محتويات
مفهوم الحب
الحب عاطفة ذات طاقة قويّة، تُسيطر على جميع جوانب الإنسان، فتتحكّم بتصرفاته، ومزاجه، وتفكيره، ووقته، وحالته النفسية، إذ يُولي كلّ اهتمامه وتفكيره واشتياقه للشخص الذي يُحبّه، ويشعر بانعدام الراحة عند غيابه، والغيرة من اهتمامه بالآخرين، ولا يملّ من التواجد معه مهما طال، ويكون على استعداد لتقديم التضحيات، فأن تُحبّ شخصًا يعني أن تكون مُلكًا له[١].
طرق نسيان الحبيب
قد يعتقد البعض أنّ نسيان شخص أحببناه كثيرًا واعتدنا على وجوده في حياتنا من الأمور المستحيلة، لكنّ هذا الأمر غير صحيح، إذ باستطاعة الإنسان أن يتجاوز أي علاقة أو أي شخص يريد نسيانه، باتباع الطرق التالية[٢][٣]:
- التخلص من الأشياء الماديّة التي تُذكّر به: إذ تتوجّب إزالة الهدايا، والصور، والرسائل التي قدّمها الحبيب، وينبغي على الشخص الذي يريد حقًا أن ينسى حبيبه أن يتبرع بنفسه بتلك الأشياء لجهة خيرية مثلًا، فلن تساعده إزالتها من محيطه فقط على التوقّف عن تذكره، لكن حين يأخذها، ويتخلص منها، سيساعدهُ ذلك أن يعي بعقله حقيقة أنّه يريد التخلّص فعلًا من ذلك الشخص، وأن لا عودة له في حياته.
- إغلاق باب التواصل: ويمكن الاستفادة من الطرق التالية:
- أن يتأكد من إنهاء فرص اللّقاء الحقيقيّ أو الإلكترونيّ.
- ألّا يتواجد الشخص في الأماكن التي يعلم أن الحبيب يرتادها.
- أن يحذف أرقامه أو حساباته على أي تطبيق كان يتواصل معه من خلاله.
- أن يبادر هو ويغير رقمه وحساباته، وهذا الأمر سيوفّر عليه معاناة تفقّد هاتفه على أمل وصول رسالة منه، أو الشعور بالخذلان لو سمع عنه أي خبر يتعلّق بارتباط بشخص جديد أو غيره، ويضمن ألّا يتَّصل به في حالة ضعف أو اشتياق.
- التوقف عن أحلام اليقظة: إذ إن رسم صور وأحداث جديدة حتى لو كانت خياليةً، قد تجعل الشخص يدور في دائرة التفكير بالحبيب دون توقّف، فيجد بأحلام اليقظة متسعًا يفرغ فيه ما يتمنى حدوثه على الواقع، وهذا يُعطّل عملية النسيان، والتوقف عن أحلام اليقظة يكون تدريجيًا، وحتى أضعف العقول يمكنها التدرّب على ذلك.
- مقارنة الحبيب قبل وبعد التعامل معه: إذ يجدر بالشخص أن يوجّه لنفسه سؤالًا: ما هو السرّ في انجذابي لذلك الشخص؟ وحين يجيب بأن ما أعجبه به من صفات إيجابية قبل أن يتعامل معه، قد اتّضح أنّها غير حقيقية، فهذا بحد ذاته سيشكّل حافزًا قويّا للنسيان.
- الاهتمام بالنّفس بدل الاهتمام بالحبيب: فعلى الشخص أن يكرّس طاقة اهتمامه التي كان يبذلها للعناية بالحبيب، ويستثمرها للعناية بنفسه، كتحضير وجبة عشاء لذيذة، أو الذهاب في نزهة، أو اقتناء ملابس جديدة.
- حب الذات: إنّ أحد الأمثلة الأكثر شيوعًا لمتلازمة ما بعد الانهيار هو تناول الوجبات الخفيفة، وعدم اهتمام الشخص بنفسه؛ لاعتقاده أنّه لا يستحق عناء الاهتمام، وهذا أمر خاطئ، إذ يتوجّب على الشخص أن يحبّ نفسه، وأن يشعر بحقيقة أنه يستحق عنايته بنفسه.
- الاستقلالية: فعلى الشخص أن يعتاد على الاستقلالية، كأن يُعد فنجان قهوة واحدًا، أو أن يحجز تذكرة سينما واحدةً، أو أن يجلس في مقعد انفرادي في الحافلة.
- استعادة النفس: فعلى الشخص تذكّر ما كان يمارسه من مواهب وأنشطة قبل أن يتعرف على الحبيب، فهذا يساعده على استعادة نفسه من جديد، والارتباط بروتين لا يشعر بنقص وجود الحبيب فيه.
- الاستعانة بالأصدقاء: إذ يُعد الأصدقاء أقوى دعامة حقيقية في لحظات الضعف والانكسار، وبمجرد الانخراط بينهم من جديد وقضاء أوقات أكثر معهم سيعوض ذلك الشخص الكثير من العاطفة الصادقة التي يحتاجها.
- المبادرة بإنهاء الأمر: إذ يشعر الشخص حين يبادر وينهي العلاقة بالقوة، ولا يعيش دور الضحية الذي سيؤلمه فيما بعد، فعلى من يشعر أن شريكه لم يعد يهتم كالسابق، أو يقوم بتصرفات تُعد رسائل غير مباشرة لإنهاء العلاقة، عليه أن يضع النهاية بنفسه ويشتري بذلك كرامته، وإحساسه باحترام ذاته، وهذا سيساعده جدًا في تخطي هذه الأزمة.
- عدم جلد الذات ولوم النفس: إذ من الممكن أن السبب في فشل العلاقة لا يتعلّق بعيبٍ في شخصية الإنسان، ولا بنقصٍ فيها، بل من الممكن أن الظّروف لم تكن مناسبةً للاستمرار، أو ربما يكون الطرف الثاني هو المخطئ، فمن الظلم أن يستمر الإنسان بلوم نفسه، وتذكّر المواقف التي يرى نفسه فيها على خطأ، فكلّ علاقة بين طرفين يحدث أن يرتكب أحدهما الأخطاء.
- التعبير عن الحزن و الفقد: فعلى الشخص أن يمنح نفسه الحقّ بالتعبير عن حزنه ومعاناته وحتى شعوره بافتقاد الحبيب، للأسباب التالية:
- مرحلة الانفصال ليست مرحلةً سهلةً، خاصةً إذا كانت العلاقة طويلةً ومليئةً بالأحداث والتفاصيل وربما الارتباط.
- قسوة الإنسان على نفسه وإصراره على العودة إلى روتينه الطبيعي والانخراط فيها بعد الانفصال مباشرةً سيعرضه لانتكاسة، لأنّه لم يعطِ نفسه مساحةً للتعبير عن حزنه.
- تذكر سلبيات الحبيب: فعلى الشخص التّفكير فيما كانت عليه علاقته بالحبيب فعليًا، وتذكر المواقف السلبية له، فهذا يساعد بالاقتناع بصحة قرار الابتعاد والانفصال .
- الاستفادة من النقد: فحين يعلم الشخص أنّ الحبيب لم يعد يريد الاستمرار معه قد يتراجع احترامه وتقديره لذاته، وهنا عليه أن يستغل الجانب الإيجابي من النقد، ويراجع نقاط الضعف في شخصيته، ويُصلحها من أجل نفسه أولًا، ثم من أجل علاقاته المستقبلية.
- الاستمتاع بالحرية، واعتبارها فرصةً جديدةً للانطلاق: وهنا يجدر بالشخص تحويل نهاية العلاقة إلى بداية مرحلة جديدة أخرى، والانسحاب منها تدريجيًا وبخطى ثابتة.
- استثمار فوائد الوحدة: إذ بإمكان الشخص ممارسة أنواع جديدة من الأنشطة حين يكون وحيدًا؛ كالكتابة، والقراءة، والتنزه.
- عدم اللجوء لعلاقة لأجل النسيان: فعلى الشّخص ألّا يلجأ للدخول في علاقة جديدة من أجل نسيان الحبيب السابق، لأنّ هذا سيعود بنتائج سلبية على الشخص، وسيكون قد تسبب بانكسار شخص آخر لا ذنب له.
- الاهتمام بالصحة الجسدية: فمن الواجب ممارسة الرياضة حتى لو كانت بأبسط أنواعها، فهذا يجدّد النفسية، ويبهج الروح، ويحمي الصحة.
- الاهتمام بالغذاء المتوازن: فعلى الشخص أيضًا تجنّب تناول الكحول أو العقاقير المهدئة، لأنّها ستزيد على ضرره النفسي ضررًا جسديًا.
- الصبر: ومحاولة ضبط النفس قدر الاستطاعة، وتجنّب نوبات الغضب، فقد تتسبّب بإيذاء الشخص أو من هم حوله.
لماذا عليكِ نسيانُ الحبيب بسلام؟
إنَّ معاملتكِ لشخص آخر بسوء أو بطريقة غير إيجابية يجعلكِ تشعرينَ بالغضب، وهذا الأمر من المشاعر غير الطبيعية وغير الصحية أيضًا، وعمومًا إنَّ الغضب يجعلكِ على دراية بالمواقف التي ليست في صالحكِ، وإنّ مجرد التمسك به والاستياء من التجارب السابقة يجعلكِ تشعرينَ بمستقبل أسوأ، ولا يوجد شيء مؤلم أكثر مما يحدث عندما تنتهي علاقة عاطفية بين شخصين كان بينهما كل الود والحب أو عندما يخون طرف من الأطراف الثقة التي منحها للآخر، إذ يُعد ذلك من الأشياء المؤلمة جدًّا، ومن هذا المنطلق يتوجب عليكِ تعلم المسامحة والتصالح مع الأشياء التي حدثت في الماضي أكثر من التركيز على الأحداث المحددة التي وقعت في وقت سابق، بالإضافة لرؤية الأشخاص من منظور إيجابي، لأنَّ غالبية الناس لا يتصرفون بقصد إيذاء شخص آخر مباشرة، بل يتخذون خيارات تجعلهم يشعرون بتحسن، ومن طبيعة البشر أنهم يوجهون نظرهم على المنفعة الذاتية التي لا يُمكن الحصول عليها إلا من خلال التسامح والتصالح مع الآخرين والتعامل معهم بسلام وود حتى لو كانوا مقربين جدًّا وكان من الضروري الانفصال عنهم[٤].
القاعدة النبويّة في الحب
على من يتعرض لفقد واحدٍ من الناس، اللجوء لرب الناس، والالتزام بالقاعدة النبوية التالية: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا) [صحيح الأدب المفرد|خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره].
المراجع
- ↑ Mental Dessert (14-2-2018), "What Exactly Is Love?"، psiloveyou, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ John Alex Clark (27-10-2018), "How To Use Psychology To Get Over Someone Fast (Even If You’re Not ‘Mentally Strong’)"، thoughtcatalog//, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ Christine Lavosky (20-12-2018), "How to Forget Someone"، luvze, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ Jennice Vilhauer Ph.D. (29-8-2015), "5 Ways to Move on From an Ex You Still Love"، psychologytoday, Retrieved 17-12-2019. Edited.