محتويات
تمر العجوة
تُعد التمور من أنواع الفواكه التي عُرفت منذ القدم، إذ يُعتقد أنها كانت تُزرع منذ ثمانية آلاف عام؛ وتتعدد أنوع التمور بما يزيد عن 100 نوع ، وتُعد التمور من أنواع الفواكه المجففة طبيعيًا، إذ تبلغ نسبة الرطوبة فيها 30% فقط، كما أنها تمتاز بارتفاع نسبة السكريات؛ فضلًا عن أن التمر يُصنَف تبعًا لمظهره ولملمس قشرته الخارجية لعدة أنواع؛ فمنه الصلبُ والجاف وشبه الجاف كتمر دقلة النور، وكذلك الأصناف الليِّنة والكبيرة كالتمر المجهول، ومن الجدير بالذكر أنه لا يتوفر طوال العام؛ إذ إنَّ حصاده يبدأ من شهر آب إلى تشرين الأول فقط، فتُخزن التمور حسب اختلاف نوعها مع مراعاة مدة صلاحيتها؛ وبالنسبة لأنواع التمر المجففة والمبسترة فتكون صالحةً مدة 6 أشهر عند تخزينها في حافظات مخصصة ومغلقة في درجة حرارة الغرفة، وسنة واحدة في الثلاجة، ويمكن تخزين التمور الطرية وشبه الطرية مثل تمر دقلة النور مدةً تصل إلى 18 شهرًا في الثلاجة، وسنة في درجة حرارة الغرفة، وتجدر الإشارة إلى أنّ عملية البسترة تمنع التعفن[١].
كما يُمكن تناول التمر بأشكال وطرائق مختلفة؛ فيمكنكِ أكله طازجًا أو مجففًا، أو إضافته إلى العصائر، والبعض يستخدمه في الحلويات، إذ يُحشى التّمر باللوز أو الفستق من الداخل، وغير ذلك الكثير من وصفات الطعام التي يدخل فيها التمر، ومن العلامات التي تُشير إلى أنّه قد فسد؛ خروج رائحة حمضية منه، أو يكون التمر قاسيًا للغاية، أو يتبلور السكر على سطحه[٢].
فوائد تمر العجوة للحامل
من الجدير بالذكر أنّ التمر من الأغذية المفيدة والمهمة للنساء الحوامل، إذ يُحفز توسع عُنق الرحم، وبالتالي تحفيز بداية المخاض في الولادة الطبيعية، كما يُقلل من الحاجة لاستخدام الطلق الصناعي، لذا تُنصح الأم الحامل بتناوله بكثرة في الشهر التاسع، وقد وجدت دراسة أجريت على 91 من السيدات الحوامل اللواتي تناولن ما بين 70 إلى 76 غرامًا من التمور يوميًا ابتداءً من الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، إذ استغرق المخاض النشط لديهن 4 ساعات غالبًا وذلك مقارنةً بالنساء اللواتي لا يتناولنه[٣].
التمر يساعد على التقليل من مُدّة الولادة، فقد أشارت إحدى الدراسات التي أُجريت على 69 من النساء الحوامل اللواتي تناولن 6 تمرات في اليوم لمدة أربعة أسابيع قبل موعد الولادة، إذ إن 20% خُضن مراحل الولادة الطبيعية واحتجن فترة مخاض أقل من غيرهن اللواتي لم يتناولن التمر[٤]، ويحتوي التمر على مركباتٍ ترتبط بمستقبلات الأوكسيتوسين، ولها تأثير يشبه تأثير هرمون الأوكسيتوسين على انقباضات الرحم خلال عملية الولادة، وقد وجدت دراسة ثالثة نتائجَ مشابهةً، إذ شملت الدراسة 154 امرأةً حاملًا، فتبين خلال الدراسة أن النساء اللاتي تناولن التمر خلال فترة الحمل كنّ أقل عرضةً لتحفيز الولادة من خلال استخدام الطلق الصناعي مقارنةً مع غيرهن من النساء الحوامل اللواتي لا يتناولنه[٥].
رغم الآثار الإيجابية للتمور على تقليل مدّة الولادة وتعزيزها؛ إلّا أنَّه توجد حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من هذا التأثير، كما تجدر الإشارة إلى أنّ التمور تحتوي على مُركباتٍ تدعى العفص، إذ تؤدي هذه المركبات دورًا حيويًا في تسهيل انقباضات الرحم خلال المخاض، كما أنها مهمة للحفاظ على مستوى الطاقة خلال المخاض؛ فهي مصدر جيد للسكريات والسعرات الحرارية[٦].
فوائد التمر لجسم الإنسان
يمدّ التمر جسم الإنسان بالعديد من الفوائد الصحية، ونذكر منها ما يأتي[٦][٧][٨]:
- يُعد مصدرًا جيدًا للطاقة: فالتمر غني بالسكريات الطبيعية، مثل: الفركتوز، والجلوكوز، والسكروز، فالمسلمون حول العالم يفطرون على التمر والماء؛ إذ يساعد ذلك على تجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار ويرفع من مستوى الطاقة في الجسم، لذلك يستهلكه الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم باعتباره قليل الدسم، إذ يُعد وجبةً خفيفةً وسريعةً عندما يشعرون بالخمول؛ فهو يساعد في رفع واستعادة مستويات الطاقة بسرعة والعودة بنشاط إلى العمل[٧].
- يحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة: يحتوي التمر على مستويات أعلى من مضادات الأكسدة مقارنةً بالفواكه الأخرى مثل التين والخوخ المجفف، ومن الجدير بالذكر أن مضادات الأكسدة تحمي من تأثيرات الجذور الحرة التي تُعد مركباتٍ غير مستقرة تُلحق الضرر بجسم الإنسان وخلاياه، ومن أهم مضادات الأكسدة التي يحتوي عليها التمر[٦]:
- الفلافونويدات: تُعد من مضادات الأكسدة القوية التي تحمي من الالتهابات وتُقلل منها.
- الكاروتينات: تُعزز صحة القلب وتسهم في التقليل من خطر الإصابة باضطرابات العين كمرض التنكّس البقعي.
- أحماض الفينوليك: تحمي من أمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، فهي تمتلك خصائصَ مضادةً للالتهابات.
- يعزز صحة الدماغ: يُعد التمر من الفواكه التي تُحسن وظائف الدماغ وتحمي من الالتهابات التي تصيبه، فقد أظهرت دراسة أجريت على فئران كان طعامها مضافًا إليه التمر، تميزها بذاكرة وقدرة تعلم أفضل، وسلوكيات أقل مرتبطة بالقلق[٩]، ويُعد الإنترلوكين 6 من مؤشرات الالتهاب في جسم الإنسان؛ إذ إنّ ارتفاعه قد يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر، وقد أظهرت الدراسات قدرة التمر على التقليل من المستويات العالية للإنترلوكين 6 وبالتالي المساعدة في إبطاء تقدم مرض ألزهايمر والخرف[١٠].[٦].
- يُعد من المحليات الطبيعية: يُعد من المصادر الطبيعية للسكر والموجودة في الفواكه، فهو يحتوي على سكر الفركتوز، لذلك يُمكن استخدامه كبديل للسكر المكرر وإدخاله إلى وصفات الطعام لا سيما الحلويات، فإذا كانت الوصفة تحتاج إلى كوب واحد من السكر على سبيل المثال، فيمكن استعمال كوب من معجون التمر بدلًا من السكر، وبما أنّ التمر يحتوي على كمية عالية من السكر والسعرات الحرارية؛ فلا بد من الاعتدال في استهلاكه[٦].
- تدعيم صحة العظام: يحتوي التمر على معادن مهمة لصحة العظام، كالمغنيسيوم، والفسفور، والبوتاسيوم، والكالسيوم التي تدعم وتساهم في الوقاية من أمراض العظام مثل هشاشة العظام[٦].
- يحتوي على الألياف: يساهم تناول الألياف في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، إذ إنّ تناول التمر يحمي من الإصابة بالإمساك، كما أنّه يساعد على تنظيم حركة الأمعاء الطبيعية، وقد أشارت دراسة أجريت عام 2005 إلى أن الفواكه المجففة مثل التمور تحتوي على مستويات عالية من الألياف الغذائية لا سيما غير القابلة للذوبان، فالألياف غير القابلة للذوبان الموجودة في التمور تحسن عملية الهضم الصحي عن طريق زيادة البراز وتساعد أيضًا في تخفيف أعراض الإمساك[٧].
- تحسين صحة القلب:يحمي من أمراض القلب وتصلب الشرايين عن طريق تخفيض مستوى الدهون الثلاثية والإجهاد التأكسدي، كما يحتوي على نسبة من البوتاسيوم الذي يخفض ضغط الدم وبالتالي يحد من الإصابة بالسكتة الدماغية، وأمراض القلب، والأوعية الدموية[٧].
- يعالج الضعف الجنسي:يزيد التمر الرغبة الجنسية ويعالج العقم لدى الرجال، إذ يحتوي على مواد تزيد عدد الحيوانات المنويّة وحركتها[٧].
- يساعد على علاج فقر الدم: فالتمر مصدر من مصادر الحديد الطبيعية الذي يُسبب نقصه مرض فقر الدم[٧].
- يعالج الإسهال المزمن: يفقد الجسم كميةً كبيرةً من الأملاح الضرورية خلال الإسهال ومنها البوتاسيوم الذي يُمكن تعويضه عن طريق أكل التمر[٧].
- يحافظ على صحة الجهاز الهضمي: يحتوي التمر على نسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان والألياف غير القابلة للذوبان، وأنواع مختلفة من الأحماض الأمينية التي تسهل الهضم ومرور الطعام في الجهاز الهضمي، وتقي الألياف من الإصابة بالبواسير ومرض الارتداد المِعدي المريئي[٧].
- يمنع الإصابة بالعمى الليلي: يُعد التمر غنيًا بالكاروتينات وفيتامين أ الذين يساعدان في منع العمى الليلي والحفاظ على الرؤية الواضحة[٧].
- تخفيف أعراض الحساسية: التمر يُعد علاجًا مناعيًا فعالًا في تقليل الالتهابات لدى مرضى التهاب الأنف التحسسي[٧].
- يساعد في الحصول على شعر صحي: يحتوي التمر على فيتامين ب 5 الذي يؤدي نقصه إلى تقصف الشعر وخفته وتساقطه[٨].
- يحافظ على صحة الأسنان: إذ يحتوي التمر على مادة الفلورين، وهي مادة تُقوي مينا الأسنان، مما يساهم في المحافظة على الأسنان، والوقاية من تعرضها للتسوس[٨].
العناصر الغذائية في التمر
يجب على المرأة أثناء فترة الحمل الاهتمام بصحتها وصحة جنينها، ويعد الغذاء أهم أشكال هذا الاهتمام، فيجب عليها تناول الأغذية المفيدة التي تحتوي على العناصر الغذائية المهمة وتجنب الضار منها. ونخص بالذكر في هذا المقال التمر وفوائده للمرأة الحامل. يعد التمر من أغنى النباتات بالعناصر الغذائية التي تساهم في بناء الجسم وإمداده بالطاقة اللازمة؛ لذلك نراه ضيفًا ملازمًا بحلول شهر رمضان المبارك، ومن أهم هذه العناصر[١١]:
- الفيتامينات والمعادن مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، وفيتامين (ب6)، وفيتامين (ك)، والحديد.
- الألياف الذائبة في الماء.
- مضادات الأكسدة.
- السكريات الطبيعية والكربوهيدرات.
الوقت المناسب لتناول التمر
يمكن البدء بتناول التمر بوقت مبكر من الحمل، لكن يجب تناوله باعتدال؛ لأن التناول المفرط يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية أخرى، وتختلف كل فترة بالحمل عن الأخرى بحاجتها إلى تناوله والكمية المسموحة لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناوله[١٢].
الثلث الأول من الحمل
يجب تناول التمر في فترة الثلاث شهور الأولى من الحمل لكن بكميات قليلة، لما له من أهمية في تليين الأمعاء فيساعدها على الحركة بسلاسة، وهو ما تحتاجه المرأة في الفترة الأولى من الحمل بسبب الإمساك المتوقع إصابتها به.
الثلث الثاني من الحمل
ينصح بتجنب تناول التمر في هذه الفترة لأن نسبة الإصابة بسكر الحمل تكون مرتفعة، ويمكنك استشارة طبيبك الخاص لأن كمية قليلة منه لن تسبب الضرر.
الثلث الثالث من الحمل
تبدأ هذه الفترة من الأسبوع السادس والثلاثين والسابع والثلاثين من الحمل، وتعد الفترة الأهم لتناول التمر؛ لما له من فائدة وأثر في جعل فترة المخاض أقصر وأسهل ويحدث تلقائيًا دون الحاجة إلى التدخل الطبي بشكل كبير.
أسئلة تُجيب عنها حياتكِ
تُوجد بعض الأسئلة التي تسألها السيدات حول فوائد العجوة للحمل ومن هذه الأسئلة ما يأتي:
متى تأكل الحامل التمر؟
بدايةً لا ينصح بتناول كميات كبيرة من التمر، أما في فترة الحمل الأخيرة، أي قبل موعد الولادة بثلاثة أو أربعة أسابيع، ينصح بتناول 70 إلى 75 غرام يوميًا، أي ما يعادل ست تمرات[١٣]، وإذا كنتِ لا تحبين طعم التمر بإمكانك تناوله بإضافته إلى مكونات أخرى مثل الشوفان أو زبدة الفول السوداني أو المكسرات والشوكولاتة.
ما هي أضرار التمر على الحامل؟
عند تناول التمر في أول الحمل يمكن أن يُتسبب في الإجهاض، كما يمكن أن يُسبب بعض ردات الفعل التحسسية للنساء اللواتي يتحسسن منه قبل الحمل[١٤].
المراجع
- ↑ Barbie Cervoni (14-10-2019), "Dates Nutrition Facts"، verywellfit, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ Rachel Nall (23-7-2018), "?Are dates healthful"، medicalnewstoday, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ "Effect of Dates in Late Pregnancy on the Duration of Labor in Nulliparous Women.", ncbi, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ "The effect of late pregnancy consumption of date fruit on labour and delivery.", ncbi, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ "Date fruit consumption at term: Effect on length of gestation, labour and delivery.", ncbi, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Brianna Elliott (21-3-2019), "8Proven Health Benefits of Dates "، healthline, Retrieved 29-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Meenakshi Nagdeve (21-11-2019), "13 Proven Health Benefits Of Dates"، organicfacts, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Asmau Mohammed (12-10-2019), "Amazing Health Benefits of Dates Fruit"، healthtian, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ "Diet rich in date palm fruits improves memory, learning and reduces beta amyloid in transgenic mouse model of Alzheimer's disease", ncbi, Retrieved 29-12-2019.
- ↑ "Beneficial effects of date palm fruits on neurodegenerative diseases", ncbi, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ Natalie Butler, RD, LD (2016-4-27), "?Are Dates Good for You"، healthline, Retrieved 2018-11-22. Edited.
- ↑ Aliya Khan (2018-3-13), "Consuming Dates during Pregnancy"، firstcry parenting, Retrieved 2018-11-22. Edited.
- ↑ Maura Winkler, CNM, IBCLC (2018-11-5), "?Dates During Pregnancy: Do They Really Ease Labor"، mama natural, Retrieved 2018-11-22. Edited.
- ↑ "Is Eating Dates During Pregnancy Safe — and Can It Help Labor?", healthline, Retrieved 18-3-2020. Edited.