أسباب نزول المشيمة في الشهر السادس

أسباب نزول المشيمة في الشهر السادس

نزول المشيمة

تُعرف المشيمة بأنها الكيس الذي يوفر للطفل النامي داخل رحم الأم الطعام والأكسجين، كما أنه يزيل الفضلات من دم الطفل، تتصل المشيمة بجدار الرحم لينشأ منه الحبل السري للطفل وعادةً ما تلتصق المشيمة إمّا بالجزء العلوي، وإما بالجانبي، وإما بالأمامي، وإما بالخلفي للرحم، وفي حالات نادرة تلتصق المشيمة بالجزء السفلي للرحم، وتُسمّى هذه الحالة المشيمة المنزاحة، وتتطور المشيمة في رحم المرأة أثناء فترة الحمل، كما تتحرك مع تمدّد الرحم وتنمو أثناء الحمل، وتجدر بنا الإشارة إلى أنه من الطبيعي أن تكون المشيمة منخفضةً في بداية الحمل، لكنها ترتفع مع استمرار الحمل وتنتقل إلى أعلى الرحم، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل يجب أن تكون المشيمة بالقرب من أعلى الرحم؛ حتى يُسمح لعنق الرحم بأن يكون في وضع الولادة الصحيح، ويحدث نزول المشيمة عندما تغطي المشيمة جزءًا من عنق الرحم أو تغطيه كاملًا خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وهذه الحالة يمكن أن تُسبب نزيفًا حادًّا قبل الولادة أو أثناءها، ومعظم النساء في هذه الحالة يُطلب منهن البقاء في الفراش[١][٢].


أسباب نزول المشيمة

تُعدّ النساء في مراحل الحمل المبكرة أكثر عرضةً للإصابة بنزول المشيمة مقارنةً بالنساء اللواتي في نهاية فترة الحمل، وإلى الآن يُعد السبب الرئيسي لنزول المشيمة غير معروف إلا في حالات نزول المشيمة التي تستمر إلى ما بعد الأسبوع العشرين من الحمل، أي ما بعد الشهر الرابع، والتي تكون عادةً ناتجةً عن تشوهات في الرحم، ممّا يؤدّي إلى ارتباط المشيمة في المناطق السفلية للرحم، أو قد يكون مرتبطًا بعوامل تتطلب زيادة حجم المشيمة، مثل الحمل المتعدد والتدخين والعيش على ارتفاعات عالية، وقد تكون ناتجةً عن بعض العوامل الرحمية، مثل تندب أنسجة البطانة العليا للرحم والذي يمكن أن يحدث بسبب الولادات القيصرية السابقة أو أي نوع من الجراحة التي تتضمّن الرحم[٣].


عوامل تزيد من خطر نزول المشيمة

تُعد فرصة المرأة للإصابة بنزول المشيمة منخفضةً نوعًا ما، وقد تزيد عدة عوامل من خطر الإصابة بنزول المشيمة، وفيما يأتي ذكر لبعض منها[١][٤]:

  • وجود الطفل في وضع غير عادي في الرحم، كأن يكون الطفل مستلقيًا أفقيًّا في الرحم.
  • الخضوع لعمليات جراحية سابقة في الرحم، مثل الولادة القيصرية أو الخضوع لجراحة لإزالة الأورام الليفية الحميدة.
  • الحمل بتوأم أو عدة توائم.
  • الإجهاض المسبق.
  • كبر حجم المشيمة.
  • شكل الرحم غير الطبيعي.
  • عمر المرأة الأكبر من 35 سنةً.
  • الأصول الآسيوية.
  • التدخين.
  • علاجات العقم.
  • استخدام الكوكايين.
  • المعاناة من نزول المشيمة خلال حمل سابق.


أعراض وعلامات نزول المشيمة

تتضمّن الأعراض الرئيسية لنزول المشيمة حدوث نزيف مفاجئ وحادّ من المهبل، وتوجد بعض الأعراض التي تتطلب العناية الفورية إذا حدثت وفيما يأتي ذكر لبعض منها[١]:

  • تشنجات أو آلام حادة.
  • حدوث نزيف ثم توقفه ثم تجدده بعد عدة أيام أو أسابيع.
  • حدوث نزيف بعد الجماع.
  • حدوث نزيف في النصف الثاني من الحمل.
  • وضعية الجنين تكون بالعرض[٥].
  • قياس الرحم يكون أكبر مما ينبغي وفقًا لمرحلة الحمل[٥].


تشخيص نزول المشيمة

تظهر أول أعراض نزول المشيمة عادةً في الأسبوع العشرين من الحمل، لأن المشيمة غالبًا ما تكون في الجزء السفلي للرحم بداية الحمل، وعادةً ما ترتفع المشيمة تدريجيًا لتثبت أعلى الرحم في معظم الحالات، لكن في 10% من النساء الحوامل لا يتعدّل وضع المشيمة، ممّا يؤدّي لتطوّر حالة نزول المشيمة، وعلى المرأة الحامل التوجه إلى الطبيب إذا أُصيبت بنزيف لتحدد السبب بالطرق الآتية[١]:

  • الرنين المغناطيسي على منطقة الحوض لتحديد مكان المشيمة بوضوح.
  • الموجات فوق الصوتية عبر البطن لأخذ صورة لمنطقة الحوض والأعضاء التناسلية، إذ تظهر الصورة على شاشة تشبه التلفاز.
  • الموجات فوق الصوتية داخل المهبل، للحصول على صورة واضحة للرحم وعنق الرحم، وهذه الوسيلة هي الأدق والأفضل لتشخيص المشيمة المنزاحة.


مضاعفات نزول المشيمة

يُمكن أن يترافق نزول المشيمة مع حدوث تشوهات أخرى في المشيمة أو في الحبل السري، كما وُجد أنّه قد يحدث انخفاض في نمو الجنين المرتبط بنزول المشيمة، كما أن حدوث نزيف نتيجة نزول المشيمة يجعل المرأة أكثر عرضةً لخطر تمزق الأغشية المحيطة بالجنين قبل أوانها، مما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة، كما يمكن أن تصاب بعض النساء بالمشيمة الملتصقة وهي من المضاعفات الخطيرة لنزول المشيمة التي تحدث في 5-10% من حالات نزول المشيمة، وتنتج المشيمة الملتصقة عندما ينمو النسيج المشيمي بعمق داخل الرحم إلى أن يرتبط بطبقة من العضلات، مما يؤدي إلى صعوبة فصل المشيمة عن جدار الرحم عند الولادة، ومن الجدير بالذكر أن هذه المضاعفات يمكن أن تُسبب نزيفًا يُهدد الحياة، ومن الممكن أن يتطلب استئصال الرحم عند الولادة القيصرية، وتجدر بنا الإشارة إلى أن نزول المشيمة يُعدّ من مضاعفات الحمل التي يمكن أن تؤثر تأثيرًا نفسيًّا كبيرًا على المرأة الحامل[٣].


أنواع المشيمة النازلة

يُصنف نزول المشيمة لعدة تصنيفات تتراوح هذه التصنيفات من بسيطة إلى خطيرة، وكل صنف له تأثيره على الأم، إذا كانت سوف تلد ولادةً طبيعيةً أو سوف تحتاج إلى إجراء عملية قيصرية، كما يعتمد علاج نزول المشيمة على أي صنف لدى المرأة الحامل، وفيما يأتي أصناف المشيمة النازلة[١]:

  • المشيمة الهابطة الجزئية: إذ تُغطّي المشيمة جزءًا من عنق الرحم، وفي هذا النوع لا تزال الولادة الطبيعية ممكنةً.
  • المشيمة المنخفضة: تصاب المرأة الحامل بهذا النوع في وقت مبكر خلال فترة الحمل، ويستمرّ إلى منتصف الحمل، إذ تكون المشيمة على حافة عنق الرحم، ولا تزال توجد فرصة للولادة الطبيعية.
  • المشيمة الهامشية: تكون المشيمة ملامسةً للفتحة الداخلية لعنق الرحم، لكن لا تغطيه، ومن الممكن حدوث ولادة طبيعية، لكن قد تعاني الحامل من نزيف طفيف خلال الولادة.
  • المشيمة المنزاحة الكاملة: ويُعدّ هذا النوع الأكثر خطورةً، إذ تُغطّي فيه المشيمة عنق الرحم بالكامل، وفي هذه الحالة يتعين عادةً إجراء عملية قيصرية، وفي حالات شديدة قد يولد الطفل قبل موعده، وتجدُر الإشارة إلى إمكانيّة حدوث نزيف شديد لا يمكن التحكّم به في جميع أنواع نزول المشيمة، وقد يُتطلب إجراء عملية قيصرية لحماية الأم والطفل.


علاج هبوط المشيمة

يتخذ الطبيب الخاص الإجراءات اللازمة للكشف عن مدى الخطر الذي يتسبب به النزيف وزيادته من خطر الولادة المبكرة، وتُعد الولادة أفضل حل لهبوط المشيمة الذي يحدث بعد الأسبوع 36 من الحمل، وتتم جميع حالات الولادة عبر الولادة القيصرية؛ لأن تغطية المشيمة لعنق الرحم كله أو جزء منه قد تتسبب بنزيف يودي بحياة الطفل والأم، أما حالات هبوط المشيمة التي تكون فيها المشيمة قرب عنق الرحم فتستلزم الحامل اتباع الإراشادات الآتية[٦]:

  • الحد من الأنشطة الحياتية اليومية.
  • الاستراحة على السرير.
  • الامتناع عن الأنشطة التي تؤثر على منطقة الحوض، مثل الجماع ووضع السدادات المهبلية، أو استخدام الغسولات المهبلية.


في بعض الحالات تبقى الحامل في المستشفى تحت إشراف فريق الرعاية الصحية لمراقبة حالتها الصحية والحالة الصحية للجنين عن كثب، وقد تحتاج لتلقي بعض العلاجات مثل[٦]:

  • نقل الدم.
  • حقن الستيرويد لتحفيز رئتي الجنين على النمو.
  • الأدوية المثبتة للحمل حتى الأسبوع 36 على الأقل.
  • دواء الجلوبيولين المناعي، وهو دواء خاص بالحوامل اللواتي يحملن زمرةً دَمَوِيةً رَيسوسِيَّةً سالبةً.
  • ولادة قيصرية في حالات النزيف القوي مع عدم القدرة على التحكم به.


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

متى ترتفع المشيمه عند الحامل؟

ترتفع المشيمة طبيعيًّا مع تقدم الحمل لتستقر أعلى الرحم خلال الثلث الثالث من الحمل؛ مما يسمح ببقاء عنق الرحم مفتوحًا للولادة[١].


هل الجلوس يؤثر على نزول المشيمة؟

في الحالات التي لا يوجد فيها خطر عالٍ للنزيف، تُنصح المرأة الحامل بالبقاء في السرير مع تقليل حركتها، والحدّ من القيام والجلوس قدر الإمكان، لأنّ ذلك قد يزيد من سوء الحالة، ويُسبب النزيف[١].


هل نزول المشيمه يسبب الم اسفل البطن؟

نعم، يُسبب نزول المشيمة ألمًا حادًّا وتشنجاتٍ في البطن[١].


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Low-Lying Placenta (Placenta Previa)", healthline, Retrieved 28-12-2019. Edited.
  2. By Mayo Clinic Staff, "Placenta: How it works, what's normal"، mayoclinic, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  3. ^ أ ب "Placenta Previa", medicinenet, Retrieved 28-12-2019. Edited.
  4. "Placenta Previa Diagnosis and Treatment", verywellfamily, Retrieved 28-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Placenta Previa", americanpregnancy,2019-10-10، Retrieved 2019-12-2. Edited.
  6. ^ أ ب "Placenta previa", medlineplus, Retrieved 11-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

1382 مشاهدة