دعاء قصير وجميل جدا

دعاء قصير وجميل جدا

الدعاء

من النعم العظيمة التي أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين أنّه لم يجعل بينهُ وبينهم حاجزًا ولا وسيطًا، بل هو السَّميع والمُجيب والغفورُ والرّحيم، فما من أحدٍ سواه يُجيب الدّعاء، ويُعطي العطاء، ويرفع البلاء، وفي ذلك يقول تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [سورة النمل: 62]، كما أنّ الدّعاء من أجلّ العبادات وأكرمها على الله تعالى، فلم يقف الكرم الإلهي العظيم على أن يكون الدعاء من صالح العبد في حياته الدنيا، بل تعدّى ذلك ليكون من العبادات الدينية العظيمة التي يثاب عليها أجزل الثواب، فبالدعاء يستشعر العبد حاجته إلى خالقه، وانكساره لعطائه؛ لذا فالتكبر عن الدّعاء من الأمور التي تورث العبد الندامة، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر: 60]، ولهذا فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث النبوية التي تُرغّب في الدعاء، وتبيّن مكانته في الإسلام، كما وردت العديد من الأدعية المأثورة في شتّى المجالات، وفي هذا المقال سنذكر بعضًا من أجملها[١].


دعاء قصير وجميل جدًا

عند الحديث عن الأدعية الجميلة فإن أفضل ما ورد في أمر الدعاء ما جاء به القرآن الكريم، ثم ما جاء في السنة النبوية المطهرة؛ إذ إنه جاء كاملًا وشاملًا لخيري الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بعض منها كما وردت[٢][٣]:

  • قال الله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201].
  • قال الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6- 7].
  • قال الله تعالى: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127].
  • قال الله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].
  • قال الله تعالى: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 250].
  • قال الله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].
  • قال الله تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286].
  • قال الله تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286].
  • قال الله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8].
  • قال الله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 16].
  • قال الله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38].
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الذكرِ: لا إلهَ إلا اللهُ، وأفضلُ الدعاءِ: الحمدُ للهِ) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من دعوةٍ يدعو بها العبدُ أفضلَ من ( اللهم إني أسألُك المعافاةَ في الدُّنيا والآخرةِ ) [صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • روى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: (أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَرأيتَ إنْ عَلِمتُ أيَّ لَيلةٍ ليلةُ القَدرِ؛ ما أَقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي) [تخريج مشكاة المصابيح| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • روى ابن أبي ليلى أو أبو معمر:(عَلَّمَني ابنُ مَسعودٍ التَّشهُّدَ، وقال: عَلَّمَنيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما يُعلِّمُنا السورةَ منَ القُرآنِ: التَّحيَّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السلامُ على النَّبيُّ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه، السلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، اللَّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ بَيْتِه، كما صَلَّيتَ على آلِ إبراهيمَ؛ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ صَلِّ علينا معهم، اللَّهُمَّ بارِكْ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ بَيتِهِ، كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ بارِكْ علينا معهم، صَلَواتُ اللهِ وَصَلاةُ المؤمنينَ على محمَّدٍ النَّبيِّ الأُمِّيِّ، السلامُ عليكم ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه، قال: وكان مُجاهدٌ يقولُ: إذا سَلَّمَ، فبلَغَ: وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ، فقد سلَّمَ على أهلِ السَّماءِ والأرْضِ) [تخريج سنن الدارقطني| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • روى أبو هريرة -رضي الله عنه-: (انَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو ويقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّارِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا والمَمَاتِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


شروط قبول الدعاء

توجد شروط لا بد من توافرها ليكون الدعاء مستجابًا، وفيما يأتي ذكرها[٤]:

  • الإخلاص بالدعاء للمولى سبحانه وتعالى، ويكون حاضر القلب، وصادق التوسل إلى الله، وموقنًا بالإجابة.
  • استشعار الحاجة والانكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى، وأن يستشعر في نفسه الضعف وانعدام الحول والقوة إلا بالله تعالى، وأن الله وحده القادر على إجابته، أما التكبر في الدعاء وعن الدعاء، والشعور بأنه لا حاجة له بالدعاء واللجوء إلى الله؛ فهذا ليس بالقريب من الإجابة.
  • أكل الحلال، وألا يداخل مال الداعي مال الحرام، سواء بين الملبس والمأكل والمشرب، إذ يقول عليه الصلاة والسلام: (أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحًا، إنِّي بما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:51] وقالَ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}[البقرة:172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


آداب الدعاء

توجد بعض الآداب التي يُستحب للمسلم أن يتحلى بها عند الدعاء، وفيما يأتي ذكرها[٥]:

  • أن يبدأ بالحمد والثناء على الله عز وجل، ثم بالصلاة على سيدنا محمد، ويختم كما بدأ.
  • أن يجزم بالدعاء، كما عليه أن يتيقن من الإجابة.
  • ألا يعجل بالدعاء، بل عليه الإلحاح والتأني.
  • أن يكون حاضر القلب منتبه الجوارح.
  • أن يدعو بالرخاء والشدة.
  • ألا يدعو على المال والولد، والأهل.
  • أن يخفض صوته في الدعاء.
  • أن يستغفر الله ويطلب العفو، وأن يعترف بذنوبه.
  • ألا يتكلف السجع وتنميق الكلام.
  • أن يستشعر عظمة المولى عز وجل، فيخشع، ويرهب، ويتضرع.
  • أن يرد المظالم لأهلها إن وجدت.
  • أن يستقبل القبلة ويدعو ثلاثًا، ويستحب الوضوء.
  • ألا يدعو بالإثم وقطع الرحم.
  • التوسّل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى.
  • أن يبتعد عن كل ما يُغضب الله من الذنوب والمعاصي.


المراجع

  1. "الدعاء عبادة منسية"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
  2. "أفضل الأدعية المأثورة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
  3. "جامع الدعاء"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
  4. "شروط إجابة الدعاء وصور إجابة الدعاء"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
  5. "من فقه وآداب الدعاء"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :