محتويات
نزول الدم من الحامل
إنّ نزول الدم في أي مرحلة من مراحل الحمل قد يعني وجود أمر خطير، لكنه لا يعني ذلك بالضرورة، فقد يكون نتيجة أمر بسيط غير مقلق، لذلك يتوجب على الحامل مراجعة الطبيب لمعرفة السبب، ويُعد النزيف المهبلي أثناء المرحلة الأولى من الحمل، أي أول ثلاثة أشهر أمرًا شائعًا، ويحدث ما بين 20-30% من الأحمال، وقد يظهر هذا النزيف بشكل نقاط صغيرة أو بقع دموية، أو أن يكون دمًا غزيرًا مع وجود تخثرات دموية[١].
أسباب نزول الدم للحامل
يُعدّ من المهم أخذ النزيف المهبلي أثناء الحمل بجدية؛ ففي بعض الأحيان يشير النزيف المهبلي أثناء الحمل إلى حدوث إجهاض وشيك أو اضطراب تحتاج الحامل فيه إلى علاج سريع؛ لذا من المهم فهم الأسباب الأكثر شيوعًا للنزيف المهبلي أثناء الحمل ومدى خطر بعضها، وفيما يأتي أسباب نزول الدم للحامل تبعًا لمراحل الحمل[٢][٣]:
الثلث الأول من الحمل
يمكن بيان الأسباب التي قد تؤدي إلى نزف الدم المهبلي في الثلث الأول من الحمل على النحو الآتي[٢]:
- الحمل المنتبذ: يُعدّ النزيف الناجم عن الحمل المنتبذ أو ما يُعرف بالحمل خارج الرحم هو السبب الأكثر خطورةً لحدوث النزيف في الثلث الأول من الحمل، ويحدث لدى حوالي 3% من جميع حالات الحمل؛ إذ يحدث الحمل المنتبذ عندما تزرع البويضة المخصبة خارج الرحم، وغالبًا في قناة فالوب، ومع نمو البويضة المخصبة قد يحدث تمزق قناة فالوب وتتسبب في نزيف قد يهدد الحياة، وغالبًا ما تتضمن الأعراض الألم والنزيف والدوار، وفي معظم حالات الحمل خارج الرحم يحدث ألم قبل الأسبوع العاشر من الحمل، ولا يتطور الجنين ويموت بسبب نقص الإمداد بالمغذيات.
- نزف الانغراس: يمكن أن يحدث تبقيع للدم نتيجة الانغراس الطبيعي للبويضة المخصبة في جدار الرحم، وهذا ما يُعرف بنزيف الزرع، الذي يحدث في كثير من الأحيان في نفس اليوم تقريبًا من الدورة الشهرية، وهو جزء طبيعي من الحمل ولا داعٍ للقلق، وعادةً ما يكون ضئيلًا جدًا.
- الإجهاض: سواء كان إجهاضًا كاملًا يتباطأ فيه النزيف والتقلصات، ويبدو أن الرحم فارغ بناءً على تقييم الموجات فوق الصوتية؛ مما يشير إلى فقدان الحمل، وهو السبب الأكثر شيوعًا لنزيف الثلث الأول، أو الإجهاض غير الكامل الذي يظهر في فحص الحوض أن عنق الرحم مفتوحًا ولا يزال الدم يمر أو الجلطات أو الأنسجة، أو الإجهاض المهدد الذي تعاني فيه الحامل من بعض النزيف أو التشنج، ولا يزال الجنين داخل الرحم.
- الحمل الرحوي: في حالة نادرة يكون الرحم كتلةً غير طبيعية بدلًا من الجنين داخل الرحم بعد الإخصاب، وهذا في الواقع نوع من الورم الذي يحدث نتيجة هرمونات الحمل وعادة لا يهدد الحياة، لكن في حالات نادرة تكون هذه الكتلة سرطانيةً.
- مشاكل في عنق الرحم: تسبب مشاكل عنق الرحم حدوث نزول دم للحامل، مثل التهاب عنق الرحم وتهيج عنق الرحم أو ظهور كتلة على عنق الرحم[٣].
الثلث الثاني والثالث من الحمل
قد يكون النزيف الخفيف المخلوط بالمخاط غالبًا والذي يكون قرب فترة نهاية الحمل علامةً على بدء مرحلة المخاض، وتُعرف الإفرازات المِهبلية وردية اللون أو الدموية بالعلامة الدموية، ويمكن بيان الأسباب التي قد تؤدي إلى نزف الدم المهبلي في ثلث الحمل الثاني أو الثالث على النحو الآتي[٣]:
- قصور عنق الرحم: يُعرَف قصور عنق الرحم بانفتاح مبكر في فتحة عنق الرحم يُمكن أن يؤدي إِلى ولادة مبكرة.
- الإجهاض: قد يُسبِّب الإجهاض قبل الأسبوع العشرين من عمر الحمل أو موت الجنين داخل الرحم النزيف في الثلثين الثاني والثالث من الحمل.
- المشيمة المنزاحة: تُعدّ المشيمة العضو الذي يوصل الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الجنين داخل الرحم، ويمكن أن تغطي المشيمة جزئيًا أو كليًا فتحة عنق الرحم؛ مما يؤدي إلى نزيف شديد خلال الحمل.
- مشاكل في عنق الرحم: تسبب مشاكل عنق الرحم حدوث نزول دم للحامل، مثل التهاب عنق الرحم وتهيج عنق الرحم أو ظهور كتلة على عنق الرحم.
- المخاض المبكر: قد يؤدي المخاض المبكر إلى حدوث نزف الدم الخفيف، لا سيما إذا تزامن مع حدوث التشنجات أو ألم غير حاد في الظهر أو ضغط الحوض.
- تمزق الرحم: يُعدّ تمزق الرحم من الاضطرابات النادرة لكنها تُهدد الحياة بالخطر؛ إذ يتمزق فيها الرحم بمحاذاة خط الندب التي خلفتها عملية قيصيرية سابقة، ويتسبب في طرد الطفل جزئيًا أو كليًا إلى البطن[٢][٣].
- انفصال المشيمة المبكر: تحدث هذه الحالة عندما تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل الأوان؛ مما يؤدي إلى تجمع الدم في المنطقة بين المشيمة والرحم[٢].
مضاعفات نزول دم أثناء الحمل
معظم حالات نزول الدَّم الخفيفة لا تكون بسبب حدوث إجهاض أو مرض معيّن، وفيها ينصح الطبيب الحامل بالاستلقاء على ظهرها لفترات طويلة، والتوقّف عن العلاقة الحميمة، والرّاحة التّامة، لكن في جميع الحالات يجب مراجعة الطبيب فورًا عند رؤية الدَّم لمعرفة السبب والعلاج، لا سيما عند ظهور أحد الأعراض التالية[٤][٥]:
- ألم شديد أو تشنجات شديدة أسفل البطن.
- نزيف حاد، سواء كان مصحوبًا بألم أم لا.
- خروج إفرازات تحتوي على أنسجة من المهبل.
- إصابة المرأة بالدوخة أو الإغماء.
- حمى تزيد عن 38 درجة أو أكثر، أو وجود قشعريرة لدى المرأة.
- خروج إفرازات مهبلية برائحة كريهة.
تشخيص نزول الدم أثناء الحمل
لمعرفة سبب نزول الدم أثناء الحمل يلجأ الطبيب إلى ما يأتي[٦]:
- الفحص الطبي السريري.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية، للتأكد من صحة الجنين ونموه، وأخذ قياسات نمو الجنين.
- التصوير بالدوبلر، للتأكد من وجود نبض الجنين، والذي يظهر مبكرًا في الأسبوع الخامس والنصف من الحمل.
- فحوصات دم، والتي تتضمن فحصًا لمستوى الهرمونات، وأهمها هرمون الحمل الذي يُنتَج من المشيمة، وتغير مستواه عن الطبيعي يعكس مشكلة ما، وفيما يلي أمثلة على ذلك:
- ارتفاع مستوى هرمون الحمل، كالحمل بالتوائم أو الأحمال المتعددة، أو الحمل العنقودي.
- انخفاض مستوى هرمون الحمل: كالحمل خارج الرحم، والإجهاض.
علاج نزول الدم من الحامل في الأشهر الأولى
يعتمد العلاج على السبب وراء نزول الدم من الحامل في الأشهر الأولى، ففي حالة الزوائد اللحمية في عنق الرحم يمكن إزالتها في عيادة الطبيب، مع ذلك فبعض الأسباب الأخرى تحتاج إلى التدخل الدوائي، أو الجراحي، وقد يلجأ الطبيب إلى إنهاء الحمل باستخدام الأدوية الآتية[٦]:
- ميثوتركسات: والذي يستخدم في حالات الحمل خارج الرحم.
- ميزوبرستول: والذي يستخدم لإنهاء الحمل، في حال كان عمر الحمل أقل من سبعة أسابيع.
من حياتكِ لكِ
تختلف أسباب الإجهاض المبكّر من حالة لأخرى حسب نوع الإجهاض الذي يحدث، لكنّه غالبًا يكون بسبب ضعف الجنين، أو إصابته بتشوّه خَلقي يعيق قدرته على الحياة، أو إصابتكِ بمرض معيَّن، وأحيانًا يحدث بسبب تناول بعض الأدوية، وسنذكر هنا بعض النصائح التي يمكنكِ اتباعها للمحافظة على صحة الأم وحياة الجنين في الأشهر الأولى من الحمل[٧][٨]:
- راجعي الطبيب باستمرار لا سيما في الأسابيع الأولى لمعرفة مستوى الهرمونات، وقياس الوزن، والضغط، ومستوى السكّر، في الدَّم والتاريخ الصحي لكِ وللعائلة.
- اخضعي للفحوصات اللازمة للفيتامينات وفحص الدّم، والغدة الدرقية، والبول، والتزمي بما يصفه الطبيب من فيتامينات الحمل.
- أقلعي عن التدخين في حال كنتِ مدخنةً، وتجنّبي الأماكن التي يكثر فيها التدخين، لما له من آثار سلبية على صحة الجنين واستمرارية نموّه.
- تجنّبي ممارسة الرياضة، لأنَّ أي حركة عنيفة قد تؤدي إلى الإجهاض، لذا يُمكن ممارسة تمارين خفيفة والتوقف فورًا عند الشعور بالتعب؛ إذ يجب عليكِ في الأشهر الأولى الحرص على الراحة الجسمية، وعدم بذل مجهود كبير.
- احرصي على أخذ مكملات البروجسترون تحت إشراف الطبيب، فمن المعروف أنَّ هرمون البروجسترون هو المسؤول عن إعطاء الرَّحم القوة اللازمة ودعم الجنين؛ لذا فإنَّ أي نقص فيه يؤدّي إلى الإجهاض[٩].
- اتبعي نظامًا غذائيًّا وصحيًّا متوازنًا، إذ تؤثّر كمية الطعام ونوعيته أثناء الحمل على صحّة الجنين والأم وتخفّف من حالات حصول الإجهاض المبكّر.
- اشربي كميات كبيرة من الماء، مما يقيكِ من خطر الجفاف ويُساعد جسمكِ على طرد السموم التي قد تكون من مسببات الإجهاض[١٠].
- ارتدي فوطة صحية حتى تتمكني من مراقبة مقدار النزيف ونوع النزف الذي تعانين منه، كي يستطيع الطبيب تقييم الحالة بدقة.
- لا تضعي سدادة في المهبل ولا تدخلي أي شيء آخر فيه مثل الدوش المهبلي أو غيره إذا كنتِ تعانين من نزيف.
المراجع
- ↑ Pamela Dyne, MD , "Pregnancy, Bleeding"، emedicinehealth, Retrieved 19-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Pregnancy, Bleeding", emedicinehealth, Retrieved 11-1-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Bleeding during pregnancy", mayoclinic, Retrieved 11-1-2020. Edited.
- ↑ Traci C. Johnson, MD (2018-7-3), "Bleeding During Pregnancy"، webmd, Retrieved 2019-11-4. Edited.
- ↑ betterhealth staff (N.D), "Pregnancy - bleeding problems"، betterhealth, Retrieved 2019-11-4. Edited.
- ^ أ ب Noreen Iftikhar, MD (19-8-2019), "What Causes First Trimester Bleeding?"، healthline, Retrieved 19-12-2019. Edited.
- ↑ americanpregnancy staff (2015-8-1), "Bleeding During Pregnancy"، americanpregnancy, Retrieved 2019-11-3. Edited.
- ↑ Kecia Gaither, MD, MPH (2018-11-6), "Understanding Miscarriage -- Prevention"، webmd, Retrieved 2019-11-4. Edited.
- ↑ Krissi Danielsson (2019-8-27), "Using Progesterone to Prevent Miscarriages"، verywellfamily, Retrieved 2019-11-4. Edited.
- ↑ freshlysqueezedwater staff (N.D), "Water and Pregnancy"، freshlysqueezedwater, Retrieved 2019-11-4. Edited.