محتويات
البنج
يُستخدم البنج خلال العمليّات الجراحية، إذ لا يشعر المريض بالألم أثناء العملية، كما يمكن أن تستخدم أنواع من البنج للنساء أثناء الولادة، وعلميًّا فإن البنج عقار يُستخدم حسب نوع العمليّة والوضع الطبي للمريض، بهدف تثبيط إحساس الشخص بأيّ شيء أثناء العمليّة، منها الألم، وعامّةً توجد العديد من الأنواع من التخدير؛ منها التخدير العام الذي يفقد فيه الشخص وعيه كاملًا، والتخدير الموضعي الذي يُسبب فقدانًا جزئيًّا للإحساس بموضع معين في منطقة أو عضو محدد من الجسم، لكن لا يفقد فيه الشخص وعيه كاملًا، إذ يكون الشخص مستيقظًا، وبوعي تام[١]، وقد تحتاج المرأة الحامل للبنج سواء أكان موضعيًا أم عامًّا خلال أيّ مرحلة من مراحل الحمل، وعادةً لا يلجأ الطبيب لإجراء عمليّات جراحيّة للحامل، إلّا عندما يكون ذلك ضروريًّا لها أو لجنينها، وعند استخدام البنج لا بدّ من التأكّد من استعمال أقلّ كميّة ممكنة منه، وذلك من أجل ضمان سلامة الجنين[٢].
أضرار البنج على الحامل
قد يؤثر البنج على النساء الحوامل، وقد يسبب بعض المشكلات لكل من الأم والجنين، ويمكن معرفة هذه الأضرار كما يأتي:
- الثلث الأول من الحمل: تتعرض 0.5-2% من النساء خلال الثلث الأول من الحمل لضرورة الإجراء الطبي الجراحي ولا تشمل هذه النسبة النساء اللواتي يخضعنَّ للجراحة دون علمهنّ بالحمل، وعادةً ما يقلق الأطباء من تشكل خطر على الجنين نتيجة الجراحات والأدوية المخدرة، خلال الثلث الأول، بسبب زيادة خطر حدوث التشوهات الخَلقية عند الجنين، فضلًا عن أنَّ التعرض للتخدير خلال الثلث الأول من الحمل يزيد من خطر الإجهاض، وانخفاض وزن الجنين[٣]، وعادةً يتجنب الطبيب إجراء العمليات الجراحية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل عند استطاعة ذلك، والتأجيل إلى الثلث الثاني من الحمل، تجنبًا للتعرض للمخاطر المتعلقة بالأدوية المخدرة، وتأثيرها على نمو الجنين[٤].
- الثلث الثاني من الحمل: يُعدّ الوقت الآمن لإجراء العمليات الجراحية، والخضوع للأدوية المخدرة عند المرأة الحامل هو الثلث الثاني من الحمل، في حال كان التدخل الطبي والجراحي ضروريًا، ولا يمكن تأجيله بعد الولادة؛ إذ يكون خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة منخفضًا في هذه الفترة من الحمل، فضلًا عن حجم الرحم الذي لا يكون كبيرًا مقارنة بالثلث الثالث، ممّا يجعل العمليات في البطن أسهل لطبيب الجراحة[٤].
- الثلث الثالث من الحمل: يتوسع الرحم في الثلث الثالث من الحمل لزيادة حجم الجنين، وتُوجد خصوصية كبيرة لجراحات البطن مثل؛ الزائدة الدودية خلال هذه الفترة من الحمل، فكلما اقتربت المرأة الحامل من وقت الولادة، أصبحت الجراحة أكثر دقةً وصعوبةً، قد يتوجب على طبيب الجراحة التعديل في طريقة إجراء الجراحة مثل؛ اللجوء للشق الجراحي عوضًا عن تنظير البطن، ويكمُن الخوف من التخدير والجراحة خلال هذه الفترة من الحمل من بدء المخاض المبكر خلال الجراحة أو بعدها[٤].
البنج والجنين
تختلف طريقة انتقال الأدوية المخدرة من الأم للجنين عبر المشيمة بين ذات الانتشار البسيط مثل؛ الباراسيتامول، والميدازولام، والانتشار السهل، مثل؛ جلايكورتيكود، وسيفالوسبورين، والانتشار السريع، مثل؛ الدوبامين، والنورادرينرين، وإنَّ انتقال الأدوية المخدرة عبر المشيمة، يعتمد على عدة عوامل منها اختلاف قابلية الدواء للذوبان في الدهون، وسرعة انتقاله في الجسم، وقدرتَهُ على الارتباط بالبروتينات، بعض الأدوية المخدرة تبقى في المشيمة دون الوصول إلى الجنين[٥]، وتصنف الأدوية المخدرة التي تعبر خلال المشيمة إلى ثلاثة أنواع وهي[٥]:
- الأدوية التي تنتقل كليًا وبتراكيز متساوية بين دم الأم ودم الجنين، مثل؛ ثيوبنتال.
- الأدوية التي يصل تركيزها في دم الجنين أعلى ممّا هو في دم الأم، مثل؛ الكيتامين.
- الأدوية التي تصل بتراكيز قليلة جدًا لدم الجنين، مثل؛ سكسنيل كولين.
أضرار بنج الأسنان على الحامل
يُشجع أطباء الأسنان على المحافظة على صحة الأسنان والفم خلال فترة الحمل؛ إذ تنعكس على الصحة العامة في هذه المرحلة المهمة والحساسة من حياة المرأة، وعليه فإن على الأم الحامل الذهاب إلى طبيب الأسنان باستمرار حتى تتأكد من عدم وجود أي التهابات في الأسنان، أواللثة، والتي قد تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية في الجسم خلال الحمل، أو الإصابة بتسوس في الأسنان ناجم عن زيادة تناول الأطعمة التي تحتوي على السكريات.
لا توجد أية مخاطر من بنج الأسنان على الحامل أو الجنين، وعامّةً يجب على المرأة الحامل إخبار طبيب الأسنان بكافّة أنواع الأدوية التي تتناولها، سواء أكانت بوصفة طبيّة أم دون وصفة طبيّة، وذلك حتى يكون الطبيب قادرًا على اختيار أنواع المضادّات الحيويّة أو مسكنات الألم الآمنة، التي قد تحتاجها المرأة الحامل بعد الذهاب إلى طبيب الأسنان[٦].
إجراءات عامّة قبل البنج
يُمكن أن يُعطى المخدر عامّةً عن طريق الوريد أو العضل وإما عن طريق الاستنشاق، وتكون موادَّ متطايرةً سائلةً أو غازيةً، وطبيب التخدير هو المسؤول والمؤهل للتعامل مع البنج خلال العمليات، فضلًا عن إدارة ومعالجة التغيرات التي قد تطرأ على الوظائف الحيوية في الجسم مثل: التنفس، ومعدل النبض، وضغط الدم في حال تأثرها خلال العملية، ويُقيّم طبيب التخدير الوضع الطبي، ويكون مسؤولًا عن صياغة خطة محددة تناسب المعطيات التي يقدمها المريض، وهنا تكمن أهمية إعطاء معلومات كاملة ودقيقة من قبل المريض، أو المرأة الحامل للحدّ من أيّ مضاعفات قد تطرأ خلال الإجراء الطبي، ومن المعلومات التي يجب إخبار طبيب التخدير عنها[١]:
- ردود الفعل على تجارب تخدير سابقة: كالشعور بالغثيان عند الاستيقاظ بعد العملية، أو الوقت الذي استغرقه المريض للاستيقاظ.
- المكملات العشبية: إذ تؤثر بعض الأعشاب أو تتعارض مع عمل البنج، فتنصح الجمعية الأميريكية لأطباء التخدير الأفراد الذين سيخضعون لإجراءات طبية تستدعي استخدام البنج بالتوقف عن تناول المكملات العشبية لمدة لا تقل عن أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من موعد الإجراء، وذلك لإتاحة الفرصة للجسم للتخلص من آثارها.
- الحساسية: من الضروري إبلاغ طبيب التخدير إذا ما كان الشخص الذي يخضع للعمليّة مصابًا بأيّ نوع من الحساسيّة، سواء للأطعمة أو لنوع من الأدوية، إذ تُحفز بعض العقاقير المستخدمة في البنج أعراض حساسية أخرى، لا سيما في حال كان الشخص يعاني من التحسس من البيض، أو التحسس من الصويا ومنتجاتها.
- العقاقير المتناولة: لأنّها قد تتعارض مع وظيفة البنج و تؤثر عليه.
- تدخين السجائر وتناول المشروبات الكحولية: لما لهما من تأثير قوي على الرئتين، والقلب، والكبد والدم، مما يغير من الطريقة التي يُفتَرض أن يعمل بها البنج خلال العملية.
البنج الموضعي للحامل
يعمل البنج الموضعي من خلال منع الأعصاب في المنطقة من توصيل الشعور بالألم إلى الدماغ، وللبنج الموضعي نوعان رئيسيان بالاعتماد على طريقة التطبيق[٧]:
- التخدير بالحقن: يُحقن البنج الموضعي أثناء بعض الإجراءات بدلًا من إدارة الألم[٧]، وعامّةً فإنّ أدوية التخدير الموضعيّة التي تُعطى عن طريق الإبر تُعدّ أدويةً آمنةً نسبيًّا خلال فترة الحمل، منها دواء الليدوكائين، وذلك عند استخدامها بالجرعات الخاصّة بالحالات الجلديّة[٨].
- المخدرات الموضعية: تُطبّق مباشرةً على الجلد، أو الأغشية المخاطية، كداخل الفم، والأنف، والحلق، وسطح العين، ويُعدّ استخدام المخدرات الموضعية آمنًا على المرأة الحامل، لكن لا بدّ من الانتباه لعدّة أمور، منها المدّة التي سيستعمل فيها المُخدّر الموضعي، ونوع المخدّر الموضعي، ومرحلة الحمل التي وصلت إليها الحامل، وللمخدرات الموضعية العديد من الأشكال، كما يأتي:
- سائل.
- كريم.
- جل.
- رذاذ.
- رُقع.
المسكنات بعد الجراحة
من المهم تسكين الألم بعد إجراء العمليات الجراحية للمرأة الحامل، إذ يزيد الألم من فرص الولادة المبكرة، وقد يلجأ الأطباء لإعطاء مواد أفيونية للسيطرة على الألم بعد الجراحة في حالات الألم الشديد، أو الباراسيتامول للحد من الألم الخفيف إلى المتوسط، أما مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، فيتجنب الأطباء إعطاءها للمرأة الحامل لا سيما بعد الأسبوع 32 من الحمل، لأنها قد تؤدي لانسداد مُبكر لشرايين القناة الجنينية في حال أُعطيت لمدة تتجاوز 48 ساعةً، كما قد تمنع تقلص الرحم، وتقلل من السائل السلوي المحيط بالجنين، وتؤثر على وظائف الكلى الجنينية[٩].
من حياتكِ لكِ
سيدتي يتطلب التعافي من التخدير مراقبةً حثيثةً من قبل الطبيب، لا سيما الانتباه لمجرى الهواء والجهاز التنفسي؛ إذ إنّ معظم مضاعفات التخدير الخطيرة تحدث بسبب نقص التهوية أو حدوث انسداد في مجرى الهواء أثناء وضع الأنبوب أو نزعه، أو أثناء الإفاقة من التخدير[٩]، وعامّةً يتطلّب التخدير العامّ أو الكامل عدم ترككِ وحدكِ لمدة لا تقل عن 24 ساعةً؛ إذ قد تستغرق بعض الوقت حتى تستعيدي الوعي الكامل، ويزول الشعور بالنعاس، كما أنّ السيطرة على ردود الأفعال لديكِ قد تستغرق بعضًا من الوقت، وتُمنع القيادة في حال تناولكِ العقاقير الأفيونيّة المستخدمة لتسكين الألم بعد العملية الجراحية لحين التوقف عن تناولها[١٠].
المراجع
- ^ أ ب "Anesthesia", hopkinsmedicine, Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ↑ E. Reitman, P. Flood (01-12-2011), "Anaesthetic considerations for non-obstetric surgery during pregnancy"، Oxford University Press, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ Acta Anaesthesiol Belg (2007), "First trimester anesthesia exposure and fetal outcome. A review."، NCBI, Retrieved 31-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Patricia Santiago (24-7-2018), "Is surgery during pregnancy safe? What moms-to-be should know"، UTSouthwestern Medical Center, Retrieved 31-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Indian J Anaesth. (4-2016.), "Anaesthesia for non-obstetric surgery during pregnancy"، NCBI, Retrieved 31-12-2019. Edited.
- ↑ "Is It Safe To Go To the Dentist During Pregnancy?", mouthhealthy, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Nancy Moyer, "Your Guide to Local Anesthesia"، healthline, Retrieved 18-11-2019. Edited.
- ↑ M.K. Trivedi,G. Kroumpouzos، J.E. Murase، "A review of the safety of cosmetic procedures during pregnancy and lactation"، ncbi.nlm.nih, Retrieved 18-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Madhusudan Upadya , PJ Saneesh، "Anaesthesia for non-obstetric surgery during pregnancy"، ncbi.nlm.nih, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ "preparing for surgery/recovery", asahq, Retrieved 22-11-2019. Edited.