محتويات
المشروبات الغازيّة
تُعدّ المشروبات السّكريّة، أو ما تُسمّى أيضًا بالمشروبات المحلّاة بالسّكّر أو المشروبات الغازيّة، مساهمًا كبيرًا في العديد من الأمراض الصّحيّة، بما في ذلك السّمنة، والسّكّري من النّوع الثّاني، وتسوّس الأسنان؛ إذ أظهرت الأبحاث أن تناول علبة كوكا كولا يُمكن أن يكون له آثار ضارّة على الجسم خلال ساعة واحدة، وتُعدّ هذه المشروبات مصدرًا غنيًّا بالسّعرات الحراريّة والسّكّر، إذ إنّ علبة الكوكا كولا تحتوي على 37 غرامًا من السّكّر المُضاف أي ما يُعادل 10 ملاعق صغيرة من السّكّر، ومن أجل صحّة مثاليّة، توصي منظّمة الصّحّة العالميّة بتناول ما لا يزيد عن 6 ملاعق صغيرة من السّكّر المُضاف يوميًّا، فبتناول علبة واحدة من الكولا يوميًّا، يتخطّى الشّخص هذه الكميّة بسهولة، ويرتفع استهلاك المشروبات السّكّريّة بنسبة كبيرة في البلدان النّاميّة بسبب التّوسّع الحضاري وتسويق المشروبات هناك[١][٢].
أضرار المشروبات الغازية على الجسم
الاستهلاك الزّائد للمشروبات الغازيّة يؤثّر سلبًا على صحّة الإنسان بسبب وجود كميّات كبيرة من السّكّر فيه، وفيما يلي أهم الأضرار الّتي تُلحقها المشروبات الغازيّة بجسم الإنسان[٣]:
- زيادة الوزن والسّمنة: فالمشروبات الغازيّة السّكريّة، تحتوي على سكّر المائدة الّذي يتحطم بعد ذلك لإعطاء سكّر الفركتوز، إذ إنّ الفركتوز لا يُقلّل هرمون الجوع الّذي يُسمّى بالجريلين، ولا يحفز الشّعور بالامتلاء والشّبع، كما يفعل سُكّر الجلوكوز النّاتج عن هضم الأطعمة النّشويّة، فتناول المشروبات الغازيّة فضلًا عن النّظام الغذائي للشّخص يزيد ما يُقارب من 17% من السّعرات الحراريّة، وتُشير الدّراسات إلى أنّ الأشخاص الّذين يتناولون المشروبات الغازيّة السّكّريّة، يكتسبون وزنًا أكثر مقارنةً بالأشخاص الّذين لا يشربونها، ففي الواقع تُعدّ المشروبات الغازيّة السّكّريّة من أكثر الأسباب الّتي تُحدث السّمنة في النّظام الغذائي الحديث.
- الكبد: يتكوّن سُكّر المائدة من السّكروز، الّذي يتكوّن من جزيئين وهما الجلوكوز والفركتوز بكميّات متساوية تقريبًا، فخلايا الجسم كلّها تستطيع أن تستخدم الجلوكوز وتحوّله إلى طاقة، بينما الفركتوز لا يُمكن أن يحوّل في أي عضو من أعضاء الجسم عدا الكبد، فالمشروبات الغازيّة السّكريّة مصدر غنيّ بالفركتوز، فعند تناول كميّات كبيرة من هذه المشروبات، يُصبح الكبد محمّلًا بكميّات كبيرة من الفركتوز، فيحوّله إلى دهون، فبعض هذه الدّهون تخرج من الكبد بشكل الدّهون الثّلاثيّة، والبعض الآخر يبقى ليُساهم فيما بعد في حدوث مرض الكبد الدّهني غير الكحولي.
- تراكم الدّهون في البطن: ارتفاع نسبة السّكّر في المشروبات الغازيّة، يرتبط بزيادة الوزن، كما يرتبط الفركتوز بزيادة كبيرة في الدّهون الضّارة حول منطقة البطن، وهو ما يُعرف بالسُّمنة البطنيّة، وترتبط الدّهون الموجودة في منطقة البطن، بزيادة خطر الإصابة بمرض السّكّري من النّوع الثّاني وأمراض القلب.
- متلازمة الأيض: ينقل هرمون الأنسولين الجلوكوز من مجرى الدّم إلى خلايا الجسم المختلفة، ولكن عند تناول المشروبات الغازيّة السّكريّة، تُصبح خلايا الجسم أقل حساسيّة للأنسولين ومُقاومةً له، وبالتّالي يُصنّع البنكرياس كميّات أكبر من الأنسولين لإزالة الجلوكوز من مجرى الدّم، فتُصبح مستويات الأنسولين في الجسم عالية جدًّا، وتُعرف هذه الحالة باسم مقاومة الأنسولين، وتُعدّ مقاومة الأنسولين المُحرّك الرئيسي وراء حدوث متلازمة الأيض، ومنها حدوث مرض السّكّري من النّوع الثّاني، وأمراض القلب.
- السّكّري من النّوع الثّاني: المشروبات الغازيّة المحلّاة بالسّكّر، قد تكون سببًا رئيسيًّا في حدوث مرض السّكّري من النّوع الثّاني، وهو مرض شائع يُصيب الملايين من الأشخاص حول العالم، ويتميّز بارتفاع نسبة السّكّر في الدّم، ومقاومة الأنسولين في الجسم، ففي الواقع إنّ شُرب أقل من علبة من الصودا السّكّريّة يوميًّا، يرتبط باستمرار بزيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وأظهرت دراسة حديثة، أنّه مقابل كل 150 سعرة حرارية من السّكّر يوميًّا أي ما يقارب علبة واحدة من الصّودا، يزيد خطر الإصابة بالسّكّري النّوع الثّاني بنسبة 1.1%.
- عدم احتوائها على العناصر الغذائيّة: فالمشروبات الغازيّة السّكّريّة، لا تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية كالفيتامينات والمعادن والألياف، فهي لا تُضيف شيئًا للنّظام الغذائي باستثناء الكميّات المفرطة من السّكّر والسّعرات الحراريّة غير الضّروريّة.
- مقاومة اللبتين في الجسم: وهو هرمون تنتجه الخلايا الدّهنيّة في الجسم، إذ يُنظّم عدد السّعرات الحراريّة الّتي يتناولها الإنسان ويحرقها، إذ تتغيّر مستويات اللّبتين استجابة لكل من الجوع والسّمنة، لذلك غالبًا ما يطلق عليه اسم هرمون الشّبع أو الجّوع، فتناول المشروبات الغازيّة السّكريّة يزيد من مقاومة اللّبتين فيزيد من مستويات الدّهون عند الأشخاص.
- أمراض القلب: قد تزيد المشروبات الغازيّة السّكريّة من خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك ارتفاع نسبة السّكّر في الدّم، والدّهون الثّلاثيّة في الدّم، والكوليسترول الضّار.
- السّرطان: يرتبط حدوث السّرطان بوجود الأمراض المُزمنة الأخرى كالسّمنة والسّكّري من النّوع الثّاني وأمراض القلب، وكشفت إحدى الدّراسات أنّ الذّين يتناولون عبوتين أو أكثر من المشروبات الغازيّة السّكريّة أسبوعيًّا، أكثر عُرضة للإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 87٪ مقارنة بأولئك الّذين لا يشربون هذه المشروبات، الأمر الذي لا يعد مفاجئًا، كما كشفت الدّراسات أنّ النّساء بعد انقطاع الطّمث اللّواتي يشربن الكثير من المشروبات الغازيّة السّكريّة، هنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرّحم، أو سرطان بطانة الرّحم الداخلي، كما أنّ تناول هذه المشروبات يزيد من تكرار حدوث السّرطان أو الموت لدى الأشخاص المصابين بسرطان القولون والمستقيم.
- صحّة الأسنان: من المعروف أنّ المشروبات الغازيّة السّكريّة سيّئة للأسنان، إذ تحتوي هذه المشروبات على أحماض كحمض الفوسفوريك وحمض الكربونيك، الّتي تخلق بيئة حمضيّة عالية في الفم، فيجعلها أكثر عرضة لتسوّس الأسنان.
- النّقرس: ويُعرّف النّقرس بالتهاب المفاصل والألم فيها لا سيما أصابع القدمين الكبيرة، ويحدث النّقرس عند تبلور مستويات عالية من حمض اليوريك في الدّم، والفركتوز من الكربوهيدرات الرّئيسيّة المعروفة بزيادة مستويات حمض اليوريك؛ لذلك فقد وجدت الدّراسات روابط قويّة بين المشروبات الغازيّة السّكريّة والنقرس.
- الخَرَف: وهو مجموعة الأمراض التي تحدُث نتيجة انخفاض مستوى وظائف الدّماغ، ويُعدّ الزهايمر هو النّوع الأكثر شيوعًا منه، وأظهرت الأبحاث أنّ أي زيادة تدريجيّة في نسبة السّكّر في الدّم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بالخرف.
مكوّنات المشروبات الغازيّة
تحتوي المشروبات الغازيّة على مجموعة من المكوّنات، يُذكر منها ما يأتي[٤]:
- المياه الغازيّة: تُصنّع عن طريق إذابة ثاني أكسيد الكربون في الماء تحت الضغط.
- المُحليات: وتتضمن المحلّيات الصّناعيّة الشّائعة، كالأسبارتام، والسّكّرين، والسكرالوز، أو المحلّيات العشبيّة.
- الأحماض: تُستخدم بعض الأحماض، كحمض السّتريك والماليك والفوسفوريك، لإضافة الصّلابة للمشروبات الغازيّة، وهي الّتي ترتبط أيضًا بتآكل مينا الأسنان.
- الألوان: الألوان الأكثر استخدامًا هي الكاروتينات والأنثوسيانين والكراميل.
- النّكهات: تُستخدم أنواع مختلفة، بما في ذلك الفواكه والتّوت والأعشاب والكولا.
- المواد الحافظة: تساعد في الحفاظ على المشروبات الغازيّة لفترة أطول كبنزوات البوتاسيوم.
- الفيتامينات والمعادن: تحتوي بعض المشروبات الغازيّة على فيتامينات ومعادن لتسويقها كبدائل صحيّة خالية من السّعرات الحراريّة.
- الكافيين: تحتوي المشروبات الغازيّة على الكافيين بنسب مختلفة.
نصائح لترك المشروبات الغازية
يمكن اتباع بعض النصائح لترك المشروبات الغازية، ومن هذه النصائح ما يأتي[٥]:
- إذا كان الشخص يستهلك المشروبات الغازية بكثرة ويريد إزالتها من النظام الغذائي، فمن الأفضل أن يقلل كمية الاستهلاك ببطء وليس مرة واحدة، ويمكن تناول بديل صحي مثل الماء أو الحليب.
- إزالة أي علب أو زجاجات مخزنة من المشروبات الغازية وعدم تركها متاحة بسهولة.
- السماح لشخص قريب بتقديم المساعدة والمساندة للوصول إلى الهدف وهو الإقلاع عن استهلاك المشروبات الغازية.
- من الممكن تناول المياه المعدنية مع إمكانية إضافة قطع من الفواكه الطازجة أو نكهة الفواكه وذلك في حال عدم القدرة على الاستغناء عن شرب المشروبات الغازية.
المراجع
- ↑ "Is Coca-Cola bad for you?"، medicalnewstoday, Retrieved 10-12-2019. Edited.
- ↑ "Sugary Drinks", hsph.harvard, Retrieved 10-12-2019.
- ↑ "13 Ways That Sugary Soda Is Bad for Your Health"، healthline, Retrieved 10-12-2019. Edited.
- ↑ "Diet Soda: Good or Bad?"، healthline, Retrieved 10-12-2019. Edited.
- ↑ "What Really Happens to Your Body When You Give Up Soda", livestrong, Retrieved 18-12-2019. Edited.