة العظام قبل استعمال هذا العلاج، ويمكن البدء بجرعة 600-800 وحدة دولية من فيتامين د للبالغين.
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
تُوجد العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان النساء حول ضعف التبويض وتأثيراته ومن هذه الأسئلة ما يأتي:
هل ضعف البويضات يمنع الحمل؟
عدم الحمل يُعد أول أعراض ضعف التبويض، لكن يُمكن استشارة الطبيب وأخذ العلاج المناسب لحل المشكلة[١].
ماهي أعراض ضعف التبويض البسيط؟
تُعدّ مشكلة الحمل أو العقم من الأعراض الأولى التي تتعرض لها النساء، وهذا ما يدفعهن إلى زيارة الطبيب كما توجد بعض الأعراض كالهبات الساخنة، والتعرق الليلي، والتهيج، والتركيز الضعيف، وانخفاض الدافع الجنسي، والشعور بالألم أثناء ممارسة الجنس، وجفاف المهبل[٦].
ما هي أسباب ضعف التبويض مع انتظام الدورة؟
الفتيات الشابات اللواتي مازال لديهن عدد كبير من البويضات قد يكون الحيض لديهن منتظمًا دون أي تشوهات طمثية عدا قصر مدة الدورة[٧].
هل يضعف التبويض بعد الحمل الأول؟"
تتأخر الإباضة بعد الولادة وذلك بسبب الطمث والرضاعة، وقد لاحظت النساء اللواتي وَلدن بعمر صغير والنساء اللواتي يُرضعن طبيعيًّا رجوع الإباضة إلى حالها قبل الولادة أسرع من النساء الكبيرات في العمر أو اللواتي لم يرضعن طبيعيًّا[٨].
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Primary Ovarian Insufficiency (POF, Premature Ovarian Failure, POI)", medicinenet, Retrieved 28-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Anna Klepchukova, MD (25-10-2019), "Premature Ovarian Failure: Symptoms and Treatment"، flo.health, Retrieved 28-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Rachel Gurevich (4-11-2019), "Anovulation and Ovulatory Dysfunction"، verywellfamily, Retrieved 29-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Traci C. Johnson, MD (25-5-2019), "What Is Premature Ovarian Failure?"، webmd, Retrieved 29-11-2019. Edited.
- ↑ "Primary ovarian insufficiency", mayoclinic, Retrieved 09-01-2020. Edited.
- ↑ "Primary Ovarian Insufficiency (POF, Premature Ovarian Failure, POI)", medicinenet, Retrieved 27-2-2020. Edited.
- ↑ "Menstrual cycle characteristics of young females with occult primary ovarian insufficiency at initial diagnosis and one-year follow-up with serum amh level and antral follicle count", journals, Retrieved 27-2-2020. Edited.
- ↑ "Recovery of ovarian function after childbirth, lactation and sexual activity with relation to age of women.", ncbi, Retrieved 27-2-2020. Edited.