حديث من ستر مسلما

حديث من ستر مسلما

نص حديث من ستر مسلمًا

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ. غيرَ أنَّ حَدِيثَ أَبِي أُسَامَةَ ليسَ فيه ذِكْرُ التَّيْسِيرِ علَى المُعْسِرِ) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١].


معنى حديث من ستر مسلمًا

يجب على المسلم إذا رأى من أخيه في الله عورةً أو معصيةً، ألا يفضحه بنشرها بين الناس، بل يكتم عليه وينصحه بالسّر لتوجيهه إلى الخير ودعوته إلى التوبة إلى الله، فقد وعد النبي -صّلى الله عليه وسلّم- الذين يسترون على المسلمين أنَّ الله سيسترهم في الدنيا والآخرة ذلك أنَّ الجزاء من جنس العمل، وأما بالنسبة لمن يظهر المعصية ويتباهى بفعلها أمام النّاس دون حياء فقد فضح نفسه بنفسه ولم يشمله هذا الحديث، تمامًا كالذي لا يبالي بشرب الخمر في السّوق وأماكن تجمعات المسلمين، فهذا ليس أهلًا للستر، إذ قد تعمَّد إعلان وإظهار ارتكابه للفاحشة، ويتوجب في هذه الحالة رفع أمره إلى وليّ الأمر ليردعه ويقيم عليه الحدّ[٢].


دواعي ستر المسلم على الناس

يعرف السّتر لغةً بتغطية الشيء و إخفائه، و ستْر المسلم هو إخفاء عيوبه، وقد حثُّ الإسلامِ على ستر المسلمين لما لهذا الخلق من فوائد شخصيةً ومجتمعيةً، ومن هذه الفوائد[٣]:

  • تذكير المرء بعيوبه: قال صلَّى الله عليْه وسلَّم: (يُبصِر أحدُكم القَذَى في عين أخيه، وينسَى الجذع في عينِه) [المصدر: صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فمَن انشغل بإصلاح عيوب نفسه لم يلتفت لعيوب النّاس.
  • إدراك فضيلة الستر على المسلمين وتأمل عاقبة فضحهم: قال النبي -صلَّى الله عليْه وسلَّم- (مَن سترَ عورةَ أخيهِ المسلمِ سترَ اللَّهُ عورتَهُ يومَ القيامةِ ومن كشفَ عورةَ أخيهِ المسلمِ كشفَ اللَّهُ عورتَهُ حتَّى يفضحَهُ بِها في بيتِهِ) [المصدر: صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فمن تتبُّع عورات المسلمين وتجسّس عليهم سيكون مآله الفضيحة والخزي أمام النّاس.
  • تشجيع العاصي على عدم الاستمرار في المعصية والتّوبة منها: فكتم عيوبه وعدم إفشائها يشعره بأن لديه فرصةً ما يحفزُّه إلى العدول عنها وإصلاحِ ما قد فسد، فيُحفظُ بذلك استقرار المجتمع ويُحمى مِن الرذائل.
  • عدم إشاعة الفاحشة والسُوء في المجتمع: وهذا الأمر ضروريٌ؛ فستر ظهور المعاصي يمنع من الإساءة للإسلام والمسلمين بل ويمنع استساغة المعصية وتقبُّل سماعها في أوساط النّاس، فتُحفظ بذلك هيبة الإقدام على ارتكابها في نفوسهم.


المراجع

  1. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-21. بتصرّف.
  2. "معنى حديث: من ستر على مسلم"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-08. بتصرّف.
  3. محمد الطايع (2010-03-13)، "ستر المسلم"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-08. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :