الكالسيوم
يُعرَف الكالسيوم بأنَّه أحد المعادن الضرورية في الجسم والمهمّة لأداء العديد من الوظائف، ويتواجد الكالسيوم في العظام بكثرة، إذ إنَّه ضروري لبناء العظام والمحافظة على صحتها، كما توجد كمية صغيرة منه في خلايا الدم والعضلات، إذ يؤدي الكالسيوم دورًا مهمًّا في تنظيم ضغط الدم وضربات القلب، بالإضافة إلى دوره في انقباض العضلات، وعمل الدماغ والأعصاب بالطريقة الصحيحة، وفي الحقيقة تُنظَّم مستويات الكالسيوم في الجسم هرمونات عدة، هي هرمون الجار درقية، والكالسيتونين الذي تفرزه الغدة الدرقية، وفيتامين د الذي يُصنَّع على عدة مراحل في الكبد والكلى بعد التعرُّض لأشعة الشمس، إذ تؤثر هذه مجتمعة في العظام، وجهاز الهضم، والكلى لتنظيم مستوى الكالسيوم في الدم، فمثلًا تفرز الغدد جارات الدرقية الواقعة في المنطقة الأمامية أسفل الرقبة هرموناتها عند انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم لتحفيز العظام على إفراز الكالسيوم إلى الدم، في حين يُساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء في جهاز الهضم[١][٢]، أما الكالسيتونين فيقلِّل من مستويات الكالسيوم في الدم عند ارتفاعه عن طريق منع إعادة امتصاص الكالسيوم من الكلى وزيادة إفرازه في البول، بالإضافة إلى منع الخلايا الهادمة للعظم[٣].
يتواجد ما يُقارب 99% من الكالسيوم في الجسم في العظام، أمّا ما تبقى منه فيوجد في الدم، ويرتبط نصف الكالسيوم الموجود في الدم بالبروتينات كالألبومين، أو قد يكون مرتبطًا بالعناصر الأيونية الأخرى كالفوسفات، ويُعدّ هذا من الكالسيوم الخامل، أمّا النصف الآخر فيكون حرًّا غير مرتبط بشيء آخر وفعّال، ويوجد نوعان من الاختبارات التي تقيس مستوى الكالسيوم في الدم وهما اختبار تحليل الكالسيوم الكلي الذي يقيس كمية الكالسيوم الكلية في الدم المرتبطة أو غير المرتبطة بغيرها من المواد، وتحليل الكالسيوم المتأين الذي يقيس مستوى الكالسيوم الحرّ في الدم فقط[٤]، ويتراوح مستوى الكالسيوم الكلي الطبيعي في الدم من 8.6-10.2 ميلليغرام من الكالسيوم في كل ديسيليتر من الدم[٥].
أعراض ارتفاع الكالسيوم في الدم
يُشار إلى ارتفاع مستوى الكالسيوم الكلي في الدم إلى أكثر من 10.4 ميلليغرامات لكل ديسيليتر، أو ارتفاع مستوى الكالسيوم المتأين لأكثر من 5.2 ميلليغرامات لكل ديسيليتر باسم فرط كالسيوم الدم، وتجدر الإشارة إلى أنَّه يُقسَم إلى فرط الكالسيوم الطفيف إن كانت مستوياته أقل من 11.5 ميلليغرامًا لكل ديسيليتر، وفرط الكالسيوم المتوسط إن كانت مستوياته ما بين 11.5-18 ميلليغرامًا لكل ديسيليتر، وفرط الكالسيوم الشديد إن كانت مستوياته أكثر من 18 ميلليغرامًا لكل ديسيليتر[٦]، وفي الحقيقة لا ترتبط الحالات الطفيفة من ارتفاع مستوى الكالسيوم بظهور أي أعراض في العديد من الحالات، في حين ترتبط الحالات الأكثر شدّة بظهور أعراض اعتمادًا على العضو المُتأثر، ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي[٧][٨][٩]:
- الأعراض العامة: وتتضمَّن هذه الشعور بالإعياء والصداع.
- الأعراض الخاصّة بالكليتين: يؤدي فرط الكالسيوم إلى زيادة مجهود الكلى للتخلص من الكالسيوم الزائد في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأعراض وهي:
- التبوّل المتكرِّر.
- الشعور بالعطش الشديد.
- الشعور بالألم في المنطقة العلوية من أحد جانبي البطن والظهر نتيجة الإصابة بحصى الكلية.
- الأعراض الخاصة بالقلب: قد يؤثر ارتفاع مستوى الكالسيوم الشديد في وظائف القلب في حالات نادرة، إذ قد تؤثر في النظام الكهربائي القلبي، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بعدد من الأعراض منها:
- اضطرابات في النظم القلبية.
- الشعور بالخفقان.
- الإغماء.
- ارتفاع ضغط الدم.
- توقُّف القلب.
- الأعراض المتعلقة بجهاز الهضم: من هذه الأعراض ما يأتي:
- الغثيان والقيء.
- ألم في البطن.
- الإمساك.
- قلة الشهية.
- الأعراض المتعلقة بالجهاز العضلي الهيكلي: إنَّ معظم الكميات الزائدة من الكالسيوم في الدم مصدرها العظام غالبًا، لذا فإن ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم يؤدي إلى إضعاف العظام، والإصابة بما يأتي من الأعراض:
- ضعف العضلات، والشعور بالألم بها.
- ألم في العظام خصوصًا أثناء الليل.
- تشنجات في العضلات.
- الإصابة بالكسور الناتجة عن الأمراض.
- الأعراض المتعلقة بالجهاز العصبي المركزي: يؤثر ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم في طريقة عمل الدماغ، وما ينتج عن ذلك من الأعراض الآتية:
- اضطرابات في الرؤية.
- اضطرابات في التوازن.
- الاكتئاب.
- صعوبة التركيز وفقدان الذاكرة.
- تغيُّرات في المنعكس الوتري العميق والتوتر العضلي.
- الخمول والدوخة والدخول في غيبوبة.
أسباب ارتفاع الكالسيوم في الدم
تتعدد أسباب ارتفاع الكالسيوم في الدم، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي[١٠]:
- ارتفاع مستوى الهرمون الجار درقية: ويُعد هذا أكثر الأسباب شيوعًا، وينتج عن إصابة هذه الغدد بالأورام التي غالبًا ما تكون حميدة، بالإضافة إلى زيادة حجم واحدة أو أكثر منها.
- انخفاض مستوى السوائل في الجسم.
- ارتفاع مستوى فيتامين د في الدم.
- الإصابة ببعض أنواع السرطانات كسرطان الثدي، أو سرطان الرئة، أو غيرها.
- زيادة نشاط الغدة الدرقية.
- الإصابة بمتلازمة الحليب القلوي، والتي تنتج عن تناول كميات كبيرة من الكالسيوم، وفي الحقيقة إنَّها غالبًا ما تنتج عن تناول المكملات الغذائية الحاوية على أكثر من 2000 ميلليغرام من كربونات الكالسيوم يوميًّا، بالتزامن مع جرعات عالية من فيتامين د.
- عدم التحرُّك لمدة أيام أو أسابيع خصوصًا لدى الأطفال.
- الاضطرابات الموروثة التي تؤثر في قدرة الجسم على تنظيم مستويات الكالسيوم.
- الإصابة بالفشل الكلوي، أو الاضطرابات الكلوية.
- تناول بعض الأدوية مثل مدرات البول من نوع الثيازيد.
المراجع
- ↑ Ruchi Mathur, "Hypercalcemia (Elevated Calcium Levels)"، www.medicinenet.com, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ Ramon Martinez, Benjamin Leder, Andrew Stewart,. (6-2018), "Hypercalcemia"، www.hormone.org, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ Adam Augustyn, "Calcitonin"، www.britannica.com, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ "Calcium", labtestsonline.org,19-12-2018، Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ Jill Seladi (14-2-2018), "Calcium Blood Test"، www.healthline.com, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ James L. Lewis (3-2018), "Hypercalcemia"، www.msdmanuals.com, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ "Hypercalcemia", www.mayoclinic.org,6-3-2018، Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ Amanda Delgado (27-7-2017), "Hypercalcemia: What Happens If You Have Too Much Calcium?"، www.healthline.com, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ Whitney Browning, Natalie Elliott, "Hypercalcemia"، www.physio-pedia.com, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ "Hypercalcemia", medlineplus.gov,10-7-2019، Retrieved 28-7-2019. Edited.