أضرار الالتهابات على الحامل

أضرار الالتهابات على الحامل

الالتهابات خلال الحمل

يمكن تعريف الالتهاب بأنّه رد الفعل الطبيعي الذي يُثيره الجهاز المناعي في الجسم بهدف التعرُّف على الجسم الضار أو العوامل المُمْرضَة التي تعرَّض لها الجسم كالبكتيريا، والفطريات، والفيروسات، وتمكين الجسم من محاربتها والتخلُّص منها، وإبقائه صحيحًا مُعافى من الأمراض، ويترافق مع رد الفعل الالتهابي ظهور عدد من الأعراض على المُصاب، والتي غالبًا ما تتلخَّص في ظهور الاحمرار، والانتفاخ، والحرارة، والشعور بالألم في المنطقة المصابة، ورغم أن رد الفعل الالتهابيّ جزء من الوظيفة الطبيعيَّة والصحيَّة للجهاز المناعي؛ إلاَّ أنَّ بعض العوامل قد تزيد من تأثير الالتهاب في الجسم، ولعلَّ خطورة تأثير الالتهابات تظهر جليًّا خلال فترة الحمل؛ فالجنين الذي ينمو في الرحم يتأثر بردّ الفعل المناعيّ الذي يحدث في جسم الأم الحامل نتيجة التعرُّض لأحد العوامل المُمْرضة؛ ليؤثر ذلك على تطور ونموّ الجنين[١].


تعدّ إصابة المرأة الحامل بالعدوى والالتهاب إحدى الأمور التي تُثير القلق والتي تكون محطّ الاهتمام، كوْنها قد تنعكس على تطوَّر ونمو الجنين في الرحم، وتعدّ عدوى التهاب المهبل إحدى أنواع العدوى الشائعة خلال الحمل، غير أنَّ العدوى والالتهاب الذي يؤثِّر في الرحم يترافق مع ظهور عدد أكبر من المضاعفات خلال فترة الحمل[٢]، ويمكن تقليل فرصة الإصابة بالالتهاب خلال الحمل؛ بالحرص على تناول الأطعمة الصحيَّة المتوازنة، والاسترخاء الجسديّ، ومُمارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام، والإقلاع عن التدخين، فضلًا عن أهميَّة تجنُّب الجلوس حول الأشخاص المدخنين قدر الإمكان[١].


أضرار الالتهابات على الحامل

قد تكون المرأة الحامل أكثر عُرضةً للإصابة بأنواع معينة من الالتهابات والعدوى، والتي قد تترافق مع ظهور عدد من المشاكل الصحيَّة والمضاعفات الأخرى في حال عدم علاجها، فالالتهابات مهما كانت خفيفةً تستدعي مراجعة الطبيب في أقرب وقت مُمكن[٢].


أضرار التهابات المهبل الفطرية على الحامل

يترافق مع الإصابة بالعدوى الفطريَّة المهبليَّة نزول إفرازات مهبليَّة بيضاء إلى جانب وجود حكة مستمرة في هذه المنطقة، واحتماليَّة ظهور الطفح الجلدي حول المهبل أو منطقة أصل الفخذ، أو الشعور بالألم في المهبل، أو المُعاناة من الحرقة أثناء التبوُّل، ولكنْ في مُعظم الأحيان لا تسبِّب عدوى المهبل الفطريَّة خلال الحمل أيْ مضاعفات أو مشاكل خطيرة لدى المرأة الحامل؛ إلاَّ أنَّها رغم ذلك قد تترافق مع ظهور عدد من المضاعفات في حال عانت المرأة من ضعف الجهاز المناعي؛ كالذي يحدث نتيجة الإصابة بفيروس عوز المناعة البشري، أمَّا عند انتقال العدوى الفطريَّة إلى الجنين خلال الولادة؛ فهي قد تتسبَّب في ظهور فطريَّات الفم، أو فطريات منطقة الحفاض لدى الطفل، وفي حالات نادرة قد تُسفر أيضًا عن إصابة الطفل بالعدوى الفطريَّة بعض المضاعفات الخطِرة نتيجة عدم اكتمال تطوُّر الجهاز المناعي في جسمه، متمثِّلةً بانتشار العدوى الفطرية في الجسم لتؤثِّر على الجهاز التنفُّسي ونبض القلب[٣].


أضرار التهابات المهبل البكتيرية على الحامل

يزداد خطر إصابة المرأة الحامل بعدوى المهبل البكتيري نتيجة التغيُّرات الهرمونيَّة التي تحدث في جسم المرأة خلال فترة الحمل، فاعتمادًا على تقارير مراكز مكافحة الأمراض واتّقائها يوجد توقعات بأنَّ ما يُقارب مليون امرأة حامل تُصاب بالتهاب المهبل البكتيري كل عام، فتعاني المرأة من ظهور بعض الأعراض كالحرقة أثناء التبول، والحكَّة في الجزء الخارجي المُحيط بالمهبل، ونزول إفرازات مهبليَّة ذات رائحة كريهة لا سيما بعد الجماع، والشعور بالألم أو الحكة أو الحرقة داخل المهبل، ومن الأضرار التي قد تترافق مع إصابة المرأة الحامل بالتهابات المهبل البكتيري في حال عدم علاجها ما يأتي[٤]:

  • تعرُّض المرأة لخطر الإصابة بأمراض الحوض الالتهابيَّة، والمتمثلة بحدوث عدوى الرحم التي تزيد خطورة حدوث العقم.
  • ارتفاع خطر حدوث الولادة المبكِّرة المعروفة بأنَّها الولادة التي تحدث قبل إتمام الأسبوع 37 من الحمل.
  • ولادة طفل بوزن منخفض لا يتجاوز 2.5 كيلوغرامًا.
  • زيادة خطر تعرُّض المرأة للإصابة بنوع آخر من أنواع العدوى بعد الولادة[٥].
  • زيادة خطر الإصابة بالعدوى المنتقلة جنسيًّا؛ كالإصابة بفيروس عوز المناعة البشري، أو فيروس الحلأ البسيط، أو الكلاميديا[٥].
  • زيادة خطر الإصابة بالعدوى بعد الجراحة خلال الولادة القيصرية، أو الإجهاض، أو استئصال الرحم، والتي من شأنها أنْ تؤثِّر على الجهاز التناسلي الأنثوي[٥].


أضرار عدوى الأغشية الجنينية على الحامل

هي العدوى التي تصيب أغشية الكيس الذي يحمل الجنين، والماء الذي يحيط به، وغالبًا ما يحدث نتيجة انتقال العدوى البكتيريَّة من المهبل إلى الرحم، ويترافق معها ظهور بعض الأعراض كزيادة النبض، والحمّى، والشعور بالألم في منطقة البطن، ونزول إفرازات مهبليَّة ذات رائحة كريهة، ويسفر عن هذه العدوى التهاب الأغشية المحيطة بالجنين وتحفيز حدوث الانقباضات المبكِّرة، ومن المُمكن أنْ تُسبب نزول الماء قبل أوانه، أو ما يعرف أيضًا بتمزُّق الأغشية قبل أوانه، والذي يتطلب تعجيل الولادة لتجنب حدوث المضاعفات الخطِرة[٦].


أضرار التهاب المسالك البولية على الحامل

تظهر على المرأة المصابة بالتهاب المسالك البولية بعض الأعراض المُختلفة، كالشعور بألم في أسفل الظهر، والبطن، وجانبي الجسم، والمُعاناة من وجود حرقة أثناء التبول، والإلحاح للتبوُّل، ووجود رائحة كريهة للبول، أو حتى نزول الدم مع البول، أمَّا في الحالات التي لا تخضع فيها المرأة الحامل لعلاج يُسهم في التخلُّص من التهاب المسالك البولية، قد يسفر عن ذلك ظهور عدد من المضاعفات الخطِرة كالإصابة بتعفن الدم، أو عدوى الكلى، أو حدوث الولادة المبكِّرة، فضلًا عن احتمالية ولادة طفل بوزن منخفض، أمَّا في حال انتشار العدوى إلى الكلى فمن الممكن أنْ يترافق ذلك مع ظهور عدد من المضاعفات الأخرى منها الآتي[٧]:

  • انخفاض مستوى الصفائح الدموية في الدم.
  • فقر الدم.
  • تحلُّل خلايا الدم الحمراء وتكسُّرِها.
  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • المرور بمرحلة ما قبل تسمم الحمل.


الوقاية من الالتهابات خلال الحمل

للوقاية من العدوى الفطريَّة المهبليَّة ينصح باتّباع ما يأتي[٨]:

  • تجنب استخدام الغسول المهبلي، فمن الممكن أنْ يضرّ استخدامه في توازن بيئة المهبل.
  • تجنب استخدام أدوات العناية الشخصيَّة المعطَّرة، سواء كانت فقاعات الاستحمام، أو ورق الحمام، أو البخاخات النسائيَّة، أو الفوط النسائيَّة.
  • تجنب ارتداء البنطال الضيَّق.
  • الحرص على ارتداء الملابس الداخليَّة القطنيَّة التي تحافظ على بقاء منطقة المهبل جافَّةً، والتي تسمح لها بالتنفس.
  • التأكد من تبديل ملابس السباحة المبلَّلة بالماء أو العرق، وذلك بهدف الحفاظ على بقاء الأجزاء التناسلية جافَّة.
  • الحرص على التنظيف من الأمام إلى الخلف عند استخدام ورق الحمَّام بعد قضاء الحاجة[٩]
  • الحرص على الاستحمام فور الانتهاء من السباحة.[٩].
  • الحرص على تناول الزبادي الذي يحتوي على اللاكتوباسيلس أسيدوفيلس، وذلك بإدخاله في وجبات الطعام اليوميَّة[٩].
  • الحصول القدر الكافي من الراحة لتحفيز الجسم في مُحاربة العدوى[٩].
  • الحدّ من تناول السكريَّات، فالسكريات تساعد على نمو الفطريات المهبليَّة[٩].


ومن جانبِ آخر يمكن الوقاية من العدوى البكتيرية المهبلية باتّباع النصائح التالية[٥]:

  • تجنب استخدام الغسول المهبلي؛ فمن المُمكن أنْ يسبب الغسول إزالة بعض البكتيريا النافعة المسؤولة عن حماية المهبل من العدوى، وبالتالي يرتفع خطر الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري.
  • الحرص على اتّباع الجنس الآمن، كاستخدام الواقي الذكري خلال مُمارسة الجماع.
  • الحرص على إجراء فحص الإصابة بالعدوى المنتقلة جنسيًّا كل ستة شهور.
  • مراجعة الطبيب في حالة وجود احتمال للإصابة بالتهاب المهبل البكتيري لا سيما خلال الحمل؛ فالحصول على العلاج الفوري يقلِّل فرصة حدوث المضاعفات.
  • تجنب استخدام الصابون لتنظيف الجزء الخارجي من المهبل.
  • الحرص على ارتداء الملابس الداخليَّة القطنيَّة.


كما يمكن الوقاية من حدوث عدوى المسالك البولية خلال الحمل باتّباع ما يأتي[٧]:

  • غسل الأجزاء المحيطة بفتحة الشرج والجهاز التناسلي بحذر.
  • الحرص على تناول كمِّيات كافية من الماء خلال اليوم.
  • التأكد من التبول قبل الجماع وبعده.
  • التخلص من البول فورًا عند الشعور بالحاجة للتبول.
  • الحرص على تناول عصير التوت البري، أو الحبوب التي تحتوي على التوت البري.


المراجع

  1. ^ أ ب "Maternal Health and Inflammation", focusforhealth, Retrieved 2020-1-22. Edited.
  2. ^ أ ب Zawn Villines, "Common infections during pregnancy"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-1-22. Edited.
  3. "Infections in Pregnancy: Yeast Infection", healthline, Retrieved 2020-1-22. Edited.
  4. "BACTERIAL VAGINOSIS AND PREGNANCY", marchofdimes, Retrieved 2020-1-22. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Infections in Pregnancy: Bacterial Vaginosis", healthline, Retrieved 2020-1-22. Edited.
  6. "Intrauterine infection (chorioamnionitis)", tommys, Retrieved 2020-1-22. Edited.
  7. ^ أ ب Beth Sissons, "UTI in pregnancy: Everything you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-1-22. Edited.
  8. "Yeast Infection", webmd, Retrieved 2020-1-22. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج "Yeast Infections During Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 2020-1-22. Edited.

فيديو ذو صلة :

604 مشاهدة