محتويات
طريقة أكل الحبة السوداء
منذ بداية البشرية تعايش الإنسان مع البيئة المحيطة، فحاول تسخير جميع المواد الطبيعية لخدمته فاستخدم الخيرات الطبيعية للطعام، والشراب، والعلاج، ليتمكن من البقاء على قيد الحياة. وحاول الإنسان على مدى قرون عديدة اكتشاف علاجات للأمراض التي تصيب البشر فاستخدم المواد الطبيعية لمكافحتها قبل اختراع الأدوية والمركبات الكيميائية، واستمر الأمر لما أثبتته هذه المواد من فعالية في معالجة العديد من الأمراض المستعصية حتى يومنا هذا، ومنها الحبة السوداء. الحبة السوداء أو ما يعرف باسم حبة البركة أو الكمون الأسود، أما الاسم العلمي لها فهو نيجيلا ساتيفا، وهي نبتة يصل طولها إلى ثلاثين سنتيميتر تقريبًا، ويمكن استخدام بذورها في الطهي كتوابل على شكل حبوب كاملة أو مسحوق، وتستخدم كزيت أيضًا، ويمكن صنع مراهم علاجية منها، ولها خصائص طبية علاجية عديدة، لذا ينصح بإدخالها للنظام الغذائي بكميات قليلة[١][٢].
الفوائد العلاجية للحبة السوداء
أظهرت الدراسات بعد الفحص المختبري للحبة السوداء أن لها العديد من الخواص العلاجية، وأن إضافتها للنظام الغذائي اليومي بجرعات محددة له تأثير إيجابي كبير على الكثير من الجوانب الصحية، نذكر منها ما يلي[٢]:
- تحتوي على مضادات الأكسدة: وهي مواد تمنع تأكسد الخلايا مما يقلل نسبة الإصابة بالأمراض، وتشير الدراسات إلى أنها قد تحمي من بعض الأمراض المزمنة كالسكري، والسرطان، والسمنة، وأمراض القلب، بل وأثبت الدراسات أن زيت الحبة السوداء بحد ذاته مضاد للأكسدة، ورغم ذلك فإننا بحاجة للمزيد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بتأثير هذه المضادات الموجودة في الحبة السوداء على صحة الإنسان، لتوسيع دائرة المعلومات المتعلقة بها ولزيادة معرفتنا بحدود إمكانياتها.
- خفض نسبة الكوليسترول في الدم: وهو مادة تشبه الدهون في الجسم، ورغم حاجة الجسم لنسبة من الكوليسترول إلا أنه يمكن أن تتراكم كمية كبيرة منه، مما يزيد من خطر إصابة القلب بأمراض مزمنة، كما أثبتت الدراسات أن للحبة السوداء فعالية عالية في خفض الكوليسترول الضار في الجسم بل والدهون الثلاثية أيضًا، بالإضافة لخفض نسبة الكوليسترول الضار فقد أثبتت الدراسات زيادة ملحوظة لنسبة الكوليسترول الحميد في الجسم، مما ساعد مرضى السكري كثيرًا كما جاء في دراسة أجريت على 57 مريضًا استعملوه لمدة عام واحد.
- مكافحة مرض السرطان: كما جاء سابقًا فإثبات وجود مضادات للأكسدة في الحبة السوداء دفع العلماء للتفكير بها كمادة مكافحة لمرض السرطان، لما بإمكانه تقييد الخلايا الضارة التي تسهم في تطور المرض، بل وقد وجدت دراسة مختبرية أن هذه الخواص المضادة للأكسدة بإمكانها قتل خلايا سرطانية في عينة سرطان الدم، وساعدت أيضًا في تعطيل عمل خلايا سرطانية في تجربة أجريت على خلايا سرطان الثدي، بالإضافة لفعاليته على أنواع أخرى من السرطان كالبنكرياس، والرئة، وسرطان البروستاتا، وعنق الرحم، والقولون، والجلد.
- المساعدة في قتل البكتيريا الضارة: وهي المسؤولة عن جميع الأمراض المتعلقة بالالتهابات البسيطة منها والخطيرة، كالتهاب الأذن والجلد والالتهاب الرئوي وغيرهم الكثير، كما أثبتت الدراسات المجرية على بعض أنابيب الاختبار أن الحبوب السوداء قد يكون لها القدرة على مكافحة سلالات بكتيرية معينة كالبكتيريا العنقودية مثلًا، وتساعد أيضًا بتثبيط نموها في الجسم، مما يقلل من علامات الالتهاب الذي يعد بطبيعة الحال استجابة طبيعية لمناعة الجسم تدل على وجود بكتيريا ضارة.
- المساعدة في حماية الكبد: إن الكبد عضو مهم لتنقية الجسم من السموم فحمايته مهمة جدًا، فكما جاء في دراسة أجريت على الحيوانات فإن الحبة السوداء قد تساعد في حماية الكبد من الأضرار التي قد تلحق به، وتحمي الكلى أيضًا.
- تنظيم نسبة السكر في الدم: إن استقرار نسبة السكر في الدم مهمة لتلافي حدوث أعراض عديدة على المدى البعيد كالعطش الشديد، وفقدان الوزن غير المبرر، والتعب، وضعف النظر، والالتئام البطيئ للجروح، وتلف الأعصاب أيضًا، كما أشارت بعض الدراسات إلى أن الحبوب السوداء قد تساعد في الحفاظ على نسبة مستقرة للسكر في الدم، مما يمنع حدوث تلك الأعراض الخطيرة التي نحن بغنى عنها.
- تمنع قرحة المعدة: وهي تقرحات تصيب جدار المعدة عندما تتغذى الأحماض على طبقة المخاط التي تبطن المعدة وتحميها، وفي إحدى الدراسات أثبتت فعالية الحبوب السوداء مقارنة بالدواء الشائع لعلاج القرحة.
إلا أن هذه الدراسات تمت على الحيوانات؛ فمقدار فعاليتها على البشر غير معروفة إلى الآن، لذا فنحن بحاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد ما سبق من الفوائد العلاجية.
طريقة استعمال الحبة السوداء
تختلف طرق استعمال الحبة السوداء حسب الهدف من استعمالها، وللحبة السوداء أشكال كثيرة، ونذكر منها[٣]:
- الحبة السوداء الكاملة.
- مسحوق الحبة السوداء.
- زيت الحبة السوداء.
- مرهم الحبة السوداء.
ويمكن استعمال الأشكال السابقة للحبة السوداء بطرق متعددة، نذكر منها:
- التناول عن طريق الفم.
- التطبيق على الجلد.
وأما الجرعات المسموحة لكل حالة، كما جاء في دراسة بحثية علمية عن تأثير الحبة السوداء على بعض الأمراض فهي كالتالي:
- للربو: يمكن تناول غرامان من مسحوق الحبة السوداء عن طريق الفم يوميًا لمدة تصل إلى 12 أسبوعًا، وأيضًا يمكن تناول كمية 500 مليغرامًا من زيت الحبة السوداء لمدة 4 أسابيع مرتين يوميًا.
- لمرض السكري: يمكن تناول غرامًا مسحوق الحبة السوداء مرتين يوميًا عن طريق الفم لمدة 12 شهرًا.
- لارتفاع ضغط الدم: يمكن تناول ما يقارب غرامان يوميًا من مسحوق الحبة السوداء عن طريق الفم لمدة 12 أسبوعًا، بل ويمكن تناول زيت الحبة السوداء أيضًا عن طريق الفم بما يقارب 2 مل مرتين يوميًا لما يقارب 8 أسابيع.
- لألم الثدي: يمكن تطبيق مرهم على الثديين يوميًا، فيحتوي على ما يقارب 30% من زيت الحبة السوداء لدورتين حيضيتين.
الآثار الجانبية والمخاطر
عند أخذ الحبة السوداء بكميات قليلة جدًا كتوابل عن طريق الفم فهي آمنة غالبًا لمعظم الأشخاص وأما بالنسبة لجرعات الزيت والمسحوق منها فهي آمنة في حال الالتزام بالكمية الموصى بها طبيًا ولمدة قصيرة من الزمن، ورغم ذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناولها كعلاج لما يمكن أن تتسبب به من طفح جلدي أو اضطرابات للمعدة ونوبات مختلفة لبعض الأشخاص، لذا وجب التنويه وأخذ الاحتياطات اللازمة في الحالات التالية[٣][٤]:
- حالة الحمل والرضاعة الطبيعية.
- تناولها من قبل الأطفال.
- اضطرابات النزف.
- الإصابة بداء السكري.
- انخفاض ضغط الدم.
- القيام بعملية جراحية.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- الاستخدام الموضعي على الجلد.
ورغم الفوائد الصحية العلاجية التي تقدمها لنا الحبوب السوداء إلا أنه لا يفضل استخدامها كبديل للدواء أبدًا، لذا يجب استشارة الطبيب أولًا قبل المباشرة باستخدامها كمكمل عشبي علاجي، لأن الطبيب بإمكانه إخبار المريض بالتفاعلات المحتملة لاستخدامها مع المركب الدوائي، والآثار الجانبية لها على حسب حالته والتاريخ المرضي له، لذا لا يجب التكهن والتهاون في الأمور الصحية أبدًا.
المراجع
- ↑ "From here to eternity - the secret of Pharaohs: Therapeutic potential of black cumin seeds and beyond", ncbi, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "9 Impressive Health Benefits of Kalonji (Nigella Seeds)", healthline, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "BLACK SEED", webmd, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ "Benefits of black seed oil", medicalnewstoday, Retrieved 2-12-2019. Edited.