عدد المشركين في غزوة بدر

عدد المشركين في غزوة بدر

عدد المشركين في غزوة بدر

قبل ذكر عدد المشركين في غزوة بدر، فإنه ينبغي ذكر أحداث قصة غزوة بدر العظيمة عامّةً، فعند انتشار خبر حول قافلة تجارية يقودها أبو سفيان بن حرب، والكثير من الروايات تشير إلى أن تلك القافلة كانت تحمل ألف بعير، وكانت محمّلة بالكثير من البضائع التجارية، ولم يكن يحرُسها سوى أربعين رجلًا فقط، لهذا قرر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الخروج مع المسلمين ليُسيطروا على هذه القافلة، وبالتالي يردّون على الكفّار والمشركين الذين استولوا على كافة أموال المسلمين في مكة عند هجرتهم[١].

عندما وصلت الأنباء إلى أبي سفيان بن حرب حول خروج المسلمين للاستيلاء على القافلة، أرسل يطلب النجدة من قريش، فرأت قريش في هذا الأمر فرصة مناسبة لإبادة المسلمين وإنهائهم رغم أن أبا سفيان كان أبلغهم بتغييره لخط السير، وإنقاذه للقافلة، إلا أن أبا جهل -وهو عمرو بن هشام- كان قد حرّض المشركين والكفار لقتال المسلمين، معتبرًا أنّ هذه هي الفرصة المناسبة التي يجب استغلالها لتوجيه ضربة موجعة وقاتلة للمسلمين، وبالتالي فرض هيبة قريش بين القبائل العربية، فخرج المشركون بعدد كبير من المقاتلين حول 1000 مقاتل، في حين لم يكن عدد المسلمين في ذلك الوقت يتجاوز 314 مقاتلًا فقط لا غير[١].


تفاصيل معركة بدر الكبرى

لما بات الأمر بين المسلمين والمشركين متجهًا نحو الحرب والعراك المسلح المباشر، قام الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بمشاورة المسلمين والصحابة -رضي الله عنهم- جميعًا، فقال المهاجرون من الصحابة خيرًا، ومن أشهر من قال من الصحابة المهاجرين هو الصحابي الجليل المقداد بن عمرو، لقوله للنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أن المسلمين لن يقولوا كما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام أن اذهب أنت وربك وقاتلا إنا ها هُنا قاعدون، إنما سوف يقولون بأنهم مع النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- مقاتلين[١].

إلا أن النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يرغب بالتعرّف على موقف الأنصار والتثّبت منه قبل بدء غزوة بدر بقليل، وهذا لعدة أسباب، منها أنهم كانوا محتضنين جدد للدين الإسلامي الحنيف والدعوة الإسلامية، كما أنهم كانوا قد بايعوا النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- بيعةً لم يكن من ضمن بنودها القتال، إنما كانت تتثمل في حمايته صلى الله عليه وآله وسلم ومنعته، وبالتالي فالأنصار لم يكونوا مُلزمين بشيء خارج المدينة المنورة، فكان النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- يرغب بالتثبت من موقفهم ورأيهم، فأعاد طلبه بمشورة الناس مرة أخرى بعد كلام الصحابي الجليل المقداد بن عمرو -رضي الله عنه-، فأجاب الصحابي البارز ضمن صفوف الأنصار، وهو الصحابي الجليل -سعد بن معاذ- فسأل إن كان النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- يقصد الأنصار؟ فأجاب النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بالإيجاب، فرد الصحابي الجليل سعد بن معاذ بأن الأنصار قد آمنوا بالنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- وصدقوه وشهدوا أن رسالة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- هي الحق.

وقال في النهاية للنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بأن يسير بهم على بركة الله سبحانه وتعالى، فسُر النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، واستبشر خيرًا لما سمعه من المهاجرين والأنصار، ومضى بهم، فوصلوا إلى آبار بدر، وهي على بعد 155 كيلو مترًا عن المدينة المنورة، و310 كيلو مترًا عن مكة المكرمة، كما وصل جيش قريش إلى ذات المنطقة، فصف الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- المسلمين وشجعهم على القتال وإخلاص النية لله سبحانه وتعالى، ثم بدأ يدعو الله سبحانه بأن ينصر المسلمين على أعدائهم[١].

وهنا تقدم سادات قريش طلبًا للمبارزة، وقد كان منهم عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وكانوا من عائلة واحدة، وقد كان عتبة بن ربيعة أحد المشهورين بذكائهم في قريش، كما كان يرفض قتال رسول الله -محمد صلى الله عليه وآله وسلم- بعد نجاة قافلة أبي سفيان، إلا أنه رضخ لرغبة أبو جهل، وطلبت قريش من المسلمين أن يخرج لمبارزتهم من المهاجرين، فأخرج النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- عبيدة بن الحراث، وحمزة، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وقد تمكنوا من الانتصار على قادة المشركين؛ مما ساهم في رفع معنويات المسلمين وإحباط جيش المشركين[١].


آثار غزوة بدر الحقيقية

لقد كانت غزوة بدر في السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وهي إحدى الغزوات العظيمة التي خاضها المسلمون ضد المشركين وتكللت بالنصر، فسمّاها الله سبحانه وتعالى بيوم الفرقان، ويوجد الكثير من الآثار لغزوة بدر العظيمة، ومن هذه الآثار: أن غزوة بدر هي الميلاد الحقيقي للدولة الإسلامية والامة الإسلامية أيضًا، بقيادة الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى أكتاف المسلمين، كما عرف فيها المسلمين صفات الأُمة المنتصرة؛ مما دفعهم إلى الاقتداء بها في كافة المعارك التالية لهم، والتي تحقّق لهم فيها النصر؛ فكانوا إن خالفوا نقطة فيها أو بضعة من نقاطها يخسرون تلك المعركة، كما أصبح للأُمة الإسلامية هيبة بين الشعوب والقبائل والأمم، فقد كان العرب قبل ذلك يعتقدون أنها ليست سوى خلاف بسيط[٢].


نتائج غزوة بدر

توجد الكثير من النتائج التي تبعت غزوة بدر العظيمة، وتنبع أهمية غزوة بدر من الانتصارات التي حُقّقت بعد هذه الغزوة العظيمة[٣]، ومنها أن قويت شوكة المسلمين وباتوا ذوي هيبة شديدة في المدينة المنورة، فأصبح من يرغب بغزو المسلمين، يُفكّر كثيرًا قبل القيام بهذا الأمر، كما أدّت إلى ازدياد ثقة المسلمين بالله سبحانه وتعالى، ودخول الكثير من مشركي قريش في الدين الإسلامي الحنيف، واكتسب المسلمون مهارات قتالية وحربية عالية، وقد كانت خسارة المشركين كبيرة وكثيرة، حتى أن أبا جهل قُتل في غزوة بدر، لذا فقد كانت خسارتهم مادية ومعنوية أيضًا[٤].


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

كم عدد الغزوات التي شارك فيها الرسول؟

تختلف آراء العلماء حول عدد الغزوات التي شارك فيها النبي محمد -عليه السلام-، ويشير أغلبهم إلى أنها بلغت 29 غزوة، وقد حدث قتال في 9 منها فقط، وانتهت الأخرى بتحقيق أهدافها دون قتال.


هل شاركت النساء في الغزوات؟

نعم، شاركت الصحابيات في الغزوات، وبعضهنّ شاركن بالقتال، كما كان لهنّ دور كبير في رعاية المرضى والجرحى ومداواتهم، فضلًا عن إعداد الطعام والشراب للمجاهدين[٥].


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "معركة بدر الكبرى"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
  2. "نتائج غزوة بدر على المسلمين والمشركين."، elbalad، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
  3. "ما هي نتائج غزوة بدر و ما هي العبرة منها ؟"، islam4u، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
  4. "نتائج غزوة بدر ومحاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم"، midad، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
  5. "مشاركة النساء في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، 16-3-2004، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :