كم هي عدة المطلقة

كم هي عدة المطلقة

لماذا فرض الإسلام العدّة؟

فرض الله عز وجل على المرأة المسلمة العدّة بعد وفاة زوجها أو طلاقها لعدّة أحكام، أوّلها التأكّد من عدم الحمل لتجنب اختلاط الأنساب، واحترام المتوفي وحفظ عهد زوجته به، وعدم رؤيتها وتطلّعها للرجال من حين وفاته لحين انتهاء عدّتها، وتختلف العدة للمطلقة من حالٍ لآخر، إذ إنّ العدة ليست مقرونة فقط بالحمل للرغبة بالتأكد من وجوده أو عدمه بل لعدّة أسباب، كذلك فُرضت العدّة على المرأة التي دُخل بها والتي لم يُدخل بها سواءً أكانت صغيرة أم كبيرة ، أما عن عدّة المرأة المتوفى عنها زوجها فهي ثابتة أربعة أشهر وعشرة أيام[١].


كم هي عدّة المُطلّقة؟

إن تزوجت المرأة وطلّقها زوجها قبل الدخول والخلوة الشرعيّة بها، فلا عدّة عليها بتاتًا، إذ يجوز لها الزواج من غيره حال وقوع الطلاق دون الحاجة لانتظارها أيّام كعدّة المدخول بها، وإن دخل بها الزوج وحصل بينهما الجماع في هذا الحال تقع عليها العدّة كاملةً عند الطلاق، ولعدّة المُطلّقة عدّة أوجه، وهي كما يلي[٢]:

  • المُطلّقة الحامل: تنتهي عدّة المرأة المُطلّقة بمجرد وضع مولودها، فعلى سبيل المثال إذا طلّقها زوجها في الصباح، ووضعت حملها في نهاية اليوم فعدتها تنتهي في ذات اليوم أي بالوقت الذي أنجبت به مولودها، ورُبما يُطلّقها زوجها في بداية حملها لذا لا بدَّ لها من الانتظار حتى انقضاء فترة الحمل تمامًا ووضع المولود، ثم تنتهي العدّة، والدليل قوله تعالى: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ) [الطلاق:4].
  • المُطلّقة التي تحيض: في هذا الحال تكون المرأة غير حامل ويأتيها الحيض، لذا فإنَّ عدّتها ثلاث حيضات بعد وقوع الطلاق، بأن يأتيها الحيض الأول فتتطهر منه، والحيض الثاني وكذلك تتطهر منه، ثم الحيض الثالث وتتطهر منه، بغض النظر عن الوقت الواقع بين الثلاث حيضات أكان قصيرًا أم طويلًا فالمهم هو حيضها لثلاث مرات متتالية، وبذلك تكون عدّتها قد انتهت، ومما يستوجب ذِكره أنَّه وفي حال طُلّقت المرأة وهي تُرضع ولا يأتيها الحيض بسبب الرضاعة، فإنَّها تبقى في العدّة لحين انقضاء فترة الرضاعة ومجيء الحيض لها ثلاث مرات متتالية، والاستدلال على ذلك بقوله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ) [البقرة:228].
  • المُطلّقة التي لا تحيض: يكون سبب عدم الحيض هنّا إما بسبب صِغر سِنّها أو كِبرها في العمر وأصبحت من الآيسات فانقطع عنها الحيض، فالعدّة للمطلقة في هذا الحال ثلاثة أشهر، والاستدلال على ذلك بقوله عز وجل: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ) [الطلاق:4].
  • المُطلّقة المرفوع عنها الحيض دائمًا: معنى رفوع الحيض هنا هو التأكّد من عدم مجيء الحيض بتاتًا كالمرأة التي يُستأصل رحمها، فعدّتها في هذا الحال كعدّة الآيسة ثلاثة أشهر.
  • المُطلّقة المرفوع عنها الحيض مؤقتًا: في هذا الحال تعلم المرأة بأنَّ سبب عدم مجيء الحيض مؤقت ويعود بمجرد زوال سبب الرفع، وعلى المرأة في هذا الحال الانتظار لحين عودة الحيض ثم الاعتداد به.
  • المُطلّقة التي تجهل سبب عدم مجيء الحيض: إذا لم تعرف المرأة السبب في عدم مجيء حيضها، فقد أجمع العلماء على أن تكون عدّتها سنة كاملة، مفصلة بتسعة أشهر للحمل، أو ثلاثة أشهر للعدة.


عدّة المطلقة ثلاثًا

عندما تُطلّق المرأة ثلاث مرات يُسمى هذا النوع من الطلاق طلاقًا بائنًا بينونة كبرى، وفي هذا الحال لا يجوز للمرأة البقاء في بيت زوجها ولا تحق لها النفقة إلاّ في حال أن تكون حاملًا، إذ يتوجّب على الرجل الإنفاق على ولده وفي الحمل ولا يستطيع النفقة على ولده إلا بالإنفاق على الأم، ويتوجب عليه أيضًا دفع أجرة الإرضاع، واستدل على ذلك بما رواه مسلم: (دَخَلْتُ علَى فَاطِمَةَ بنْتِ قَيْسٍ فَسَأَلْتُهَا عن قَضَاءِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَلَيْهَا، فَقالَتْ: طَلَّقَهَا زَوْجُهَا البَتَّةَ، فَقالَتْ: فَخَاصَمْتُهُ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ، قالَتْ: فَلَمْ يَجْعَلْ لي سُكْنَى، وَلَا نَفَقَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ في بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


وقد اختلفت الروايات عن جواز قضاء العدة في بيت الزوج؛ فبعض المذاهب اتجهت بأنّها تستحق المسكن والمأوى كالمذهب الشافعي وفقهاء المدينة السبعة ومالك، أمّا مذهب علي وابن عباس والحسن وغيرهم فقد ذهبوا إلى أنّ المرأة ليس لها نفقة ولا سكنى، واتّجه الفقهاء العراقيين إلى استحقاقها للنفقة والمسكن، ولكن يجوز لها الاعتداد في بيت زوجها إن سمح لها الزوج بذلك مع الاشتراط باحتجابها عليه كونه بات أجنبيًا ومُحرّمًا عليها بسبب وقوع الطلاق البائن، والأفضل لها قضاء عدّتها في بيت أهلها تجنّبًا للفتنة والوقوع في الحرام[٣].


عدّة المطلقة العاملة

الأصل في العدّة للمرأة عند حدوث الطلاق قضاء عدّتها في منزل زوجها، وإن اضطرت للخروج يجب خروجها ورجوعها نهارًا قبل حلول الليل لتبيت في منزل زوجها، أما المرأة العاملة التي يصعب عليها الحصول على إجازة لقضاء فترة العدّة، فبحسب قول الإفتاء لا مانع بخروجها لعملها المُباح[٤].


طرق إعادة ثقة المرأة بنفسها بعد الطلاق

يتسبب الطلاق بالكثير من الأثار النفسيّة والألم والمشاعر القاسية للمرأة، فضلًا عن تأثيره السلبي على احترامها لذاتها وثقتها بنفسها، لذا في ما يأتي مجموعة من النصائح لمساعدة المرأة على استعادة ثقتها بنفسها بعد وقوع الطلاق[٥]:

  • عدم التفكير بالطلاق على أنَّه بداية الفشل، إذ يجب اعتباره مرحلة سيئة وانقضت ويُوجد الكثير من الأمور الجيّدة بالانتظار، وهو مجرد الانتقال لمرحلة تاليّة، ويُمكنها الاستفادة من تجربتها السابقة.
  • الابتعاد عن الحزن على الشيء المفقود، والبحث عن الأفضل في المستقبل.
  • عدم السماح للعواطف بتوجيه السلوك، فمن المؤكّد بأنَّ المرأة المُطلّقة غاضبة وحزينة ورُبما يدفعها ذلك للتسرع بالبحث عن شريك آخر، فهذا تصرف خاطئ يُفضّل تروّيها قبل فِعل ذلك.
  • إيقاف الخوف على الأطفال والتحسس من ردة فعلهم على الطلاق، فعيش الأطفال في جو أُسري مليء بالمشاحنات والصراعات أسوأ بكثير من اللجوء للطلاق.
  • تجنب ذم الطرف الآخر من العلاقة أمام الأطفال، إذ يُسبب لهم الأمر شعورًا بالتشتت ما بين الأب والأم، فضلًا عن الأذى الذي يُصيب مشاعرهم المرهفة.
  • الاتجاه لممارسة الرياضة، فإن كانت المرأة غير قادرة على فِعل ذلك قبل الطلاق فالآن بات الوقت مُناسبًا للنهوض بالنفس من جديد، فلا شيء أفضل للروح من منحها الراحة البدنيّة، فبذلك تزداد الثقة بالنفس، ويتعزز المزاج الجيد.
  • البحث عن الدعم، فالاتجاه للتقرب من الأشخاص الذين يدفعون بالمرأة المطلقة للأمام يعزز ثقتها بنفسها، كأحد المختصين النفسيين، والمجتمعات الصغيرة للمطلقين، ويُفضّل مناقشة تجربة الزواج للشعور بالراحة والرضا، والاستفادة من تجارب الآخرين.


المراجع

  1. "العدة وبيان الحكمة منها"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-09. بتصرّف.
  2. "عدة المرأة المطلقة"، الإسلام سؤال وجواب، 2004-04-18، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-09. بتصرّف.
  3. "أين تعتد المطلقة ثلاثا؟"، الإسلام سؤال وجواب، 2008-12-01، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-09. بتصرّف.
  4. "حكم خروج المعتدة للعمل"، إسلام ويب، 2005-02-16، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-09. بتصرّف.
  5. Tina Gilbertson LPC (2016-08-17), "7 Ways to Get Your Self-Esteem Back After Divorce", psychologytoday, Retrieved 2020-10-09. Edited.

فيديو ذو صلة :