محتويات
تأخر الدورة الشهرية
تُعرف الدورة الشهرية بأنّها مجموعة من التغيرات الجسدية للمرأة التي تحدث كل شهر بهدف تحضير الرحم للحمل واحتضان الجنين، وذلك عند خروج بويضة من إحدى المبيضين خلال عملية الإباضة، وفي حال عدم حدوث تخصيب للبويضة، تنسلخ بطانة الرحم المتشكلة، وتخرج من الجسم عبر المهبل وتُسمى بفترة الحيض، وتمتد الدورة الشهرية من اليوم الأول لنزول دم الطمث من الدورة الحالية إلى اليوم الأول من نزول دم الطمث للدورة التي تليها، وتتفاوت مدة الدور الشهرية بين الإناث؛ إذ تتراوح مدتها بين 21-35 يومًا، أمّا مدة نزول دم الطمث، فقد يستمر من يومين إلى سبعة أيام[١].
قد يحدث لدى بعض الإناث عدم انتظام في الدورة الشهرية، أو تقديم أو تأخير في موعدها، ويمكن حدوث ذلك في الفترة الأولى لبداية الحيض لدى الإناث، أيّ عند سن البلوغ، أو عند فترة انقطاع الطمث وسن اليأس، ولكن قد توجد أسباب أخرى تؤخر الدورة الشهرية، وقد يستلزم الأمر استدعاء الطبيب لتشخيصها وعلاجها، وسنتناول في هذا المقال بعض هذه الأسباب[٢].
أسباب تأخر الدورة الشهرية
توجد مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تُؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية عن موعدها، ومن هذه الأسباب ما يأتي[٣]:
- الشعور بالتوتر: يمكن أن يؤثر التوتر لفترات طويلة على الدورة الشهرية للمرأة، ممّا قد يجعلها أطول، أو أقصر من المعتاد، وقد يتسبب في غيابها أو تأخرها، وإذا كان التوتر سببًا في تأخر نزول الطمث؛ فإنّ المرأة قد تُعاني من تشنجات مؤلمة جدًا؛ لذا يفضل تجنب مسببات التوتر، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، ممّا يساعد على التخلص من التوتر، والتقليل من حدته، وبالتالي انتظام الدورة الشهرية في ميعادها في مرة أخرى.
- فترة انقطاع الطمث وما حولها: يعرف انقطاع الطمث بسن اليأس، ويبلغ متوسط العمر الذي يحدث فيه انقطاع الطمث 52 عامًا، وذلك يعني غياب الدورة الشهرية لفترة لا تقل عن 12 شهرًا، وفي بعض الحالات تُعاني الكثير من النساء من أعراض فترة ما حول انقطاع الطمث في وقت مُبكر، أيّ قبل 10-15 سنةً من انقطاع الطمث الكامل، فتتأخر الدورة الشهرية، ويختل نظامها، ويعود سبب حدوث هذه الأعراض إلى تقلبات في مستوى هرمون الإستروجين، الذي ينظم دورة الطمث الشهرية عند النساء.
- فقدان الوزن: يعد انخفاض الوزن الشديد، وممارسة التمارين الرياضية الكثيفة سببًا قويًا في تأخر الدورة الشهرية عن موعدها؛ فيمكن أن يؤدي فقدان الوزن غير الصحي إلى انخفاض نسبة الدهون عن الحد الطبيعي؛ ممّا يسبب تغيرًا في مستوى الهرمونات التناسلية، وخفضها عن الحد الطبيعي الذي لا يسمح بحدوث الإباضة والحيض؛ لذلك تُنصح المرأة التي تأخرت دورتها الشهرية عن الموعد الأساسي بعد فقدان الوزن باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للحصول على الكمية المناسبة من الفيتامينات، والمعادن، والمواد الغذائية التي يحتاجها الجسم.
- السمنة: مثلما يمكن لفقدان الوزن أن يسبب تأخر الدورة الشهرية عن موعدها، كذلك الأمر فإنّ السمنة تسبب تأخرًا في الدورة، وقد تكون السمنة إحدى مؤشرات الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، لذلك من المهم إذا كانت المرأة تُعاني من السمنة، وتأخر الدورة الشهرية، مراجعة الطبيب وتشخيص الحالة.
- تناول مانع حمل: بعض الأدوية التي تُستخدم لمنع الحمل تعتمد على الهرمونات التي قد تسبب في غياب الدورة الشهرية لفترة معينة؛ إذ تحتوي هذه الأدوية على هرموني الإستروجين والبروجسترون اللذين من وظيفتهما إبقاء بطانة الرحم رفيعةً لدرجة أنّه لا يوجد ما يكفي من البطانة لتُسبب الحيض.
- التغيرات الهرمونية: قد يُؤدي اضطراب أو خلل مستويات بعض الهرمونات إلى تأخر في الدورة الشهرية عن موعدها، ومن هذه الهرمونات، هرمون البرولاكتين الذي يُعرف أيضًا بهرمون الحليب، وهرمونات الغدة الدرقية.
- متلازمة تكيس المبايض: تُعدّ متلازمة تكيس المبايض إحدى أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا بين النساء في عمر الإنجاب، وتميل النساء اللواتي يُعانين من هذا الاضطرابات إلى زيادة شعر الوجه والجسم، وظهور حب الشباب، والسمنة المفرطة، وعدم انتظام أو غياب الدورة الشهرية نتيجة خلل في مستويات الهرمون.
- الحمل: إنّ تأخر الدورة الشهرية عن موعدها لدى المرأة المتزوجة، يُمكن أن يكون مؤشرًا على حدوث حمل، كما يُمكن أن تحمل المرأة رغم استعمال وسائل منع الحمل؛ إذ لا توجد وسيلة مضمونة تمنع الحمل بنسبة 100%.
- الرضاعة الطبيعية: تقلل الرضاعة الطبيعية من مستوى الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية؛ ممّا قد يُسبب غياب الإباضة أو الدورة الشهرية، كما أنّ هذه الحالة تحدث طالما كان الطفل يتغذى على حليب الثدي حصرًا دون الحصول على تغذية من مصادر أخرى، بينما تعود الدورة الشهرية إلى وضعها الطبيعي بعد التقليل من الاعتماد على الرضاعة الطبيعية[٤].
طرق علاج تأخر الدورة الشهرية
يمكن التغلب على مشكلة تأخر الدورة الشهرية بتغيير نمط الحياة، وتناول بعض المشروبات العشبية، وتناول بعض الفيتامينات، وفيما يأتي بعض هذه الطرق[٥]:
- فيتامين ج: يُعتقد أن تناول فيتامين ج يحفز نزول الدورة الشهرية؛ لقدرته على رفع مستوى هرمون الإستروجين، وخفض مستوى هرمون البروجستيرون في الدم؛ ممّا يُسهم في زيادة انقباض الرحم، وبالتالي انسلاخ بطانة الرحم، وبدء الدورة الشهرية، ويمكن الحصول على فيتامين ج من المكملات الغذائية أو تناول الأطعمة الغنية به مثل؛ السبانخ، والبندورة، والفلفل الأحمر.
- الكركم: هو علاج عشبي تقليدي آخر يعتقد أنه يساعد على زيادة تدفق الطمث، بتأثيره على هرمون الإستروجين والبروجسترون في الجسم، ويمكن إدخال الكركم إلى النظام الغذائي بإضافته للطعام، أو شربه بإضافته للماء أو الحليب.
- تغيير نمط الحياة: بما أنّ التوتر والضغوطات النفسية تُؤثر في الدورة الشهرية، وقد تُسبب تأخيرها؛ فإنّ الاسترخاء والابتعاد عن مسببات القلق والتوتر، والتخفيف من عبء العمل قد يساعد في حل المشكلة، كذلك ممارسة التمارين الرياضة، وتمارين التأمل والاسترخاء مثل؛ اليوغا، ويُنصح بأخذ حمام ماء دافئ، أو استخدام كمادات ماء دافئ على منطقة البطن لزيادة تدفق الدم إلى هذه المنطقة وتسريع الدورة الشهرية.
أعراض تأخر الدورة الشهرية
إن تأخر الدورة الشهرية أو انقطاعها مرةً أو مرتين يستلزم مراجعة الطبيب، كما أن ظهور بعض العلامات المرافقة لانقطاع الطمث يستوجب الزيارة الفورية للطبيب، وتتضمن الأعراض ما يأتي[٦][٧]:
- وجود صداع، أو تزايده.
- تغيرات في الرؤية.
- الغثيان أو القيء.
- الحمى.
- تساقط الشعر.
- إفرازات الثدي أو إنتاج الحليب.
- تزايد نمو الشعر.
- تشنجات في البطن أو أسفل الظهر.
- تقلبات المزاج.
- التهيج.
حساب الدّورة الشّهرية
لحساب الدّورة الشّهرية الطبيعية لدى المرأة يجب البدء بتسجيل سجل لدورة الحيض في أحد التّقويمات، والبدء بتتبّع تواريخ حدوثها شهريًّا لعدّة أشهر متتالية، وتسجيل انتظام الدورة الشّهرية، فإذا وجد ما يقلِق المرأة فيما يخصّ دورتها الشّهرية، فعليها إذن الانتباه إلى ما يأتي شهريًّا[١]:
- تاريخ الانتهاء: والإجابة عن فترة ومدى استمرارية الدورة الشهرية طبيعيًّا، وملاحظة أنّها أقصر، أم أطول من المعتاد.
- النزيف غير الطّبيعي: ملاحظة إن كانت المرأة تعاني من النزيف غير الطبيعي بين الدورات الشهرية.
- التدفّق:تسجيل غزارة وكمية التدفق الدموي لدى المرأة، وهل يبدو التدفق أثقل أم أخفّ من المعتاد، وكم مرة قد تكون بحاجةٍ إلى تغيير الفوطة الصّحية؟ ومدى تعرّضها لتشكّل أي تخثّراتٍ دموية.
- الألم: بوصف أي ألمٍ مقترن بالدورة الشّهرية، وإذا كان الألم أكثر من الطبيعي.
- تغييرات أخرى: تسجيل إذا ما كانت المرأة تعاني من أي تغييراتٍ في السلوك أو الحالة المزاجية، أو حدوث أي أمر جديد باقتراب وقت التغيير في الدورة الشّهرية.
من حياتكِ لكِ
في حال تأخر الدورة الشهرية والتأكد من عدم الحمل، يمكن الاستعانة بما يأتي لتنزيل الدورة[٨]:
- الأناناس: فهو مصدر غني بالبروميلين، والبروميلين إنزيم يؤثر على الإستروجين، ويقلل الالتهاب، لكن لا يزال تأثير الأناناس على تنزيل الدورة الشهرية غير مثبت علميًّا.
- البقدونس: يُعرف باحتوائه على كمية عالية من فيتامين ج والأبويل، وينصح بعدم تناوله للحامل أو المرضع أو مرضى الكلى، ويمكن تناول البقدونس طازجًا، أو تحضير شاي البقدونس منه.
- الزنجبيل: يُعدّ علاجًا عشبيًّا تقليديًّا لتحفيز الدورة الشهرية؛ إذ إن له تأثير مُحفز لانقباضات الرحم، ويمكن تحضير شاي الزنجبيل، وإضافة ملعقة من السكر أو العسل، لتخفيف حدة طعمه اللاذع، لكنّ هذا الأمر لا يزال غير مثبت علميًّا.
المراجع
- ^ أ ب "Menstrual cycle: What's normal, what's not", mayoclinic, Retrieved 2019-12-24. Edited.
- ↑ Written by the Healthline Editorial Team, "Why Is My Period Late: 8 Possible Reasons"، healthline, Retrieved 2019-12-24. Edited.
- ↑ Written by Nicole Galan (2017-4-11), "Eight possible causes of a late period"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-1-26. Edited.
- ↑ Robin Elise Weiss, Ph.D., "Why Is My Period Late If I'm Not Pregnant?"، healthcentral, Retrieved 2020-1-12. Edited.
- ↑ Written by Becky Young, "12 Natural Ways to Induce a Period"، healthline, Retrieved 2019-12-24. Edited.
- ↑ Anita Sadaty, MD (2018-10-28), "10 Reasons for a Missed Period"، verywell health, Retrieved 2019-3-8. Edited.
- ↑ Arushi Bidhuri (2018-8-14), "5 Effective Home Remedies to Treat Delayed Periods"، only my health, Retrieved 2019-3-8. Edited.
- ↑ Becky Young (July 2, 2019), "12 Natural Ways to Induce a Period"، healthline, Retrieved 22-11-2019. Edited.